دام برس :
لم يبرز بعد دور البحرية الروسية في العملية العسكرية الراهنة في أوكرانيا، ولكن الرئيس فلاديمير بوتين لم يتردّد في إرسال الرسائل في شتى الاتجاهات، منذ اليوم الأول لبدء العملية، بل منذ شهر، حين نقلت موسكو قطعاً بحرية نوعية باتجاه منطقة عمل تنتشر فيها عادة البحرية الأميركية وحلفاؤها.
ونشرت موسكو بالفعل 3 قطع بحرية في البحرين الأسود والمتوسط مطلع الأسبوع الفائت، في مواجهة قطع بحرية تابعة للناتو، حيث تنتشر حالياً "أر تي أس موسكفا" في بحر إيجه، و"أر تي أس مارشال أوستينوف" جنوب الساحل الإيطالي آتية من الأسطول الشمالي، و"أر أف أس فارياغ" بمحاذاة الساحل السوري بالقرب من القاعدة البحرية في طرطوس، آتية من الأسطول الروسي في المحيط الهادئ.

ويبلغ وزن القطعة البحرية الروسية الواحدة من هذه الثلاث نحو 500 طن، وهي قادرة على حمل 16 صاروخ كروز بطول 12 متراً للصاروخ الواحد المجهّز برأس نووي زنة الواحد منها ألف كيلوغرام.
هذه القطع الروسية صُمّمت في منتصف السبعينيات لمواجهة حاملات الطائرات الأميركية العملاقة، من خلال قوتها النارية المدمرة وسرعة صواريخها، فضلاً عن قدرتها العالية على المناورة.

ويُعَدُّ نشر القطع البحرية الروسية المذكورة في أماكن انتشارها الحالية بمنزلة تحدٍ واضح للقطع البحرية الأميركية والفرنسية والإيطالية العاملة في المنطقة.
وتوجد المجموعة الهجومية "هاري ترومان" في البحر الأدرياتيكي بقيادة حاملة الطائرات النووية وقوتها الضاربة، بعد أن أعطت وزارة الدفاع الأميركية أوامر لها أواخر كانون الأول/ديسمبر الفائت بالبقاء في المنطقة. كذلك تنتشر حاملة الطائرات الإيطالية "سافور"، وعلى متنها مقاتلات "أف 35"، وحاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" في المتوسط.

وبعد دراسة طبيعة الانتشار الروسي غير المألوف، سارعت الولايات المتحدة إلى استدعاء قطع بحرية إضافية إلى نطاق الأسطول السادس المسؤول عن البحر المتوسط، حيث باتت تنتشر 12 مدمرة أميركية تحمل صواريخ موجّهة.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تزعم أن قطعها البحرية أكثر تطوراً من القطع البحرية الروسية، فإن الخشية الرئيسية لدى الأميركيين هي من قدرة الروس على "إغراق" القطع الأميركية بالنيران في حال حدوث مواجهة.

ويحرص القادة العسكريون الأميركيون على تفادي استفزاز الروس في البحار حتى الساعة، بحسب ما تشي تصريحات قائد العمليات البحرية في البنتاغون مايك جيلداي، الذي يؤكد في تعليقاته الدورية على العملية العسكرية الروسية عدم رغبة واشنطن بالتسبّب في "سوء تفاهم" في أعالي البحار.
وفي حين لا تزال الجبهة في البحر رهن الهدوء الحذر، من المتوقع أن تزداد احتمالات اشتعال هذه الجبهة مع تدفّق المساعدات العسكرية الأطلسية والأميركية إلى أوكرانيا عبر طرق إمداد مختلفة.