حصل سلاح الجو الأردني على أسطوله من طائرات «ف 16»، وهي بحالة مستعملة بعدما خدمت لدى دول مختلفة مثل الولايات المتحدة وبلجيكا وهولندا. والطائرة الأردنية التي سقطت الأسبوع الماضي والتي يرجح أنها الطائرة ذات الرقم 684، والتي كانت قد ظهرت في صورة خلف الطيار الأردني الأسير، كانت قد دخلت الخدمة لدى سلاح الجو الأميركي عام 1982. وهنا يذكر لنا أحد الضباط من سلاح الجو الأميركي، وهو أول من حلّق بهذه الطائرة، أن الطائرة حملت الرقم التسلسلي 666 عندما دخلت الخدمة للمرة الأولى، ولهذا السبب لم يقبل أي من الطيارين الأميركيين الآخرين أن يحلقوا بها لأنهم تشاءموا من الرقم 666، الذي يعدونه رقم الشيطان. ولهذا السبب عينه فضّل العقيد مور أن يختار هذه الطائرة المميزة.

ولاحقاً، بعد 26 عاماً، وبعدما أنهكت الطائرة وانتهى عمرها الافتراضي، قدمتها الولايات المتحدة إلى الأردن ضمن ما يعرف ببرنامج «صقر السلام 2»، وهو برنامج تقدّم وفقه الولايات المتحدة السلاح، طائرات «ف 16» على وجه الخصوص، للجيش الأردني كمكافأة على توقيع الأردن اتفاقية وادي عربة مع إسرائيل. دخلت هذه الطائرة الخدمة ضمن سلاح الجو الأردني وحملت الرقم التسلسلي 684. وقد شاركت هذه الطائرة، وهي تحمل راية القوات الجوية الملكية الأردنية، في صيف عام 2011، في عملية التحالف الدولي ضد قوات العقيد الليبي معمر القذافي، التي أطلق عليها اسم «فجر الأوديسة». وهذا العام شاركت هذه الطائرة في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، وانتهت مسيرتها الأسبوع الماضي على ضفاف الفرات في الرقة.

الطائرة الشيطان إذاً هي مجرد مثال على السلاح المتقادم، ذي القدرات العسكرية المحدودة والمفضوحة، الذي تقدمه الولايات المتحدة لحلفائها اللاهثين، والذي لا يمكن التعويل عليه لصد أي عدوان خارجي.