Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 07 كانون أول 2024   الساعة 17:24:23
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أسرار جديدة عن الإنزال الأميركي في دير الزور

دام برس :

تضاربَت الأنباء عن حقيقة ما حصل في منطقة دير الزُّور ليل الجمعة – السبت الماضي، واكتفى البنتاغون ببيان كشف فيه أنّ وحدة عسكرية أميركية خاصّة قتلت «أبو سياف» مسؤول الأنشطة المالية في «داعش» واعتقلت زوجته التي احتجزت في العراق.
إثر البيان الأميركي تضارَبت الأنباء المتعلقة بحقيقة ما حصل، وعن موقع «ابو سياف» داخل «داعش» وعما إذا كانت العملية الأميركيّة قد واكبتها عملية عسكرية للجيش السوري في حقل العمر أسفرت عن مقتل 40 عنصراً من «داعش»، على رأسهم «ابو تميم السعودي»، «وزير النفط البغدادي»، إضافة إلى شيوع معلومات متناقضة عن المغزى السياسي والعسكري لهذه العملية، وطريقة التنفيذ والحصيلة الفعلية.

وقائع العملية
من خلال إفادات حصلت عليها «الجمهورية» من مصادر محلية في منطقة دير الزُّور التي شهدت عملية الإنزال الأميركي، يمكن تقديم صورة هي الاقرب إلى ما حدث وطريقة تنفيذ العملية وحصيلتها الفعلية وأسبابها المباشرة وغير المباشرة، اضافة الى ردود الفعل عليها كما تمظهرت داخل أوساط «داعش» المسيطر في تلك المنطقة:

أولاً، تكشف المصادر أنّه منذ الساعة العاشرة من ليل يوم الجمعة الماضي وحتى الثالثة من صباح السبت، كانت سماء القاطع الممتدّ بين مدينتي الرقة ودير الزُّور وصولاً الى البوكمال ومعبر القائم على الحدود بين العراق وسوريا، تشهد تحليقاً لنحو ستين الى سبعين طائرة اميركية من ثلاثة طرازات: حربية مقاتلة، مروحية، وطائرات تجسّس بلا طيار.

وكان لافتاً أنّ طائرات التجسّس بلا طيار واصلت تحليقها المكثف طوال ليل الجمعة – السبت فوق منطقة حقل العمر النفطي في دير الزُّور وعلى طول مجرى نهر الفرات. وبقيت في سماء المنطقة الممتدة من دير الزُّور حتى الحسكة، لساعات عدة بعد انتهاء الانزال، لتختفي كلياً عند العاشرة من صباح السبت.

ثانياً، كشفت المصادر عينها أنّ العملية العسكرية الاميركية بلغت ذروتها التنفيذية قصفاً وإنزالاً لوحدة الكومندوس، ما بين الثانية عشرة ليل الجمعة وحتى الثالثة صباح السبت. وخلال هذا الوقت نفّذت طائرات اميركية سبع غارات على حقل العمر النفطي في دير الزُّور، تلاها إنزال الوحدة الاميركية في المنطقة نفسها.

بين دمشق وواشنطن
ثالثاً، أدّت الغارات الأميركية السبع مضافاً اليها نشاط قوة الإنزال الأميركية، الى مقتل 40 شخصاً، بينهم على الأقل 19 مسلحاً من «داعش»، منهم 12 من جنسيات اجنبية.

وكانت وسائل إعلام دمشق نسبت الى الجيش السوري مسؤوليته عن قتلهم وعلى رأسهم «ابو تميم السعودي»، لكنّ المصادر المحلية في دير الزور شككت في هذه الرواية وقالت إنّهم قتلوا نتيجة الغارات الاميركية السبع وعلى ايدي رجال وحدة الكومندوس الاميركية. وقد علمت دمشق بحسب مسؤول امني سوري، بعملية الانزال الاميركي باكراً صباح السبت، قبل أن يعلن البنتاغون عن ذلك بنحو ست ساعات.

لكنّ المعلومات التي وصلت الى دمشق عن طريق استخباراتها في هذه المنطقة الواقعة تحت سيطرة «داعش»، فقد تحدثت عن مقتل «ابو تميم السعودي» و«أبو مريم السوري»، ولم تتحدث عن مقتل «ابو سياف» وأسر زوجته. وقد تكون هذه المعلومات هي التي دفعت مصادر اعلامية سورية للإعلان أنّ الجيش السوري نفّذ عملية نوعية في حقل العمر أدّت الى مقتل ابو تميم وأربعين آخرين.

وهدفت دمشق من بيانها هذا، الى استغلال أجواء تباينات قمة كمب ديفيد بين الخليجيين والأميركيين حول الموقف من الازمة السورية، وجسّ نبض موقف واشنطن من امكان تنسيق امني مقبل بينهما في محاربة «داعش».

وتقول مصادر مطلعة إنّ واشنطن فهمت رسالة دمشق، فسارعت لإحباطها من خلال تصريح للمتحدثة باسم مجلس الامن القومي الاميركي بيرناديت ميهان اكدت فيه أنّ النظام ليس ولن يكون شريكاً للتحالف الدولي لقتال «داعش».

خفايا عن قتلى «داعش» الثلاثة
لكنّ المصادر المحلية في دير الزُّور قدمت الى «الجمهورية» معلومات إضافية تسلط الضوء على معطيات مجهولة عن المهمات الحقيقية للقتلى الثلاثة من مسؤولي «داعش»، وتوضح طبيعة المهمات المالية والإرهابية التي كانوا يديرونها، ما يساعد، على إماطة اللثام عن جانب من اسرار العملية الاميركية في حقل العمر.

تؤكد هذه المعلومات أنّ «ابو سياف» ابن مدينة الموصل العراقية واسمه الحقيقي نبيل الجبوري، كان له دور بارز في الاشراف على ملف أسر وإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، بالاضافة الى أدواره المالية في تنظيم الدولة الاسلامية.

وتوضح أنّ «أبو مريم السوري»، السوري الجنسية هو قيادي في «داعش»، ومعروف عنه داخل بيئة تنظيم الدولة الاسلامية في دير الزُّور أنه «ضابط الاتصال» المكلف من «ابو بكر البغدادي» إنشاء قنوات مع واجهات تجارية تابعة لأجهزة أمنية لدول الجوار السوري من اجل بيع نفط حقل العمر الذي ينتج يومياً 13 الف برميل عبرها في أسواق النفط.

ويُشاع أنّ «ابو مريم» كان له دور أساس في ملف بيع النفط عبر واجهات تجارية أردنية هناك شكوكٌ قوية في أنّ لها صلات بالمخابرات الاردنية، وأنّ الاخيرة تستخدمها لتحصيل المعلومات عن تنظيم الدولة الاسلامية.

وتضيف المصادر المحلية، أنه إثر تنفيذ عملية الانزال الاميركية في حقل العمر، ساد انطباع داخل بيئة «داعش» في هذه المنطقة بأنّ المخابرات الاردنية تمكنت عبر واجهاتها التجارية المتصلة مع «ابو مريم»، من التعرّف الى هوية الشخص الذي كان مسؤولاً في «داعش» عن ملف إعدام الكساسبة، ما قاد الى تنفيذ قرار قتله عبر عملية القوة الخاصة الاميركية.

وتلفت المصادر إلى أنّ بيئة «داعش» في دير الزور لا تنظر لـ»ابو سياف» على انه الرجل الاول في تجارة النفط داخل تنظيم الدولة الاسلامية، على رغم انخراطه في هذا الملف، بل يُشار الى أنّ «ابو تميم السعودي» هو الرجل الذي يعتمد عليه البغدادي في هذا المجال.

ويطلق داخل «داعش» على «ابو تميم» لقب امير النفط، أما شهرة «ابو سياف» داخل تنظيم الدولة الاسلامية فلأنه الأكثر التزاماً وتشدداً من بين جميع قيادات منطقة دير الزُّور القريبة الى «الخليفة البغدادي».

وترى شرائح واسعة من العارفين بأوضاع «داعش» الداخلية، أنّ الجبوري- على عكس ابو تميم خصوصاً ابو مريم – لم يقم بأيّ اتصالات غير مباشرة او مباشرة مع أيّ اطراف خارج «داعش» لإجراء اتصالات تجيزها فتوى من البغدادي طالما أنّ هدفها تمويل خزينة تنظيم الدولة الاسلامية او مجهودها الحربي.

وتنقل هذه المصادر ردود فعل داخل «داعش» اثر مقتل الجبوري (أبو سياف أو أبو صالح) تفيد بأنّ تشدده ومحاولاته فتح سكك بيع نفط عبر قنوات خاصة بالتنظيم وخارج امكانية اجهزة الاستخبارات للاطلاع عليها بشكل مباشر او غير مباشر، هو الذي قاد الى تحديده هدفاً ملحاً لقتله من مجموعة دول تعاونت على تنفيذ هذه المهمة عسكرياً ولوجستياً واستخبارياً.

على أنّ المصادر عينها تلاحظ في الوقت نفسه أنّه منذ فترة غير طويلة برز تحوّل في الموقف الاميركي في قضية ملف نفط «داعش»، وذلك لمصلحة التشدد في محاصرته ومنع شرائه من واجهات تجارية خاصة او تابعة لاستخبارات دول جوار سوريا.

ويأتي هذا التطوّر ضمن اتجاه اميركي بات أكثر صرامة لجهة جديته في تجفيف مصادر تمويل المجموعات الارهابية في الشرق الاوسط وضمنها «داعش».

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz