Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 06 كانون أول 2024   الساعة 20:47:05
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل ينشأ ائتلاف دولي لمواجهة «الدواعش الجمهوريّين»؟

دام برس :

كتب حسن غندور في سلاب نيوز .. يقول أحد الصحفيين الإيرانيين الذين تابعوا جولة التفاوض النووية الأخيرة من داخل أروقة فندق كوبورغ في فيينا الشهر الماضي، إنّ مسار التفاوض الحقيقي كان ذاهباً باتجاه إعلان الإتفاق النهائي وقد وافق الأطراف الستة على كافة مندرجات الإتفاق، إلّا أنّ شيئًا ما تغيّر في اللحظات الأخيرة بدّل المشهد من التحضير لإعلان الإتفاق الى الحديث عن تأجيل لبضعة أشهر.

لا شك أنّ أوباما يريد وبشدة إنهاء عهده باتّفاق مع إيران ينهي حقبة طويلة من الصراع معها ويدخله التاريخ من بابه الواسع، ولكن أي اتفاق لا يرعى مصالح "إسرائيل" ويحافظ عليها لن يكون من اليسير الوصول اليه وتحقيقه. وبما أنّ "إسرائيل" تعتبر في قرارة نفسها أنّ أي اتفاق مع إيران يعد انتصاراً لنهج الجمهورية الإسلامية في المنطقة ومن المؤكد أنه سيعزز محورها المعادي لـ"إسرائيل" مما يزيد من الخطر على كيانها الوجودي ومستقبلها في المنطقة. لذلك، فقط نشطت اللوبيات الصهيونية وأحيت أدواتها السياسية من "محافظين جدد" لمواجهة وإسقاط الاتفاق الإيراني الغربي من بوابة انتخابات مجلسي الشيوخ والكونغرس في محاولةٍ لإخضاع أوباما وإجباره على العزوف عن إتمام الاتفاق وتأجيله.

أما على مسار المواجهة القائمة على الساحات العربية والسورية تحديداً، فلقد خضعت الاستراتيجية الأميريكية أيضاً لتغيير جذري من الذهاب لمؤتمر دولي لمواجهة الإرهاب المتمثل بداعش وحسم الأمر بضربة أممية قاصمة الى مراوغة في الحسم، والبقاء على خيار الضربات المحدودة التي تقلّم الأظافر الإرهابية ولا تقطعها في تكتيك واضح يرضي الديموقراطيين الذين يرغبون في استثمار خطر داعش عبر ابتزاز الدول العربية الغنية لسحب ملياراتها من جهة وتصريف السلاح المكدس من جهة أخرى، ومن جهةٍ ثانية يرضي الجمهوريين الذين يريدون إكمال الضغط على سوريا بالوتيرة نفسها لانتزاع المكاسب من حكومتها وأهمها ورقة المقاومة، لكي يحقق للكيان الصهيوني الغاية الأولى والأخيرة من ضرب سوريا، ألا وهي ورقة المقاومة.

إلّا أنّ أوباما يعي جيدًا تبعات اللعب على الحبلين خصوصاً في هذه المرحلة، فالمشهد السياسي الدولي يتغير بشكل سريع، روسيا اليوم ليست روسيا الرئيس يلتسين، والضغط المتزايد بتخفيض أسعار النفط لا يمكن أن يدوم طويلاً، ففي لعبة عضّ الأصابع سيصرخ أوباما أولاً لأنه يجازف بمستقبل صناعة النفط الصخري، لأنّ معدل أسعار النفط قاربت مستويات التكلفة المترتبة لاستخراج النفط الصخري مما يهدد الخطط الأمريكية للانتقال من 11.25 مليون برميل باليوم الى 21 مليون برميل كما هو مخطط، مما ينسف مشروع الاستقلال الطاقوي للولايات المتحدة والذي عملت وتعمل عليه منذ عقدين، وهذا يعني أنّ واشنطن ستعود وتحتاج نفط الشرق الاوسط بشدة كما كانت في السابق وفي ذلك تبعات ستعقّد الأمور أكثر وتجبر واشنطن على العودة الى خيارات ما قبل عهد أوباما، بالإضافة الى عوامل أخرى ليست دونها أهمية من ملف الانسحاب من أفغانستان الى التحديات الكبرى والمتعاظمة جراء المواجهة الروسية الامريكية المستجدة والمرجّح أن تتصعد أكثر في القادم من الأيام.

لذلك، على أوباما أن يحسم خياره وبسرعة، فإما تثبيت الخطوط العريضة لسياسته الدولية واستكمال الخطط والبرامج التي وضعها إبّان عهده أو شراء الوقت حتى انتهاء مدة ولايته وتوقع كافة السيناريوهات السوداء من خصومه المتربصين به لإسقاطه وإحلال اللعنة على مسيرته السياسية.

لقد بات واضحاً أنّ اللوبي الصهيوني استطاع إحياء المنظومة "البوشية" وأعاد للمحافظين الجدد سطوتهم بعدما تراجعت مع بداية عهد أوباما، وما استقالة وزير حربه والتغييرات المرتقبة في فريق الحكم إلّا دليل قاطع على عودة صقور الحرب والمؤامرات.

أميركا لم ولن تكون يوماً راغبة في إحلال السلام في العالم لأنّ في ذلك مقتلها بكل بساطة، إلّا أنها اليوم ذاهبة وبكل وضوح الى حالة من "التدعيش السياسي"، فكل المؤشرات تؤكد عودة الجمهوريين أصحاب الفكر التصادمي الى السلطة في العهد المقبل، و"الدواعش الجمهوريون" سينسفون كل المسارات التسووية التي بدأها أوباما من إيران الى افغانستان وصولاً الى سوريا والعراق وغير مكان. لذلك، فإنّ الحديث عن انفراجات إقليمية مدعومة ببعض المتغيرات السياسية والميدانية كتولي موسكو مهمة تدجين المعارضة الروسية لتصبح قادرة على بدء حوار يوصل الى حل سلمي في سوريا والتغير في المشهد الميداني في كل من العراق وشمالي سوريا (عين العرب)، يمكن نسفه بسهولة وتغيير المشهد وإعادته الى المربع الأول أوعلى الأقل نسخ النموذج القائم في ليبيا بين الحفتر والمجموعات المسلحة ونقله الى سوريا والعراق لإطالة أمد الأزمة وتعطيل الحل الإقليمي من جهة، ومن جهة أخرى تسعير الخلافات مع روسيا ومشاكستها أوروبياً وضمن حديقتها الخلفية من قيرغستان الى أوكرانيا.

إنّ على الدول والشعوب التي تنتظر بفارغ الصبر اتفاقاً إيرانيا غربياً وشيكاً أن تعي أنّ ما تحسبه ماءً هو سراب، وأنّ الأمور ذاهبة الى مزيد من التعقيد ولو ظهر العكس، ولهذا ذهبت موسكو الى تغيير عقيدتها القتالية واعتبار أميركا بمثابة عدو، وللسبب عينه قامت الجمهورية بأكبر مناورة في تاريخها في اليومين الماضيين، وما تسهيل مهمة موسكو بشأن المفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية وغض الطرف عنها إلّا تمهيد خبيث لإفشال المهمة لاحقاً وتسجيل نقاط على روسيا.

من هنا، بات أمام الدول المناهضة والمتواجهة مع أميركا وأيضاً الدول المتضررة من سياسة التأزيم الأمريكية وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي خيارين لا ثالث لهما، إما أن يقفوا مع أوباما ويساندوه في مواجهة الداعشية الجمهورية القادمة فتسحب فتائل التفجير في أكثر من ملف خلافي تمامًا كما فعلت روسيا حينما أنزلت راعي الكاوبوي عن الشجرة حينما وضعت أميركا نفسها أمام مأزق كبير بإعلانها النية بضرب سورية فكانت ورقة نزع المنظومة الكيميائية السورية هي المخرج، وهنا يتطلب الأمر تعاونًا دوليًا بين موسكو وأوروبا والصين وإيران لإقامة ائتلافات دولية تكبح جماح التهور والعبث الأمريكي وتشكل ضابطاً لإيقاع السياسة الامريكية في العالم، وبذلك يتم تدجين دواعش السياسة الأمريكيين قبل الحديث عن مواجهة الإرهاب في العالم لأنّ الأفعى تقتل من رأسها وليس من ذيلها، وإما أن تذهب قدماً في المواجهة وتتبع سياسة "قطع رأس الهر" قبل عودة الجمهوريين بإشعال الأرض من تحتهم، من أفغانستان الى باب المندب. وليكن السيناريو الذي تحدثت عنه صحيفة "اي بي تايمز" الاوسترالية صحيحاً وواقعاً بأنّ روسيا ستسلح حزب الله بمنطومات صواريخ بالستية تعيد الى الأذهان صورة الصواريخ الكوبية مع فارق بسيط، أنّ قطعان المستوطنين في فلسطين أجبن من الشعب الامريكي وأقل تحملاً وقدرة على دفع الثمن.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

سورية   ,   ايران   ,   الولايات المتحدة   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz