Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دي مستورا في دمشق ... ما الجديد..؟

دام برس :

العملية السياسية في سوريا حاضرة، يأتي المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا إلى دمشق بعد حالة من السكون الإعلامي للرجل فيما يخص الأزمة السورية، فلا اتصالات معنلة و لا لقاءات سرب عنها ما يمكن أن شف عما سيحمله الرجل من جديد، سوى إنه ثمن عالياً الجهود الروسية في الأزمة السورية خلال لقائه يوم أمس بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ميونخ، فما الذي يأتي به و متلازمة الحل السياسي في سوريا تترافق مع تكثيف للعملية العسكرية في سوريا، و تصعيد من قبل الميليشيات المسلحة المدعومة من أطراف لها المصلحة الكبرى في أن لا يكون ثمة حل قريب للأزمة السورية.. و على اعتبار إن المبعوث الأممي يركز على المصالحات الوطنية لإنهاء الشق الميداني مما تشهده سوريا، فإن دمشق تقوم في هذا الميدان بالجهود الكبيرة لعقد مصالحات وطنية في مناطق مختلفة من سوريا، وهذه الخطوة تشهد عرقلة من العناصر المسلحة من غير السوريين و مصالحة حي الوعر في حمص مثال شاهد على ذلك، لكن السؤال عن سرّ زيارة المبعوث الأممي يبدأ من نتائج المنتدى التشاوري الذي عقد في موسكو، ومن ثم فشل لقاءات المعارضات السورية في القاهرة في تشكيل كيان معراض جديد يتقاسم السلطة فيه كل من عيثم مناع و أحمد الجربا، ومن بعد ذلك كيف يمكن للمبعوث الأممي ألا يحمل شيء من الوساطة بين القوى الغربية و دمشق للتنسيق الأمني على اعتبار ما شهدته العواصم الأوروبية من حالة من الذعر نتيجة وصول المدّ الجهادي إلى باريس..؟، وما هي المعطيات الجديدة التي قرأها دي مستورا من الميدان السوري و التي دفعته لتطوير ملفه -ربما- قادماً بجديد قد يغري دمشق و يجعلها تنتقل إلى مستوى أكثر حماساً لبحث مبادرته، لكن لماذا لم يعنى دي مستورا بحضور المنتدى التشاوري إن كان جدياً في تنفيذ مهمته على الرغم من إن الحكومة السورية في وقت كانت قد استبشرت به خيراً..؟.

ومن الأسئلة التي يمكن أن تطرحها الزيارة الأممية إلى سوريا التطورات في عموم المنطقة، فالمشهد الميداني في العراق بات اكثر وضوحاً فداعش ينسحب من مناطق عدة نحو الموصل و مناطقه الأكثر أمناً، و في اليمن ثمة نوع من الحسم السياسي باستخدام الثقل الميداني من قبل جماعة أنصار الله لجّر البلاد نحو الاستقرار برغم موقف بعض القوى السياسية اليمنية، في حين أن المشهد الليبي بات أكثر تعقيداً فالعملية السياسية التي جمد القتال من أجلها في طرابلس لا تعني الميليشيات المرتبطة بتنظيم داعش أو القاعدة في المناطق الشرقية، ومصر تشتعل بشكل تدريجي، و لدى الأردن ما يبرر تصعيد عملياته داخل سوريا، و في سوريا نفسها ثمة ما يرتبط بهذه الملفات ككل، فالعراق شريك الحرب ضد داعش و الحسم في أي من البلدين سيعني الحسم في الآخر مع داعش على الأقل، و في اليمن ثمة ما يقرأ على إن الحكومة اليمنية القادمة ستكون ميالة إلى محور المقاومة و بالتالي سيكون مضيق باب المندب ورقة قوة بيد هذا المحور، في حين أن ليبيا ستكون أكثر استقطاباً للجهاديين تبعاً للمصالح الأمريكية بالنفط الذي من السهل الحصول عليه من خلال سيطرة الميليشيات المرتبطة بداعش على منابع النفط وبالتالي ستضطر المخابرات الأمريكية إلى تغير عقيدة التنظيمات الإرهابية لتحويل ليبيا إلى أرض جهاد بدلاً من سوريا، و هذا ما يجعل من مصر مهددة بطبيعة الحال، في حين أن الكيان الإسرائيلي سيجد نفسه شريكا للسعودية التي تشخن الأزمة السورية ليتفق الإثنان ولو في السر على دعم الميليشيات المسلحة فالكيان يحاول أن يسقط الدولة السورية على الأقل من وجهة نظر تحفظ أمنه و بقاءه أما السعودية فموقفها مشخصن من قبل بعض من يديروها في حقيقة الأمر، وهذا لا يعني أن الولايات المتحدة ستكون بعيدة عن الصورة، فإسرائيل مرتبطة بعلاقات وثيقة مع واشنطن و تتحكم بقرارها، وضمن هذه الأجواء لابد لـ "دي مستورا" أن يطرح جديداً قبل لقاء موسكو التشاوري الثاني، ليصيد فرصة الإبقاء على فرص تطبيق مبادرته، وألا يكون كسابقه (الأخضر الإبراهيمي) فاشل بامتياز.

هذا التعقيد في تشابك خيوط السياسية في المنطقة ككل يلزم دي مستورا بأن يطرح مشروعاً متكاملاً على الحكومة السورية، و التي لا تحتاج إلى مبادرة ثانية مع وجود المبادرة الروسية، فمن المنطقي أن تكتفي دمشق بمنتدى موسكو التشاوري لتؤسس لعملية حوار داخل دمشق تجمع كل الراغبين في حل للأزمة السورية، و إن كان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قد أعلن أن العديد من المعارضات التي تغيبت عن منتدى موسكو أبدت رغبته في حضور موسكو2، وهذا يعني أن مبادرة "دي مستورا" لاتهم السوريين لأنها من الأصل لا تقدم الجديد، فلجان المصالحة موجودة في حلب و تعمل على عقدها في مناطق عدة من سوريا، و من وجهة نظر أخرى كيف يمكن للأمم المتحدة أن تؤيد مبعوثها في مبادرته إن كانت المبادرة الروسية على قدم و ساق، بمعنى كيف يمكن للعالم أن يتخيل أن أي قضية في العالم تحتمل حوارين حول ذات النقاط بين ذات الأشخاص لكن تحت مسمين مختلفين و في مكانين مختلفين، و على ذلك ستكون الساعات القادمة حبلى بانتظار الجديد الذي يمكن أن يطرحه المبعوث الأممي، لكن المؤشرات تفضي إلى أنه سيتجه نحو التواسط لعقد تنسيق أمني بين سوريا و الدول الأوروبية بطريقة غير مباشرة، فإسرائيل بعد عملية شبعا على المحك، هذا أولاً، و ثانياً داعش بدأ ينهار برغم ما يحاول أن يظهره التنظيم من تماسك و وحشية في الممارسات، و أجواء أوروبا مشحونة على المستوى الشعبي و تطالب حكوماتها بإنهاء هذا الخطر و الانتخابات في أكثر من دولة قريبة و الموجودون في سدة الحكم في الدول الأوروبية بحاجة للأصوات الانتخابية، وعليه لا بد من وجود نوع من التنسيق مع سوريا نتيجة للخبرات التراكمية لديها فيما يخص محاربة داعش و ما شابهه  من تنظيمات تكفيرية.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

دمشق   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz