دام برس - خاص :

لم يكن ليل الرقة والمناطق المحيطة بها عابراً فقد هزه انفجارات عنيفة قطعت سكونه الدامي وماهي إلا دقائق ليعلم إرهابيي داعش أن مقارهم كانت هدفا لصواريخ التوماهوك فما جرى في تلك الليلة.

المتحدث باسم وزارة الدفاع أكد أن “الجيش الأميركي وقوات الدول المشاركة قاموا بعمل عسكري ضد إرهابيي الدولة الإسلامية في سوريا، بواسطة مقاتلات وقاذفات وصواريخ عابرة للقارات توماهوك”.

فيما أعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان لها أن الحكومة السورية كانت على علم مسبق بالعملية العسكرية وعلى وقع الإعلان عن تلك العملية تحدثت مصادر أمريكية أنّ الضربات الجوية شملت حوالي 20 هدفاً ضمن بنك أهداف تم تحديده مسبقاً حيث شملت تلك الأهداف مبان يستخدمها التنظيم كمكاتب له ومقرات للقيادة والسيطرة إضافة لعدد من نقاط التفتيش.

مصادر إعلامية أكدت أن الولايات المتحدة استخدمت في العملية عدد من صواريخ " توماهوك " أُطلقت من بارجة أميركية في منطقة الخليج.

تلك هي الرواية الرسمية لما جرى في الرقة وأرياف دير الزور وحلب وادلب وفي التفاصيل :

المناطق المستهدفة في الغارات الأولية :

مصدر ميداني أكد لنا أن الضربة العسكرية استهدفت مراكز حيوية  لتنظيم داعش حيث تم استهداف كل من المناطق التالية :

- مبنى المحافظة وسط مدينة الرقة وهو يستخدم كمقر رئيسي للتنظيم.

- حاجز و مبنى الفروسية غربي الرقة .

- معسكر الطلائع جنوبي الرقة .

- مطار الطبقة العسكري .

- مقرات للقيادة والسيطرة  في مدينة تل أبيض .

- اللواء 93 وأطرافه في بلدة عين عيسى .

وأكد المصدر أن رغم انسحاب داعش من تلك المقرات قبل أيام إلا أن تدمير تلك المقرات يشكل ضربة موجعة للتنظيم تفقده القدرة على التخطيط لأي عمل على الأرض.

وحول ما أشيع عن رغبة أمريكية بإدخال ما تسميهم مقاتلي "المعارضة المعتدلة" أكد المصدر أن تلك الرغبات لا مكان لها على واقع العمليات فالعملية تم تنفيذها عبر الجو والجيش العربي السوري وحده من يملك القدرة على التحرك براً وجواً بحيث يمتلك الجيش السوري العديد اللازم لشن أي عملية برية باتجاه المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة وأضاف المصدر أن وحدات الجيش السوري تواصل عملياتها العسكرية على مختلف الجبهات وعلى امتداد الجغرافية السورية.

وحول إمكانية توسيع نطاق الاستهداف ليشمل عدد من المدن الرئيسية أكد المصدر أن ما جرى يأتي ضمن آلية للتنسيق تم الاتفاق عليها مع الجانب العراقي و القيادة العسكرية السورية تمتلك وسائل الردع المناسبة عبر شبكات الدفاع الجوي إضافة للدفاع الساحلي ناهيك عن وجود توازنات دولية تمنع حدوث أي خرق على أرض المعركة.

داعش ينفذ انسحابات وهمية وعمليات تمويه خداعية :

منذ أن أعلنت الولايات المتحدة عزمها على استهداف تنظيم داعش بدء التنظيم المذكور إتباع كافة الوسائل الكفيلة بالتخفيف من آثار الاستهداف حيث لجأ مقاتلي التنظيم من الحد من تحركاتهم المكشوفة بحيث تصعب عملية رصدهم عبر الأقمار الصناعية أو الطائرات بدون طيار وتحديد مراكز تجمعاتهم وبالتالي استهدافها عبر الغارات الجوية أو الصاروخية.

كما نفذ التنظيم عمليات إخلاء لمقاتليه من مقراته المعلومة في مناطق الرقة و ريف دير الزور حيث حاول التنظيم أن يدمج مقاتليه مع المدنيين متخذهم كدروع بشرية فيما قام بطلاء الآليات التي يستخدمها باللون الترابي والتي تشكل العامود الفقري لقوته على الأرض خاصة تلك التي حصل عليها من مستودعات الجيش العراقي.

"جبهة النصرة" في مرمى العملية العسكرية :

مصادر محلية أكدت أن ثلاث مقرات لما تسمى "جبهة النصرة" تعرضت لغارات فجر اليوم وأضاف المصدر أن الغارات حصلت على الحدود الإدارية بين محافظتي حلب وإدلب عبر ضربات صاروخي وأكد أن الغارات أدت لمقتل عدد من المسلحين بينهم أجانب إضافة لعدد من قادة التنظيم الميدانيين.

في غضون ذلك أخلى تنظيم “داعش” ليل أمس مقاره في مدينة مبنج بريف حلب الشمالي الشرقي، في حين فرض التنظيم ليل أمس حظراً للتجوال في مدينة الباب بالريف الشمالي الشرقي لحلب، واستمر حتى صباح اليوم، وسط معلومات عن إخلاء التنظيم لعدد من مقراته أثناء فترة حظر التجوال، حيث لوحظ صباح اليوم، تناقص في عدد مقاتلي التنظيم وآلياته بمدينة الباب.

الجيش العربي السوري يصعد من عملياته العسكرية :

مصادر خاصة أكدت لنا أن سلاح الجو السوري استهدف عدد من مقاتلي داعش ممن فروا من القصف الذي نفذته الولايات المتحدة وحلفائها وأضاف المصدر أن الغارات استهدفت معسكرات تدريب ومستودعات أسلحة وذخيرة في منطقة جبل عبد العزيز في الريف الغربي للحسكة، وأكد المصدر أن الطائرات السورية تمكنت من تدمير غرف عمليات للتنظيم في قرى الغرّى ومغلوجة وأبو تليل.

قتلى وجرحى بينهم قيادات للمسلحين وجنسيات أجنبية :

مصادر محلية أكدت وفي حصيلة أولية عن مقتل ما لا يقل عن 70 مسلحاً من تنظيم “داعش” بينهم أجانب  إضافة لإصابة نحو 300 آخرين بجراح وأكد المصدر أن عدد قتلى “داعش” مرشح للارتفاع إلى أكثر من 150 قتيلاً، بسبب وجود أكثر من 100 جريح حالتهم حرجة، تم نقلهم إلى داخل العراق.

الحرب الإعلامية رديفاً للحرب العسكرية :

على صعيد آخر حاولت بعض الوسائل الإعلامية أن تطلق عملية تضليل بالتزامن مع العملية العسكرية حيث بدأت تلك المحطات ببث أخبار كاذبة تنفي أي تواصل بين الخارجية السورية والخارجية الأمريكية إضافة لبث أنباء كاذبة عن تقدم لمقاتلي ما تسمى "المعارضة المعتدلة" على محاور في ريف دمشق.

مصدر إعلامي أكد لنا أن تلك المحطات ومنذ بدء العدوان على سورية حاولت النيل من معنويات السوريين إضافة لمعنويات الجيش العربي السوري في إطار الحرب الإعلامية وأكد المصدر أن الجهات المعنية السورية تعاملت بشكل شفاف مع ما جرى وفي إطار الحرب على الإرهاب.