دام برس :
نشر تنظيم داعش على مجلته التي تحمل اسم "دابق" مساء الاثنين، صورة للطيار الأردني الأسير لديها «معاذ الكساسبة» وهو يرتدي "بدلة الإعدام" ذات اللون البرتقالي، قبل يوم من إخضاعه لـ"محكمة شرعية" يعمل التنظيم على إيجادها غداً الثلاثاء.
وينما يتجهّز التنظيم لمحاكمة الطيار الأردني، تستمر التحليلات بالأوساط المتابعة حول مصير «الكساسبة» الذي أسقطت طائرته من نوع "إف16" في 24 الشهر الجاري، حيث يعتبر بعض المتابعون أن "داعش" سيستمر بعملية الابتزاز للحكومة الأردنية مستغلاً الضغط الكبير الذي يمارسه "التيار الشيشاني" داخل التنظيم والداعي لـ"إعدام" الطيار الأردني بوصفه "مرتد"، ما أدى إلى انقسام كبير بين قيادات التنظيم في ما يتعلق بمصير الطيار الشاب الذي ينتمي لقرية في محافظة الكرك الجنوبية في الأردن.
ونشر تنظيم داعش في العدد السادس من مجلته "دابق"، معلومات عن الطيار الأردني الأسير «معاذ الكساسبة»، وشمل العدد مقابلة مع الطيار الأسير الذي ظهر مرتدياً ثياباً برتقالية اللون وتحدث عن تفاصيل دوره في العملية وماحصل له يوم أسقطت طيارته. أهم النقاط في المقابلة هي:
- الكساسبة دخل الخدمة كطيار عامل في العام 2012 - منذ عامين فقط.
- دوره كان الدخول لمسح المنطقة من الصواريخ المضادة للطائرات تمهيداً لدخول الطائرات القاصفة.
- تم إبلاغه بتفاصيل العملية في الساعة الرابعة من عصر اليوم السابق.
- في صباح يوم العملية انطلق ورفاقه الأردنيين وانضمت إليهم طائرات إف 15 سعودية وإف 16 إماراتية وإف 16 مغربية (كلام الكساسبة هو إثبات لمشاركة المغرب في عمليات التحالف).
- بعد إصابة طائرته قام الكساسبة باستخدام المقعد القاذف والمظلة وهبط قريباً من نهر الفرات حيث بقي مثبتاً في مكانه حتى عثر عليه رجال داعش.
- وعن الدول العربية المشاركة بالعمليات ضد التنظيم بشكل عام يقول الكساسبة، أن الدول هي الإمارات بطائرات إف 16 مطورة قاذفة للقنابل الموجهة بالليزر (هو يقصد إف 16 بلوك 60 التي لايملكها في المنطقة سوى الإمارات)، والسعودية بطائرات إف 15 قاذفة للقنابل الموجهة بالليزر والمغرب بطائرات إف 16، والكويت بطائرات تزويد بالوقود والبحرين بطائرات إف 16 إضافة إلى قطر وعمان.
- تحديد الأهداف وتوزيعها على الدول المشاركة يتم من قبل الولايات المتحدة من خلال قاعدتها في قطر، ويتم توزيع الأهداف على الدول المشاركة في الساعة الرابعة عصراً تحضيراً لعمليات اليوم التالي. تنطلق الطائرات من الأردن وتلتقي بطائرات الدول الأخرى في نقطة التجمع في سماء العراق قبل الانتقال إلى الأجواء السورية.
- تحدث عن وجود 200 عسكري أميركي منهم 16 طياراً "أحدهم إمرأة" في قاعدة موفق السلطي في محافظة الزرقاء، وأنه قد التقى هؤلاء الأميركيين وأنهم قد تناولوا المنسف!!
- أخيراً سأل المحاور الكساسبة إن كان يتوقع مصيره فقال أنه يعرف أنهم سيقتلونه.
الشاب اليوم بانتظاره "محكمة شرعية"، قرر التنظيم أن يوجدها كحلّ توافقي للصراع على مصيره، الأمر الذي لا تستطيع كل المصادر المتابعة تحديد نتيجتها، خصوصاً في ضوء "إصرار شيشاني" في التنظيم على تنفيذ إعدام الشاب، مقابل المكونات الأخرى للتنظيم التي تحسب تبعات الإعدام من كل الجهات.
تبعات الإعدام، وفقاً للتقييم الداخلي في التنظيم، تعني أولاً فقد الشرعية الدينية وتؤكّد على "وحشية" التنظيم التي تذاع عن الأفراد المنتمين له. وثانياً سيخسر التنظيم ورقة بإمكانها أن تنهي المشاركة الأردنية في التحالف، ورغم أن الخيار المذكور بات مطروحاً في الداخل الأردني الذي بدأت أحزابه (الجبهة الموحدة مثالاً) وبعض نوابه، (8 نواب أعلنوا رفضه لمواصلة القتال إلى جانب التحالف الدولي ضد الإرهاب)، يعيدون إنتاج الرأي العام الرافض لخوض الأردن الحرب المذكورة.
إضافة إلى ماسبق، فالتقييم الداعشي يشير أيضاً إلى "خسارة" القيادات السلفية المعتقلة لدى سجون الأردن، والذين منهم «ساجدة الريشاوي» المحكومة بالإعدام، والتي بكل الأحوال قد تكون صاحبة أولى الأسماء المطروحة للدفعة الثانية من الإعدامات التي من المتوقع أن تنفذها عمان بعد توقفها عن تجميد حكم الإعدام.
رصد : عربي برس