Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 13:20:13
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
طريق الحرير يمرّ من الرقة .. وهذا موسمه يا دي مستورا
دام برس : دام برس |  طريق الحرير يمرّ من الرقة .. وهذا موسمه يا دي مستورا

دام برس:

لاشك أن الحراك "الدبلوماسي" الذي تشهده دمشق اليوم بعد الزيارة الثانية للمبعوث الدولي «ستافان دي مستورا» إليها، حاملاً بـ"يمناه" اقتراحاً بتجميد القتال في محافظة "حلب"، له أهميته "الخاصة" على المستوى الدّولي والإقليمي، ولا شك أيضاً أن واشنطن و"معارضيها المعتدلين" إضافةً إلى الحلفاء كانت تنتظر بفارغ الصبر الجواب السوري الذي جاء بحسب تقديرنا "مفاجأً" على شاكلة الموافقة السورية للتعاون في "الملف الكيماوي" وتدميره ليقطع عليها طريق "التدخل العسكري" آنذاك، وجواب الرئيس السوري «بشار الأسد» للمبعوث الدّولي أمس، لايقل "ذكاءً" عن قبوله "السريع" سابقاً لحل "مشكلة" الملف الكيماوي بـ"السرعة القصوى" حيث تجسّد هذا القبول حينها بالعمل "الجدّي" على الأرض.

في الحقيقة، الرئيس «الأسد» حيّر "مناوئيه الدّوليين" في المرونة التي أبداها أمام "مجمع" الطلبات التي قدّمت له منذ انطلاق الأزمة في بلاده، وترك لنفسه فرصة رفض بعضها وقبول البعض الآخر وإحالة طلبات أخرى للـ"دراسة" كما فعل أمس بما يخص إيقاف "جبهة حلب عسكرياً"، فـ«الأسد» يفهم جيّداً حجم الأطماع "التركية" اتجاه هذه المحافظة، ويفهم أيضاً أن الحصار الذي أطبقه الجيش العربي السوري في الفترة الأخيرة على المدينة حطّم تلك الأطماع العثمانية وقضى عليها، بل نستطيع القول أن اكتمال الطّوق بنسبة 100% حول المدينة ومباشرة الجيش السوري عملياته داخل المدينة وتأمينها، سيحرج «إردوغان» أمام مناصريه الذين تعهّد لهم قبيل الانتخابات بحل مشكلة "اللاجئين" في بلاده، وبالتالي ستكون حدود تركيا مع سورية مسرح عمليات عسكرية مفتوح باتجاه تركيا، خاصة وأن وحدات الجيش العربي السوري مازالت تستكمل عملياتها الأخيرة في الريف الحلبي، وهذا مايتخوّف منه «إردوغان» اليوم حيث يشكل سقوط هذا الريف أو جزءاً منه بيد الجيش سيدفع ميليشياته الهاربة إلى تركيا وسيصطدم بعدها بمشكلة "إخراجهم" من البلاد .. ولكن إلى أين ..؟؟

عودة «ديمستورا» إلى دمشق اليوم وبيده "الورقة الحلبية" دوناً عن غيرها من المناطق، يطرح عدّة أسئلة أهمها، هل لجبهة النصرة والميليشيات "المتشددة" و"داعميهم" أي علاقة بهذه الزيارة ..؟، هل لقتال الفصائل الإسلامية المتشددة في "إدلب" والذي يهدد بسقوطهم بعد تصفية بعضهم بعضاً أي علاقة بهذه الزيارة، خاصة وأن إدلب تعتبر "امتداداً اقتصادياً ولوجستياً" لمحافظة حلب .؟؟،

في خطاب القسم بعد فوز الرئيس «بشار الأسد» في الانتخابات الرئاسية، وجّه عدّة رسائل مهمّة جداً، فبعد أن خاطب الرقة بـ"الحبيبة" وصف حلب بـ"الصامدة" وأهلها بـ"الأبطال" وأنه "لن يهدأ لنا بال حتى تعود آمنة مطمئنّة"، كما اعتبر أن «إردوغان» حوّل الأزمة السورية إلى "ثأر شخصي" معه، فإن ربطنا هذه الرسائل الثلاث مع بعضها نستطيع حقيقةً أن نفهم ولو "جزء" صغير مما يفكّر فيه الرئيس «الأسد»، بحيث نفترض ولا نجزم بأن الرئيس السوري يسعى اليوم مع المبعوث الدّولي لإيجاد حلقة وصل بين ما يريده هو وبين ما يريده أو "يقترحه" «ديمستورا» اليوم، وهو باختصار "أنقرة مقابل أمان واستقرار حلب"، كما هي المعادلة القديمة الجديدة "الرقة مقابل أنقرة"..؟، وأن تعود الميليشيات "على اختلاف أشكالها" إلى حيث جاءت من تركيا، ونخصّ هنا بالذكر "النصرة وداعش".

الشعب السوري الذي صمد طيلة فترة الحرب هذه، لن يقبل "صراحةً" بأنصاف الحلول حول "حلب"، فهو يعتبر أن مسألة إنهاء التواجد الميليشياوي فيها مسألة "كرامة وأخلاق" وهي مسألة "وجود" له، ومن حقّه أن يسأل ببراءة، لماذا عندما اجتاحت كل "قطعان" الميليشيات تلك المحافظة وعاثت فيها فساداً وخراباً، وقتلاً وحرقاً وتدميراً، لماذا لم تتحرك الأمم المتحدة أو المجتمع الدّولي..؟، لماذا تحركوا اليوم بعد أن قطع فيها الجيش السوري مراحلاً "مهمّة" وحصر تلك الميليشيات في أوكارها منتظرةً ساعة فنائها استعداداً لتخليصها من سنين "الدم" التي مرّت بها ..؟؟، ليأتي «ديمستورا» اليوم ويقترح "التجميد" في محافظة أقل مايمكن وصفها الآن بـ"البركان" الذي إن انفجر أكثر فإن حممه ستحرق "تركيا" قبل أي شيء آخر..
عربي برس -ماهر خليل

الوسوم (Tags)

حلب   ,   تركيا   ,   الرقة   ,   أردوغان   ,   الرئيس بشار الأسد   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz