دام برس:
عبرت الحكومة الأردنية، عن السياسة التقليدية للعرش الأردني.. وهذا العرش منذ عام "1921" حتى الآن، عندما أقيمت إمارة شرق الأردن، وجرى تسليمها لِـ (الأمير عبدالله ابن الشريف حسين) وصولاً إلى (الملك عبدالله الثاني) وهو يقوم بِدَوْرِ وظيفي جوهري، أساسه تصفية القضية الفلسطينية، والعمل في مختلف المجالات، على ترسيخ وجود "إسرائيل" على أرض فلسطين المحتلة. وفي اللحظة التي يرى فيها الأمريكي أنّ العرش الأردني، لم يعد جديراً أو قادراً أو مفيداً، في أداء هذه المهمّة "التاريخية" سوف يجري الاستغناء عنه واستبداله بِشيء آخر.
(2): ورُغْمَ العداء التاريخي بين (آل سعود) و(آل عون: الذين يتمثّلون بالفرع "الهاشمي" الذي يحكم الأردن منذ عام 1921").. ورُغْمَ الحقد التاريخي بين هذين ال "آلَيْنْ"، فإنّ المهلكة السعودية الحالية، تمارس الوصاية على الدولة الأردنية، بتفويضٍ أمريكي، وعَبْرَ تقديم الدّعم المادّي والمالي الدّوري. ولذلك يُمنع منعاً باتاً، انتقاد المهلكة السعودية، في الأردن، مهما كان السبب ومهما كانت الظّروف.
(3): وفي سياق انخراط الدولة الأردنية في الحرب العدوانية الصهيو- أطلسيّة - الوهّابية على الدولة الوطنية السورية، تحوّلت الأردن إلى بلدٍ مستباح سعودياً، أرضا وبحرا وجواً، في خدمة هذه الحرب العدوانية الإرهابية.
(4): وهناك أسبابٌ عديدة معروفة وراء طرد السفير السوري من (جنّة آل عون!!!)، ولكنّ السّبَبَ الأهمّ لِطرد السفير السوري من الأردن - بعد تسعة وثلاثين شهراً من الانخراط الأردني في الحرب عليها - هو الهجوم الإعلامي المتواصل للسفير السوري على المهلكة الوهّابية السعودية التلمودية، وتعرية الدور السعودي القذر مبكّراً، قَبـْلَ أنْ يتحدّث الإعلامُ السوريّ، علناً عن ذلك، بشهور. وحتّى السفير البريطاني الحالي في عمّان، كان بتبرّم من نشاط السفير السوري، ويقول لِبعض زوّاره، بِأنّهُ يجب وَضْعُ حدّ لهذا السفير الذي يتحرّك في الأردن، وكأنّه سفير لدولة عظمى.
(5): أنّ شبكة العلاقات الواسعة التي بناها السفير السوري، مع معظم القوى الوطنية والقومية واليسارية الحيّة في الأردن، أثارت حفيظةَ مُمَثّلي السفارات الأطلسية والخليجية، وأوصى هؤلاء بضرورة وضع حَدٍ لهذا السفير الجَمُوح - كما قال بَعْضُهُمْ.
(6): ولذلك جرى اتّخاذ قرار بِطرد السفير السوري، من الأردن، في اجتماع "لندن" بتاريخ "18 أيّار 2014" أثناء انعقاد مؤتمر أصدقاء "إسرائيل" وأعداءِ سورية، الذي يِسمّي نَفْسَهُ (مؤتمر أصدقاء الشعب السوري!!!) وجرى تبليغ وزير الخارجية الأردني بهذا القرار - وقد كانت فَرْحة ناصر جودة بهذا القرار، لا تُوصَف - وطُلِبَ منه تبليغ الملك الأردني، بالتنفيذ. وبقيت الحكومة الأردنية أسبوعا كاملاً، تبحث عن المخرج المناسب لِتنفيذِ قرار الطّرد، وعندما لم يجدوا الذّريعة التي كانوا يبحثون عنها، قاموا بإصدار قرار الطرد، بدون انتظار الذريعة، لِأنّهُ من غير المسموح لِلنظام الأردني، التّلكّؤ بتنفيذ هذا القرار أو غيره.
(7): وما يُثُيرُ السخرية، هو التحدّث عن "قرار سيادي أردني" في موضوع طرد السفير السوري، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع، أنّه أبْعد ما بكون عن ممارسة السيادة، وإنّه تنفيذٌ لِإملاءات خارجية بحتة.
(8): ولكن ما فاتَهُمَ جميعاً، هو أنّ الشّعلة التي جرى بَثُّ الحياة فيها وطنياً وقومياً وعروبياً، لن يستطيع أحدٌ إطفاءها، لا بل ستزدادُ توهّجاً، رُغْماً عن بَيَادِقِ المحور الصهيو - أمريكي وأذْنابِهِ الأعرابية والمحليّة، وأنّ الشعبَ الأردني النبيل (يعرف البئر وغطاه).
" الجَموح " )
( كتبَتْ وكالة بلادِ الشّام الإخبارية الأردنية )