دام برس :
يقترب الخطر الارهابي كثيرا من الساحة الاردنية، بعد أن أكدت التقارير الاستخبارية بأن حالة الضغط التي تعيشها العصابات الارهابية ستدفع بمجموعات تكفيرية نحو الحدود الاردنية من عدة جهات، خاصة وأن هناك نسبة كبيرة من الاردنيين في صفوف هذه العصابات، ومن عشائر انقطع حبل الود بينها وبين النظام في الأردن.
وتقول دوائر دبلوماسية لـ (المنــار) أن الخطر الارهابي على الحدود، يستند في زحفه المرتقب على خلايا ارهابية مختبئة في الساحة الاردنية دفعت بها في الفترة الماضية مشيخة قطر في اطار الصراع السعودي القطري غير المعلن، لكسب هذه الساحة.
وتضيف الدوائر أن ما تحظاه العصابات الارهابية من نقاط ارتكاز واسناد ودعم عبر الأردن، من غرف عمليات ومعسكرات تدريب وتجنيد مرتزقة باشراف تركي سعودي امريكي، بات يقلق الاردنيين خوفا من ارتداد هذه العصابات الى الاردن، وضرب استقرار وتدمير بنيته، وتشير هذه الدوائر الى أن هناك تململا في صفوف بعض العشائر في محافظات معينة، وهذا ما يقلق الاجهزة الاردنية، وتلك القوى التي تحرص على استقرار الساحة الاردنية اقليميا ودوليا.
وترى هذه الدوائر أن الضغوط العسكرية التي يفرضها الجيش السوري على المجموعات الارهابية، في اكثر من منطقة، سيدفع بهذه المجموعات ومنها داعش والنصرة الى الزحف نحو عمق الحدود بين الاردن وكل من سوريا والعراق.
وحذرت جهات مطلعة على الوضع في الاردن ، وفي جواره النظام الاردني من خطط لضرب الاستقرار في المملكة، مما دفع بعض الجهات الى الالتقاء لبخث هذا الوضع، ووضع خطط مواجهة هذا الخطر القادم من وراء الحدود، الى ساحة تتواصل فيها التفاعلات في الشارع، وزيادة النقمة احيانا في مناطق قد تشكل حاضنة للمجموعات الارهابية، وتخشى هذه الجهات من أن يدفع الأردن ثمن التطورات في المنطقة، وثمن تساوقه مع السياسة الامريكية الخلجيية التركية والاسرائيلية في دعم العصابات الارهابية، بأشكال مختلفة، الى حد المشاركة أحيانا في عمليات تستهدف الشعب السوري وجيشه.
وحذرت الجهات نفسها، مما أسمته "لعبة العشائر" على جانب الحدود في العراق وسوريا التي، دفع نحوها وباتجاهها النظام الأردني، فهي تنطوي على خطورة كبيرة، ولها ارتداداتها الصعبة التي لن يقدر الأردن على تحملها.
في السياق ذاته، واستشعارا بالأخطار التي تهدد الساحة الأردنية، في حال لم يقم النظام في عمان باعادة حساباته، ووقف اشكال الدعم المختلفة لعصابات الارهاب، قامت اسرائيل بتحصين الوضع الأمني على الحدود مع الاردن، بالاسلاك والمعدات الالكترونية والعسكرية، وجرت اتصالات بين تل أبيب وعمان بهذا الشأن، تدارسا للوضع المقلق، ومن هنا، كما ذكرت بعض التقارير جاءت زيارة رئيس أركان الجيش الأردني الى اسرائيل قبل أيام، زيارة تأتي في ظل أخطار داهمة ومعادلات جديدة بدأت معالمها تتضح في ساحات القتال، وفشل العصابات وداعميها في اسقاط الدولة السورية.
وتطرح الدوائر تساؤلا كبيرا، هو: هل يعيد الأردن حساباته، وهل يوقف تعاطيه مع خطط رعاة الارهاب سعوديين وقطريين واتراك وأمريكيين وغيرهم؟!