Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ماهي مهمة الشهيد جهاد مغنية في الجولان.. وكيف سيرد حزب الله..؟

دام برس :

الاعتداء الإسرائيلي الجديد على الأراضي السوري لابد وله السبب المباشر الذي تحاول من خلاله حكومة الكيان الوصول إليه تحت شعار عريض تسميه تل أبيب "أمن إسرائيل"، و السؤال الكبير الذي يجب الإجابة عليه هو ما هي المهمة التي كان الشهيد "جهاد عماد مغنية" ينفذها في منطقة الجولان السوري المحرر.المهمة التي كلف بها الشهيد مغنية الابن منذ إنهائه التدريب على أعلى المستويات، فالصور التي تظهر مغنية إلى جانب قائد قوة القدس في الجيش الإيراني قاسم سليماني تؤكد أن الشهيد مغنية تلقى تدريباً عالياً وبإشراف مباشر من العقيد سليماني الذي تعرفه المخابرات الامريكية و الإسرائيلية بشكل جيد، وتركز عليه وسائل الإعلام الغربي خصوصاً بعد توجه سليماني إلى العراق و إسهامه في تشكيل قوات الحشد الشعبي التي دحرت تنظيم داعش في محاور عدة من العراق.

السيد حسن نصر الله في لقائه الأخير مع قناة الميادين أكد على إن المقاومة اللبنانية تتواصل مع المجموعات المقاومة داخل أراضي الجولان السوري المحتل، و تشير المعلومات الإعلامية إلى أن الشهيد مغنية هو المكلف بملف الجولان في أجندة المقاومة، وبالإشارة إلى طبيعة العمليات التي تشهدها منطقتي الجولان السوري المحرر و المحتل منه، فإن تمدد جبهة النصرة نحو المناطق القريبة من دمشق وخاصة باتجاه منطقة "اتوستراد السلام" مصطدم بعمليات نوعية للجيش العربي السوري من جهة، و نتيجة للرغبة الإسرائيلية بتوجيه الأنظار إلى ضرورة فرض منطقة عازلة بقرار دولي على حدودها مع سوريا في خطوة منها لضمان بقاء الكيان في الوجود، وعلى هذا الأساس كان استخدام تل أبيب لجبهة النصرة كخط فاصل بين جيشها و الجيش العربي السوري من جهة و عناصر المقاومة اللبنانية من جهة أخرى.

مهمة جهاد مغنية في منطقة الجولان السوري وفق ما يمكن قراءته من تصريحات سماحة السيد حسن نصر الله الأخيرة تشير إلى انه كان مكلفاً بالتواصل مع مجموعات المقاومة في الجولان السوري لرفع سويتها لمرحلة تكون قادرة فيه على خلق فعل مقاوم داخل أراضي الجولان السوري المحتل، كم إن اغتيال الشهيد مغنية ومجموعته أثناء جولتهم التفقدية لمنطقة "مزرعة الأمل"  يأتي في هجمة استباقية – إن صح التعبير- من قبل الكيان الإسرائيلي على ما أكده نصر الله خلال الأسبوع الماضي بأن استمرار إسرائيل باستهداف الأراضي السورية أو اللبنانية فإن الرد سيكون بالوصول إلى ما بعد الجليل.

لكن السؤال عن الأجواء الإسرائيلية مفيد لإدراك الحدث بأبعاده كاملة، فالمناخ السياسي المعقد في تل أبيب نتيجة انهيار الحكومة بعد استقال الأحزاب المعارضة لنتنياهو بعد هزيمة الكيان الإسرائيلي الكبرى في قطاع غزة، يضع الإعلام الإسرائيلي أمام حجم الورطة التي وضعتهم فيها قيادة الجيش الإسرائيلي، خصوصاً و إن الجبهة الداخلية تدرك تماماً أن قواعد الاشتباك عند حزب الله لا تشبه تلك التي يعتمدها الكيان الصهيوني، فحزب الله وعبر تاريخه المقاوم لم يذهب إلى أي حرب مع إسرائيل تكون الأخيرة هي من تحدد زمانها و مكانها، بل على العكس، كان وما زال حزب الله هو من يفرض شروط الحرب و المناخ السياسي المحيط بها على المستوى الدولي.

و على ذلك فإن محاولة توتير الأجواء مع سوريا و فيها ترافق مع محاولة من جبهة النصرة بإحداث خرق في لبنان من خلال اشباكات عنيفة في منطقة جرود عرسال مع الجيش اللبناني بعيد ساعات من الاعتداء الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد المجموعة التابعة لحزب الله و التي كان يقودها الشهيد جهاد مغنية و الذي يوصف من قبل الكيان الإسرائيلي بـ "الضابط الخطير في حزب الله" و نتيجة هذا الوصف يمكن الجزم بأن قرار تنفيذ العملية في هذا التوقيت يأتي وفق ثلاث احتمالات.

الاحتمال الأول يستمد من ضرورة تحقيق إسرائيل لضربة (موجعة و استباقية) لمحور المقاومة خصوصاً بعد تصريحات سماحة السيد حسن نصر الله الذي يؤكد خبراء إسرائيل أنفسهم من خلال متابعتهم لأدق التفاصيل في إطلالته التلفزيونية بأنه الرجل "لا يمكن أن يكذب"، لذا فإن الحدود الشمالية التي تنتشر فيها الميليشيات المسلحة الموالية للكيان الإسرائيلي وبرغم كل الدعم الإسرائيلي لجبهة النصرة على وجه الخصوص، فقد فشلت هذه الميليشيات بتأمين الكيان و خلق الجدار البشري المطلوب بين جيش الإحتلال و الجيش العربي السوري .

الاحتمال الثاني، يقول بأن قيادة الجيش الإسرائيلي تحاول توريط رئيس الحكومة الإسرائيلية بينيامين نتنياهو أمام الرأي العام داخل الكيان بأنه يغامر بوجود "إسرائيل" ككل مقابل تحقيق مكتسبات إنتخابية في الانتخابات المقررة خلال شهر آذار القادم.

أما الاحتمال الثالث مرتبط بشكل مباشر بالقرار الإسرائيلي بضرورة جر سوريا نحو حرب مباشرة خصوصاً في التوقيت الذي تذهب من خلاله موسكو نحو عقد لقاء تشاوري بين الحكومة السورية و أطياف المعارضة السورية، ولكن كيف سيرد حزب الله ..؟.

تاريخ محور المقاومة يؤكد أن هذا المحور لا يتخلى عن الأهداف الإستراتيجية الكبرى التي يؤمن بها مقابل تحقيق مكتسبات ضيقة، وبالتالي فإن رد حزب الله سيكون مدروساً بدقة متناهية ليكون ضربة موجعة تعيد الكيان الإسرائيلي إلى نقطة يحسب من خلالها ألف حساب قبل التورط باستفزاز المقاومة، و إن كان توقيت الرد على اغتيال الشهيد جهاد مغنية ومن معه متروكاً لقيادة حزب الله فإن طبيعة هذا الرد في الحسابات الإسرائيلية تأتي من محاولة الكشف عن المنظومة الصاروخية الجديدة التي يمتلكها حزب الله، ونوعية الأسلحة التي تمتلكها المقاومة خصوصاً و إن إسرائيل تدرك أن مرتفعات الجليل هدف سهل بالنسبة للمقاومة اللبنانية وهذا باعتراف مفكري الكيان في شؤون الإستراتيجية و الخطط العسكرية.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

حزب الله   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz