دام برس :

ضيّقت المقاومة بالتعاون مع الجيش السوري الخِناق على ما تبقى من مسلحين في مدينة الزبداني. المعلومات تتحدث عن بضع مئات فقط يتمترسون في وسط المدينة ومتفرعاتها من الاحياء الشمالية واجزاء من الشرقية مع وجود جيوب صغيرة متفرقة.

معلومات “الحدث نيوز” المستقاة عن مصادر ميدانية، تتحدث عن جيوب مسلحة محدودة تنتشر في الاحياء الجنوبية من الزبداني يتركز العمل الحالي للقضاء عليها لتأمين عبور المقاومين نحو الأحياء المتقدمة، بعد ان تمدّدت المقاومة في الأحياء القريبة من المزارع الجنوبية وسهل الزبداني وسيطرت عليها. المقاومة تمكنت أمس من تطويق المدينة بالكامل والسيطرة على السهل، هذا الهدف كان بمثابة نقطة الإرتكاز التي نقلت العمليات إلى المرحلة الثانية وبشكلٍ أوسع وباتت تتركّز في الأحياء الداخلية وليس في الأطراف.

وعلى ما تشير مصادر “الحدث نيوز”، فإن السيطرة على السهل جاءت من عدة أجزاء كانت ركيزة في إسقاط المدينة عسكرياً على الرغم من وجود جيوب مسلحة داخلها. بلغت نسبة السيطرة في السهل مساحة 10 كلم2 تحقّقت بعد الإغلاق الكامل لمنافذ الدخول والخروج من – إلى الزبداني. الجزء الجنوبي هام في سياق المعركة ففيه تتمدّد المقاومة بعد السيطرة على “درب الشام” وقطع الامداد من جهة “بردى”. السيطرة على حيي “السلطاني” و “الزلاح” مكنا المقاومين من بدء العبور نحو الاحياء الداخلية حتى وصلوا إلى “طلعة الوزير” ومنها يتم تقسيم التمدد في الاحياء المحيطة وتلك ذات الاشراف على وسط المدينة. اليوم الأربعاء، تابعت المقاومة تمدّدها عبر عمليات القضم حيث تمكنت وجنود الجيش السوري من السيطرة على مدرسة تعليم القيادة ومحيطها في منطقة “المراوح” على طريق بردى – الزبداني جنوباً بعد معارك عنيفة سقط خلالها العشرات بين قتيل وجريح بصفوف مسلحي “احرار الشام” الذين يُسيطرون على هذا الجزء بشكل أساسي، في وقتٍ لا زالت عمليات القصف تتركز على أحياء “البلد” و “الزهرة” وغيرها من الأقسام الشمالية الشرقية بهدف التمهيد للعبور نحوهـــا.

سياق العمل العسكري الجاري منذ أيـام، مهّد إلى تعزيز التقدم من قبل وحدات الجيش السوري والمقاومة بإتجاه الاحياء الجنوبية التي تدور فيها بالوقت الحالي معارك عنيفة جداً تستخدم فيها الاسلحة الرشاشة الثقيلة والقذائف الصاروخية مع قذائف الدبابات ووسط تغطية نارية من سلاح الجو السوري.

بالنسبة لخريطة إنتشار المسلحين وأعدادهم، تؤكد معلومات “الحدث نيوز” ان ما روّج عند بدء العملية حول وجود نحو 1000 مقاتل أو أكثر بصفوف المسلحين “مبالغ فيه”. وبحسب التقديرات، فإن مئات فقط لا يصلون إلى الـ 1000 يقاتلون في المدينة المحصنة جيداً، والتي عرفت المقاومة كيفية التعامل معها لاسقاط الدفاعات الاساسية التي بنى المسلحون ثقلهم وحمايتهم عليها، بينها عامل الأنفاق الذي شكل عاملاً أساسياً في محاولات المسلحين شن حرب إستنزاف على المقاومة. ضرب هذه الانفاق كما خطوط الدعم ومواقع الثقل لدى المسلحين أوقعهم في تشتتٍ وضياع بعد فقدانهم عوامل القوة الاساسية التي كانت بمثابة عناصر الاشتباك الاساسية لديهم.

وفق تقديرات المقاومة، كان المسلحون يتمتعون يسيطرة جغرافية ضمن مساحة تبلغ 25 كلم2 قبل بدء العملية العسكرية، وعلى مسافة شهر تقريباً من الشروع بها، تقلصت سيطرتهم لتصل إلى مساحة عمرانية ضمن كتل سكنية تبلغ مساحتها 5 كلم2 في قلب المدينة فقط، وهذا يظهر حجم الضغط ونجاح عمليات قضم المقاومة في الحد من قوتهم داخل المدينة.