دام برس:
فيما يلي خطاب جلالة الملك ، الله يطول في عمر سيدي. . باسم جلالتنا والصلاة والسلام على ولي عهدنا.
شعبي الغبي،
اليوم سأخطب فيكم من دون ورقة كتبها لي مستشاري، و ستسامحونني على أخطائي النحوية والإملائيّة لأن الدكتوراه التي حصلت عليها بالجامعات الفرنسية، قد أدى ثمنها والدي سخط الله عليه.
سأخطب فيكم خطاب العمر ومختصر حكمي فيكم ، وستسمح لي أن أطيل كما أشاء أيتها الرعية، ففي شعبي لا يوجد رعاع ولا شذاذ أفق يرهبونكم ، ولا مكان هنا إلا لنخبة الصالحين والمثقفين كأمثال مستشاري الكرام.
شعبي الغبي،
سأعين خريج الهندسة حارسا في مقبرة موتاكم،وخريج العلوم ليحمي حدائقي ، وأراضي الفلاحية التي لا يمكن لأحد منكم الاقتراب منها. ومن درس الصيدلة ، سأوظِّفه في صناعة السموم حتى تموتوا وأنتم مسترحين. ومن درس منكم طبا ، سأسمح له بفحص حيواناتي الأليفة.
شعبي الحافي،
لا تستغرب اليوم من حكمتي ، فجلالتنا لسيت من عبث حاكمكم ، فحكمنا شورى وقوانينا لم يسننها"حمورابي " أو أي دولة آشوريّة ..فأنت شعبي ، وشرف لك أن تلحس العتبة ، وتمجدني. لهذا سأريح أبصارك بصوري المعلقة في كل مكان من مملكتنا البهية ، وسأمنح أوسمتي لكل من مدح حكمتي وذكائي ، وسأقيم مسابقةً في كل عام لأطول وأجمل معلقة مدح غزلية ...
شعبي المقهور،
لا تكن حسودا ، فإني أحمل كل هذا الثقل على صدري من همومك ، وقد تخشب تحتي الكرسي من الجلوس أزيد من عشر سنوات ملحمية لي ولعائلتي، وشركاتي عرفت أرباحا خيالية وكل الفضل راجع إليك ولضرائبك و مقاومتنا لعدوك المفترض . وأنت تعلم شعبي أن من فمك أسحب اللقيمات، لأصنع سياجا حول مملكتنا الديمقراطية .
شعبي المغلوب،
اليوم سأريحك بظهيري الشيطاني ، حيث سأترك حق الغناء والرقص لك وسأبني أكبر مسرح بإفريقيا، لأننا نعلم أنك تعيش في ضجر من مؤسساتنا الإعلامية، لذلك سأجعل كل القنوات غناءا ورقصا ، وبعضها تنقل أخبار جلالتنا لك ، وبعضها تسمعك النشيد الوطني ، ولا بأس ببعض القنوات الرياضية.فلا حاجة لك للتفكير بعد الآن وأنا أحكمك ؟!! لا علم ، لا سياسة لك ،وسأريح عقلك الصغير وأمنح جلالتي كل براءات الاختراع الذهبية، وسأهجر كل العقول المبدعة والمخترعة ، وألقي إلى السجون كل من سولت له نفسه انتقادنا، إذن فما حاجتنا لكل هذا في بلد حالم ؟
لذا شعبي المتعفن، اترك الهم والسياسة والتفكير لجلالتنا ، وعش في أحلامكم الوردية و تجرد من العقل والمشاعر !! فأرجو أن يكون خطابنا خفيفا على أسماعك وقلبك الحجري، فأنت شعبي المختار بعنايتي ، وأنا قائدك الخالد أحببت أم كرهت.
والسلام على مقامنا العالي بنا.