دام برس :
المكان منطقة أبو نصير شمال عمان عاصمة الأردن، الهدف ماهر رحال قائد ما يسمى بلواء المجاهدين التابع لفرقة حمزة في مدينة إنخل بريف درعا المحافظة الحدودية مع الاردن في جنوب سوريا. رصاصتان لا ثالثة لهما، ما أطلق بعدها عمليات الاغتيال بشكل علني لقادة المجموعات المسلحة في درعا.
وبعد أيام، ثلاث محاولات اغتيال فاشلة قام بها مسلحون مجهولون خلال يوم واحد تهدف لتصفية عدد من قادة المجموعات المسلحة بدرعا جنوب البلاد.
سلسلة عمليات الاغتيال الفاشلة، من قبل عناصر ملثمة مجهولة، والتي طالت المحاولة القائد الميداني لما يمسى بلواء مغاوير سهل حوران "أبو علي العبود"، في الجيزة شمالي محافظة درعا، محاولة الاغتيال الفاشلة تمت عبر زرع عبوة ناسفة بالقرب من مكان تمركز القائد الميداني، لتنفجر خلال ساعات الفجر الأولى دون تحقيق إصابات، كما دارت اشتباكات خفيفة بين المسلحين بعد التفجير، دون معرفة الفاعل.
أما المحاولة الثانية فقد استهدفت قائد ما يسمى بكتيبة أنصار السنة بدرعا "عبد الرحيم الزعبي، وذلك في بلدة الطيبة بالجنوب الشرقي لدرعا، حيث أطلق عناصر مجهولو الهوية عدة رشقات نارية من بنادق كلاشينكوف على المذكور، لتنتهي العملية دون تحقيق أهدافها، دون معرفة الفاعل.
أما المحاولة الثالثة، فطالت ما يسمى بنائب قائد جيش اليرموك "أبو كنان الشريف"، وذلك في بلدة نصيب الحدودية والمتاخمة لجمرك ومعبر نصيب، المحاولة جاءت من خلال استهداف منزله أثناء تواجده مع أسرته برشقات نارية من بنادق آلية، دون وقوع إصابات، فيما تمكن مسلحون من مطاردة الملثمين، ليتمكنوا من إلقاء القبض على أحدهم.
وعادت ظاهرة الاغتيالات للقادة المسلحين لتتصدر المشهد في درعا، كون محاولات الاغتيال لقادة المسلحين لم تكن كلها فاشلة، بل ما نجح منها لا يعد، حيث نجح المجهولون بتفجير عبوة ناسفة زرعت داخل سيارة قائد ما يسمى بلواء المهاجرين والأنصار النقيب الفار إياد قدور قتل على أثرها احد القادة الميدانين "للواء" واسمه لؤي الشوامرة في حين نجا "قائد اللواء" مع إصابات طفيفة هو واثنين من مرافقيه
حرب الاغتيالات في درعا بدأت باكراً، ففي الثاني والعشرين من آب من العام 2013 اغتيل "فراس البدوي" قائد ما يسمى بكتيبة معد بن يعرب الزبيدي، إثر كمين مسلح قام به مسلحون مجهولون على طريق الكرك الشرقي الغربي في ريف درعا، أدى لمقتله على إثرها هو ومرافقه، ويعرف عن المسلح "فراس البدوي" بمشاركته بأغلب اعمال التخريب وارتكابه لجرائم بحق المدنيين والجيش السوري في درعا.
وتابعة فرقة الاغتيالات المجهولة عملها في درعا، حيث اغتالت العقيد الفار "راتب طرشان الحريري" من أبناء (بصر الحرير) وهو قائد ما يسمى بغرفة عمليات ما اسموه معركة عامود حوران، والتي حاول فيها المسلحون وقتها قطع طرق الإمداد من والى السويداء، الاغتيال كان بتحد واضح للمسلحين حيث قتل العقيد الفار أمام مقره في بلدة صيدا، بإطلاق ثلاث طلقات نارية، في حين كبرى عمليات الاغتيال في درعا كانت في الثاني من تشرين الثاني العام الماضي، عندما اغتيل "محمد موسى الزعبي" المشهور بـ"الخوصة"؛ وهو قائد ما يسمى بكتيبة اسامة بن زيد، ويعتبر القائد الميداني لما يعرف بلواء اليرموك أكبر الوية "الجيش الحر" في درعا، وذلك إثر كمين مسلح امام منزله ببلدة الطيبة، بعد إطلاق مسلحين الرصاص عليه
وقبل اشهر زرعت فرق الموت المتجولة في محافظة درعا، عبوة ناسفة بسيارة قيادي ما يسمى بلواء مغاوير سهل حوران حمزة العنتبلي ادت الى بتر قدمه
عمليات الاغتيال التي تنفذ بصمت، ودون ترك أي اثر، تتزامن مع هجوم الجيش السوري على مواقع المجموعات المسلحة في مدن نوى وجاسم وإنخل في ريف درعا الغربي، وبالوقت الذي اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي جبهة النصرة من جهة والمجموعات المسلحة وما يسمى بلواء اليرموك التابع لـما يعرف بالمجلس العسكري في درعا من جهة ثانية. ولم تقف الأمور عند هذا الحدّ، ففي الاشهر الاخيرة وقعت عمليات اغتيال كان آخرها المحاولة الفاشلة التي تعرّض لها القيادي في ما يسمى بلواء اليرموك أبو قاسم مجاريش، المعروف بعلاقته بالاستخبارات السعودية، وقد نجا مجاريش إثر تفجير عبوة ناسفة ألصقت بسيارته، في مدينة صيدا، غربي درعا.
الحرب الصامتة والاقوى، ما زالت مستمرة، تدلل على هشاشة ما بنته اجهزة المخابرات الدولية، في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة، وان اختراق صفوف تلك المجموعات، واستهداف قادتها بشكل مباشر، ما يجعلها في اضطراب شديد، يجعلها غير قادرة على انجاز أي مهمة تطلبها منها الدول المشغلة لها. كون فرق الموت المتنقلة اثبتت انها تستطيع الوصول لاي هدف وفي أي مكان ضمن الاراضي السورية، ما يدلل على قدرة الجيش السوري على استخدام عدة اساليب للتخلص من المجموعات المسلحة ومنها اسلوب الاغتيالات الذي بدأ يؤثر فعليا على تماسك المجموعات المسلحة في درعا وريفها.
حسين مرتضى - عربي برس