Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 10:10:45
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
روبرت فيسك: الثورة السعودية ستأتي من داخل الأسرة الملكية

دام برس :

 

"مسكينةٌ هي المملكة القديمة. وقد لا تصلح كلمة أخرى غير "القديمة" لوصف المملكة العربية السعودية، حيث الأخوة يسابقون الأبناء على عرش المملكة... فهل ستبقى هذه المملكة العريقة، التي تعد من أغنى الدول على وجه الأرض، قائمة على حاكمٍ واحد وتذبل بدون ثورة؟".

بوصفٍ ملفتٍ وتساؤلٍ كبير، إفتتح الكاتب والصحافي روبرت فيسك مقاله في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عقب وفاة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، عن عمرٍ يتجاوز الـ90 عاماً، ومبايعة الملك سلمان البالغ من العمر 79 عامًا، والذي لا يتوقع أن يعيش أكثر من عقدٍ من الزمن بحسب فيسك. أما ولي العهد الجديد الأمير مقرن فهو ليس بربيع عمره أيضاً، حيث يبلغ من العمر 69 عاماً.

تساءل فيسك في مقاله عن المدة الزمنية التي سيبقى فيها الحكام الغرب يتملقون هؤلاء المستبدين، مشبههم بالملك الإغريقي الغني كرويسوس، مضيفاً أنهم مثيرون للشفقة وبخاصة أمام العرب، الذين يدركون أصول الدولة الوهابية المتطرفة ضد الإلحاد وهم في الوقت عينه أسرة حاكمة منذ آلاف السنين ومؤسسة على يد داعية إسلامي متطرف جعل الرعية بموضع عبادة للملوك، مذكراً بطالبان وأسامة بن لادن.

ويقول فيسك متهكماً: أخبرنا أوباما بأنّ الملك عبد الله كان صريحًا وشجاعًا بالحديث عن قناعاته. كما أخبرنا كاميرون أيضًا أنه كان ملتزماً بالسلام ويعزز التفاهم بين الأديان. هذا كله وقد كان يتم إعدام عشرات الأشخاص كل سنة في فترة حكمه بعد محاكمات لا تطابق أي معيار للعدالة، إذ تم جر امرأة بورمية في شوارع مكة هذا الشهر، وهي تصرخ بأنها بريئة من جريمة قتل إبن زوجها، إلا أنهم قطعوا رأسها على يد مسؤولي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فهل هذا هو الالتزام بالسلام والتفاهم بين الأديان؟!

ولكن هناك جانب آخر لعبد الله لم يعد لمصلحته، إذ هبطت صورته بشكل تلقائي بعد علاقة حبه مع "إسرائيل"؛ فهو كان يعرض باستمرار توقيع السلام مع الكيان والاعتراف العربي الكامل به، في مقابل قيام دولة فلسطينية والانسحاب العسكري الاسرائيلي من كل من غزة والضفة الغربية والجولان. أي باختصار، الامتثال الدولي لقرار مجلس الأمن رقم 242، بالإضافة إلى فلسطين عربية جديدة وسلمية. وفي العام 2002 عندما كشف الملك عبدالله ولي العهد آنذاك عن خطته للرئيس الأميركي بيل كلينتون، أجابه الأخير بحماس"هكذا تكون الصفقات". كما أنّ قليل الحظ، جون كيري، بارك هذه الصفقة، التي ربما كانت بمثابة قبلة الموت، ولكن على الأقل ترك علامة على الاعتراف المتواصل بالكيان. حتى طرزان مصر العسكري الرئيس عبد الفتاح السيسي، طالب بتطبيق هذه الفكرة. وتحدث بنيامين نتنياهو عن إحتمال تطبيق المبادرة، مدركاً أنها لن تشكل خطراً كبيراً على الأراضي الفلسطينية، رغم قدرته على التدمير الفعلي لأي دولة فلسطينية ستنشأ في المستقبل من خلال سرقة المزيد من الأراضي في الضفة الغربية من العرب.

وقال فيسك بتهكمٍ واضح إنّ أفضل ما قام به أوباما هذا الأسبوع كان التمتمة عن "الخطوات الجريئة" التي اتخذها عبد الله، دون تحديد "الخطوات" التي كان يتحدث عنها. فيما الانتخابات الإسرائيلية والانتخابات الأميركية تعد أقرب للحديث عنها من قبل زعيم أكثر الدول عظمةً وقوةً في العالم (في الوقت الحالي).

في أيامه الأخيرة، انعدمت الصحة البدنية للملك السابق بشكلٍ واضحٍ لكلّ من عرفه، إذ كان عبد الله على وشك الخرف، فاستلم خليفته سلمان المكتب في غضون ساعات من توليه منصبه.

هؤلاء العُجُز يعرفون كيف يجب أن تقرر الخلافة بشكلٍ سرّي، وكيف يجب أن يحرّضوا الآلاف من أمراء الأسرة المالكة ورشوتهم، لتحقيق التوازن بين الثروة النفطية من جهة، وتمويل داعش القائمة على أسس وهابية من جهة أخرى، بالإضافة الى الإدعاء بأنهم يحققون العدالة.

وهكذا يمكن لرؤساء الولايات المتحدة أن يشيدوا بشهامة وحكمة المملكة العربية السعودية، في حين استمعت لجنة البنتاغون الى خبيرٍ من مؤسسة "راند" الأميركية بعد أحداث 9/11 وهو يصف المملكة بأنها "نواة الشر في الشرق الأوسط".

ففي لبنان، يسمى الملك الميت "فارس العرب" وخاصة عند الأطراف السياسية الموالية للمملكة، وذلك لأنهم حطموا الأرقام القياسية باستفادتهم من سخائها. في حين أنّه في قاعات داعش، يتمّ الترحيب بوفاته كدليلٍ على بداية اضمحلال آل سعود. كما أنّ بن لادن نفسه كان يعمل على هدف تدمير النظام الملكي بعد أن خسر جنسيته، وربما رغب بالتاج الملكي لنفسه.

يقول فيسك إنّ "عبدالله لم يكن نرجسيًا ولا شريرًا. ولم يكن مهرج مافيا مثل القذافي ولا قاتلًا كصدام. لكنه كان قادرًا على الانتقال من الشجاعة السياسية في اقتراح السلام العربي الإسرائيلي، إلى جنون حثّ الموالين له في الولايات المتحدة على مهاجمة إيران.

كما أنّ الخوف السني من توسع الإمبراطورية الشيعية، دفع بالسعودية الى دعم المتمردين الوهابيين". مضيفاً أنّ "داعش وطالبان هما نتاج العقيدة السعودية."

وتابع فيسك أنّ "عبدالله عرض مبلغ 4 بليون دولار على الجيش اللبناني من المساعدات العسكرية الفرنسية، التي كان يأمل أن تستخدم للسيطرة على داعش وآلاف مقاتلي حزب الله على حدٍّ سواء، إلّا أنّ الصفقة أُعيقت عندما اعترضت "إسرائيل" على شراء طائرات هليكوبتر مجهزة بالصواريخ، والتي ادّعت "إسرائيل" أنه من الممكن استخدامها ضدها."

"كان فيلق المدافعين عن عبد الله كبيرًا، وكان عناصره يتقاضون راتبًا جيدًا في الغالب، ولا بدّ أن نسمع منهم الكثير في الأيام المقبلة. سنسمعهم يتحدثون عن "حداثته" وتشجيعه تعليم المرأة، وتقليص حديثه عن "فتاوى" الدينية، ومنحه الحرية لمن ينتقد السعوديين. وفي الوقت عينه، يأمل هؤلاء المدافعون أن يتم سحب موضوع جلد المدونين من التداول في الفترة المقبلة."

"كان عبد الله يتخوّف من الثورات العربية التي قامت في العام 2011، إذ قام بإرسال قواته لسحق المعارضة الشيعية في البحرين في حين وعد بتحويل حوالى 300 بليون جنيه استرليني لمنح التعليم، وتقوية البنية التحتية الجديدة، وإعانة شعبه الذي يعاني من البطالة وارتفاع أسعار المنازل."

ويختم فيسك متفائلاً بأنّ "العمر يبدّد النظام الملكي"، مضيفًا أنّ الثورة التي تهدد هذا النظام في المملكة العربية السعودية لن تأتي من إيران، ولا من الأقلية الشيعية في المملكة العربية السعودية، ولا من الجماعات الوهابية المسلّحة في البلاد.. بل سوف تأتي من داخل العائلة الملكية!

سلاب نيوز - ترجمة وإعداد: هيفاء البنا

الوسوم (Tags)

السعودية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-01-24 05:48:19   السعودية
فيسك مقهور من الملك المعظم حيث ان المرحوم لم يشتريه !!! الغرب كله يدعم حكم المشايخ العرب منذ قرون و يقال انهم من ابتدع العقيدة التي ظهرت في الجزيرة العربية لتدمير كل اعداء الغرب ...
ابو بكر القرشي  
  2015-01-24 04:13:35   مات الملك..عاش الملك!!
لا أعتقد أن هناك أي أمل في تغيير يصيب دولة مثل السعودية بفكرها ومذهبها التكفيري وحالة الجاهلية والظلام التي تخيم عليها لا اعتقد ان ثورة حقيقة قابلة للحصول وان حصلت ستقمع مباشرة
ريتا قاجو  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz