Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أول الرقص حنجلة .. بقلم: سعيد احمد فوزي
دام برس : دام برس | أول الرقص حنجلة .. بقلم: سعيد احمد فوزي

دام برس:

أول الرقص حنجلة، مثلٌ شعبي نسمعه في كثير من المناسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ...وهو يعني أن أحداثاً نشاهدها اليوم، تنبئ بحدث ما في الغد. فعندما تنتفي المراقبة والمحاسبة فهذا قد يكون مؤشراًعلى بداية انتشار الفساد،
والشعوب التي تنحى مسار الاستهلاك، قد يكون ذلك شؤماً عليها بفقدانها لسيادتها، والغيم قد يبشر بهطول المطر .

   وعليه أقول : الأحداث التي رافقت الربيع العربي وبشكل خاص التي رافقت الأزمة السورية، وشاهدها العالم بأسره، بتقديري سوف تحدث زلزالاً وخصوصاً على موقع المسلمين في خارطة العالم .

   وإن كانت نتائج هذا الزلزال لا زالت غامضة ، فإن هنالك ظواهر غريبة، "حنجلات" بدأت تظهر في الإفق مع قرب إنتهاء الأزمة السورية ، جديدة على مسامع ومرأى المواطن العربي تنبئ بخطب ما في طريقه إلينا.

   وقبل الخوض بالبحث في خفايا الغيب، لا بد من عرض بعض هذه الظواهر لنبني بمقتضاها تشخيصاً لما هو آت.

الظاهرة الأولى

   لوبان ، زعيم اليمين المتطرف الفرنسي، والذي سبق ودخل الانتخابات الرئاسية الأخيرة وحصل على نسبة جيدة من الأصوات ،وعلى مدى تاريخه السياسي كانت تصريحاته معقولة. ولكنه منذ عدّة أسابيع ومع بداية إنتهاء الأزمة السورية، خرج عن توازنه واقترح حلاً بسيطاً لمشكلة المهاجرين في فرنسا "ويعني المسلمين"، وهو الاستعانة بجرثومة "إيبولا" تقضي عليهم خلال ثلاثة أشهر !

   قبل الأزمة السورية كان التعدي على قيم إسلامية من قبل شخص، لا مكانة سياسية له، يفجر انتفاضة في العالم الاسلامي والعربي لأسابيع... أما اليوم لا حراك، وكأننا في غيبوبة! رغم أن هذا التصريح صدر من جهة سياسية كبيرة.
   ألا يعني هذا أن تبديلا ً ما حصل في مزاج المواطن العربي ؟

   الغريب أن هذا التصريح لم يحرك ساكناً في فرنسا ولا في الغرب مهد الديمقراطية.ترى لو أن هذا التصريح جاء بحق الكلاب التي تعيش في فرنسا ، فما هو ردة الفعل؟ حتماً سينتفض الفرنسيون والأوروبيون ...وتتحرك الأمم المتحدة لتعتبر هذا جريمة ضدّ الحياة .

    السؤال المطروح : هل يمكن لهذا السياسي أن يصدر هذا التصريح قبل الأزمة السورية لو لم يكن هنالك مستجدات؟ بتصوري كلا ، ولكنه اليوم أصبح غير مستهجن . عندما يشاهد المواطن الفرنسي على شاشات التلفاز،القتل والذبح وأكل الأعضاء البشرية بين المسلمين ، ويبعد أطفاله عن مشاهدة هذه المناظر ، لا يمكنه أن يستهجن هذا التصريح، لأنه إقتراح يفيد المسلمين لقتل بعضهم بشكل حضاري عوضاً عن هذا الإسلوب الوحشي المنافي للإنسانية.

    ما هو الغريب في هذا التصريح عندما يصدر اليوم ، إذا كان المواطن الفرنسي يشاهد كيف تلهث المعارضة السورية وراء المسؤولين الفرنسيين بغية حثهم على ارسال القوات العسكرية لقتل الشعب السوري. أليس من حق لوبان أن ينتهز الفرصة ويقترح الخلاص من فئة في فرنسا ، يعتبرها من وجهة نظره عبئاً عليها ، ولكن بشكل حضاري!

الظاهرة الثانية

   سمير جعجع مواطن لبناني، سبق وحكم عليه بجريمة قتل لأحد أقطاب الزعامات الإسلامية اللبنانية ، المغفور له رشيد كرامي . اليوم مع نهاية الأزمة السورية ، رُشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية ، من قبل زعامات لبنانية إسلامية ،على رأسها الشيخ سعد الحريري مدعوماً " من تحت الطاولة"بتأييد بعض الدول العربية، متجاهلين مشاعر أهل طرابلس التي أنجبت هذا الزعيم والتي يشهد لها الماضي بمواقفها الوطنية .

   السؤال المطروح : هل كان لهذا الترشيح أن يتم قبل الأزمة السورية، الجواب وبتقديري كلا بل مستحيلاً، ولكنه اليوم طبيعي ، لماذا:
سمير جعجع محكوم عليه بجريمة قتل وليس جريمة خيانة، وقد حصل على عفوا من المجلس النيابي اللبناني يكاد يكون بالإجماع.

    بالمقابل اليوم في قيادة المعارضة السورية في الخارج من يناشد الحلف شمال الأطلسي على ضرب سورية، ويعتب على الولايات المتحدة لتراجعها عن قصفها تأديباً لها على التهمة المفبركة لها " استعمال السلاح الكيماوي" ، بل وصل الأمر لبعضهم مفاوضة اسرائيل علناً لإجتياح سورية بغية إسقاط النظام مقابل إغراءات قدمت لها ! ما هو حكم القانون على هؤلاء الأقزام؟ أليست الخيانة ! ومع ذلك هؤلاء مدعومون من دول عربية ومرشحة لتسلم السلطة في حال انتصارهم على الشعب السوري.

   إذا ما هو العيب ، أن يرشح سمير جعجع نفسه لرئاسة الجمهورية على ضوء تلك المعطيات الجديدة التي أفرزها الإرهاب خلال الأزمة السورية ؟ التهمة الموجهة إليه أقل خطرأ من التهمة الموجهة لأقطاب المعارضة المرشحة من قبل بعض الدول العربية لإستلام زمام الحكم في سورية !

ثم ما هي أهمية مشاعر أهل طرابلس اليوم! بعد الأحداث التي ألمت بهم ورافقت الأزمة السورية ؟ قتال فيما بينهم ذهب ضحيتها نساء وأطفال دون مبرر، ألم تخسر هذه المدينة رصيد كبير من سمعتها حين ساهمت بالأزمة السورية ؟ وماذا يشكل إغتيال رشيد كرامي اليوم وبعد مرورعدة عقود مقابل آلاف القتلى التي ذهبت ضحية الحرب العبثية بينهم وقودها النفط العربي؟

   لا أعتقد أن سمير جعجع غبياً، فهو دكتور متابعاً لحركة بورصة السياسة العالمية.  لو لم يكن متأكداً من رصيد طرابلس السياسي، لما تجرأ ورشح نفسه!

الظاهرة الثالثة

رئيس طائفة دينية، يكن لها المسلمون كل احترام يزور مؤخراً الأراضي المحتلة لهدف رعوي ، الحدث الذي لم يحصل منذ قيام دولة اسرائيل . ويصرح في إحدى القرى القريبة من القدس :أن من حارب مع أنطوان لحد ولجؤوا إلى اسرائيل ، لا يمكن وصفهم بالعملاء والخونة ، أنهم ثوار قاتلوا لهدف سياسي؟ والملفت للنظر انفعاله أثناء تصريحه هذا ، الذي لا ينسجم مع إسلوب رجال الدين في الحديث !

   ترى هل كان في استطاعة رئيس هذه الطائفة الدينية أن يقوم بهذه الزيارة قبل الأزمة السورية ؟ أقول كلا ! لكن قناعته بأن أموراً قد تبدلت ، لم يعد هنالك حواجز تمنعه عنها !

  أضف إلى ذلك هل كان في مقدوره أن يصرح بذلك قبل الازمة؟ لا أعتقد ذلك ، ولكن شعوره الضمني أن الخط البياني لكيان المسلمين أصبح في ذروته الدنيا ، نتيجة للأحداث في الساحة العربية، جعلته يفجر مشاعره الدفينة!

  والسؤال الذي يطرح نفسه ، ما هي المستجدات التي طرأت ، ودفعته لاتخاذ هذا الموقف ؟

  اليوم يقاتل ثوار بإسم الاسلام الشعب السوري،إنطلاقاً من الحدود الإسرائيلية وبدعمها عسكريا ولوجستيا ، وبمباركة جامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلامية وكثيراً من الأنظمة العربية.وعملية تقابل يجعل من قاتل مع لحد ثوار وينتفي عنهم صفة الخيانة ، وهذا كلام منطقي على ضوء المستجدات ، يمكن أن يبرر تصريح هذا الرمز الديني ولو ظاهرياً . وقد حظيت هذه الزيارة بمباركة أمريكا بزيارة وزير خارجيتها لهذا الرمز فور عودته مباشرة إلى مقر اقامته .

الظاهرة الرابعة

  قاض مسلم برتبة مستشار أمضى جلّ حياته تحت قوس العدالة لا يقل رتبة عن لوبان في سلم مسؤولية الدولة .
هذا المستشار يصدر حكماً جماعياً بإعدام أكثر من 650 مسلماً ويحول أوراقهم إلى المفتي "مستعجل" ! يا للعجب أن يكون صدور هذا الحكم بعد الربيع العربي الذي تم تحت شعار إعادة الكرامة والحرية للمواطن العربي ؟

  الغريب أن معظم دول العالم استهجنت هذه الطريقة في ممارسة القضاء، عدا الدول العربية والاسلامية ، فهي في سباتها ، والتي اعتادت على رؤية الموت. بل قد يعتبر بعضها أن هذا الإسلوب في إرساء العدالة هو الإسلوب الصحيح لتثبيت حكمها!

السؤال المطروح ، هل للمسلم أي اعتبار في وجدان هذا المستشار ؟ أو أن المعطيات الجديدة في الوطن العربي شجعته لإصدار هذا النوع من الأحكام، ويراها فرصة ذهبية له يأمل منها كسب الثقة عسى أن يسجل اسمه في قائمة الجلادين . ويهيء له مركزاً مرموقاً في المستقبل ! يا للأسف : يبدو أن فرعون لا زال له أحفاد.

     الحنجلات كثيرة لا يمكن عرضها هنا وهي في تزايد مع اقتراب انتهاء الأزمة السورية ، وجميعها تقوم على قاعدة كما يقال في العامية "استوطوا حيطنا" وهي تنبئ بمستقبل مرعب للمسلمين!

    ما تحلم به اسرائيل ومن وراءها الغرب، مستقبل للمسلمين يلخص بما يلي : عندما يسأل المواطن العربي عن دينه يجيب ،إن كان مسلماً ، بأن والديه مسلمين وإذا تكرر السؤال ليجيب عن نفسه لا يجرؤ .وهذا يقود التجنب كلياً للحديث عن فلسطين والقدس خوفاً من اتهامه بأنه مسلم ، وذلك يقابل انكار محارق اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية ، تجنباً لتهمة محاربة السامية!

  عزيزي القارئ لا تستغرب ذلك ، هذا الحلم مخطط له منذ قيام دولة اسرائيل :
بماذا تفسر شريط الأحداث التي مرت على الدول العربية منذ نيلها استقلالها وانتهاءاً بالحرب العالمية على سورية:
انقلابات ، تحطيم اقتصاد بعضها بفرض التأمين على صناعاتها، وهي في أول طريق نموها، وفتح باب الفساد من جميع أنواعة وعلى مصراعيه ، وجلد شعوبها من قبل جلادين محترفين لعدة عقود ...كل ذلك أدى إلى تجويع الشعب العربي وأصبح همه الوحيد الحديث عن رغيف الخبز! وتلا ذلك نشر الإرهاب بشكل منظم ومدروس الذي أساء إلى سمعة الإسلام والمسلمين ، ومن خلاله يجري اليوم القضاء على كافة المنظمات الإسلامية المعتدلة التي يمكن أن ترسخ تعاليم الإسلام بشكل حضاري وتحمي المسلمين . وانتهاء بالربيع العربي الذي بتصوري يقابل رفع غطاء حلة البخار بعد أن أصبح الشعب جاهزاً لتنفيذ حلمهم الذي أشرت إليه آنفاً.

    مهلاً عزيزي القارئ لا تجزع ! الحلم شيء وما يخفيه القدر شيئاً آخر!ليس كل الغيوم تبشر بهطول المطر ، ولا أحلام الأقوياء محققة بالضرورة ، لأن لله إرادته ، ولو كان ذلك لما انهارت امبرطورية الرومان.

  من شهد احتفالات إيران،بمرور 2500 عام على قيام الدولة الفارسية ، وشاهد من خلالها الشاه يزين صدره بالأوسمة التي امتدت حتى ردفيه وهو مدعوماً من دول كثيرة ، لا يتصور في حينه سقوطه بعد عدة سنوات على يد زعيم نشىء فقيراً وتوفي وهو لا زال يدفع أجار سكنه، والذي استطاع قيادة أعظم ثورة في القرن العشرين وأقام دولة فرضت وجودها على الساحة الدولية على الرغم من الضغوط الممارسة عليها .

   مليارات الدولارات صرفت على الجيوش العربية ، وكان محصلتها فقدان أراض عربية شاسعة لم تسترد بعضها إلا بالإستجداء والمفاوضات الذليلة ، وبالمقابل مقاومة صغيرة حررت جنوب لبنان بالقوة، وشهد العالم فرار فلول الجيش الاسرائيلي من الجنوب ! ألا يجسد كل ذلك إرادة الله؟

   من كان يتصور أن المقاومة اللبنانية ستهزم الجيش الإسرائيلي في حرب 2006؟ وأصبحت هذه المقاومة الشغل الشاغل في العقل الإسرائيلي .

  إن كان هنالك حقيقة فهي : أن أحلام اسرائيل تتهاوى يوماً بعد يوم!

  لقد حلمت وخططت بدولة تمتد من النيل إلى الفرات ، واصبحت اليوم تحتمي خلف جدارها العنصري، وحديثها الوحيد بعد سبعة عقود من قيامها :أمن اسرائيل! لذلك سينهار حلمها الذي أشرت إليه وهو زوال مكانة العرب والمسلمين .

  نعم الشعب العربي في غيبوبة ولكنه سيصحو، وقد اكتسب الوعي ولم يعدّ يصدق " بيان رقم واحد" الذي يعده بالقضاء على الفساد وتحرير فلسطين...ونتيجة لذلك لم يعد هنالك مكاناً للجلادين مهما تبدلّت أساليبهم.

  عدم صفاء الشعب العربي كان السبب الأول خلف هزائمه في العقود السابقة . ولكن اليوم ونتيجة لما مرّت به سورية، كشفت الأوراق و جعلت الشعوب العربية  تمرّ بفلتر " مصفاة" فرزت المنافقين والعملاء وقاد سورية إلى الانتصار في حربها العالمية ضدّ الإرهاب وجعلت المارد العربي يصحو ليقرر مصيره بنفسه .

وأنهي مقالي بالقول لمن " استوطوا حيطنا"
لقد تسرعتم

حزيران 2014

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz