Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
باراك يثير عاصفة في إسرائيل: الجيش رفض طلبات لمهاجمة إيران

دام برس :

يجد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو نفسه في وضع بالغ الصعوبة جراء إخفاقه في منع الاتفاق النووي مع إيران، والذي كان في نظر الكثيرين مشروع حياته.
ورغم أن الانطباع السائد هو أن نتنياهو عاجز عن اتخاذ القرار، فإن نشر التلفزيون الإسرائيلي تسجيلات تبيّن جدية الرغبة الإسرائيلية في مهاجمة إيران عسكرياً، ومعارضة أقرب المقربين لنتنياهو لذلك، تكشف وجهاً آخر لطريقة تعامل رئيس الحكومة الإسرائيلية مع مشروع حياته.
وأظهرت التسجيلات، التي بثت على القناة الثانية، احتواءها على مكالمات حرة بين نتنياهو ووزير دفاعه السابق إيهود باراك حول هجوم عسكري إسرائيلي محتمل على إيران. وقد نشرت هذه التسجيلات في إطار كتاب ألفه إيلان كفير وداني دورفي «باراك ـ حروب حياتي» الذي نُشر هذا الأسبوع.
ويكشف باراك، الذي شغل منصب وزير الدفاع بين العامين 2009 و2013، في هذه التسجيلات أنه في نطاق خدمته كوزير للدفاع في حكومة نتنياهو، آمن هو ورئيس الحكومة بوجوب الإسراع في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لكنهما اصطدما بمعارضة، في الأساس من رئيس الأركان حينها غابي أشكنازي.
وقال باراك في التسجيلات «عندما وصلنا إلى لحظة أردنا فيها فحص إن كان بالوسع نقل الأمر من ثلاثتنا، نتنياهو وأنا و(وزير الخارجية السابق افيغدور) ليبرمان، وما إذا بالإمكان الانتقال لبحث الأمر في هيئة الثمانية، وبعدها يمكن الذهاب لمناقشة الأمر في المجلس الوزاري المصغر، حينها في اللحظة الحرجة بالتحديد كان جواب الجيش الإسرائيلي، أن القدرات التي تراكمت لا تتجاوز سقفاً يمكن لرئيس الأركان القول أنه هذه عملية».
وأضاف باراك «في النهاية، الأمر يتطلب موافقة رئيس الأركان، الذي ينبغي له أن يقول إن لدينا قدرة عملياتية. اجتمعنا في غرفة جانبية، فقط مجموعة مقلصة لأنه في النقاشات هناك مجموعة مكوّنة من 30 شخصاً، فيما كانت المجموعة هنا أقل بكثير: رئيس الحكومة، وزير الدفاع، وزير الخارجية، رئيس الأركان، رئيس الموساد ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس الشاباك. وقد أردنا في هذا اللقاء تحديداً معرفة الوضع. ولم يكن الرد إيجابياً، وكان مستحيلاً إخراج هذه الكلمات منهم».
وقال باراك عن أشكنازي «لكنه كان يقول ذلك عندما يحشر في الزاوية. وبذلك خلق وضعاً لا يمكنك فيه التحرك. لا يمكنك الذهاب للمجلس الوزاري المصغر ليأتي رئيس الأركان ويقول: عذراً، قلت لكم لا أقدر. فأنت لا تملك أمورك بيدك. وكانت هذه طريقة أشكنازي».
وتوضح التسجيلات أنه في مرحلة متأخرة في العام 2011، شعر نتنياهو وباراك بأن بوسعهما نيل غالبية لقرار الهجوم، لكن حينها أيضاً واجها معارضة من جانب قادة الجيش وأجهزة الاستخبارات: «قال غانتس إن لدينا القدرة، وأنتم تعرفون كل القيود وكل الأمور، وكل المخاطر». وأشار باراك إلى أن «نتنياهو وأنا وليبرمان أيّدنا العملية، وأيضاً إذا ما نضجت عرضها على هيئة الثمانية. فهيئة الثمانية تحوي كل الشخصيات التي لها فهم أعمق في هذا الموضوع، بمن فيهم شخصان معارضان. وكان يفترض بنتنياهو أن يتأكد في حوارات مطولة جداً، وهو فعل ذلك مع كل واحد منهم، مع يعلون وشتاينتس، وحينها في مرحلة معينة في المشاورات بيننا قال نتنياهو إنهما يوافقان. وكان هذا على ما يرام».
وأضاف باراك «حينها عقدنا اجتماعاً لهيئة الثمانية لمناقشة الأمر، وقد ذهبنا إلى هناك بعدما قال نتنياهو لي ولليبرمان إن شتاينتس ويعلون موافقان. وعرض رئيس الأركان كل الأمور، كل السياقات، كل التعقيدات، كل الخلافات والإشكالات بما فيها احتمالات وقوع خسائر، وأنت ترى أمام ناظرينا كيف يتراجع يعلون وشتاينتس أيضا. لكن نتنياهو لم يقم بالإعداد الكافي ولم يقدر جيدا إن كان ردهما فعلا القبول».
وأشار باراك إلى أن هذين «كانا يعلون وشتاينتس اللذين إذا سألت الجمهور اليوم، فسترى أنهما الأشد تطرفا في مهاجمة إيران، لو أنهما لم يغيرا رأيهما. وهذا يخلق وضعاً فيه غالبية خمسة أو ستة داخل المجلس الوزاري المصغر يفكرون أن بالوسع فعل ذلك، وحينها يمكن أن نجمع المجلس الوزاري نفسه لاتخاذ القرار، وبالتالي تنفيذ العملية».
ومن المؤكد أن رواية باراك للأحداث ستثير عاصفة كبيرة في إسرائيل. وقد أعلن وزير الطاقة يوفال شتاينتس، الذي خدم في الماضي وزيراً للمالية وللشؤون الإستراتيجية، معقباً على كلام باراك، انه يرى بخطورة شديدة كشف جلسات الكابينت أو الكابينت المصغر، ويتساءل كيف تمر مثل هذه الأمور على الرقابة. في كل الأحوال، فإنه يبقي كلامه في جلسات مغلقة لنفسه، ولا يعتزم التأكيد، النفي أو التطرق للأمور. أما يعلون فبدا أكثر قطعاً، ومن كلامه يمكن أن نفهم نوعاً من النفي. ومن مكتبه جاء: «ليس لنا أي نية للتطرق لما يجري في مداولات الثمانية أو الكابينت عامة وللروايات الشوهاء والمغرضة خاصة».
ويزعم مقربو باراك، أن الصحافي ايلان كفير والمحرر داني دور انتهكا ثقته. فالرجلان ينشران في هذه الأيام كتاب السيرة الذاتية لباراك. وحسب المقربين، وافق باراك على أن تسجل الأحاديث معه من أجل التسهيل على الكاتبين في عملهما، لكنه لم يوافق على أن ينشرا الأشرطة، التي وجدت طريقها إلى القناة الثانية.
باراك نفسه حاول أن يمنع في اللحظة الأخيرة، بوسائل مختلفة، بث الأشرطة، بما في ذلك التوجه إلى الرقابة. وفي اللحظة التي روى فيها للصحافيين عن مداولات سرية للكابينت، فإن مسألة إذا كان قصد أن يسمع موقفه بصوته هي ثانوية، وبالتأكيد لا تعني الرقابة.
مهما يكن من أمر، حتى لو لم يقصد إسماع الأشرطة، فإنه بالتأكيد أراد لروايته أن تنشر. ويحاول باراك أن يتكاتب مع التاريخ، وأن يموضع نفسه كمن دفع نحو الهجوم ضد إيران ولكن آخرين - هم رجال في الجيش ووزراء في الكابينت - منعوه من ذلك.
ويعتقد المعلق الأمني في «معاريف» يوسي ميلمان أن رواية باراك ليست أقوالاً منزلة. فهذه مجرد رواية واحدة. هناك أيضا روايات أخرى، لم تسمع علناً، لرئيس «الموساد» السابق مئير داغان، ولأشكنازي وغانتس. داغان واشكنازي سبق أن لمّحا في الماضي الى ان نتنياهو وباراك حاولا العمل بشكل متلاعب. طرح ادعاء، نشر للمرة الأولى في «معاريف نهاية الأسبوع»، بأن باراك بلغ الكابينت وكأنه سمع من رئيس الـ «سي أيه ايه» ليون بانيتا، بأن الإدارة سحبت اعتراضها على الهجوم الإسرائيلي. وعندما علم الأميركيون بالأمر، غضبوا وسارعوا إلى إرسال محضر الحديث مع مبعوث خاص.
كما حاول باراك ونتنياهو أيضا أن يأمرا رئيس الأركان «بتهيئة الجهاز»، وهو قول معناه تجنيد الاحتياط وسلسلة من الأعمال المسبقة لسلاح الجو، الاستخبارات وإعداد الجبهة الداخلية، تمهيدا للهجوم. «تهيئة الجهاز» يمكنه أن يستمر، وكان من شأن الأمر أن يتسبب «بسوء تقدير». في هذه المهلة الزمنية كان من شأن «العدو» الإيراني أن يكتشف الاستعدادات وأن يرد بضربة وقائية من شأنها أن تجر الشرق الأوسط إلى حرب، بما في ذلك الولايات المتحدة. فهل كانت هذه نية نتنياهو وباراك؟ لا يمكن استبعاد هذه الإمكانية.
ويقول ميلمان إنه في كل الأحوال، حتى لو صدقنا باراك، لا يزال من الصعب الاقتناع، فلو كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع يريدان حقاً تمرير قرار بالهجوم، لنجحا في التغلب على المعارضة من رفاقهما في الحكومة. فلم يحصل بعد في تاريخ إسرائيل أن منعت معارضة الوزراء رئيس حكومة مصمماً وحازماً من تمرير قرار يريده، وبالتأكيد في موضوع وجودي. وعليه يطرح سؤال آخر: هل نتنياهو وباراك أرادا حقاً قراراً بهجوم أم أنهما خدعا؟ ينبغي الاعتراف بأنه إذا كان كذلك، فقد كانت هذه خدعة ناجحة وهما في واقع الأمر لعبا على الجمهور في إسرائيل وبالأساس حيال الأميركيين لعبة «امسكونا».

السفير - حلمي موسى

الوسوم (Tags)

ايران   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz