Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجبهة الشمالية .. أمريكا ترمم النصرة و الجيش السوري أسقط حلم العاصمة الثانية

دام برس :

تصل الأسلحة الأمريكية التي منحت لمن تسميهم واشنطن بـالمعارضة المعتدلة إلى يد جبهة النصرة، كغنائم حرب حصلت عليها جبهة النصرة من مستودعات حركة حزم في المناطق الشمالية من سوريا، ومن خلال الصور التي تظهر عناصر النصرة وهم يستعرضون الأسلحة الأمريكية يظهر جلياً أن التنظيم الذي تصفه القرارات الدولية بالتنظيم الإرهابي بات مسلحاً أمريكياً، والحديث هنا عن تعمد في وصول هذا السلاح إلى النصرة من خلال ترك حركة حزم فريسة سهلة لتنظيم جبهة النصرة ليكون الذراع الأمريكية في الجبهة الشمالية من سوريا، فالتوافق الأمريكي الإسرائيلي على الملف السوري وضرورة هدم الدولة السورية لضمان بقاء إسرائيل في الوجود، يؤكد أن أمريكا لن تقوم بقطع يد الذراع الإسرائيلية في الجنوب السوري، بل ستعمل على تعزيز قوة التنظيم ذاته في مناطق أخرى للعودة به إلى التأثير الذي كان يمتلكه قبيل ظهور تنظيم داعش كمنافس تكفيري في سوريا، وتدعم هذه النظرية التقارير الإعلامية التي تؤكد إلقاء الطيران الأمريكية للأسلحة لصالح تنظيم داعش.

اللهاث الأمريكي نحو دعم التنظيمات التكفيرية في المرحلة الحالية يعكس مدى تأثر الإدارة الأمريكية بمجريات الحدث السوري، معركة الجنوب التي أوجعت كسرت الذراع الإسرائيلية في الجنوب وتعمل على بترها بما يؤدي إلى قطع طرق الإمداد القادمة من أراضي الجولان السوري المحتل بدعم لوجستي هام للنصرة في الجنوب إضافة إلى الطرق القادمة بالمقاتلين من الشمال الأردني نحو الداخل السوري، ويترافق هذا التقدم في الجنوب مع الذهاب نحو تطويق حلب، والقوات السورية الصاعدة من ريف حماه الشمالي نحو ريفي حلب و إدلب الجنوبيين تدخل في حسابات معركة الشمال، وهذا الترابط يفضي حتماً إلى أن البحث الأمريكي عن دعم الميليشيات المسلحة في الداخل الحلبي ضرورة بكون واشنطن أحرجت بمبادرة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا، بمعنى إنها لم تكن تتوقع من الحكومة السورية الموافقة على المبادرة مما سيكون ذريعة نحو التصعيد السياسي في أروقة الأمم المتحدة ضد دمشق، لكن الواضح إن الإدارة الأمريكية دفعت معتدليها العالقين في أحياء حلب الشرقية نحو رفضة مبادرة "دي مستورا" كي لايتوقف القتال في الشمال، فإبقاء الفوضى لأطول فترة ممكنة هو المطلوب في سوريا أمريكياً، وعلى ذلك لابد من الذهاب الميليشيات المسلحة في حلب نحو التصعيد الميداني وهذا يعكس التخبط الأمريكي في الشمال الذي يعد صدى لتخبط إسرائيل في الجنوب السوري.

سقوط الميليشيات المسلحة بالتوالي نتيجة المعارك الدائرة فيما بينها من جهة و تحت وقع تقدم القوات السورية من جهة أخرى، سيدفع أمريكا نحو التورط في الدعم المباشرة للنصرة وغيرها من الميليشيات الموجودة في الشمال، إلا أن الدعم الاكبر المقدم لهذه الميليشيات يأتي من الجانب التركي الذي لا يخجل من التعامل العلني مع جبهة النصرة، فالحديث عن مشاركة القوات التركية بشكل مباشر في معارك المناطق القريبة من حلب، يدعم تصديقه ما فعلته تركيا حين اقتحام جبهة النصرة لمدينة كسب في الشمال السوري خلال العام الماضي لترتكب النصرة مذبحة بحق الأرمن في المدينة بتغطية من مدفعية الجيش التركي، كما إن القوات التركية تؤمن الغطاء الجوي واللوجستي للميليشيات المسلحة بما فيها النصرة، وهذا يدعمه قيام الدفاع الجوي التركي بإسقاط طائرة سورية في العام الماضي أيضاً، وإن كان الحديث في الصحافة عموماً يجري عن محاولات تركيا لاستعادة النصرة لدورها في الشمال، في وقت يحكى فيه عن تدريب الميليشيات التي تصفها بالمعتدلة، فإن الواقع يؤكد أن عملية قوس قزح قريبة الاكتمال، ليكون المسلحون في الداخل الحلبي محاصرين بالمطلق، وتصبح محاولة الاستدارة نحو الحل التفاوضي على الخروج من المدينة على غرار مصالحة حمص القديمة واجبة بالنسبة لمسلحي حلب، وعلى هذا أيضاً لابد من التصعيد الميداني كي لا تصل الأمور بالمسلحين إلى هذه المرحلة، وذلك من خلال زيادة الدعم المقدم للنصرة التي لن تجد طريقة لترويض ما تبقى من ميليشيات في الشمال إلا بالقضاء عليها ودفع عناصرها بالقوة إلى موالاة النصرة، وإن كان الأصل في كل الميليشيات الشمالية هو تكفير الآخر، وإعلان الحرب من منطلق تكفيري على الدولة السورية، وهذا ما تذكيه الأموال الخليجية، وما تؤمنه الإدارة الأمريكية، لكن السؤال كيف سيكون شكل الميدان خلال المرحلة القادمة، وهل سيشهد الشمال السوري تغيرات في موازين القوى من خلال استعادة النصرة لقدرتها على المواجهة..؟.

الجواب البسيط يأتي من انشغال النصرة بمحاولة تحقيق نصر معنوي بالنسبة لها في محيط بلدتي نبل والزهراء، إضافة لما يأتي من أنباء عن تغير في مسار تقدم الجيش العربي السوري في المنطقة التي باتت تعتمد معارك الكر والفر، بحيث يكون التقدم السريع المباغت لضرب النصرة ومن معها في العمق ثم الإنسحاب نحو تثبيت نقاط أقل عمقاً في الأراضي الشمالية، بحيث يمكن للجيش السوري أن يعمل على إخراج النصرة من معاقلها نحو التماس المباشر مع القوات السورية في أراض لا تمتلك النصرة فيها خطوط دفاعية وتحصينات مبنية، وهذا يسهل عملية التأثير على النصرة بأكبر كم ممكن من العدة والعتاد والرجل، لتصبح عمليات الصعق الناري التي تعتمد الرمايات البعيدة المرتكزة على المعلومات الاستخبارية التي يحصل عليها الجيش من مصادر عدة مؤثرة بشكل كبير، والدليل على ذلك التشبث المستميت من قبل المسلحين في الداخل الحلبي برفض المبادرة حتى يعاد تأمين طرق الإمداد التي يستخدمونها، فالهدف من مبادرة المبعوث الأممي في الأصل هو إعادة موضعة الميليشيات المسلحة وهيكلتها بما يعيد التوازن في المواجهة الشمالية، لكن هل يقوى المسلحون اليوم على إجبار القوات السورية الراصدة لطرق الإمداد الواصلة إلى حلب و التي أصبحت ساقطة نارياً، على الانسحاب من النقاط التي تم تثبيتها مؤخراً، فلو لم يكن هذا الأمر واقعاً معاشاً في حلب لكان المسلحون في المدينة وافقوا على المبادرة من مبدأ القوة التي يدعونها ليفرضوا شروطهم، وليحققوا المراد من المبادرة، فالإدارة الامريكية تسعى في حقيقة الأمر إلى تحويل حلب إلى عاصمة أخرى لسوريا على غرار التجربة الليبية بما يسمح بنقل "حكومة الإئتلاف المعارض" إلى داخل سوريا لتتمكن واشنطن في مرحلة قادمة من الترويج لهذه الحكومة على إنها ند لدمشق وبالتالي يصبح الحديث عن مؤتمر جنيف على إنه مؤتمر تفاوضي بين حكومتين سوريتين، وهذا ما لا يمكن حدوثه طالما الجيش السوري في مواقعه، ورفض مبادرة دي مستورا من قبل المعارضة يعني إن الأمريكيين لن يجدوا بديلا في المرحلة الحالية من دعم النصرة لخلق التوازن مرة أخرى.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-03-04 07:30:09   زيود
نحنا الحق هو سلاحنا وهي أرضنا رح نبقى فيها وإنتو يا إرهابيين والي معكون اطلعوا برا بلادي بلادي موجوعة وعم بتقاسي منكم يا تكفيريين ورح نطردكم برا سوريا
ربيع  
  2015-03-04 07:27:35   جبلة
حلب الشهباء ستنتصرين وتدحرين الإرهاب خارجآ وسيعود كل غائب عن بيته
درار  
  2015-03-04 07:26:05   سلمان
على الجيش أن لايعطي فرصة لنصرة وغيرها إستعادة قوتها صحيح أمريكا داعمتها بس نحنا معنا الأقوى إيمانا ب الله إننا رح ننتصر
عدنان  
  2015-03-04 07:23:48   بسيسيني
لانريد تفاوض ولا تجميد القتال بدنا الجيش السوري يخلص ماعزم عليه
هالا  
  2015-03-04 07:18:22   ميهوب
سوريا إنتصرت بعزم رجالها الأبطال وصمود أهلها وأثبتت للعالم أنها العالم بأسره
عدي  
  2015-03-04 07:11:59   سوري
الله ينتقم منكم ياأعداء الإنسانية والحق ولكن بإذن الله سيرتد إرهابكم عليكم
عنان المنعم  
  2015-03-04 07:10:17   سلمان
هذا الكلام سليم مئة بالمئةبأن القوات التركية تؤمن الغطاء الجوي واللوجستي للميليشيات المسلحة بما فيها النصرة وداعش
يامن  
  2015-03-04 07:07:54   درويش
التنظيم الإرهابي منذ البداية مسلح أمريكيآ وليس فقط الأن لأن أمريكا هي من أنشأت ونظمت هذه التنظيمات
علاء  
  2015-03-04 07:05:05   محلا
لولاالدعم الأمريكي للتنظيمات الإرهابية التكفيرية لكنا دحرناه منذزمن خارج سوريا
فؤاد  
  2015-03-04 07:01:08   السويداء
أجل الإدارة الأمريكية تترقب مجريات الحدث السوري تترقب خسارتهاومعركة الجنوب التي أوجعتهاوكسرت ذراع إسرائيل
مها نصر  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz