Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مسلّحو حلب ينتصرون على الفايسبوك والتويتر

دام برس :

"زئير الأحرار"، إسم المعركة التي أطلقتها الجماعات المسلّحة في ريف حلب الجنوبي الشرقي للسيطرة على معامل الدفاع بالقرب من السفيرة.
جاء الإعلان عن بدء هذه المعركة التي تستهدف قرى العدنانية والقاشوطة وباشكوي والزراعة الفوقانية والزراعة التحتانية ردّاً على الهزيمة التي لحقت بهذه الجماعات في ريف حلب الشرقي الشمالي في حندرات التي تعتبر السيطرة النهائية عليها قطعاً للإمداد عن مسلحي الأحياء الشرقية في حلب وبداية سقوطهم النهائي.
حتى هذه اللحظات وبمقاربة ميدانية لمعارك الجماعات المسلّحة السابقة يبدو التشابه في طريقة الإعلان عن المعركة مع المعارك السابقة جليّاً وواضحاً، ولا تعدو هذه المعركة أكثر من محاولة لتحقيق نصر معنوي لرفع معنويات المسلحين الذين يواجهون تقدّم الجيش السوري في جبهة حندرات – سيفات حيث ستشكل نهاية هذه المعركة بدايةً لمرحلة جديدة.

موضوعياً وبالنظر الى خارطة توزع السيطرة فإنّ تحقيق تقدّمٍ بإتجاه معامل الدفاع يعتبر نوعاً من المغامرة حيث بإمكان القوات المدافعة عن محيط معامل الدفاع وبالتنسيق مع القوات المتمركزة في تل عزان ومحيطه أن تجري عملية إطباق على أي مجموعات متقدمة باتجاه معامل الدفاع.
هذه المعركة التي أطلقتها حركة أحرار الشام سبقها البارحة إشتباكات في محيط بلدة عزان، والسبب في إطلاق هذه المعركة بشكلٍ مباشر هو التفتيش عن طريقٍ بديل لطريق الكاستيلو لإعادة ربط الأحياء الشرقية لحلب في حال تمّ قطع هذا الطريق من قبل الجيش السوري، وهو أمر يدلّ على مدى الوضع الحرج الذي تعيشه الجماعات المسلّحة في جبهة حندرات ويقينها أنّ الجيش السوري سيتمكن من إنجاز مهمته ويضع مسلحي الأحياء الشرقية في حالة حصار.
ومن المهّم أن نذكر أنّ منطقة معامل الدفاع هي من المناطق الحصينة والهامّة بالنسبة للجيش السوري لمجموعة من الأسباب، والتي لا يمكن السيطرة عليها ببساطة كما تروّج مواقع الجماعات المسلّحة على شبكات التواصل الإجتماعي.
كما أنّ المنطقة تُصنّف كمنطقة إستراتيجية، وكانت الجماعات المسلّحة قد أعلنت في بيانات رسمية لها منتصف حزيران 2014 عن سيطرتها على قرى العدنانية والزراعة الفوقانية والزراعة التحتانية وهي نفس القرى التي تهاجمها اليوم في معركة اسمتها يومها "غضب الشهباء"، ليتبيّن أنّ السيطرة على القرى المذكورة لم يكن إلّا مجرّد انتصار "فايسبوكي" من ضمن عشرات الانتصارات الوهمية التي تروّجها هذه الجماعات.
وبنفس السياق الذي تتبعه الجماعات عندما تُطلق معاركها فإنّها تبدأ هذه المعارك بأسماء رنّانة لتنهيها بإعداد كبيرة من القتلى والغنائم ومن ضمنهم العشرات من المقاتلين الإيرانيين ومقاتلي حزب الله، وهذا ما نراه اليوم في بيانات معركة "زئير ألأحرار".

وبالعودة الى مجمل الوضع في جبهات حلب وبمتابعة سير العمليات الميدانية منذ سنة حتى الآن نلاحظ أنّ الجماعات المسلّحة تخسر كل معاركها التي تخوضها، سواء تلك التي تخوضها تحت عناوين هجومية أو المعارك التي تخوضها في مواجهة تقدّم الجيش السوري وكلنا نتذكر الهجمات المتتالية على جبهة المخابرات الجوية شمال مدينة حلب بهدف اختراق الأحياء الغربية للمدينة وعلى جبهة الراموسة بهدف قطع طريق الإمداد للأحياء الغربية والسيطرة عليها من الجنوب والشمال.
في المعارك العسكرية التي تُخاض على طبيعة جغرافية واسعة ومعقدّة ومتنوعة كجغرافيا حلب وأريافها لا يخلو الأمر من معارك كرّ وفرّ غالباً ما تنتهي ومنذ سنة تقريباً بانتصارات كبيرة للجيش السوري مقابل هزائم مدوّية للجماعات المسلّحة، وإذا ما تذكّرنا سير العمليات السابقة فإنّ ما أطلقنا عليه مصطلح الكرّ والفرّ هو في الحقيقة مناورات ضرورية هدفها تشتيت جهد الجماعات المسلّحة وإفقادها القدرة على تحديد إتجّاه الهجوم الرئيسي وتحقيق أعلى مستوى من الإنهاك والخسائر في صفوف هذه الجماعات، هذا النمط غالباً ما يتّم إستخدامه من قبل الجيش السوري وهو في حالة الهجوم.
أمّا في حالة الدفاع فإنّ وحدات الجيش السوري تعمد الى القتال من ضمن نقاط ارتكاز تعتمد على السماح للمجموعات المهاجمة الإقتراب الى مناطق تسمّى بقعة الروع، لتقع هذه المجموعات بكمائن الوحدات الخاصّة وحقول العبوات الناسفة ومناطق الصّب الناري من المدفعية والرشاشات الثقيلة.
والسبب في ذكري لهذه الأنماط من القتال أنّ ما يجري في حلب وتحديداً في منطقة معامل الدفاع يجري من ضمن هذا النمط وغيره من الأنماط القتالية.

كما لا بدّ من الإشارة الى أنّ أقرب القرى الى محيط معامل الدفاع هما قريتا باشكوي والعدنانية  اللتان تبعدان حوالي 2 كلم، وهي مسافة تعتبر بعيدة قياساً الى حجم وقدرات الجيش السوري الدفاعية في محيط معامل الدفاع، هذا إذا اعتبرنا أنّ هذه القرى قد سقطت فعلاً بيد الجماعات المسلّحة، فيما حقائق الميدان الواردة منذ قليل تشير الى أنّ كل ما جرى هو محاولة هجوم لم يكتب لها النجاح الاّ على مواقع الفايسبوك والتويتر.

وكما هو حال معارك حلب عادةً، وكما تعوّدنا فليس غريباً أن ينطلق الجيش السوري في تحقيق مفاجأة ما تربك الجماعات المسلّحة وتُفقدها صوابها، وما حقّقه الجيش السوري سابقاً في جبهات حلب يشير الى أن ميزان القوى إنقلب بشكلٍ كبيرٍ لمصلحته حيث يخوض معاركه بأعلى مستوى من التنظيم والدقّة بينما تُطلق الجماعات المسلّحة معاركها ببعدٍ غير محسوب النتائج يؤدي غالباً الى خسارتها مزيداً من المواقع والخسائر البشرية وفي المعدات.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

الجيش   ,   حلب   ,   السوري   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz