دام برس :

أكد فيليب لامبيرتس الرئيس المشارك لتكتل الخضر في البرلمان الأوروبي أن القوة والنفوذ أصابا الرئيس التركي رجب أردوغان بالجنون.

ونقلت صحيفة زمان التركية عن لامبيرتس قوله “إن أردوغان وصل إلى الحكم بعد إطلاقه وعودا بالقضاء على الوصاية العسكرية لكنه تحول مع الوقت إلى سياسي يبعد تركيا عن الاتحاد الأوروبي ويسعى للقضاء على جميع معارضيه” مشيرا في هذا الصدد إلى استمرار اعتقال رئيس مجموعة سامان يولو الإعلامية هدايت كاراجا منذ الرابع عشر من كانون الأول الماضي وقال “برأيي هذا نوع من الجنون”.

واستطرد قائلا “إذا نظرنا إلى الوضع الحالي في تركيا نجد أن حالة الجنون هذه أصبحت هي القانون المتبع في تركيا وأصبحت وسائل الإعلام التي لا تدعم أردوغان أو لا تتحالف معه عدوا للبلاد لذلك يلجؤون لأي حجة حتى وإن كانت مضحكة جدا من أجل إيداع الشخص المطلوب في السجن”.

وأضاف لامبيرتس إنه وتكتل الخضر كانوا في البداية من “الداعمين لأردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية لاعتقادهم بأنه ملتزم بالمبادئ الديمقراطية لكنه أبعد تركيا كثيرا عن معايير وقيم الاتحاد الأوروبي”.

ولفت لامبيرتس إلى أن إفراج أردوغان عمن كان قد اعتبرهم متورطين في محاولات انقلاب ضد حكوماته المتعاقبة متحججا بأنه انخدع هو لإحساسه بحاجته الماسة إلى المصالحة ولإدراكه عدم قدرته على الدخول في معارك في كل الجبهات وكي لا يبقى بين شقي الرحى “لذلك أظن أن هذا هو السبب الرئيسي لإصدار العفو عن المتهمين في تنظم أرغينيكون”.

وأكد لامبيرتس أنه لا يؤمن بالادعاءات والمزاعم التي تطلقها حكومة أردوغان بشأن ما أطلقت عليه مسمى /الكيان الموازي/ قائلا “إن ادعاءات أردوغان لا تقنعني لكنني أرى أن منافسه فتح الله غولن أصبح مصدر خطر على أردوغان لأنه بدأ ينتقد إجراءاته فأردوغان شخصية لا تقبل أي انتقادات”.

وكان نائب رئيس البرلمان الأوروبي ألكسندر جراف لامبسدورف أصدر بيانا خطيا أمس واصفا فيه وضع الديمقراطية في تركيا قبل الانتخابات بأنه يدمي القلوب وقال إن “التهديدات التي يوجهها أردوغان باستمرار إلى الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف في تركيا تظهر أنه إما لم يع أو يستوعب المبادئ الديمقراطية أو أنه لا يكترث لذلك الأمر عمدا”.

وأضاف لامبسدورف.. إن الانتخابات البرلمانية القادمة في تركيا لن تكون عادلة وشفافة بسبب ترهيب الإعلام المعارض.

وفي هذا السياق وجهت الخارجية الاميركية انتقادا إلى أردوغان بشأن قمع حرية الصحافة وقالت على لسان كبيرة مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف “نحن نشعر بالقلق حيال ممارسات الحكومة التركية القمعية ضد حرية الفكر في تركيا ونتحدث عن ذلك منذ فترة طويلة فالإعلام المستقل والحر أحد الركائز الأساسية للمجتمعات المنفتحة والديمقراطية وندعو المسؤولين الأتراك للحفاظ على استقلالية القضاء وحرية التعبير بما في ذلك وسائل الإعلام وحقوق الوصول إلى المعلومات”.

يذكر أن التوترات السياسية التى يثيرها أردوغان تتزايد في تركيا مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة غدا وسط محاولاته المستميتة للاحتفاظ بهيمنته على البلاد والمستمرة منذ عام 2002 كما أن نظامه يشن منذ أشهر حملة اعتقالات ضد المناهضين لسياسته طالت الآلاف من عناصر الجيش والشرطة والقضاة والمدعين العامين والاعلاميين ممن شاركوا في كشف فساده أو ممن شاركوا في مظاهرات ضده.