دام برس :

أكناف بيت المقدس، بقايا مسلحي حركة حماس في مخيم اليرموك، أقل من مئة مقاتل، من أصل ثلاثمائة.

الهجوم المباغت لأكثر من ألف مقاتل من داعش، بالتواطؤ مع النصرة، يكاد ينهي ما بقي من جيوب لأكناف المقدس. الإعدامات الميدانية تكفلت بالباقي، لم تميز بين المقاتلين وعائلاتهم، والإغاثيين والمدنيين.

وفي هذا الإطار قال زياد الصغير رئيس اللجنة المركزية في حركة فتح الانتفاضة، إن "هناك عشرة فصائل لم توافق على العمل المسلح"، لافتاً إلى أنه "حان الوقت الآن لأخذ قرار موحد لتطهير المخيم واستعادته". 

لا يبدو اليرموك هدفا بحد ذاته لداعش أو النصرة، فالسيطرة عليه تمثل خرقاً أمنياً كبيراً في خاصرة دمشق الجنوبية، وهو خرق يمهد للتمدد إلى كل الطوق الدمشقي، على حساب الجيش السوري، بعد أن طرد الأهالي النصرة من ببيلا وبيت سحم ويلدا، وحوصر داعش في الحجر الأسود.

الهامش السياسي في اليرموك يضيق كلما تقدم أبو صياح فرّامة، والوساطة الرسمية الفلسطينية يبدو أنها وصلت متأخرة جداً.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني قال إن "ما تقرره سوريا سوف ندعمه"، لكنه أشار إلى أن الوضع في المخيم اختلف تماماً بسيطرة داعش عليه، لافتاً إلى أنه "ربما أسدل الستار أو طويت صفحة الحل السياسي للمخيم إلى حدٍ ما". ورأى أن "داعش سوف تستخدم المخيم كمرتكز لمواصلة الهجوم على قلب العاصمة" على حد تعبيره.

الترجيحات باتت لحل عسكري... فالفصائل التي كانت تؤيد المصالحة أخرج ما بقي منها بتصفية أكناف المقدس، التي كانت بصدد التفاوض على المصالحة قبل أن يباغتها داعش. وثمانية عشر ألف مدني الذين كان بقاؤهم يؤخر أي عمل عسكري كبير، انقلب سبباً لتحرير المخيم الذي لا يبالي لا داعش ولا النصرة بمصير المحاصرين فيه، فهم لا يكونون أي حاضنة شعبية للجماعتين.