دام برس:
لم تجد دعوات كلٍّ من «بسام جعارة» و«موسى العمر» لتنظيم داعش بضرورة نجاح مهمّته باقتحام مطار دير الزور، أي صدى عند "حُرّاس الفرات" الذين تابعوا مهمّتهم لليوم الحادي عشر بتأمين محيط مطار دير الزور العسكري، بعد استهدافه منذ إطلاقهم معركة "فساء صباح المنذرين" بأكثر من عشرة مفخخات فشلت بأكملها للوصول إلى هدفها، كان آخرها "دبابة" مفخخة تم تفجيرها على بعد 700م من المطار كان يقودها "جهادي ليبي" يدعى "أبو الفاروق الليبي"، من قبل وحدات حماية المطار، رغم كل البربوغندا الإعلامية التي يحاول "أتباع التنظيم" تسويقها حول الهجمات التي مازالت تنحصر حتى اليوم بخطوط النار "الأولى"، أي في محيط بلدة المريعية التي يشهد عمليات كر وفر هدفها سحب العناصر المهاجمة إلى مناطق الكمائن المتقدّمة، إضافة إلى محيط "الجفرة" الذي سقط فيه للتنظيم عشرات القتلى، رغم ترويجهم مرات عدّة لتمكّنهم من اقتحام القرية والسيطرة عليها، ليعود التنظيم في اليوم الثاني إلى نفي تلك "الأخبار" ومطالبة "عشّاقه" للمرة الألف بعد المليون بعدم ذكر أي "انتصارات وهمية" للتنظيم والاكتفاء بـ"الدعاء له" ...
لكن ما لم يكن في حسبان عناصر التنظيم وهذا الأهم هنا، أن تخرج إحدى ضباط الجيش العربي السوري عن صمتها وترمي "خبرتها" العسكرية في ساحة نزال حقيقية مع زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي"، وتتحداه مع مجموعتها من العناصر النسائية في قتال على "الطريقة الهوليودية" مانحةً إياه حق اختيار زمان ومكان النزال، ليس ذلك فقط، بل منحته الحق في اختيار نوع السلاح الذي يرد أن ينازلها به وبعدد العناصر حتى لو كان يفوق عدد مجموعتها "الصغيرة" بحسب وصفها لصحيفة "القدس العربي". هذا التحدي "الجدي" جاء بالوقت المناسب، فـ"البغدادي" الذي أمر عناصره بسبي نساء الموصل والرقة ودير الزور ومن ثم اغتصابهن وبيعهن، لم يتوقع أن تخرج "امرأة" تتحدّاه على الملأ كما فعلن مقاتلات قوات الحماية الكردية في عين العرب، اللاتي مرّغن أنوف عناصره بالتراب، أو كما فعلت المجنّدات السوريات في الدّفاع الوطني بعناصر الميليشيات المتشددة في ريف دمشق وحمص ومناطق أخرى يعرفها "الخليفة" جيّداً، واللواتي زففن اثنتين من زملائهن شهيدات (ميرفت سعيد – زينب سليمان)..
يؤكد قائد عمليات مطار دير الزور أن مهمّتهم لاتقتصر على تأمين حماية المطار، بل مهمّتهم تنتهي بتحرير "الرقة"، من يعرف العميد «عصام زهر الدين» جيداً يعلم أنه لا يجيد "المزاح العسكري"، حتى أنه لا يتقن فن "المراوغة الإعلامية" بمعناها السلبي، فهو رجل عسكري من الطراز الرفيع كان له صولات في عدة مناطق انتهت جميعها كما هو يريد، فقوله عن أن مهمته تنتهي في الرقة، فهو يقصد ذلك، وظهر ذلك بعد "عمليات التامين" لمحيط المطار التي بدأ فيها منذ وصوله إلى دير الزور هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى قدرته وعناصره على امتصاص هجوم داعش وقلب هجومهم إلى دفاع كما حصل في معركة الجبل الأخيرة والتي انتهت بـ"سيران" لقتلى داعش في دير الزور ومن ثم إلى المقبرة الجماعية، فمعركة مطار دير الزور لايصلح لها أن تكون "معركة دفاع" وتأمين "المحيط الضيّق"، بل الأفضل أن توسّع المحيط الآمن وتترك لنفسك المساحة الكاملة في التحرّك "كما يحصل اليوم هناك"، حيث بات عناصر التنظيم "وفق تسجيلات مسربة لهم" يعرفون جيداً أن خطوط التماس مع الجيش العربي السوري ليست بأيديهم، وأنهم إن توغلوا في جبهة ما فهم سيدخلون دائرة النار التي أعدّها لهم الجيش مسبقاً، وهذا مايحصل بشكل يومي بالمناسبة، من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي حرص الجيش هناك بتمريرها للمشاهدين تباعاً لأعداد القتلى والقوة النارية التي يستخدمها لصد أي هجوم "متوقع".
ماسبق، لا ينفي أبداً قسوة المعارك التي يخوضها الجيش ضد التنظيم الذي حرص على استحضار قوات "بديلة" لقتلاه بشكل يومي، بل تطور الأمر مع "الخليفة" ليصدر "فرماناً شرعياً" يُجيز فيه قتل كل من يحاول الفرار من أرض المعركة، بعد أن وصل لمسامعه في العراق أن اليوم الثالث للهجوم شهد "هروباً جماعياً" باتجاه الحدود مع العراق، بعد أن دخلت إحدى المجموعات في "كمين" للجيش السوري أسفر عن 250 قتيل "حرقاً" وصلت جثثهم إلى مشفى الميادين، ومن ثم ترحيل تلك الجثث إلى العراق... لكن ما نستطيع أن "نكرره" و"نؤكّده"، أن المعركة في دير الزور ستكون هي المعركة التي ستشق الطريق أمام وحدات الجيش السوري إلى الرقة، وذلك بالتزامن مع تقدّم الوحدات العسكرية التي كلّفت بتحرير "جبل الشاعر" الاستراتيجي باتجاه البادية السورية المرتبطة أصلاً مع الرقة بطريق صحراوي. لذا بات على عناصر التنظيم انتظار "هجوماً معاكساً" قد تشنه وحدات الجيش بأي لحظة هدفه الوصول إلى "أقصى الشمال" وتأمين الحدود مع العراق لتنظلق بعدها "معارك التحرير" الحقيقية في الرقة وغيرها من مناطق سيطرة داعش "المؤقتة".