دام برس:
أكد الكاتب والبروفيسور الأمريكي بول غريغ روبرتس أن الولايات المتحدة تعتبر الدولة الإرهابية الأولى في العالم فهي لا تمتثل لأي قانون أمريكيا كان أم دوليا لأنه يقيد أفعالها وتصرفاتها وليس هناك أي دستور أو قانون أو اعتبارات إنسانية يمكن أن تلجم رغبات واشنطن ومصالحها بغض النظر عما تحمله من عواقب وخيمة على العالم.
وفي سياق مقال نشره موقع غلوبال ريسيرتش الكندي تحت عنوان “واشنطن تهدد العالم” لفت روبرتس إلى أن تداعيات التدخلات السياسية والعسكرية المتهورة وغير المسؤولة التي تقوم بها واشنطن في بلدان عدة حول العالم أدت وبشكل متعمد إلى “حدوث دمار لا يوصف وأطلقت العنان لشرور كبيرة في العالم” فالاضطرابات التي أحدثتها الإدارتان الأمريكيتان المتعاقبتان لجورج بوش وباراك أوباما في الشرق الأوسط” جلبت الموت والدمار لسكان المنطقة وشردت الملايين منهم مع احتمال وقوع أعداد لا تحصى من الضحايا في المستقبل”.
وأوضح روبرتس أن هناك مصدرا آخر للاضطرابات التي تشهدها المنطقة يتمثل بالكيان الإسرائيلي الذي تمكن من احتلال فلسطين وسرقة أراضيها بدعم من الولايات المتحدة مشيرا إلى أن الكونغرس الأمريكي وفي خضم احدث عدوان تنفذه قوات الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة أصدر قرارا يدعم فيه جرائم الحرب الإسرائيلية وقدم ملايين الدولارات لدفع ثمن ذخيرة الاحتلال في إشارة منه إلى منح واشنطن مؤخرا 225 مليون دولار لتجديد ما يسمى “منظومة القبة الحديدية”.
وفي تأكيد على سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي تتبعها الولايات المتحدة لفت روبرتس إلى أنه في الوقت الذي تقوم فيه قوات الاحتلال بقتل النساء والأطفال في قطاع غزة فان واشنطن تبرر هذه الجرائم بما تسميه “حق الدفاع عن النفس” وتصف أي رد يصدر عن الجانب الفلسطيني على الاعتداءات الاسرائيلية بأنه “إرهاب”.
وأكد روبرتس أن الولايات المتحدة ومن خلال دعمها للكيان الإسرائيلي الذي يقوم بارتكاب جرائم حرب فإنها تنتهك بذلك قوانينها المزعومة حول منع دعم الدول الإرهابية.
وأوضح روبرتس أن السياسات الأمريكية الخارجية التي تهدف بشكل رئيسي إلى تدمير الشرق الأوسط وحياة ملايين الأشخاص في تلك المنطقة نجحت في تدمير سمعة الولايات المتحدة التي تحولت بنظر العالم إلى أكبر تهديد للسلام العالمي وذلك بفضل ما قامت به إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ومن ورائه تيار المحافظين الجدد المتصل بسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار روبرتس إلى أن واشنطن وسياساتها جلبت الدمار لكثير من الدول وعلى راسها أفغانستان فبعد مضي 13 عاما على التدخل العسكري الاجنبي فيها ونسف البنى التحتية ومظاهر الحياة في هذا البلد قررت الولايات المتحدة الانسحاب بعد أن منيت بالهزيمة في مواجهة حركة طالبان تاركة وراءها خرابا لا تعترف بمسؤوليتها عن حدوثه.
واعتبر روبرتس أن “سياسة واشنطن الخارجية تجاه الشرق الأوسط متهورة لكن هذا التهور يزداد رعبا وخطورة عندما يتعلق الأمر بروسيا” مشيرا إلى اللهجة التصعيدية والمواقف العدائية التي تتخذها الإدارة الأمريكية تجاه موسكو على خلفية الأزمة في أوكرانيا التي كان للولايات المتحدة الدور الأكبر والرئيسي في صنعها.
وتتجسد السياسة العدائية التي تتبعها واشنطن تجاه موسكو بالعقوبات الجديدة والموسعة التي اقرتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ضد روسيا رغم ما تحمله هذه العقوبات من مخاطر وعواقب اقتصادية وخيمة على الاقتصادين الأمريكي والأوروبي وتحذيرات شركات وخبراء اقتصاديين من تداعياتها.
ورأى روبرتس أن واشنطن تخلت عن الدبلوماسية منذ وقت طويل واعتمدت على أسلوب “القوة والترهيب” موضحا أن سياسات الإدارة الأمريكية “متهورة وحمقاء” وهذا ما تؤكده استطلاعات الرأي العالمية التي أظهرت أن “الولايات المتحدة تتصدر قائمة الدول التي تعد اكبر تهديد للسلام في العالم”.
وكشف مسح عالمي أجرته الشبكة الدولية المستقلة بالتعاون مع مؤسسة غالوب الأمريكية لاستطلاعات الرأي مطلع العام الجاري عن وجود عداء دولي مستحكم نحو دور الولايات المتحدة الذى تلعبه بوصفها شرطي العالم.
وأكد روبرتس أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تسعى وراء الحروب في العالم وذلك لأن هدفها الأساسي يتركز في “الهيمنة على العالم” مشيرا إلى أن الأكاذيب التي تصدر دائما عن واشنطن تسببت في وقوع ملايين الضحايا.
وكان وزير الدفاع الألماني السابق تيودور غوتنبرغ انتقد مؤخرا سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط واصفاً فترة حكم الإدارة الأمريكية في عهد أوباما بأنها كـ “البطة العرجاء” في تاريخ أمريكا على الصعيد السياسي والاقتصادي.
يشار إلى أن السياسات الأمريكية والأوروبية المزدوجة تجاه قضايا الشرق الأوسط جعلت كيان الاحتلال الصهيوني يتمادى على القوانين الدولية ويتمرد عليها ويواصل انتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من 66 عاما فضلا عن استمرار العدوان على أبنائه وقد أدى العدوان الأخير على قطاع غزة إلى استشهاد أكثر من 1900 فلسطينيا وجرح أكثر من 9 الاف آخرين حتى الآن.