Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 20:42:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجولان خاصرة دمشق الرخوة؟

دام برس :

ليست المرّة الأولى التي تهاجم فيها الجماعات المسلّحة أهدافاً ومدناً يسيطر عليها الجيش السوري، ولن تكون الأخيرة.
ميدانياً وصل زخم الهجمات العسكرية للجماعات المسلّحة الى الحد الأقصى في منطقة الجولان ليصطدم بخط الدفاع الأول للجيش السوري وقوات الدفاع الوطني، واليوم قامت مجموعات كبيرة من الجماعات المسلّحة وأغلبها من جبهة النصرة بشن هجوم واسع انطلق من بلدة الحميدية وبلدة الصمدانية الغربية مستهدفاً مدينتي خان ارنبة والبعث.

هكذا انتشر الخبر على وسائل الإعلام ما يوحي أنّ المدينتين هما على وشك الإنهيار وهو ما يخالف الوقائع.
وفي الفترة الأخيرة وبعد تنفيذ الجيش السوري لعملية إعادة الانتشار في منطقتي نوى والشيخ مسكين، دأبت العديد من المكاتب الإعلامية للجماعات المسلحة على مواكبة بعض المعارك الموضعية في ارياف دمشق المختلفة ومنها الضمير والقلمون الشرقي والجولان وتصوير الأمر على أنها المعارك التمهيدية للزحف على دمشق من اكثر من جهة.

وهذا الأمر يستهدف في الدرجة الأولى معنويات الداعمين للجيش السوري والموالين للدولة السورية بهدف وضعهم في حالة نفسية سيئة وفرض أجواء قاتمة ربما تساعد في الضغط على الدولة والجيش.
إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ محاولات الجماعات المسلحة تقتصر على الجانب النفسي، إنما تندرج في سياق نمط المعارك الذي اعتمدته هذه الجماعات في منطقة الجنوب السوري القائم على القضم البطيء من خلال استنزاف مواقع الجيش المتفرقة والتي تتداخل بشكل معقد مع مواقع الجماعات المسلحة ثم الإنقضاض بأعداد كبيرة بالآلاف كما حصل في نوى والشيخ مسكين.

وما حصل اليوم في خان ارنبة ومدينة البعث يشبه الى حد بعيد ما يحصل في منطقة درعا،فالمستهدف اليوم كان أحد المواقع المتقدمة، وهو عبارة عن حاجز يفصل مدينة البعث عن بلدة الحميدية حاولت الجماعات المسلحة السيطرة عليه بهجوم من جهتين انطلاقاً من الحمدانية والصمدانية الغربية التي شنت عليها وحدات من الجيش السوري منذ فترة عملية إغارة محدودة.

في مقاربة المعركة ببعدها المباشر لا يمكن تصنيفها بأكثر من هجمة استهدفت نقطة محددة ولا يمكن البناء عليها بأنها مقدمة لمعارك أوسع يمكن أن تشكل مخاطر جدية وحقيقية على مدينتي البعث وخان ارنبة، خصوصاً أنّ خلفية المنطقة تكتظ بقوات تابعة للجيش السوري والدفاع الوطني تشكل خط الدفاع القوي والمتماسك في امتداد متقدم يضم بلدة جبا وتلّي كروم والشعار، إضافةً الى تموضع كبير من نبع الفوار مروراً بسعسع وصولاً الى قطنة ودمشق نفسها عبر السفح الغربي، إضافةً الى تموضع كبير للجيش السوري مروراً بالكسوة والريف الغربي بأكمله.

في الجولان لا يحتاج الجيش السوري تنفيذ عملية إعادة انتشار بسبب تماسك خط الدفاع ووجود اتصال طبيعي ومنظم بين وحدات الخط الأول وأنساق الدفاع المتتالية وصولاً حتى دمشق، إلّا أنّ هذا لا يمنع من سد بعض الثغرات والاعتماد على أسلحة أكثر مرونةً بدلًا من الدبابات والمدفعية الثقيلة لتسهيل حركة القوات وسهولة تنقلها واستخدامها للأسلحة النارية المتاحة لها.

حتى اللحظة لا يمكن اعتبار الجولان خاصرة دمشق الرخوة، ففي حال قررت الجماعات المسلحة التقدم باتجاه دمشق عليها أن تحسب حساباً لإجراءات نفذها الجيش السوري ستكون عائقاً حقيقيًا بوجه هذا التقدم.
ما تحقق حتى الآن في جبهة القنيطرة ودرعا يقترب من تحقيق السيطرة على جغرافية المنطقة العازلة التي تسعى "إسرائيل" والأردن لتحقيقها، ولكنه لا يصل حد تشكيل الخطر على دمشق بشكل مباشر.

ويجب ألّا ننسى أنّ الجيش السوري أطلق منذ فترة عملية زلزال الجولان والتي لم ينفذ منها سوى عمليتي استطلاع بالنار، الاولى باتجاه الصمدانية الغربية والثانية باتجاه بيت تيما.
وعلى عكس الجماعات المسلحة التي تمهد لمعاركها بحملة إعلامية كبيرة مصحوبة بأسماء رنانة وكبيرة، فإنّ الجيش السوري ينفّذ عملياته بشكل مباغت مصحوب بتمهيد ناري كبير.

الوسوم (Tags)

الجيش   ,   الجولان   ,   السوري   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz