دام برس
مع اقتراب سنوية الحراك السوري الذي ولد في شهر جمع ثورات الغضب والبعث والحنان وبعد مايقارب 360 يوم من اجتماع التناقضات في هذا الحراك يستطيع المتابع أن يلحظ الصورة التي رسمها فنانوا هذا الحراك على مدى الأشهر الماضية فالمشهد الآن أن بعض الشعب يريد إسقاط النظام (مع تحفظنا على خطأ المصطلح) والبعض الآخر يريد الحفاظ عليه وأغلب البعضين يريد الركوب على الآخرين ليسقط وطن
المعارضة وإحراق المكتسبات:
هذه المعارضات التي استحصلت خلال عام بجهود غيرها لا بفطنتها و نتيجة للمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية على مالم تستطع الحصول عليه خلال أربعين عام مضت
فاليوم أصبح لمجلسها كرسي يجلس عليه رئيس انتخبه أشقائنا الخليجيون لنا يرتدي بدلةً تشبه مايلبسه الرؤساء, وله قنوات إعلامية تنقل (صراخه) ومحللين سياسيين يحاورونه ,وأصبح مصطلح المعارضة السورية متداولاً في المحافل الدولية وعلى وسائل الإعلام حتى الرسمية السورية منها وقد استطاعت بمجلسها التي تشوبه مئات الأخطاء أن تحقق لها مكانة ولو كانت إعلامية..
فماذا لو كانت هذه المعارضات شريفة تريد بالفعل مصلحة سوريا وبدأت بإستثمار المكتسبات و دخلت في مفاوضات مع السلطة في سوريا التي تعي تماماً أنه لارجوع إلى ماقبل آذار 2011 ولكانت أخذت موقعاً في صنع القرار وبدأت بتنفيذ مشروعها الذي حسب زعمها إصلاحي تطويري حر
لكن أهم المشكلات التي تعاني منها المعارضات السورية (وماأكثرها) هي :
عدم وجود القاعدة الشعبية لشخصيات المعارضة السورية التي لم تستطع رغم ملاينها وداعميها ووسائل إعلامها أن تستقطب جمهوراً يعول عليه لرسم ملامح حياة سياسية للمرحلة القادمة التي لم تفكر بها أصلاً بل على العكس إن وجود هكذا معارضات أدى إلى شرذمة الجمهور المعارض وتوحيد صفوف من كان مؤيداً
وأيضاً تعاني المعارضات السورية من عدم وجود مشروع واضح يرسم ملامح الحياة المجتمعية التي ينادون بها بل حصر مشروع المعارضة بإسقاط النظام والتطلع لكرسي الرئاسة كلف ماكلف وهذا أيضاً جعل الكثيرين يمتنعون عن الدخول إلى نفق مظلم لايرى أغلب الصامتين نهايته
إذاً نحن أمام صراعٍ على سلطة ..
بدأ باللعب على مشاعر السوريين وإستغلال نقاط الضعف في الحكومة السورية (وماأكثرها ) ثم تحول لصراع مسلح علني..
نحن اليوم بحاجة لمعارض يتصرف بذكاء أكثر ..
بحاجة لمن يقود هذا الحراك ويستثمره لمصلحة الوطن لا الأفراد
نرغب برئيس للحكومة يحسب على المعارضة ينفذ مشاريع تقنع الجمهور بأن المعارضة مشروع وفكر ..لا مهنة
نريد معارضاً لايظهر على شاشة الفضائية السورية ويتغنى بإصلاح الدولة الحالية ومشروعها التطويري الذي نتج عنه دولار ب 100 ليرة
نريد معارضا لايقول أنه غير مقتنع بالدستور ويصوت بنعم ...
بعد عام من الحراك السوري نبحث عن قائد لمعارضتنا ...