Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
يُريد الحفاةُ العُراةُ تجويعَ شعب سورية ..فيـا للعَجـبْ ! بقلم : د. محمد ياسين حمودة

دام برس:

هل ظنَّ رعاةُ الإبل والناعقون معهم مِن أشباه العرب أنفسَهم قادرين على تجويعِ شعبنا في سورية ! تبَّا لهم ! فما أوقحَهم ! ثم بُعداً لهم وسُحقاً ! وخسر وخابَ وذَلَّ سيِّدُهم راعي البقر !

قال تعالى فيهم : { فلا تُعجِبْك أموالُهم ولا أولادُهم إنَّما يُريد اللَّهُ ليُعَذِّبهم بها في الحياة الدنيا وتَزْهَقَ أنفسُهم وهم كافرون} سورة التوبة 55.

لا خطابَ منِّي لهؤلاء المفتونين المخمورين ... عبيد الدِّينار والدُّولار .

لكني أذكِّر كلَّ مواطن شريفٍ في شامنا بأن سورية ، بل حوران وحدها ، كانت تغذِّي وتُطعم الإمبراطورية الرُّومانية في أقصى الأرض .

وأقول أنَّ شامَنا الشريف كان يُطعِم فيُشبع الإمبراطورية التركية زهاء أربعة قرونٍ .

وسورية ذاتها هي التي كانت تمدُّ جيوش الأتراك أثناء الحرب العالمية الأولى بالغذاء فكان شعبُنا يَجوع من أجل أن تأكل وتشبع عساكرُهم  في الثُّغور والجبهات !

(كان أهلي وأقربائي وجيراني في حيِّ الميدان بدمشق من الذين عانوا من تلك المجاعات) .

أمَّا رعاة الإبل في الخليج فكانوا أيامَ قحطهم يسرحون بقطعانهم إلى مراعي الشام يبحثون عن الماء والكلأ بعد طول جوعٍ ، ومشيٍ ، وعطشٍ ، وشقاءٍ .

أمِثل هؤلاء الأقزام وأشباه الناس من المُترفين سيُجوِّعونا ؟

هيهات ... هيهات ...

قاتلهم اللَّه أنَّى يؤفكون .

لقد وصفهم النبيُّ محمد (ص) قبل أكثر من 14 قرناً بكل دقَّة وإعجاز بأنهم:

" الحفاة العُراة يتطاولون في البُنيان "

نعم ! نراهم اليوم ينفقون أموالهم على أجانب يشيدون لهم ناطحات السَّحابيضحكون بها عليهم ، ويهزؤون مِن تخلِّفهم وجهلهم ، وذلِّهم بين أيديهم ، ثم يرجعون بالمال الوفير إلى بلدانهم وراء البحار أغنياء فرحين مسرورين محبورين ، ويتركون أولئك الأشقياء في أزماتٍ لا يقدرون حتى على صيانة تلك الأبنية الفارغة الشاغرة .

رأيناهم مراراً وما فتئوا يتسابقون ويُهرعون إلى سوق النخَّاسين فيربطون أعناقهم بالحبال ويبحثون عن سيِّد يشتريهم ثم يدفعون هُم الثَّمن ، ثم يرقصون بين يديه !

قال نبيُّنا(ص) فيهم أيضاً:

" نَجْـدُ ، قرنُ الشيطان منها تَخرجُ الفتنة وإليها تَعود " .

فهنيئاً لشعبنا الأبيِّ في سورية لِغضب ... وسخط ... وعِداء ... تلك المخلوقات من

فصائل الطفيليات المؤذية خرجت على العالم على هيئة بشَر لا تعرف حضارةً ، ولا دساتير  ولا قوانين ، وما زالت تلهو وترتَع وتتسابق على ظهور الجمال .

فيا لعار العرب إن كان هؤلاء الساقطين من العرب !

لقد حاصَرت العربُ النبيَّ محمد(ص) مع بني هاشم في شعب أبي طالب ثلاث سنوات فأكلوا جميعاً ورقَ الشجر ؟

وحوصِرت غزَّةُ اليوم ، وما زالت ترزح تحت حصار العرب في قطاعٍ عَرضُه 10 أميال ! حيث لا ماء ولا كلأ . فلا قرَّت أعينُ الجبناء . وسوف لن يفوز الأشرار . حتى بعدما تنازل رئيسُ السلطة عن قيادة جامعة السّوء إلى راعي الإبل ، إمعاناً منهما وأذىً في الغدر لسورية وفلسطين الجريحة .

فلو كان اغتنم ذاك الفلسطينيُّ تلك الفرصة الذهبيَّة النَّادرة التي لم يحلم بها أحد (أعني قيادة الجامعة) بدلاً من بيعها لراعي الإبل بدراهم معدودة ، فطرقَ بها أبوابَ العالم الأصمّ بوزنِ مَن بَقي مِن العرب - بالإسم على الأقل- لكان ربَّما حقَّق إحدى المعجزات ، أقول هذا لكل مَن أراد تنبيهَ وتعليمَ الأجيال ، عسى أن يَستيقظ بعضُ النِّيام .

تلك أعزِّائي سُـنَّة اللَّه في الخَلق ، ليَميز الخبيث من الطيِّب ، ولِيعلمَ مَن شَكَرَ النِّعمةَ ومَن كََفرَ .

وأرجو أن لا يخاطِبني أحدٌ في وعَّاظ السَّلاطين مِن المُتخَومين المَفتونين !

النَّاهين عن السِّلم والمعروف ، الآمِرين بالمُنكر والقتل والتمثيل والتشريد ، فبُطونُهم الأثمةُ تأكلُ ناراً وسيصلون سعيراً .

سورية بخير وستكون بألف خير .


الرأي السورية

د. محمد ياسين حمودة
باحث في التراث العربي والإسلامي

yaisnh@total.net

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الدولار   ,   السلطة   ,   السورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-12-09 16:44:12   سوريا بلد العزّ والخير والدكتور حمودة مثال إبن سوريا البار
الله الله ما أروع وفائك وإخلاصك لسوريا الأم عزيزي دكتور حمودة!.. وما أروع كلماتك هنا : ! فما أوقحَهم ! ثم بُعداً لهم وسُحقاً ! وخسر وخابَ وذَلَّ سيِّدُهم راعي البقر ! دام قلمك ودام نبض العروبة الأصيلة وبوركتَ عزيزي كاتباً ناصرا ولسوريا حافظاً . وسوريا الله حاميها
نوال / ألمانيا  
  2014-12-09 16:11:17   شكراً عزيزي سوري مغترب
الذين وصفتُهم هنا مخلوقات لا يفهمون من الحياة إلا الغرائز ... لكن المحزن رؤية سوريين انقلبوا ثورجيين وعملاء لهؤلاء ... فانظر في كلمتي على الرابط مع شكري لناشريه : http://www.dampress.net/?pageshow_det&category_id48&id25802
د. محمد ياسين حمودة  
  2014-12-08 19:28:43   شكرا واحدة لا
لا تكفي ابدا ،،لانك تريد الف شكرا على كل حرف ولأنك كنت جيد الوصف لهذه المخلوقات ،،،اشكرك دكتور حمودة
سوري مغترب  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz