دام برس :
كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ، أن واشنطن تتنصت على الاتصالات التي تقوم بها السلطات السورية بهدف جمع معلومات استخباراتية عن تنظيم "داعش" الإرهابي، وقالت الصحيفة إن الهدف هو جمع أكبر قدر من المعلومات ومن كافة الأطراف الموجودة على الأرض والتي تقاتل ضد "داعش" حيث تتنصت على وسائل الاتصال التي تبحث عبرها السلطات السورية تحركات وخطوات "داعش".
وبحسب الصحيفة فإن ذلك كان بسبب القدرة المحدودة على جمع المعلومات الاستخباراتية في سوريا، يقوم عملاء الولايات المتحدة بالتنصت ومراقبة مصدر غير متوقع للحصول على معلومات بشأن مقاتلي "داعش"، وهو اتصالات الدولة السورية.
هذا الخبر لم يكن غريباًن وليس بمفاجأة، إذ ماذا سيُنتظر من دولة تتنصت على مواطنيها أولاً وعلى حلفاءها من الدول الغربية ثانياً،بالتالي ما دام هذا الخبر ليس بمفاجأة فلما الإعلان عنه من قبل صحيفة أمريكية تُصنف بأنها مقربة من الإدارة الأمريكية؟.
لدى واشنطن أقمار صناعية للتجسس موجودة في سماء الشرق الأوسط ترصد الكثير فيه بالحالة الاعتيادية،فكيف إذاً خلال هذه الفترة المشتعلة التي تمر بها أسخن منطقة في العالم، يُضاف إلى ذلك وجود غرف عمليات عسكرية لوجستية معلوماتية واستخباراتية في العديد من دول الجوار القريبة من سوريا، تتابع بدقة ما يجري على الميدان، فضلاً عن شبكات استخبارات أمريكية وغربية وعربية موجودة على الأرض السورية تتواجد في المساحات التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة، كل ذلك ولا تزال امريكا بحاجة للمعلومات من القيادة السورية ذاتها.
هي لا تريد الاتصال مباشرة مع دمشق لأن ذلك سيعني نصراً وإنجازاً كبيراً للقيادة السورية التي تحاول واشنطن وحلفاؤها إسقاطها، بالتالي الطريقة التمهيدية الآن والتي يمكن أن يتقبلها الرأي العام هو الترويج لعملية تنصت أمريكية على القيادة السورية، لكن هل أمريكا من السذاجة بمكان كي لا تعلم بأن كلاً من موسكو ودمشق وطهران موقنون بأنها تجري عمليات تنصت على الجميع؟، هل سيكون الإعلان الأمريكي عن عملية التنصت تلك هو بداية لإعلان آخر قد يكون الاعتراف بالحاجة للتعاون مع دمشق؟.
بمعنى آخر تخيلوا إعلان أمريكا أنه ومن خلال عملية التنصت على القيادة السورية تبين الدور الكبير الذي تلعبه دمشق في محاربة داعش، بما يمثل دليلاً فعلياً على قدرة الدولة السورية على المساعدة في الحرب ضد الإرهاب أكثر من غيرها مما يهيئ الرأي العام نفسياً لقبول فكرة أن تقوم أمريكا بالاتصال مع دمشق لاحقاً، سواءً عن طريق وسيط أو طرف ثالث أو بشكل مباشر عبر وفود غربية تمهد لقيام لقاء أمريكي ـ سوري لهذه الغاية.
عربي برس