Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مائدة مفاوضات «زبدانيّة» جديدة: المقايضة هي الحل!

دام برس :

عاد صدى المفاوضات ليخترق ضجيج المعركة في الزبداني مجدداً ، لكن هذه المرّة مع عنوان يطرح المقايضة بشكلٍ أساسي لإنهاء القتال، يساعده في ذلك تقدم حزب الله والجيش السوري نحو وسط المدينة.

لا شك بأن تقدّم المقاومة في الأيام الماضية، خاصةً بعد إنهيار الهدنة الثانية، مثّل عقدةً بالنسبة إلى المسلحين، فقواتها باتت على تخوم وسط المدينة من عدة جهات، وهي باتت تخترق خطوط دفاع في الوسط من جهة الغرب متمكنةً من القبض على شرايين حياوية أساسية بالنسبة إلى المسلحين، تمثل ذلك من خلال الإمساك نارياً بالمستشفى الميداني الوحيد المجهز، بالاضافة إلى أحد أهم المقارات القيادية التابعة لحركة أحرار الشام .

حُصر المسلحون إذاً في الوسط. لا ارقام محدّدة تتحدث عن قوتهم، تتقاطع المصادر حول أرقام تلامس الـ 600 مسلح، فيما تقول أوساط مفاوضة وسطية انها تقترب من مستوى الـ 800. هؤلاء باتوا عالقين في وسط الزبداني ، مقبوضُ عليهم من كافة الجهات، القتال بالنسبة إليهم، كما للمقاومة و الجيش السوري مسألة قتال حياة أو موت ، فالفرص هنا ليس متوفرة بقدرٍ كافٍ، هنا، الخلاص يمرّ بأمرين لا ثالث لهما، إما الموت أو الإستسلام.

مفاوضات الإستسلام وضعت على طاولة المفاوضات في الجولتين الماضيتين. في الجولة الأولى فُتح التباحث على مصراعيه، ووصلت المفاوضات إلى العمق وبحثت مصير المسلحين وطرق إخراجهم، حصل الإختلاف على الوجهة، وهنا لامس التدخل التركي خيوط الحل مسقطاً إياه. في الجولة الثانية أي الأخيرة، لم يصار للتباحث كثيراً بموضوع مصير المسلحين، كانت المفاوضات محصورة بإخراج الجرحى وإدخال المساعدات ومحاولة تمديدها حتى يصار إلى التباحث بشكلٍ أوسع في الأمور العالقة في المرحلة الماضية.

اليوم، تعود المفاوضات، أقله من منطق التسريبات، فمصادر ” الحدث نيوز ” تؤكد ان جولةً جديدةً من المباحثات يُعمل على عقدها في تركيا ايضاً، كون المفاوض الإيراني ما زال موجوداً هناك. الجهات المفاوضة في المرحلة القادمة، جديدة كما الطروحات أيضاً، يُرصد من خلال التسريبات تغيّراً جذرياً في التفاوض، ربما أتى ذلك بعد إدراك الجميع ان المواضيع السابقة كانت موضع فشل وان العودة لنفس الأسلوب او المواضيع لن سعود عليها إلا بفشلٍ جديد.

جهات جديدة دخلت على عامل التفاوض. لم يعد الأمر محصوراً بـ “حركة أحرار الشام” التي نالت تفويض الجماعات المسلحة بوقتٍ سابق. اسباب كثيرة غيّرت في معادلة التفاوض، فالميدان بالنسبة إلى المعارضة خرج من يد “أحرار الشام” بعد دخول جبهة النصرة و جيش المهاجرين في المعركة بقوة على جبهة الفوعة –كفريا ، ايضاً، هناك تململ من قبل الفصائل من مفاوضي “الحركة” الذي تقلّبوا مراراً وفاوضوا من خارج ما فوّضوا عليه، على ما تؤكد المصادر.

خرق آخر حصل على جبهة المعارضة، تمثل بـ ” فيلق الشام “، أحد مكونات جيش الفتح في إدلب، الذي اعلن قبل ايام تشكيل “فريق للتفاوض بخصوص الزبداني وكفريا والفوعة” بإشراف “المجلس الإسلامي السوري”، متعهداً “الالتزام بما يحققه هذا الفريق من نتائج، ونقف صفاً واحداً خلفه”. “المجلس الإسلامي” سحب يده من الأنباء التي أدخلته في التفويض، وعبر رئيسه الشيخ أسامة الرفاعي، المعروف بميوله “الإخوانية”، نفى أن يكون المجلس هو من سيتولى مهمة التفاوض، كاشفاً أن الأمر لا يتعدى كونه توسيعاً للدائرة، حيث كان فصيل واحد يتولى أمر المفاوضات، في إشارة إلى “أحرار الشام” فجرى الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من جميع الفصائل “لمتابعة الأحداث والتعامل معها”.

وقد أثار البيان الصادر عن “فيلق الشام” انتقادات واسعة من قبل الناشطين المعنيين بملف الزبداني، إذ رأوا فيه محاولة جديدة لشق الصف، مبدين استغرابهم من صدور البيان عن “الفيلق” وحده ما دام تشكيل اللجنة المشتركة كان بالاتفاق بين جميع الفصائل.

وتشير معلومات “الحدث نيوز”، ان الإشتباك الحاصل في ملف التفاوض داخل صف المعارضة، يعود لفشل “أحرار الشام” من إحداث اي خرق نوعي على جبهات القتال الميدانية في الفوعة وكفريا، وهي لم تفلح في نقل المعركة إلى مستوى معركة حزب الله داخل الزبداني، ولاخفاء هذا الفشل إستخدمت “غزارة قذائف الهاون” في قصفها للبلدتين دون اي تغيير جوهري على الأرض، فشل، دفع “جبهة النصرة” و “جيش المهاجرين” لدخول المعركة علهم يغيرون في الود قضية.

في صف السلطات السورية والجهات المفاوضة الوسيطة، فالوضع ليس أفضل على الرغم من افضلية الميدان، هنا، سحب حزب التضامن السوري المعارض وساطته في ملف التفاوض معلناً “خروجه منها وعدم علاقته بأي جولة جديدة”. وبحسب مصادر الحزب لـ “الحدث نيوز”، فإن قرار عدم المشاركة في الجولة الثالثة من مفاوضات الزبداني – الفوعة – كفريا، يعود لـ “عدم جدية من قبل اطراف التفاوض كافة بإيجاد حل”، معتبرةً ان ما يجري التفاوض عليه هي امور “لا علاقة للمعركة بها وتأخذ شكلاً إقليمياً لا يعير إهتماماً للمناطق المنكوبة”.

وتقول مصادر حزب التضامن، ان ما جرى في الجولتين السابقتين “ليس مشجعاً لجولة جديدة”، خاصةً وان السلطة السورية لم تعد تعر الموضوع إهتماماً بعد ان باتت قواتها على مشارف معاقل المسلحين الاساسية في الزبداني.

بين الرافض والرافض يبقى الواقع واقعاً، فعلى الرغم من عدم إتضاح الصورة بالكامل لدى المعارضة وخروج الطرف الوسطي من التفاوض من جهة السلطة، تُسرّب معلومات تكشف عن قاعدة المفاوضات القادمة بعد تغيّر المعادلات، الاسلوب، والجهات. لا شك ان وصول قوات المقاومة والجيش السوري إلى مشارف قلب الزبداني والفشل المستمر للمسلحين في شمال إدلب، ختّم تغيير القواعد تلك.

ما سرّب لـ “الحدث نيوز” من جهات مطلعة على التفاوض، يكشف عن مقايضة يجري العمل عليها لإنهاء مسألة الزبداني – الفوعة – كفريا. هذه المقايضة، سندها واقعي يلزم جميع الجهات الجلوس على طاولة المفاوضات. السند هذا يعتمد على إستحالة قضاء الجيش السوري على 800 مسلح في أيام أو اسابيع معدودة، خاصةً وان المعركة دخلت في المربع الصعب، ولا أحد يريد التفريط بالعنصر البشري طالما انه مدرك ان الخواتيم محكومة بتسليم المسلحين لأنفسهم وحلّ العقدة في الزبداني بات تفاوضياً بحتاً، ايضاً، هناك إدراك بالإستحالة من طرف الميليشيات، إستحالة الحل العسكري وتغيير المعادلة بالفوعة وكفريا، وهناك إدراك، ان إقتحامهما في حل حصل هو أشبه بالإنتحار بسبب الكم الهائل من المدافعين عنهما حيث ستتحول المعركة إلى حرب إستنزاف طويلة ستفضي إلى تغيير أولويات المسلحين المتركزة حالياً نحو منطقة سهل الغاب. إنطلاقاً من الإستحالات تلك، حصل الخرق العقلاني وطرح من خارج الطاولة قبل إنعقادها مسودة حل ربما ترضي جميع الاطراف.

الحل، وفق التسريبات، ينطلق من حصر حزب الله والجيش السوري للمسلحين في دائرة ضيقة وسط الزبداني. المقايضة هنا تتمثّل بتسليم المسلحين انفسهم في هذا الجزء بعد الحصول على ضمانات وإخراجهم نحو منطقة إدلب دون سلاح، اي وفق الإتفاق المبدئي الأول الذي تمّ التوصّل إليه في الجولة الأولى. المفارقة هنا، ان المقايضة في حال نجح تمريرها إلى الطاولة، ستقضي بهدنة تتعدى مهلة الساعات وتعطي راحةً زمنية للمفاوضين غير محصورة بوقت طويل للتوصل إلى حل. في هذا الوقت، يبقي الجيش حصاره للوسط ويحافظ الجميع على مواقعهم، في المقابل، يفك الحصار عن الفوعة و كفريا وتبتعد الميليشيات عن حدودهما مع تعهّد بعدم حصارهما مجدداً او شن عمليات عسكرية، وهذا يحتاج إلى ضمانة تركية.

المقايضة تلك بحال تم التوصل إليها، تضرب عصفورين بحجر واحد بالنسبة إلى السلطات السورية، فهي تكون قد بسطت السيطرة على كامل الزبداني دون الدخول في معركة شديدة يترتب عليها خسائر أكبر في الوسط، وتكون ايضاً قد فكّت الحصار عن الفوعة – كفريا وحصلت على ضمانة بعدم مهاجمتهما، وتكون ايضاً قد فتحت نافذةً في جدار المباحثات في مناطق مضايا – وادي بردى.

الوسوم (Tags)

المقاومة   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-09-08 04:52:29   خونة
الحل الوحيد هو ان نكون يد واحدة ضد الخونة
سوسن  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz