دام برس:

رغم مرور 10 أيام على عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة في الخليل،لاتزال العملية تشكل لغزا كبيرا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء،لكن فقدان خيط واحد يفك هذا اللغز ،جعل جميع المحللين يجمعون على عبقرية العقلية الأمنية المدبرة للعملية،وفشل السيطرة الأمنية الإسرائيلية المزعومة.
ومع انعدام المعلومات و تضارب التحليلات وذهاب البعض للتشكيك في حقيقة وجود عملية اختطاف بالأساس،التقت دنيا الوطن اللواء عبدالإله الاثيره للوقوف على وجهة النظر العسكرية في تحليل العملية،والذي افترض عدة سيناريوهات للعملية.الأثيرة وهو أحد قيادات الثورة الفلسطينية حيث كان مسئولا عن القطاع الغربي أثناء عمله مع الشهيد ابو جهاد  ، وشارك في كافة معارك الثورة الفلسطينية بدءا من معركة الكرامة وعاد مع إقامة السلطة الفلسطينية افترض في بناء تحليله على وجود عملية خطف أصلا.. عضو المجلس الوطني الفلسطيني .اللواء الأثيره عاد بالذاكرة للوراء إلى عام 68 ،ليروي بعض التفاصيل حول فشل القوات الاسرائيلية في اكتشاف مخابئ4 مجموعات فدائية فلسطينية ،قامت قوات الاحتلال بمطاردتها في منطقة الخليل ( الشهيد باجس أبو عطوان ومجموعاته) ولم تستطع الوصول إليهم حتي عام 74 علما ان المجموعات الاربع هي من تلاعبت بالجنود الاسرائيلين .ويفترض اللواء الاثيرة أن تكون هناك مجموعة قامت بأسر الجنود الاسرائيلين ،معتبرا أن من قاموا بالعملية اتخذوا قرار الاستشهاد سلفا ، ويؤكد ان  هدف هذه المجموعة هو الافراج عن الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية .واعتبر اللواء الاثيره فشل الاحتلال في الوصول إلى خيط واحد بعد مرور 9 ايام على العملية فشلا ذريعا  لكل أجهزة الأمن الاسرائيلية ، مؤكدا ان اجراءات الاحتلال الاسرائيلي بعد عملية الاسر ستؤدي إلى ردة فعل فلسطينية ضد إسرائيل .وفيما يخص السيناريوهات المفترضة لعملية اسر المستوطنين ،افترض الأثيره عدة محاور..

الخطوة الاولى :مكان الخطف

يشير الأثيره إلى أن هناك ترابط جغرافي مابين القري في منطقة الخليل والمستوطنات وهناك طرق التفافية كثيرة في المكان مايعني ان المستوطن والفلسطيني يمشيان في نفس الشارع وبالامكان ان تكون هناك سيارة فلسطينية في نفس الشارع الذي تسير فيه السيارة الخاصة بالمستوطنين.

ويرى الأثيره إمكانية ان يستقل مستوطن سيارة فلسطيني والعكس عملية سهلة وممكنة.لكن " مثلث المستوطنات" وهو كفار عتصيون  الخاص والمجهز بشكل امني معقد يدفع اللواء الاثيره للتأكيد على انه لو صدقت الرواية الاسرائيلية بما يخص " اسر المستوطنين " فان ذلك يعتبر انجازا كبيرا للغاية واسقاط لنظرية الامن الاسرائيلية .

الخطوة الثانية : حرق السيارة واتصال المستوطن

قامت المجموعة الخاطفة بإحراق السيارة التي قامت بخطف المستوطنين بها , ويعتبر الأثيرة ن احراق السيارة مع المقتنيات الخاصة بالمستوطنين – الجوالات- يدلل على وجود عقلية امنية استخبارية مفكرة خلف العملية.وعن وجود ثغرة امنية باجراء احد المخطوفين اتصالا بالشرطة الاسرائيلية يشير الاثيرة إلى ان هناك احتمالين لاجراء الاتصال –وكل ذلك يندرج في حال كان هناك عملية خطف- ان المستوطن الذي اجرى المكالمة اجراها بأوامر من الخاطفين بعد وصولهم إلى منطقة آمنة ليبلغ عن عملية الخطف وهذا احتمال ضعيف .

والاحتمال الثاني ان يكون اتصال المستوطن في بداية عملية الخطف ونظرا لقلة عدد المجموعة لم يتمكنوا من السيطرة عليه تماماً واتصل بالشرطة بالرقم المجاني الذي يحفظه جميع الاسرائيليين ويمكن تفسير اجراؤه انه "حلاوة روح" يعني ان المستوطن شعر بانه سيموت فقام بالاتصال يائساً حتى يتمكن الجيش الاسرائيلي من الوصول اليهم .ويؤكد الاثيرة ان حرق السيارة تبعها تواجد لسيارة اخرى بعد الوصول الى منطقة تم الاتفاق عليها من قبل المجموعة الآسرة للجنود وهي من قامت بايصالهم الى المنطقة الآمنة وقد تكون السيارة الأخرى بلوحة صفراء اسرائيلية لتتمكن من التخفي .

الخطوة الثالثة : اخفاء المستوطنين

وحول الخطوة الثالثة لإمكانية اخفاء المستوطنين ،يقول الاثيره ان منطقة الخليل تحظى بتسلسل جبلي يتصل من الخليل الى بيت لحم وحتى البحر الميت- وعودة الى حكاية المجموعة الفدائية التي اختبأت 6سنوات في جبال الخليل - مايجعل الأثيرة يرجح أنه من الصعوبة بل من المستحيل ايجاد المستوطنين الثلاثة حتى لو تم البحث " سنتمر سنتمر " في كل الجبال . وبحسب الاثيرة فإنه من المعروف عن جبال الخليل وعورتها وكثرة الكهوف فيها وصعوبة تضاريسها وهذا كله يصب في صالح المجموعة المنفذة .

عدد المجموعة :

بحسب الخبرة العسكرية للواء الاثيرة يؤكد ان اي عملية معقدة كعملية الخليل وبالنجاح الذي تسجله حتى اللحظة لن يزيد عدد المجموعة الآسرة عن 3 أشخاص ممكن ان يكون شخصان قاموا بالاختطاف وثالث هو السائق الذي اوصلهم إلى المنطقة الآمنة.

النهاية المتوقعة :

يتوقع اللواء الاثيرة تكرار ما جرى في صفقة شاليط سواء كان المستوطنون الثلاثة على قيد الحياة او فارقوها , موضحا  ان إسرائيل بإجراءاتها على الارض تحاول التضييق على الفلسطينيين للتضييق على المجموعة الآسرة التي قد تكون مقطوعة الاتصال من كل شيء ,ويشير إلى ان المجموعة الآسرة دوافعها واضحة وهي مبادلة المستوطنين الثلاثة بأسرى فلسطينيين في السجون الاسرائيلية.

التفاوض بعد الاعلان :

يوضح اللواء الاثيرة ان اي تفاوض على صفقة تبادل قد تتولاها مصر او المانيا لن يكون قبل اعلان اي فصيل – او جهة او اشخاص - مسؤوليتهم عن العملية , متوقعا ان التخطيط للعملية تم دون تسلسل تنظيمي هرمي وانما بشكل فردي .ويوضح الاثيرة ان عملية التفاوض والاعلان عن العملية لن تكون من الضفة بل من منطقة أخرى يتبع لها التنظيم .ويشير الاثيرة إلى انّ المجموعة الآسرة متوقع ان تكون مقطوعة عن وسائل التكنولوجيا الحديثة والاتصال حتى لا تنكشف مهمتها ومكانها وعند تامين اتصال او ارسال رسالة ما الى الجهة الاعلى تنظيمياً يمكن بعدها ان نشهد عمليات اعلان عن العملية والبدء بالتفاوض .

سيناريو الدفن :

يؤكد اللواء الاثيرة انه وفي حال زادت الضغوطات على المجموعة الآسرة فستقوم المجموعة بقتل المستوطنين ودفنهم في أماكن بعيدة وبذلك يتخلص الآسرون من امكانية كشفهم وبامكانهم التحرك بسهولة بعد قتلهم وعند اسرائيل عملية التبادل تتم سواء كان المستوطنين احياء او اموات .

السيناريوهات الاسرائيلية القادمة :

وعن السيناريوهات الاسرائيلية القدمة بعد اقتحام غالبية مدن الضفة الغربية واعتقال اكثر من 300 مواطن يوضح الخبير العسكري ان التوتر الاسرائيلي في الاداء والتصريحات والتباين في المواقف يدل بشكل واضح ان اسرائيل لا تملك اي معلومة عن المخطوفين او الخاطفين بل كل ما يرشح عبارة عن تكهنات فقط.وعن الهجمة على حركة حماس اكد الاثيرة ان حماس جزء من الشعب الفلسطيني وهي حركة موجودة ومتجذرة ولا يمكن لاسرائيل القضاء عليها بل على العكس كلما زادت الضغوط عليها احتضنها الشعب الفلسطيني اكثر .ويشير الاثيرة إلى ان بنك الاهداف الاسرائيلي بدأ بالنفاذ ففي اليوم الاول اعتقلوا اكثر من 90 مواطن وفي الثاني 70 وهكذا حتى اصبح بالامس عدد المعتقلين 9 فقط , لكنه يتوقع أن الجنون الاسرائيلي سيزداد وستصبح عملية قتل الفلسطينيين والتنكيل بهم بشكل واضح للضغط على الجهة الخاطفة واستشهاد الشاب دودين بالامس مثال واضح .ويرى اللواء الأثيرة ان بنك الاهداف الاسرائيلي بتفتفيش الاف البيوت الفلسطينية فهل يمكن ان تجد اسرائيل مستوطنيها في "الحمام" ؟؟ وهذا يدل على ان الاجراءات الاسرائيلية على الارض وفي الخليل بشكل خاص مخطط لها لإلهاء الراي العام الاسرائيلي فقط .ويؤكد ان الهجمة الاسرائيلية الموتورة لن تجبي بها اسرائيل اي ثمن .الاثيرة يؤكد اننا نعيش الان في "لب المعركة،وأن الحملة ستخف تدريجيا على مدن الضفة لكنها ستتركز في الخليل .

قطاع غزة :

يرجح اللواء الاثيرة وهو عضو مجلس وطني التابع لمنظمة التحرير ان اسرائيل وبعد ان تصل لحالة الياس في اجراءاتها ضد حماس في الضفة الغربية "المكاتب الاعلامية –الجمعيات-المدارس-اعتقال النواب-اعتقال النشطاء" ستعمل على الضغط على حركة حماس في قطاع غزة عبر استهدافات النشطاء لكنها لن تكون لنشطاء الصف الاول لكن وبحسب الاثيرة بإمكان اسرائيل ان تقوم بارسال رسائل الى الصف القيادي الاول في حركة حماس بضرب مناطق حساسة او اماكن قريبة من مناطق يقيم فيها قادة الصف الاول في حماس .ويشير إلى أن حربا جديدة على قطاع غزة على غرار 2008 و 2012  يمكن ان تحدث ،لكنها لن تكون قريبة الا اذا كان هناك اطلاق صواريخ من القطاع تجاه أماكن حساسة تثير الرأي العام الداخلي الاسرائيلي , موضحا ان نتنياهو يفكر مليا قبل العمل ضد غزة لان اطلاق صاروخ حتى لو دون راس متفجر الى تل ابيب او القدس يعني اسقاط حكومته فوراً .اما عن عملية برية ضد قطاع غزة فيؤكد الاثيرة انها اصبحت ضربا من الخيال،و لا يمكن ان تقدم اسرائيل على اجتياح بري لقطاع غزة فهي تعرف حجم الخسائرالتي ستتلقاها موضحاً انه بالامكان احداث بعض الثغرات في القطاع على غرار 2008 فقط دون اجتياح بري كامل .

العسقلاني العائد