Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
قراءة في استراتيجيا المواجهة القادمة

دام برس :

كتب عمر معربوني في سلاب نيوز .. ليس سهلاً أن يقوم أحد بتحليل كلام السيد حسن نصرالله، وخصوصاً اذا ما كان هذا الكلام مرتبطاً بالصراع مع الكيان الصهيوني، فالسيد يستخدم في كلامه عبارات تندرج في سياق الرسائل تارةً، وفي سياق الحرب النفسية تارةً أخرى.
وما ستقرأونه يعبر عن تحليل ملموس لواقع ملموس لا علاقة له بالعواطف والخيارات السياسية، إنما يستهدف توضيح ما جاء في كلام السيد نصرالله فيما يخص المواجهة مع الصهيوني.
وإن كان أمر تحليل كلامه يستدعي لجاناً من مختلف الإختصاصات في اجهزة المخابرات ووسائل الإعلام المعادية، فإنّ الأمر لا يصل الى هذه المرحلة لدى المحللين الذين ينتمون الى بيئة المقاومة والمواجهة، حيث يساعد عامل الإنتماء والتاريخ في مقاربة المسألة بأبعادها الواقعية.
وعلى خلاف المرات السابقة فإنّ المقابلة الأخيرة للسيد حسن نصرالله عبر قناة الميادين كانت تحمل في مضمونها الكثير من الوضوح، إن كان في الطرح المباشر أو في تسمية بعض الأشياء بأسمائها، وهذا ما يُصّنف في خانة الرسائل المباشرة التي استهدف بها الجانب الصهيوني، والهدف تحقيق أعلى منسوب من الردع.
بدا السيد كما عادته واثقاً مما يقول، ومتقصداً بهدوئه وبسمته أن يصل للقادة الصهاينة أكثر رسائله وضوحاً، وأكثرها تخويفاً للإسرائيليين، وهذا ما سيجعل دوائر الكيان الصهيوني تعيش فترة استنفار وبحث غير قصيرة.
وإن كان الإسرائيليون في شمال فلسطين المحتلة قد وجدوا أماكن يلجأون اليها لاتّقاء ضربات الصواريخ خلال عدوان 2006 على لبنان، فبمجرد إعلان السيد أنّ صاروخ فاتح 110 هو من المنظومات التي كانت المقاومة تمتلكها آنذاك ولم يتم استخدامها، يعني أنّ القلق والرعب سيكون رفيق الإسرائيليين الدائم الى أمد طويل.
فهذا الصاروخ الذي يصل مداه الى 300 كلم يغطي بفاعليته كامل أرض فلسطين المحتلة، وبالتالي فلا يوجد أماكن آمنة يمكن للصهاينة اللجوء اليها.
وفي قراءة لتفاصيل الكلام الذي أدلى به السيد يمكننا أن نلاحظ مجموعة من العناوين التي تؤشر الى استراتيجيا المقاومة في اي مواجهة قادمة وأهمها:
1- كل الخروقات التي يقوم بها الصهاينة تندرج ضمن الخطوط الحمراء وتُجيز للمقاومة حق الرد في المكان والزمان المناسبين ضمن منظومة واضحة لآليات اتخاذ القرار قائمة على حسن تقدير الموقف والأخذ بعين الإعتبار عوامل الظرف والتقييم والمصلحة، وهذا ما يدل على وجود منظومة قيادة وسيطرة تمتلك العلم والخبرة والصبر والحكمة.
2- مركزية اتخاذ قرار الرد وعدم وجود تفويض للقادة الميدانيين لخصوصية الساحة اللبنانية والتداخلات الحساسة التي يمكن ان تترك آثاراً غير مرغوب بها، وهذا يعني أنّ أي رد يجب أن يكون حقاً حصرياً للقيادتين السياسية والعسكرية للمقاومة، ولا نعني هنا انه في حال حصول ضربة مفاجئة من الجيش الصهيوني على المقاومة ان تنتظر اجتماع قيادتيها، فمن المؤكد أنّ دائرة ضيقة في هكذا ظروف تمتلك حق اعطاء الأمر بما يعكس قرار القيادتين العسكرية والسياسية اللتين تجتمعان بشكل دائم ضمن مهل قصيرة.

3- توقيت الرد والذي ربطه السيد نصرالله بأولوية ارتباطه باختيار المقاومة لمكان وزمان الرد، وهنا نعني الرد الإستراتيجي المرتبط بالمعركة الشاملة وهي رسالة تم ايصالها بوضوح لقادة الكيان الصهيوني أنّ عليهم أن يستعدوا للمواجهة على كل الجبهات دفعة واحدة في حالة قيام "إسرائيل" بأي هجوم شامل على سورية، وهنا قد يتساءل البعض لماذا تم ربط الرد الشامل بالمعركة على سورية، والجواب لأنّ محور المقاومة يعتبر أنّ سورية هي قلب المعركة وأساسها، وبالتالي فهو لن يسمح برسم معادلات جديدة مغايرة للمكاسب الميدانية التي يحققها الجيش السوري في الميدان.
4- المعادلة الجديدة التي أضافها السيد حسن نصرالله هي أنّ مشاركة الحزب في سورية أكسبت وحداته خبرات جديدة في القتال ضمن تشكيلات كبيرة في حالتي الدفاع والهجوم وهو أمر لم تقم به المقاومة من قبل حتى خلال عدوان تموز، حيث اعتمدت المقاومة نظام الدفاع ضمن البقعة ومن خلال مجموعات صغيرة تعتمد التخفي وسيلة اساسية والكمائن والهجمات الصغيرة أسلوباً، واشارة السيد لهذا الجانب لا تعني أنّ المقاومة ستلجأ في حال حصول عدوان صهيوني الى اسلوب الدفاع المفتوح ابداً، لأن اسلوب الدفاع الذي اعتمدته خلال عدوان تموز 2006 كان ناجحًا جداً وسيبقى اسلوباً مجدياً في مواجهة تشكيلات الجيش الصهيوني المدرعة وقوات مشاته وقوات النخبة المحمولة جواً، وعلى الأرجح سيكون استخدام الاساليب الهجومية بتشكيلات كبيرة مرتبطاً بتقدم وحدات المقاومة الى عمق الجليل، وهو أمر لا يملك احد تفاصيله في الجانب الصهيوني وحتى في وحدات المقاومة الأخرى، وهذا الجانب يتم الاستدلال عليه من خلال حديث السيد عن الخرق الأمني الأخير، حيث اوضح بعض جوانب الحراك الجهادي واساليب وانماط العلاقات القائمة على السرية وعدم الدمج.
5- المسألة الأهم في مقابلة السيد حسن نصرالله هي الإعلان بطريقة غير مباشرة عن امتلاك المقاومة لمنظومات دفاع جوي وصواريخ ارض – ارض حديثة، وصواريخ ارض – بحر وغيرها، عندما قال رداً على سؤال: نعم كل ما يخطر في البال.
وفي نظرة سريعة على ما يمكن ان يخطر في البال، وتصريح السيد أنّ صاروخ فاتح 110 كان من ضمن منظومة المقاومة الصاروخية، وبما أنّ المقاومة استخدمت صاروخ ارض بحر c – 802 ضد البارجة ساعر، وبما أنّ العديد من طوافات الجيش الصهيوني تم اصطيادها بصواريخ ايغلا المضادة للطائرات وهي صواريخ محمولة على الكتف، وهذه كلها مضى عليها منذ عدوان 2006 ما يقارب الـ9 سنوات، فماذا يمكن للمقاومة أن تضيف لترسانتها منذ ذلك الوقت خصوصاً أنّ السيد نصرالله قال بوضوح أنّ السقف عالٍ جداً والسعي لملئه حثيث ومتسارع.

1- في سلاح الصواريخ أرض – أرض لم يعد سراً أنّ المقاومة تمتلك آلاف الصواريخ من فئة زلزال التي تختلف أسماؤها إلّا أنها تندرج ضمن منظومة تطال أهدافاً بين 200 و400 كلم، وبعض هذه الصواريخ تم تطويرها لتحمل رؤوساً متفجرة تصل الى 800 كلغ مع دقة إصابة عالية جداً تصل في بعض أنواعها الى نسبة خطأ لا تتجاوز الـ50 متراً، وهو خطأ غير هام اذا كان الصاروخ يستهدف مطاراً أو ميناءً أو منشأة ضخمة أو تجمعاً لقوات العدو، وعندما نقول إنّ المدى يصل الى 400 كلم فهذا يعني أنّ المقاومة يمكنها أن تُطلق هذه الصواريخ من أقاصي شمال البقاع اللبناني وتطال بها أهدافاً في صحراء النقب بما فيها مفاعل ديمونة النووي، إضافةً الى مئات الأهداف الحساسة الأخرى على كامل ارض فلسطين المحتلة، وهنا سنقوم بوضع مثال واحد سيؤدي الى إخراج المطارات المدنية والعسكرية من الخدمة بشكلٍ كامل، حيث يستطيع صاروخ برأس متفجر يصل الى 800 كلغ تعطيل مدرج مطار لمدة يومين، واذا حسبنا أنّ في "إسرائيل" 13 قاعدة جوية اغلبها تحتوي مدرجًا واحداً، فإنّ المقاومة يمكنها تعطيل هذه المدارج بحوالي 20 صاروخاً كل يومين وهذا ما سيحد من قدرة سلاح الجو الصهيوني وسيجعل قادته امام تحدي إبقاء المطارات في حالة الجهوزية، إضافةً الى أنّ تل ابيب وضاحيتها غوش دان ستكون جاهزة لتلقي ضربات موجعة بصواريخ فئة زلزال المدمرة، وهو أمر لن يكون باستطاعة شعب الكيان الصهيوني تحمله أبداً.

2- في سلاح الصواريخ المضادة للطائرات لا شيء يمنع أن تكون المقاومة، بحكم تحالفها الإستراتيجي مع سورية وايران، حصلت على منظومات متطورة من طراز تانغوسكا وتور ام -1 الحديثة والفتاكة، وهي منظومات تستطيع التعامل مع اهداف طائرة على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة، وكون هذه المنظومات تُحمل على عربات فإمكانية الإنتقال والمناورة بها تصل الى الحدود القصوى وهذا ما سيؤمن لها حركية عالية وقدرة على التخفي خصوصاً أنّ هاتين المنظومتين يمكنهما إطلاق الصواريخ والعربات في حالة الحركة لاعتمادها على ردارات ومنظومات توجيه ذاتي ملحقة بها.

3- في سلاح الصواريخ ارض – بحر من المؤكد أنّ صواريخ ياخونت هي ضمن سلاح المقاومة وهذا الصاروخ يمتلك قدرة إصابة الاهداف حتى 300 كلم دون خطأ يُذكر مع عدم وجود القدرة للتصدي له وتعطيل فاعليته.

4- في سلاح الصواريخ المضادة للدروع لا يوجد أدنى شك أنّ صواريخ الكورنيت بطرازها الذي استخدم خلال عدوان 2006 والطراز الحديث منها وهو كورنيت – ام 1 والذي يمتاز بمدى نهاري يصل الى 10 كلم أي ضعف الطراز القديم وليلي يصل الى 7 كلم، ويعمل على نظام "أطلق وانسَ" على عكس النظام القديم الذي يمتطي موجة اللايزر ما يلزم الرامي بمتابعته حتى لحظة اصطدامه بالهدف، هذه الصواريخ من المؤكد أنّ منصاتها بالعشرات وصواريخها بالآلاف ما سيجعل مدرعات العدو فريسة سهلة لها في حال قرر الجيش الصهيوني القيام بتقدم بري.
العديد من الاسلحة الأخرى تخطر في بالي ولكن المساحة لا تتسع لاستعراضها كلها، وهذا يعني باختصار أننا سنكون أمام مواجهة قائمة على استراتيجيا الحركة والرعب وعضّ الأصابع، وفي إشارة السيد لقدرة تحمل جمهور المقاومة لمنسوب كبير من الألم ما يدل على أنّ عنوان المعركة القادمة سيكون مدى قدرة تحملنا ومدى قدرة تحمل شعب الكيان الصهيوني.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الحرب   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz