Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كيف سقط السيناريو الليبي في سورية ؟

دام برس :

في بداية الأزمة شهدت سورية تحركات في درعا المحاذية للأردن، والتي تحولت بعد وقت قصير الى أعمال عسكرية ضد الجيش السوري، انتقلت الى جسر الشغور المحاذية للحدود مع تركيا التي تعرّض مركز الأمن السوري فيها الى مجزرة بشعة، وكذلك الأمر في تل كلخ المحاذية للحدود مع لبنان.

بعد اندلاع الأزمة لم تتأخر أميركا، ومعها دول الناتو والعديد من الدول العربية وعلى رأسها السعودية وقطر، من اللجوء الى مجلس الأمن لاستصدار قرارٍ مشابه للقرار الذي صدر بحق ليبيا، ويقضي بإقامة منطقة حظر جوي، يليه قرار بقصف المطارات السورية وتشكيلات الجيش السوري وثكناته ومستودعاته ومواقع القيادة وغيرها.

لم يفلح مجلس الأمن في إصدار هذه القرارات لاصطدامه بالفيتو الروسي والصيني الذي ما زال قائماً، لإدراك روسيا والصين أنّ تكرار الأمر في سورية سيؤدي الى خسارتهما حليفاً قوياً في منطقة حساسة من العالم.

ومنذ ذلك اليوم، غيّرت أميركا ومن معها قواعد اللعبة بأكملها، وبدأت عملية تسليح وتدريب واسعة للمسلحين السوريين في تركيا والاردن و"إسرائيل"، وأنشأت لهذا الغرض غرف عمليات تضمّ عسكريين وضباط استخبارات أميركيين وأوروبين وسعوديين وأردنيين وقطريين وأتراك.

وفي الأردن تمّ إنشاء غرفة عمليات تدير العمليات العسكرية انطلاقاً من الحدود، وتشرف بشكل مباشر على عمليات التدريب والتسليح ومواكبة أرتال الجماعات المسلحة المتسللة الى الأراضي السورية عبر طرق زراعية وصحراوية، تحت غطاء مباشر من طائرات الرصد والاستطلاع الأميركية والإسرائيلية في الجبهة الجنوبية، والتركية في الجبهة الشمالية.

وضعت أميركا ومن معها أكثر من توقيتٍ لسقوط النظام في سورية، ولكن هذه المواقيت بأجمعها بدأت تتلاشى بعد معارك باب عمرو في حمص، التي شكلت بداية مرحلة الهجوم المضاد الذي بدأه الجيش السوري وما زال.

تلا ذلك مباشرةً بدء الجيش السوري بتنفيذ عملية درع العاصمة، التي وجّه من خلالها ضربةً كبيرة للمسلحين ومن يدعمهم، وتمثل الأمر في السيطرة على مواقع وممرات هامة كالعتيبة وعدرا وشبعا وتل سلمان، التي صعّبت كثيراً حركة أرتال المسلحين القادمين عبر الطريق الصحراوي الى مناطق الغوطة وأوقعتهم في أكثر من كمين، كان أشهرها كمين العتيبة والذي تدور حوله الكثير من التكهنات، بما فيها أنّ ثلاثة ضباط أردنيين تمت إقالتهم لشكوك أميركا والأردن بأنهم كانوا يسرّبون معلومات عن حركة المسلحين الى سورية انطلاقاً من الاردن.

لم يختلف الأمر في الحدود مع لبنان، التي شكّل ساحلها الشمالي وتحديداً ميناء طرابلس ومناطق عكار ووادي خالد منطلقاً للسلاح والمسلحين، وكان أبرز ما تم كشفه توقيف الباخرة "لطف الله 2" القادمة من ليبيا والتي أوقفها الجيش اللبناني قبالة ساحل البترون.

لم يكن أمر استخدام الحدود مع لبنان من قبل الجماعات المسلحة وداعميها أمراً بسيطاً على الجيش السوري، فقد شكلت هذه الحدود المعبر الأخطر خصوصاً أنّ العمل العسكري والاستخباراتي من خلالها كان يمسّ المناطق الأكثر حساسيةً بالنسبة للجيش السوري. حيث يعتبر قرب هذه الحدود من حمص وريفها خطراً كبيراً لوجود حمص على نقطة تعتبر عقدة المواصلات الرئيسية في سوريا، التي تربط العاصمة دمشق بالساحل وحلب وادلب وتشكل المفتاح الاساسي للعمق السوري باتجاه المنطقة الشرقية عبر بادية تدمر. وقد شكلت تل كلخ الممر الاول الذي اندفعت منه الاسلحة وكل أشكال الدعم للسيطرة على مناطق واسعة من محافظة حمص، أكبر المحافظات السورية.

في محافظة حمص تمّ إنجاز الجزء الاكبر، من استعادة كامل مدينة حمص وريفها، بدأت منذ معركة القصير مروراً بالزارة وقلعة الحصن وانتهت بتحرير كامل مدينة حمص.

كما ارتبطت الحدود اللبنانية بالتهديد المباشر لدمشق عبر عشرات المعابر في سلسلة جبال لبنان الشرقية، امتدت من عرسال شمالاً الى محاذاة الزبداني جنوباً، وتمّ من خلالها السيطرة على القلمون بأكمله، الذي حررته القوات السورية ووحدات المقاومة باستثناء بعض الجيوب في الزبداني ومضايا وسرغايا وبقايا المسلحين المنتشرين في الجرود الوعرة.

شمالاً، حيث ما زالت المعركة مستمرةً بإشراف ودعم تركي مباشر، تمثلت ذروته عندما مهّدت المدفعية التركية للهجوم على كسب ومحيطها، وما زال هذا الدعم متواصلاً في جبهتي حلب وادلب والذي انكشفت إحدى معالمه مع إسقاط  الجيش السوري لطائرة تركية بدون طيار في خان طومان في ريف حلب الغربي منذ يومين.

المتابع لمسار المعركة في سورية يعرف أنّ آخر المعارك وأصعبها ستكون في جنوب سورية، وستكون ساحتها مسرحاً لعمليات عسكرية معقدة ومتداخلة ربما يدخل على خطها المباشر كل من الجيشين الصهيوني والأردني، وربما "داعش" في المرحلة القادمة التي قد تستطيع ربط بعض النقاط الحدودية مع الأاردن انطلاقاً من الحدود بين العراق والاردن في سياق المستجدات على الجبهة العراقية.

منذ بداية الأزمة في سورية كان لأجهزة المخابرات وشعب العمليات الخاصة الدور الأكبر في تخطيط المعارك وإدارة تفاصيلها الميدانية اليومية، هذه الأجهزة التي تقوم بإجراء تقييم دائم للمجريات تعمد بعده الى تقدير الموقف واتخاذ القرارات التي تراها مناسبة للاستمرار في دفع المعركة الى مزيد من الاشتعال.

ختاماً، من لم يستطع أن يحقّق مبتغاه في لحظات حرجة، شكلت صدمة كبيرة للجيش السوري وتم تلقّيها وإنهاء تردداتها ومجابهتها بوقف مفاعيلها، والانتقال الى الإمساك بزمام المبادرة، وحقق النصر تلو النصر، لن يستطيع أن يكمل ما بدأه لتغيُّر المعطيات وموازين القوى بشكلٍ يمكّننا من القول إننا سنشهد في الشهور القادمة تحولاتٍ  كبرى لأغلب المعارك الكبرى في ادلب وحلب وريف العاصمة وفي درعا.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   درعا   ,   حمص   ,   السوري   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-06-25 09:06:42   الله يقوين
الله يقوي جنود الجيش السوري و يمدن بالعزيمة و القوة و يحمين لولاهن كنا انتهينا
حنان اسماعيل  
  2014-06-25 09:06:37   عزائمنا لا تقهر
ان رجالنا مدججون و مستعدون للتكفيريين باقوى الاسلحة و اكثرها تطورا و العزائم التي يملكها الجيش السوري لا يوجد قوة في العالم تستطيع قهرها
حلا الصالح  
  2014-06-25 05:06:58   المخابرات السورية
اجهزة الخابرات السورية واعية و صاحية و للجماعات الارهابية بالمرصاد
حيان ابراهيم  
  2014-06-25 05:06:33   no way
مستحيل تنجح خططن بسورية نحنا مو الشعب الليبي و الرئيس الاسد لا يجوز مقارنته بالرئيس معمر القذافي فمستوى ثقافته و حكمته لا يمكن مقارنته باي شكل من الاشكال
سماح العلبي  
  2014-06-25 05:06:31   البوط العسكري
كل الخطط رح تفشل تحت البوط العسكري
كارول ديب  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz