دام برس :

نشرت وكالة “رويترز” بعض تفاصيل حياة أول انتحاري أميركي كان يقاتل تحت اسم “أبو هريرة”، نفذ تفجيراً انتحارياً بشاحنة مفخخة في مدينة ادلب شمالي سوريا.

وأشارت “رويترز” إلى أنّ “أبو هريرة الأميركي” كان من سكان ولاية فلوريدا، وكان تلميذاً متوسط الأداء يحبّ لعب كرة السلة وكبر في حيّ للطبقة المتوسطة.

وامتنعت أسرة الانتحاري منير محمد أبو صالحة البالغ 22 عاماً، أول من أمس، عن الإدلاء بأي تعليقات أو حتى فتح بابها للصحافيين الذين تجمعوا خارج المنزل، الذي يقع في تجمع سكني مسوّر في “سباستيان” على الساحل الشرقي لولاية فلوريدا.

إلى ذلك، قال أحد الجيران، ويدعى مارك هيل يبلغ 46 عاماً، إنه لا يعرف شيئاً عن الأسرة التي تسكن في الناحية المقابلة من الشارع، والتي انتقلت للسكن في هذا التجمع عام 2006، مشيراً إلى أنّ الأسرة بدت لطيفة جداً.

ووصف هيل الشاب أبو صالحة بأنه كان شاباً عادياً يرتدي قمصان “تي شيرت”، ويتنقل في الحيّ وهو يحمل كرة سلة يبحث عن شخص ليشاطره اللعبة.

وأضاف: “إن الأب يرتدي جلباباً طويلاً أبيض، لكنه لم يكن يطلق لحيته، بينما كانت الأم ترتدي حجاباً لا يظهر منه سوى وجهها”، لافتاً إلى أنّ “وجود الأسرة التي تمتلك سلسلة من متاجر البقالة الشرق أوسطية كان ملحوظاً في التجمع السكني، وكثيراً ما كانت تترك أبواب مرأبها مفتوحة”، فيما قال أشخاص مطلعون على النشاط التجاري للأسرة إنها من أصول أردنية فلسطينية.

وتوضح شهادة الميلاد، التي حصلت “رويترز” على نسخة منها، أنّ أبو صالحة ولد في 28 تشرين الأول عام 1991 في مقاطعة بالم بيتش.

وفي الصف الثامن في مدرسته كان تلميذاً متوسطاً، فرسب في مادتين في امتحانات نصف الفصل الدراسي، وحصل على درجات متوسطة في امتحانات نصف السنة الدراسية. وقال مدرسون إنّه كان من السهل أن ينشغل بأمور أخرى، لكنه كان يشارك مشاركة جيدة في بعض المواد وأبدى مجهوداً طيّباً.

ولفتت مديرة فريق كرة السلة “انديان ريفر ووريارز” هولي جورمان، والذي كان “أبو هريرة” يلعب معه، إلى أنه كان محبوباً من كل مدربيه وزملائه في الفريق الذين كانوا يطلقون عليه اسم “مو”، مشيرةً إلى أنّه كان مطيعاً لمدربيه ومجتهداً، رغم أنه لم يلعب سوى في عدد بسيط من المباريات، ولم يسجل في أي من المباريات أكثر من ثلاث أو أربع نقاط في موسم 2007، موضحةً أن المدرب أبقاه في الفريق لأنه كان شغوفاً باللعبة “ويلعب بكل حواسه”.

ونفذ أبو صالحة، الذي كان يستخدم الاسم الحركي “أبو هريرة الأميركي”، واحداً من أربعة تفجيرات انتحارية يوم 25 أيار الماضي في محافظة إدلب لصالح “جبهة النصرة”.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن “الحكومة كانت على علم قبل تنفيذ العملية الانتحارية بأن أبو صالحة سافر إلى سوريا للانضمام إلى المقاتلين، وإنها تعتقد بأن ما يصل إلى نحو 70 أميركياً ذهبوا للقتال هناك”.