دام برس :

إشتدت المعارك بين أفرع تنظيم القاعدة جنوب محافظة درعـا، على تخوم الجولان السوري المحتل، ترافق مع حشودات إسرائيلية لتعزيز “الأمن” في الجزء المحتل من سوريا.

معارك “النصرة – داعش” دخلت في نطاقٍ أوسع من ذي قبل، في حين تساقط العشرات من المقاتلين بين قتيلٍ وجريح وسط إتهامات متبادلة بين الجماعتين. “النصرة” التي كرّرت الاتهامات السابقة لـ “داعش” بأنها مرتدة، ساقت في حربها ضد التنظيم بدرعا عبارات “الخوارج” مستقدمة وقائع “الطعن” في العديد من المحافظات التي شهدت الامر نفسه، بينما “داعش” إتجهت إلى التبرأ من اي دور مشبوه لها متهمة النصرة بـ “محاولة تصفيتها لصالح النظام” كما قالت.

الاتهامات المتبادلة بين الطرفين لجهة “التخابر مع النظام” لا تخفي الأسباب الحقيقة للمعارك، الهادفة إلى تعزيز المواقع على حساب كل طرف من اجل الحصول على قالب الجبن المتمثل بمدينة “البعث” القريبة، كما انه يأتي في ظل تدبير إسرائيلي وكأنه “ضوء أخضر” اعطي لـ “النصرة” لمعاودة التقدم نحو مواقع الجيش السوري في المنطقة بعد ايام على محاولة العملية على تخوم الجولان المحتل.

الاسرائيلي الذي إستدرك الخطر الراهن من إستمرار نشاط قوات الجيش السوري وحزب الله وبالتالي المقاومة في حنوب سوريا، سارع إلى تمرير “أمر عمليات” مبطن لـ “النصرة” لاستكمال مشروعها الرامي لاستكمال السيطرة على المناطق الريفية من درعا. إصطدام “النصرة” بـ “داعش” عبر الجماعة المبايعة حديثاً له “جيش الجهاد”، لا يندرج ضمن مشروع تصفية حسابات بين الجانبين فحسب، بل يأتي في سياق قتال الدولة السورية وإخراجها من المنطقة ووئد أي مشروع مقاومة في مهده، وهو المشروع التي تكفلت “النصرة” بتنفيذه وسط دعمٍ إسرائيلي واضح، وهو أمر يندرج ايضاً ضمن ترتيبات تعزيز مناطق سيطرة “النصرة” في هذا الجزء تحضيراً للتفرّد بالهجوم على مواقع “الجيش”، فـ “القاعدة” لا تريد لـ “داعش” او أي فصيل آخر لا ينضم تحت جناجها، بأن يكون له نشاط عسكري واضح.

وكانت المعارك قد بدأت عقب مقتل ستة مقاتلين في كمين نفذه عناصر جيش الجهاد، المتماهي مع “داعش” المكون من عدة تنظيمات جهادية وكتائب مسلحة اعلنت توحدها قبل اكثر من 3 أشهر.

ووقعت المعارك في بلدة القحطانية ومحيطها في ريف القنيطرة وفي المنطقة العازلة مع الجولان المحتل. ونتيجة معارك الايام، قتل 38 من عناصر جبهة النصرة وفصائل الجيش الحر من جهة ولواء شهداء اليرموك وجيش الجهاد بينهم أحد أبرز قياديي جبهة النصرة المنحدر من بلدة الشحيل شرق البلاد.

وتوزع القتلى بين 18 من “النصرة”، بينهم ثلاثة يحملون الجنسية السعودية، وحلفائها و13 من “جيش الجهاد”.

وتشير المعلومات، ان “النصرة” وطوال ايام من المعارك، إستطاعت إنتزاع السيطرة من ايدي “جيش الجهاد” في عدة مناطق من الريف الجنوبي لدرعا.

وامتدت المعارك لتشمل فصائل أخرى دخلت على خط مؤازرة “جيش الجهاد”، بينهم “لواء اليرموك” الموالي بدوره لداعش الذي يسيطر على منطقة سحم الجولان في المنطقة القريبة من المواقع العسكرية الاسرائيلية، ما أدى الى مقتل 7 مسلحين، هم خمسة من جبهة النصرة بينهم قيادي بارز، واثنان من لواء اليرموك، فيما تدعم جبهة النصرة، حركة “أحرار الشام” وفصائل إسلامية اخرى.

إلى ذلك، علمت “الحدث نيوز” من مصادر متابعة لنشاط التنظيمات “الجهادية” في سوريا، ان الهدف المنوي ضربه من خلال عملية إحتلال القحطانية هي مدينة البعث التي يسيطر عليها الجيش السوري وتقع بمحاذاتها”.

وعلى ما يبدو، فإن “النصرة” تحضر مجدداً للهجوم على مدينتي “البعث” و “خان ارنبة” بعد ان فشلت في المرة السابقة. في هذا الوقت، يرصد تحضيرات عسكرية تابعة لـ “النصرة” في بلدة “سحم الجولان”.

الحدث نيوز - رائد حرب