Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تغيير هوية النصرة وأبعاد ضربة إدلب الاستباقية

دام برس :

كتب حسن غندور في سلاب نيوز.. حرق تنظيم داعش الإرهابي مراحل الفيلم الأمريكي الطويل الذي يقوم فيه بدور البطولة يوم أعلن خلافته من على منبر أحد مساجد الموصل قبل نحو عام، التغيير في سيناريو الفيلم والحوار أجبر الأمريكي على وقف التصوير، أو بالحد الأدنى تجميده، فالسيناريو الموضوع هو أن يتم استثمار هذا التنظيم الإرهابي لعشر سنوات على أقل تقدير ليعيد تجربة ابتزاز دول الخليج مالياً وعسكرياً، تمامًا كما حدث في الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج الثانية وحرب العراق، مع الحفاظ على التوازن مع محور الممانعة بتمكين داعش على تخوم كل من ايران العدوة وتركيا الحليفة فيمسك الأمريكي بكل مفاصل اللعبة في الإقليم الشرق أوسطي.

ولأنّ البغدادي قد خرج عن النص المكتوب، اضطر الأمريكي البحث عن البدائل سريعاً قبل انهيار الهيكل أو منظومة التآمر، فكان العنوان الآخر لهذا الفيلم الطويل، جبهة النصرة، ليس لأنها أقل سوءاً من داعش، بل لإيمان المخطط الغربي أنّ ورقة داعش احترقت بالكامل، وفُقدت السيطرة عليها، بينما ما تزال النصرة تحت الجناح والسيطرة، وهي تمثل أفضل بديلٍ الآن بعد فشل البدائل الأخرى في الارتقاء الى مستوى الترهيب المطلوب كالجيش الحر وحركة عزم وغيرها من الحركات.

لهذا، عكفت الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة، من تابعين وممولين، في الأشهر القليلة الماضية على طرح مشروع بديل لداعش يبقي الاشتباك قائماً ويحافظ على توازن الرعب واشتعال الساحات، فكان الحديث عن معارضة "معتدلة" تعطي صك براءة لهذا الحلف من دم داعش وارتكاباتها وتؤسس لمرحلة جديدة من الصراع القائم بين هذا الحلف ودول الممانعة، ودأبت الآلة الإعلامية الغربية والعربية التابعة لها بالترويج للتحضيرات التي تقوم بها لتدريب معارضة جديدة في الأردن وتركيا وغير مكان، وتزامناً مع كل هذا الحراك تسربت معلومات عن طلب المحور الامريكي من جبهة النصرة فك الارتباط الفكري واللوجستي بالقاعدة مقابل إغراقها بالمال والسلاح وإعطائها دوراً محورياً في المواجهة، مع الوعد بحماية عناصرها جوياً الى ما تطلب الأمر.

أجهزة استخبارات محور الممانعة كانت تتابع عن كثب التغييرات الاستراتيجية والتكتيكية التي يقوم بها محور الشر الأمريكي وأعوانه، وكما سعت دمشق في بداية الاحداث الى حماية المدن لبقاء أسس الدولة ومنعها من الانهيار ثم انتقلت الى تكتيك القضم البطيئ لاستعادة الجغرافيا، يسعى خصوم سوريا الى إقامة مناطق عازلة على كامل الحدود السورية في محاولة لتثبيت جغرافية داعمة ودائمة تكون منطلقاً للقيام بعمليات قضم مستقبليًا مستفيدةً من المناطق العازلة تمويلاً وتسليحاً، ولهذا، قامت دمشق بعملية استباقية جنوباً وشمالاً، أسقطت فيها مشاريع المنطقة العازلة وهي الآن تستكمل هذا الإنجاز عبر العمليات العسكرية في مثلث دمشق القنيطرة درعا وحلب ريف اللاذقية الرقة.

أما في إدلب، فقد جاء استهداف اجتماع قادة المنظمات الارهابية المنطقة في سياق عملية أمنية معقدة تهدف الى اصطياد الرؤوس التي تملك الخبرة والباع الطويل في تنظيم المجموعات وإدارة الميليشات والكتائب. ولعلّ من أهم أبعاد تلك الضربة أنها لم تحصد الرؤوس السمينة فقط لتسجل نقاطاً على العدو، بل دمرت العقل الارهابي الذي كان سيشكل أحد الأدوات المهمة لإعادة تشكيل تلك العصابات في المرحلة التي يحضر لها الامريكي وأعوانه، وهي لا شك من أهم الضربات الاستباقية التي ضربت المشروع بالعمق قبل ولادته، تمامًا كما فعلت عملية "مثلث الجنوب السوري" والعمليات الجارية في الشمال السوري.

إنّ اعتماد الغرب على عناصر من الصف الثاني لقيادة المرحلة المقبلة سيقوّض المشروع القادم ويضعضع أسسه قبل أن ينطلق، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أنّ محور الممانعة وعلى رأسه القيادة السورية قد انتقل فعلاً من موقع الدفاع خلال السنوات الأربع الماضية الى موقع الهجوم وتسديد الضربات وليس تلقيها.

وأيضًا في أبعاد ضربة إدلب بالأمس مؤشر هام آخر هو أنّ قيادة المواجهة في محور الممانعة ستستطيع أن تسقط المراحل القادمة من المخطط وقد تسبقه أحياناً لنكون على موعد جديد مع مفاجأة أخرى ستصدم المحور الآخر قبل أن نتفاجأ بها. إلّا أنّ كل ذلك لا يعني أننا في الجانب الآمن أبداً، فالهروب الكبير لعناصر داعش من العراق باتجاه سوريا وسيناء والتعويم القائم لجبهة النصرة وعمليات الانتقام من ضربة الأمس سترفع منسوب المواجهة على الجبهات السورية المشتعلة الآن مما قد يعيدنا الى نفس مستوى شراسة الهجمة أوائل أشهر الحرب على سوريا، وهو ما سيستدعي جهوزية عالية ويقظة للمحافظة على المكتسبات واستكمال تحقيق النجاحات في غير مكان، وهنا لا بدّ من الانتباه والوعي لطريقة التفكير الأمريكية، فالأمريكي يفاوض بيد ويطعن باليد الأخرى، لذلك، لا يجب أن تغمرنا النشوة من المفاوضات الجارية مع طهران ومن الوفود الغربية التي تزور دمشق، كي لا نخسر بالأماني والآمال ما كسبناه، بالدم والشهادة.

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-03-07 16:31:38   عثمان
إدلب دير الزور الرقة شو وضعون بالضبط الوضع فيون كتير سيئ
منى  
  2015-03-07 16:30:07   بلدي
أجل هذا الكلام صحيح مئة بالمئة"الأمريكي يفاوض بيد ويطعن باليد الأخرى" لذلك يجب أن نكون حذرين
لميس شناعة  
  2015-03-07 16:28:18   عساف
الموت لكم جبهة النصرة وداعش وجيش الإسلام وكل التنظيمات الإرهابية بمختلف مسماياتها
فتون  
  2015-03-07 16:26:54   المستقبل
الي بينخاف منو إنو أمريكا رح تعمل المستحيل لتزيد الإرهابيين وأعمالهم في سوريا
لارا  
  2015-03-07 16:25:06   حسن
نتمنى أن يكون فعلآالجيش في موقع الهجوم وليس الدفاع
مايا  
  2015-03-07 16:23:54   السويداء
لاثقة بأمريكا أبدآ بعد الذي فعلته بسوريا لقد دمرت بلادنا الله وأكبر عليها
مها نصر  
  2015-03-07 16:21:58   السعد
يجب أخذ الحيطة أكثر على الحدود السورية ومنع هؤلاء الإرهابيين الهاربين الوصول إلى سوريا مهما كلف التمن
حازم  
  2015-03-07 16:20:09   بانياس
النصرللعمليات العسكرية في مثلث دمشق القنيطرة درعا وحلب ريف اللاذقية الرقة يارب تحمي الجيش وتساعده في تحقيق أهدافه
شريف الرضي  
  2015-03-07 16:18:02   الحازم
السقوط لمنظومة التآمر على الشرق الأوسط وسنسعى لتفشيل كل مخططات أمريكا
براءة  
  2015-03-07 16:16:08   فؤاد
أمريكا تريد أن تسيطر على الشرق الأوسط لوحدها لكن هيهات
مازن  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz