Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 16 نيسان 2024   الساعة 10:27:03
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تقرير اسبوعي حول أبرز الملفات الدولية والإقليمية صادر عن مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية
دام برس : دام برس | تقرير اسبوعي حول أبرز الملفات الدولية والإقليمية صادر عن مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية

دام برس:
الملف الإسرائيلي:
بدأ عدد  من المحللين السياسيين الأمريكيين يميلون إلى الاعتقاد بأن بوابة جديدة (للحرب الباردة) أصبحت مفتوحة على الساحة الدولية، وتزداد مظاهر تطوراتها يوماً تلو آخر، ويبدو أن انعكاس هذه (الحرب الباردة) سيظهر أيضاً على أوضاع مناطق إقليمية مثل الشرق الأوسط ويحمل هذا الانعكاس تأثيره على دول المنطقة وعلى الحلول المتوقعة لعدد من المشاكل التي ظهرت في السنوات الثلاث الماضية وما تزال لم تفرز بعد نتائجها النهاية على هذه الدولة أو تلك أو على المنطقة كلها.
واسرائيل التي  تتجمع لدى قادتها معلومات كثيرة حول الوضع الدولي والإقليمي تدرك أهمية ما يمكن أن تحمله التطورات الدولية وتفاعلاتها على منطقة الشرق الأوسط ومستقبل أهدافها وخططها أو الأخطار التي تولدها ضد هذه الأهداف.
ويلاحظ بعض المحللين الإسرائيليين أن اسرائيل لم تستطع تحقيق كل ما طمحت إليه أثناء استغلالها طوال السنوات الثلاث الماضية للأوضاع التي تعرضت لها دول عربية كثيرة وخصوصاً سورية:
- فقد عجزت اسرائيل عن تشكيل (حالة تحالف علني) مع عدد من الدول العربية ضد (إيران) وها هي السعودية تفضل فتح حوار هادئ مع طهران لا أحد يشك أن واشنطن لا تعترض عليه.
- وعجزت اسرائيل على جبهتها ضد سورية عن تحقيق زيادة في تمتين صلات التنسيق العلني بينها وبين الأردن أو مع أطراف في لبنان ضد سورية.
- وخسرت اسرائيل أيضاً مساحة لا بأس بها من هامش مناورتها بين الدول العربية الحليفة لواشنطن بعد تصاعد الخلاف بين السعودية وقطر وبعد تردد دول خليجية في الانخراط عميقاً بعلاقات مع اسرائيل.
- وجدت اسرائيل أيضاً أن تطورات الأزمة الأوكرانية والدور الروسي البارز في جبهة هذه الأزمة وتفاعلاتها الدولية سيعزز قوة العلاقات السياسية والعسكرية الروسية- السورية دون تحفظات كانت ظروف ما قبل الأزمة الأوكرانية تفرضها على موسكو وعلى هامش مناورتها الدولية... فموسكو تجد نفسها في حالة مواجهة مع أمريكا بشكل خاص في أكثر من منطقة وجبهة سياسية تتحكم فيها صلات ديناميكية متبادلة التأثير.
ومن خلال هذه المقاييس المذكورة تجد اسرائيل نفسها في موقع يشبه موقعها الذي كان قائماً قبل آذار (2011) تقريباً بينما تجد أن أعداءها (سورية والمقاومة وإيران) كان من المقرر لأشكال الحرب التي شنت ضدهم أن تؤدي إلى انهيارهم أو تآكل قدراتهم على الصمود في أعقاب كل أشكال الحروب التي شنت ضدهم... فإيران أكثر قوة ذاتية عسكرية على المستوى القومي والإقليمي وأكثر استقراراً في وصفها مع حلفائها موسكو وبكين، وكذلك سورية التي انتصرت على أكبر عدد من الأطراف التي استهدفتها أرضاً ونظاماً وجيشاً وأصبحت تجد نفسها قادرة على الانتقال إلى مراحل أخرى من الإنجازات في ميدان المجابهة وإعادة البناء.
وأمام هذا الوضع والافتراضات المنطقية الواقعية المرافقة له يبدو أن حكومة اسرائيل مضطرة إلى اتخاذ حالة (الانتظار والترقب) أكثر من حالة (التأهب والاستعداد) للتحرك المباشر، فالتهديدات الإسرائيلية ضد سورية وإيران بشن حرب مباشرة أحادية ضد إحداهما أو كليهما بدأت تفرض على اسرائيل حسابات كثيرة إقليمية ودولية تقلل من احتمالات انتقالها إلى اللحظة ما قبل الأخيرة خلال الأشهر المقبلة، لكن الإنخراط الإسرائيلي السري في العمل ضد سورية وإيران وتسخير العلاقات الإسرائيلية- الأردنية لمصلحة هذا الهدف سيظل جزءاً مستمراً في السياسة الإسرائيلية لأن تزايد مظاهر الحرب الباردة على الساحة الدولية سيزيد من تسخير الدور الإسرائيلي ووظيفته في المنطقة.
ويبدو أن الملف الفلسطيني الذي توقفت المفاوضات حوله سيجري نقله إلى (حالة الانتظار) بموجب مصادر أمريكية واسرائيلية ريثما تتوضح نتائج المصالحة بين فتح وحماس والشكل الذي سيتعامل فيه عباس مع المفاوضات، وهذا يعني أن جمود العملية السلمية مع السلطة الفلسطينية غير مرشح لتصعيد فلسطين أو اسرائيل وهذا ما ترتاح له المملكة الأردنية التي تجد نفسها في وضع داخلي غير مسبوق ودون أن تحقق هي الأخرى النتائج المطلوبة.

• الملف الروسي:
أعلنت الولايات المتحدة عن عقوبات تطال سبعة مسؤولين في الحكومة الروسية في 28 نيسان. الهدف المعلن للعقوبات هو الحث على تغيير سلوك الدولة المستهدفة عن طريق التسبب بألم اقتصادي. تعتبر العقوبات أفضل أداء ضد الدول التي تفتقر إلى الخيارات الانتقامية، بما في ذلك خيار شن الحرب. ولا يخفى أن للروس ردوداً عسكرية محتملة. ولديهم أيضاً القدرة على الرد عن طريق الاستيلاء على الأصول الغربية في روسيا. و تمتلك موسكو القدرة على قطع إمدادات الطاقة إلى أوروبا. جزئياً لهذا السبب, عملت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية إلى اختيار الابتعاد عن وضع عقوبات على روسيا ككل, وفضلوا فرض عقوبات على الأفراد وعلى عدد قليل من الشركات الروسية فيما يعرف بـ"عقوبات موجهة بقدة". ويرى جورج فريدمان بأن استراتيجية العقوبات الأمريكية على روسيا لم تصمم من أجل تغيير السياسات الروسية، بل تم تصميمها لجعل الأمر يبدو وكأن الولايات المتحدة تعمل فعلياً لتغيير السياسة الروسية.
وتدفع واشنطن حلفائها الأوروبيين إلى ممارسة ضغوط اقتصادية على موسكو وخاصة عبر مقاطعة الغاز الروسي. وبخفض عائدات الغاز لروسيا ستتآكل قدرت موسكو على الدفاع عن نفسها أو عن مصالحها. والحقيقة بحسب ما يراها الكاتب مايك ويتني هي أن واشنطن لا تريد تكاملاً اقتصادياً لأوروبا وآسيا. فالتحالف بحكم الأمر الواقع بين الاتحاد الأوروبي وروسيا يعتبر تهديداً مباشر للهيمنة العالمية للولايات المتحدة كما أنها تأمل في أن تشرف هي على توزيع إمدادات الطاقة لأوروبا في المستقبل. ومن أجل إنجاز هذا العمل، تعمد الولايات المتحدة إلى جذب بوتين إلى المواجهة حتى يمكن اعتباره معتدي ومهدد للأمن الأوروبي. وبعبارة أخرى, شيطنة بوتين ستقدم التبريرات اللازمة لوقف تدفق الغاز من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وعلى الجانب العسكري, تعلوا أصوات في البنتاغون تطالب أوباما بتسريع خطط الدفاع الصاروخي في أوروبا كرد مباشر وواضح على سياسات بوتين في أوكرانيا. وكان أن ألغت إدارة أوباما قبل أربع سنوات خططاً لتركيب أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة في كل من بولندا وجمهورية التشيك كجزء من جهودها لإعادة العلاقات مع روسيا, أما اليوم، فالعلاقات بين واشنطن وموسكو في أدنى مستوى لها منذ عقود. أية خطوة من هذا القبيل تكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة للبيت الأبيض الذي يسعى في ذات الوقت إلى تجنب أي نوع من المواجهة المسلحة مع روسيا والاحتفاظ  بالتعاون مع موسكو حول إيران وسورية.
يواصل القادة الغربيون ارتكاب أخطاء في الحكم على طبيعة الوضع في أوكرانيا، وعلى خطط روسيا هناك. أدى ذلك إلى فقدان شبه جزيرة القرم، ويمكن أن ينتهي بفقدان مناطق أخرى من أوكرانيا. إصلاحات الجيش الروسي جعلته أكثر ثقةً وأعطته قدرة أكبر مما كان عليه خلال النزاع الجورجي عام 2008. لدى روسيا اليوم ما يقرب من 650 إلى 700 ألف جندي في جيشها, ويمكن أن يتضاعف العدد عند الضرورة لتلبية الأزمات في جميع أنحاء روسيا والدول التي تدور في فلكها (الفضاء السوفيتي السابق). ويوضح ميشيل كوفمان بأن إنتشار الجيش الروسي على الحدود مع أوكرانيا ليس للغزو، وإنما يهدف إلى الرد على أي عمل قد تقوم به كييف في شرقي أوكرانيا، وترسيخ خوف الزعماء الغربيين بأن احتمال التصعيد مايزال قائماً في الأزمة الأوكرانية. وقد أظهر الغرب بأنه يخشى التورط في أي مكان تكون فيه القوات الروسية على الأرض وجاهزة للعمل.
إن كييف غير قادرة على الصمود وحدها في وجه مطامح موسكو, حيث يوجد الكثير من حملة الجنسية الأوكرانية يتعاطفون مع روسيا وبعضهم عناصر في الجيش الأوكراني ومستعدون للتخلي عن جيشهم بسهولة. ويرى كوفمان بأنه دون وجود عمل جدي من الغرب لصد روسيا في أوكرانيا فالنتيجة محسومة لصالح الروس. نحن نشهد في شرق أوكرانيا إعادة لسيناريو القرم في حركة بطيئة. فالكرملين يطمح إلى أكثر من شبه جزيرة القرم. فهو يسعى إلى إضعاف الجار الأوكراني وابقائه في أحضان موسكو وبعيداً عن الاتحاد الأوروبي.
يعي بوتين خطر تعرض بلاده للإختراق الغربي وهو ينتهج سياسات داخلية واقليمية تهدف إلى إبقاء الغرب بعيداً عن السياسات الروسية وذلك يمنع أفكارها وقيمها من أن تحرّف روسيا. وللتصدي للمد الثقافي والسياسي الغربي باتجاه روسيا, يعمل بوتين على إعادة إحياء الهوية الحضارية الروسية, وهو ما دفع إلى ظهور "الإمبريالية الروسية" بحسب تعبير الباحثان مارك غاليوتي وأندرو بون, حيث يصر بوتين أن موسكو هي حامية للروس في جميع أنحاء العالم. وباعتقاد غاليوتي وبون تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية الروسية معقلاً للقيم التقليدية التي تستند عليها "الامبريالية الجديدة". والكنيسة هي أحد أشد المؤيدين لمشروع بوتين "الإمبريالي".
بوتين وطني روسي، لكنه على استعداد أيضاً للتعاون مع الغرب عندما يتناسب ذلك ومصالحه. كما لم يتردد بوتين في تحدي الغرب, ولكن إمتازت سياساته بأنها مقاسة بشكل جيد بحيث تحد من التداعيات وتعظّم المكاسب, حيث يحرص دائماً على أن تكون تكاليف تأكيد الهيمنة الروسية الإقليمية محدودة، وتُطاق، وأن تكون على المدى القصير.
يوصي الباحث أندرو فوكسال الحكومات الغربية بضرورة التحضر جيداً لمرحلة لاحقة تكون فيها روسيا دون بوتين ولو بعد سنوات من الآن – من المحتمل أن يرشح بوتين نفسه عام 2018 ويستمر حكمه حتى العام 2024 –, وذلك عبر تعزيز روابطها مع المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والمعارضة الروسية الليبرالية وغيرها من التيارات والتنظيمات التي تشارك القيم الليبرالية الغربية. إن المجتمع الروسي يتغير بشكل مستمر وهو بالتأكيد لن يبقى مكبوحاً بالشكل الذي هو عليه الآن. وبحسب أندرو وود, سيكون النظام الحاكم في فترة ما بعد بوتين من داخل المجموعة الحاكمة الحالية ومنقسم داخلياً.
المصدر:
ستيفن بيفر، جون هيربيست ويليام تايلور، "هل يريد بوتين حرباً؟" ناشيونال انترست (24 نيسان 2014)
ميشيل كوفمان، "استراتيجية بوتين الكبرى لأوكرانيا،" ناشيونال انترست (25 نيسان 2014)
اندرو فوكسال, "إخراج بوتين من شبه الجزيرة," فورين بوليسي (29 نيسان 2014)
اندرو وود, "تركة بوتين," جاثام هاوس (شباط 2014)
مارك غاليوتي وأندرو بون, "إمبراطورية عقل بوتين," فورين بوليسي (21 نيسان 2014)
جورج فريدمان, "خيارات الولايات المتحدة في فرض عقوبات غير فعالة على روسيا," ستراتفور (29 نيسان 2014)
غوردون لويولد, "هل سيدفع بوتين أوباما إلى إعادة ضبط خطط الدفاع الصاروخي في شرق أوروبا؟" فورين بوليسي (23 نيسان 2014)
مايك ويتني, "أوكرانيا، روسيا والصين. لماذا بوتين في مرمى واشنطن؟" غلوبال ريسيرش (29 نيسان 2014)

• الملف السوري:
1. مخاطر حرب طائفية: بمجرد أن اقترب الجيش السوري من حسم معركة منطقة القلمون الاستراتيجية لصالحه بدأ الحديث بأنه سيتم فتح جبهات جديدة للقتال. وتوقّعَ معظم المراقبين والمحللين في سوريا أن تكون محافظة درعا التي تمثل ما يسمى الجبهة الجنوبية هي المحطة القادمة. جاءت الصدمة عندما تمّ فتح جبهة جديدة في كسب في محافظة اللاذقية. كسب هي في الغالب مدينة أرمنية، وانتشر الخوف من ارتكاب الإبادة الجماعية ضد السكان من قبل الفصائل الإسلامية المتطرفة التي اقتحمت البلدة. وهذا الهجوم الجديد يرفع من حدة التوترات الطائفية في البلاد حيث أن مدينة اللاذقية أصبحت موطناً لمئات الآلاف من النازحين، وخاصة من حلب، الذين انخرطوا ضمن مجتمع يضم جميع الطوائف.
قد تكون سيناريوهات "الحرب الطائفية" في الواقع هدف بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة, فهم يدركون أنهم لا يستطيعون كسب الحرب والسيطرة التامة على البلاد، وبالتالي فمن الأفضل أن يقيموا لأنفسهم "دولة سنية". وإن التحريض على الإبادة الجماعية قد يكون أفضل وسيلة لتحقيق تلك النتيجة.
المصدر:
إدوارد دارك, "الهجوم الجهادي على اللاذقية يثير الخوف من حرب طائفية أعمق," موقع المونيتور (8 نيسان 2014)

2. مواقف واشنطن اتجاه تطورات الأزمة في سوريا: خلال جولته الأخيرة إلى آسيا قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتفاف خطابي نحو سوريا في سياق الدفاع الحماسي عن سجل سياسته الخارجية. وترتبط الأزمة السورية في أذهان حلفاء واشنطن بتراجع النفوذ الأمريكي و تضاؤل الرغبة الأمريكية في اتخاذ إجراءات في فترة ما بعد العراق. ولم يبذل أوباما مجهوداً يُذكر لتبديد هذه المخاوف. دافع أوباما عن سياساته المتجنبة للمخاطر في سوريا وأوضح أن البديل الوحيد هو تدخل عسكري أمريكي كبير على غرار حالة العراق. وأصر في مؤتمر صحفي عقد في مانيلا في أن منتقديه يتوقون لـ "مغامرات عسكرية".
غير أنه على أرض الواقع أظهرت سياسة أوباما في سوريا بأنها لا تجدي نفعاً. لقد مرت سنوات منذ أن قال السيد أوباما أنّ على الرئيس السوري بشار الأسد التنحّي، ومع ذلك يحافظ الأسد اليوم على قبضة قوية على السلطة هي أقوى من أي وقتٍ مضى. فبعد ثلاثة سنوات من الصراع المرير ها هو الأسد يستعيد زمام المبادرة في معظم أنحاء البلاد.
شهدت حمص تفاوضاً على خروج قوات المعارضة، وهو تطور في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات وصفه بطل المعارضة جون ماكين بـ "انتصار ضخم" للأسد. وسعت المعارضة لإبعاد فكرة أن يتم تهميشها من قبل المتطرفين بعد سقوط حمص. وأطلق قادة ائتلاف المعارضة السورية المدعوم من الغرب نداءً مباشراً إلى الكونغرس في 7 أيار من أجل تزويدهم بأسلحة إضافية ونوعية وخاصة صواريخ مضادة للطائرات لهزيمة قوات الرئيس السوري بشار الأسد, وهو أمر قيد الدراسة في واشنطن ولم يتخذ القرار الحاسم بشأنه بعد.
وبدلاً من أن يعترف أوباما بفشل سياساته في سوريا, أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تملك أي مصالح استراتيجية - بل مجرد رغبة في "مساعدة الشعب السوري" - أو أي خيارات في سوريا، وازدرى منتقديه باعتبارهم دعاةً للحرب. وعلى خلاف ذلك يعتقد مايكل سينغ, المدير الإداري لمعهد واشنطن, بوجود مصالح استراتيجية في سوريا تتعلق بالوضع الإنساني والأمن الاقليمي وأمن حلفاء واشنطن الاقليميين.
فضّل أوباما اللجوء إلى الدبلوماسية ولكنه في ذات الوقت لم يفعل اللازم ليسمح بنجاح الدبلوماسية. وهنا يدعو سينغ إلى قيام استراتيجيةً أمريكية ترتكز على ثلاثة محاور, وهي: إضعاف قوة الأسد العسكرية والاقتصادية، وتقوية المعارضة عسكرياً وسياسياً ومالياً، وتقديم ضمانات موثوقة بتأمين الحماية للأقليات.
ويعتقد الباحث أندرو تابلر بأن العزم على عقد الانتخابات الرئاسية في سوريا بموعدها المحدد وترشح الرئيس السوري بشار الأسد مرة ثالثة ينسف الجزء الرئيسي للدبلوماسية الأمريكية تجاه سوريا والقائمة على المطالبة بـ "عملية إنتقال سياسي للسلطة في سوريا عبر إقامة هيئة حكم انتقالي", وبذلك يسعى الأسد إلى فرض شروطه من خلال حل إجباري للأزمة. ويرى تابلر بأن عكس مسار الأسد واحتوائه يتطلب نوعاً من العمل العسكري من الغرب وحلفائه في المنطقة أو تقديم المزيد من الدعم الفتاك والنوعي للمعارضة المعتدلة. ولكن نظراً لنفور إدارة أوباما من دعم "المعارضة السورية" بأسلحة فتاكة أو تدخل عسكري مباشر، فضلاً عن التقارب الأمريكي الحالي نحو إيران، بالإضافة إلى تنامي مخاوف الحكومات الغربية من نمو قوة "الجهاديين" في صفوف المعارضة, قد يميل البيت الأبيض إلى الموافقة على انتقال سياسي تستسلم بموجبه المعارضة في نهاية المطاف للأسد على أساس هيئة حكم انتقالي يديرها هو.
المصدر:
جوليان بيكيت, "ماكين يصف حمص بـانتصار كبير للأسد," موقع المونيتور (7 أيار 2014)
أندرو تابلر, "حملة إعادة انتخاب الأسد تعتبر هامة," أتلانتيك (4 أيار 2014)
مايكل سينغ, "رحلة الرئيس أوباما إلى آسيا تأخذ منعطفاً سورياً," فورين بوليسي (22 أيار 2014)
جيمس تراوب, "كذب الرئيس على الشعب الأمريكي وعلى نفسه. باراك أوباما يصر على اختيار خاطئ بين عدم القيام بأي شيء في سوريا أو الذهاب إلى الحرب," فورين بوليسي (2 أيار 2014)

• الملف التركي:
1. القضية الكردية: ركزت الصحف التركية على خبر موافقة حكومة أنقرة على مطالب عبد الله أوجلان بالإدارة الذاتية, ويشاع بأن اجتماعان عُقِدا بين وفد من حكومة العدالة والتنمية وأوجلان وتم التوافق خلالهما على "قانون الإدارة الذاتية المحلية" و" قانون المجتمع المدني الديموقراطي".
ويظهر بوضوح وجود تأثير ودور أمريكي في عملية المصالحة حيث أن جميع المبادرات "الجديدة" التي أطلقها حزب العدالة والتنمية منذ عام 2009 من حزمة الأنفتاح الكردي موجودة في التقرير الخاص لعام 2007 لدافيد فيليبس David Phillips وهو أمريكي مختص بالشؤون الكردية. ومن الأمريكيين المؤثرين في عملية الإنفتاح الكردي غراهام فولر Graham Fuller وألان ماكوفسكي Alan Makovsky. وفي هذا الشأن يعلق الكاتب التركي محمد غولر بإختصار بأن الولايات المتحدة رسمت خارطة طريق ووضعت إردوغان واوجلان لتطبيق الخارطة ضمن مصالحة تتكون من 5 بنود. وهذه هي بنود المصالحة التي أتفق عليها كل من أوجلان وإردوغان :
1 - سوف يقوم كل من حزب العمال الكردستاني وحزب العدالة والتنمية بتشكيل تحالف في الانتخابات.
2 – سوف يتم قبول التعليم باللغة الكردية .
3 – سوف يتم إطلاق سراح أوجلان ويتم إنهاء قانون الحظر السياسي.
4 – سوف يتم تطبيق الإدارة الذاتية.
5 – سيتم الانتقال من النظام الرئاسي إلى النظام الاتحادي الفدرالي.
المصدر:
محمد علي غولر, "المصالحة المكونة من 5 مواد بين إردوغان وأوجلان," صحيفة آيدنليك (8 أيار 2014)

2. النقابات العمالية التركية: اضمحل دور النقابات العمالية في تركيا منذ عام 1980، وبذلك لم يعد العمال قوة منظمة. قبل عام 1980، كان العمال في تركيا أقوى قوة مدنية في البلاد. وكانت النقابات قوى لا يستهان بها، تنظّم مسيرات فعالة للغاية، وإضرابات وحركات الاحتجاج. في أعقاب الانقلاب العسكري عام 1980، أدخلت تعديلات قانونية للحد من نشاط النقابات العمالية.
إن عدد المنتسبين إلى النقابات العمالية التركية اليوم أقل من نصف ما كان عليه في عام 1980، ووفقاً لأحدث إحصاءات العمل والضمان الاجتماعي في الوزارة لعام 2014، فقط 1.096.000 من 11.600.000 من العمال الأتراك ينتمون إلى نقابة عمالية. كما أن ما يقرب من نصف العمال الأتراك النقابيين لا يحق لهم المفاوضة الجماعية، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون التفاوض مع أصحاب العمل على أجورهم.
المصدر:
محمد تشيتين غوليج, "اتحاد النقابات العمالية التركية في طور الاحتضار," موقع المونيتور (5 أيار 2014)

3. حرية الصحافة في ظل حكم حزب العدالة والتنمية: أصدرت منظمة فريدوم هاوس الأمريكية تقريراً بعنوان "حرية الصحافة لعام 2014" في 1 أيار 2014، والذي خفّض مرتبة تركيا من فئة البلدان "الحرة جزئياً" إلى فئة البلدان "غير الحرة". وتجدر الإشارة إلى أن التقرير اختص بتقييم الأحداث التي حصلت في عام 2013 فقط. رفضت حكومة حزب العدالة والتنمية التقرير واتهمت فريدوم هاوس بالدعاية المنحازة, بينما رأت المعارضة في التقرير تأكيداً على أن تركيا أصبحت "دكتاتورية" في ظل حزب العدالة والتنمية وإردوغان. ورفضت مديرة مشروع "فريدوم هاوس"، كارين كارليكار، انتقادات وزير الخارجية التركي داوود أوغلو مشيرةً إلى أنه لم يسبق للصحافة التركية أن تعرّضت لمثل هذا التهديد من قبل. وكتب مصطفى أكيول قائلاً: "أنا، كصحفي تركي، لن أرفض تقرير فريدوم هاوس بشأن تركيا. لأنني أعتقد أنه دقيق تماماً." يدين إردوغان الصحفيين الذين ينتقدونه، أو الذين لا يمسون "قيم البلاد"، والتي هي قيم المحافظين المتدينين وفق رؤية حزب العدالة والتنمية.
المصدر:
جنكيز تشاندر ومصطفى أكيول, "تقرير منظمة فريدوم هاوس عن حرية الصحافة التركية," موقع المونيتور (7 أيار 2014)

• ملف الخليج:
في 30 نيسان لاحظت وزارة الخارجية الأمريكية أن التبرعات الخاصة التي تصدر عن مواطنين من دول الخليج العربي تشكل "مصدر تمويل كبير للجماعات الإرهابية السنية، ولا سيما … في سوريا"، واعتبرت هذه المشكلة واحدةً من أهم القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب التي شهدها العام المنصرم. وفي السنوات الماضية تم تصنيف قطر والكويت بشكل خاص كنقاط للتمويل الإرهابي, وهذا ما أشارت إليه أحدث التقارير السنوية عن "البلدان الخاصة بالإرهاب" لعام 2013 الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية.
إن أجندة واشنطن لمكافحة تمويل الإرهاب تنافس في بعض الأحيان، لا بل تتعارض مع ما يعتبره شركاؤها الخليجيون "مصالحهم الأمنية الخاصة". فعلى سبيل المثال تقضي الاستراتيجية الأمنية للدوحة بدعم طيف واسع من الأطراف الإسلامية الفاعلة على المستويين الإقليمي والدولي بهدف حماية قطر من نشاط تلك الجماعات. وقد شملت هذه الاستراتيجية تقديم الدعم المالي السخي للإسلاميين، وخاصة عبر فتح المجال لجمع التبرعات لصالح الجماعات الإسلامية المتطرفة. فالدوحة شأنها شأن العديد من الحكومات الخليجية، تعتبر الحفاظ على قنوات لدعم الجماعات الإسلامية المتطرفة الأجنبية يساهم في تعزيز أمنها في الداخل.
أما الكويت فتتمتع بزخم سياسي أكبر وبتقلب أكثر من قطر. وهي قلقلة من أن يتسبب تضييق الخناق على عمليات جمع الأموال المحلية لصالح الجماعات المتطرفة في سوريا أو غيرها بإثارة سخط السياسيين ورجال الدين السلفيين المتنفذين.
وبحسب لوري بلوتكين بوغارت, زميلة أبحاث في برنامج سياسة الخليج في معهد واشنطن, يمكن لكل من الكويت وقطر أن تغيير من سلكوها الداعم للجماعات الإرهابية في حال حدوث تغيير في حساباتهما السياسية كالشعور بتهديد مباشر من الجماعات المتطرفة الناشطة في سوريا أو إذا ما وجدتا أن الجهاديين الذين يعودون إلى وطنهم من ساحة النزاع السوري يشكلون تهديداً على أرض الوطن.
المصدر:
لوري بلوتكين بوغارت, "الانقطاع مع قطر والكويت بشأن تمويل الإرهاب," معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (2 أيار 2014)

• ملف "الإسلام السياسي":
على الرغم من الانتكاسات الإقليمية، ما زالت الحركات الإسلامية ناشطة في الشرق الأوسط وستعاود الظهور على الأرجح بأشكال أخرى في دول مثل مصر. وقدّم تنظيم "الإخوان المسلمين" على أنه جماعة "معتدلة" ترفض العنف وتؤيد الديمقراطية. وفي النهاية، صدّق العديد من المحلّلين الغربيين الوصف الذاتي الذي قدّمه "لإخوان" واعتبروا أنّ تمكين الجماعة "المعتدلة" و"اللاعنفية" من خلال الانتخابات قد يشكّل "حاجزاً واقياً" ضد الجهاد. وقد توقعوا أيضاً أن يتابع "الإخوان" "اعتدالهم" عند وصولهم إلى السلطة، لأنه سيتوجب عليهم أن يحصدوا إجماعاً لحكم البلاد. وعلى خلاف ذلك فشل الإخوان في ممارسة "الاعتدال" عند تسلمهم زمام السلطة في مصر, ويعزو إريك تراجر, زميل واغنر في معهد واشنطن, ذلك لثلاثة أسباب, وهي: أولاً, خشية الجماعة من فقدان تماسكها الداخلي. ثانياً, تعصّبها تجاه الغرباء. ثالثاً, تعرض الجماعة لضغوط من قبل السلفيين المتشددين الأمر الذي أرغمهم على تبنّي دستور ثيوقراطي. ويرى تراجر بأن تنظيم الإخوان ليس ديمقراطي, بل هو طليعة هرمية يتمثّل هدف وجوده بحشد الدعم المجتمعي وبلوغ السلطة السياسية لمقاومة التأثيرات السياسية والثقافية الغربية. وتظهر حالة باكستان بأن الجماعات الإسلامية تختار بين الاعتدال والتطرف بما يخدم مصالحها. ويستخدم معظمهم الدين كخطاب سياسي وأيديولوجي لجذب الأصوات والمؤيدين بينما هم في النهاية كباقي الأحزاب السياسية براغماتيون.
المصدر:
اريك تراجر, هارون كليم الله وڤيش سكثيفيل, "الإسلاميون في الحكم: هل يمارسون الاعتدال عند استلامهم زمام السلطة؟" معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (1 أيار 2014)

• الملف الإسرائيلي:
ظهرت في الوقت الراهن ميليشيات تابعة لـ تنظيم "القاعدة" على الجبهتين الشمالية والغربية لـ"إسرائيل"، بالإضافة إلى وجودها في لبنان وتعاونها الحديث مع الفصائل الفلسطينية. ورداً على تلك التهديدات الأمنية، قررت إسرائيل بدايةً القيام باستعدادات دفاعية. وفي هذا الإطار تم إنشاء فرقتين عسكريتين إقليميتين جديدتين على جبهة سيناء والجبهة السورية. كما تم بناء الأسوار على طول الجبهة المصرية، فضلاً عن نشر عدد أكبر من القوات وتخصيص المعدات والموارد الإستخباراتية الجديدة لسيناء وهضبة الجولان.
على الجبهة الشمالية وقرب الحدود، سجل وجود جماعات تابعة لـ"جبهة النصرة", غير أن إسرائيل والأردن وميليشيات المعارضة المحلية تتمتع بمصلحة مشتركة تكمن في منع الجهاديين من الاستيلاء الكامل على هذه الأراضي أو السماح للجيش السوري باستعادتها. ولا يخفى وجود تنسيق وتعاون بين إسرائيل وبعض ميليشيات المتمردين. وتبحث إسرائيل في الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لضمان سيطرة ميليشيات المتمردين المحلية على المناطق القريبة من الحدود. وحذر مايكل موريل, موظف سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وشغل منصب نائب مدير المخابرات المركزية, من أن تدهور سوريا إلى دولة فاشلة سيمنح ملاذاً آمناً لتنظيم القاعدة, وهنا تجدر الإشارة إلى أن عناصر التنظيم في سوريا يخططون بالفعل لكيفية مهاجمة الأراضي الأمريكية وأوروبا الغربية وإسرائيل من خلال هذا الملاذ الجديد.
أما في سيناء، فيتجلى التهديد الأبرز في تنظيمين، وهما "أنصار بيت المقدس" و "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس", وهما غير مرتبطين رسمياً بتنظم القاعدة بعد. ولمجابهة تلك التهديدات دعمت إسرائيل إنتشار الجيش المصري في وسط وشرقي سيناء وفق "آلية الأنشطة المتفق عليها"، والتي تعد بمثابة تعديل تلقائي "للقسم العسكري" من معاهدة السلام لعام 1979.
المصدر:
إهود يعاري ومايكل موريل, "إسرائيل في مواجهة تنظيم القاعدة: تحديات ناشئة على جبهتين," معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (9 أيار 2014)

• الملف الأردني:
كثرت التقارير عن تنامي نشاط السلفيين الجهاديين الأردنيين خلال العام المنصرم, ويزعم بأن المساجد في جميع أنحاء الأردن تجنّد الأفراد للجهاد في الشمال، الأمر الذي يزيد من شبح عودة الإرهاب إلى الأردن ويهدد استقرار المملكة على نحو متزايد. وفي السنوات الثلاث الماضية اكتسبت السلفية أرضية لها في الأردن من خلال تجنيد "الجهاديين" للقتال في سوريا, كما ركزت السلفية أيضاً على استمالة الإسلاميين الأردنيين المنحدرين من قبائل ذوي اصول تُعرف بـ "شرق أردنية"، الذين باتوا يعتبرون جماعة "الإخوان المسلمين" منظمةً أجنبية ذات توجه فلسطيني.
ويبدو أن التجنيد السلفي للجهاد في سوريا يحرز تقدماً ملحوظاً في المناطق الأردنية ذات التقليد العشائري مثل الزرقاء والسلط ومعان. وقام أحد زعماء العشائر خلال الاضطرابات المدنية الأخيرة في معان بمبايعة أمير تنظيم "داعش".
المصدر:
ديفيد شينكر, "السلفيون الجهاديون يزدادون عدداً في الأردن," معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (5 أيار 2014)
• الملف الكردي:
1. التيارات الاسلامية في كردستان العراق: بينما هدأت المنافسة الانتخابية العنيفة 2014 في كردستان العراق، إلا انه من المرجح استمرار الصراع على السلطة والتوصل إلى اتفاق بين الأحزاب الرئيسية في الأشهر المقبلة. تشير النتائج الأولية لمجالس المحافظات إلى أن الأحزاب القومية العلمانية – الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني) والاتحاد الوطني الكردستاني (PUK) وحركة غوران- قد فازت بأغلبية المقاعد. وحصلت الأحزاب الإسلامية على نحو 15٪ من مجموع الأصوات في انتخابات مجالس المحافظات عام 2014. في محاولة لإعادة تشكيل ميزان القوى وتشكيل حكومة جديدة وتعزيز السلطة، تحاول الأحزاب العلمانية جذب الجماعات الإسلامية. والأحزاب الإسلامية الكردية مثل الاتحاد الإسلامي الكردستاني، المجموعة الإسلامية لكردستان (KIG، كومال) وحتى الحركة الإسلامية الكردستانية المتطرفة (KIM)، هي جزء من برلمان كردستان العراق والتحالف الكردستاني في بغداد.
المصدر:
دينيز نتالي, "الأحزاب الكردية العراقية تغازل الإسلاميين," موقع المونيتور (5 أيار 2014)
2. العلاقات بين أكراد سوريا وتركيا: يبدو أن العلاقة بين تركيا والأكراد السوريين بدأت تتحسن بعد توتر دام طويلاً. وقد سافر مسؤولون من منطقة روجافا الكردية السورية المتمتعة بالحكم الذاتي إلى أنقرة في شهر آذار، حيث التقوا مع دبلوماسيين غربيين وأجروا محادثات سرية مع الحكومة التركية. وفي نيسان، اتخذت الاتصالات بين أنقرة ووحدات حماية الشعب الكردية منحىً جديداً غير متوقع عندما عبرت قافلة من نحو 18 مركبة عسكرية تركية، بما في ذلك دبابات، إلى سوريا عبر بوابة عين العرب التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب لإعادة إمداد قبر سليمان شاه. من غير الممكن أن تكون القوات التركية قد عبرت بوابة عين العرب دون التشاور معهم أولاً, وهذا ما أكد عليه صالح مسلم وهو الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب, وذلك في مقابلة أجراها مع "المونيتور" من موسكو في 5 أيار. وأشار مسلم إلى وجود تعاون عسكري بين وحدات حماية الشعب وقوات تركمانية ضد تنظيم داعش, حيث توصل الطرفان إلى اتفاق يضمهم تحت مظلة تشكيل جديد يدعى "شمس الشمال".
المصدر:
سميح أيديز, "زعيم كردي سوري يحث تركيا على الانضمام لمكافحة الجهاديين," موقع المونيتور (6 أيار 2014)
• ملف القاعدة:
من أبرز الدراسات حول خطر الإرهاب المستقبلي على الولايات المتحدة هو تقرير "العالم الجديد القادم" New World Coming الصادر في أيلول 1999, وأعدته اللجنة الأمريكية للأمن القومي وتعرف بلجنة هارت-رودمان. وتوقع التقرير بأن "إرهابيي المستقبل سيكونون أقل تنظيماً من الناحية الهرمية, ولكن سيشكلون شبكة أكبر مما هو الحال عليه اليوم. طبيعتهم المنتشرة ستجعل منهم مجهولين بشكل أكبر, ولكن ستزداد قدرتهم على تنسيق عمليات على مستوى عالمي." وفي أحد الفقرات تنبأ التقرير أيضاً بالأحداث المأساوية في سوريا عندما أشار إلى زيادة احتمال وقوع أزمات خارجية "تكثر فيها الأعمال الوحشية والترهيب المتعمد ضد السكان المدنيين." وحذر التقرير بشكل رئيسي من خطر إمتلاك التنظيمات الإرهابية لأسلحة دمار شامل.
وصدرت العديد من التقارير الاستخباراتية التي تكشف عن سعي تنظيم القاعدة في أكثر من مناسبة إلى إمتلاك أسلحة نووية و بيولوجية و كيميائية. غير إن التحديات الهائلة أمام الحصول على المواد والتقنية المطلوبة لتطوير قنبلة نووية, إضافة إلى الصعوبات التي ترافق عملية إنتاج واستخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية, دفع المنظمات الإرهابية إلى الاستمرار في اللجوء إلى التكتيكات والأسلحة التقليدية. ويستمر الإرهابيون بالاعتماد على نفس نظامي الأسلحة التقليدية التي خبروها منذ عقود: الأسلحة النارية والقنابل والعبوات المتفجرة. ويمكن إرجاع ذلك إلى سببين رئيسيين, هما: السهولة والتكلفة.
المصدر:
Bruce Hoffman, “Low-Tech Terrorism,” the National Interest (February 25, 2014)
• الملف الأمريكي:
يكثر الحديث هذه الأيام عن احتمال إندلاع حرب باردة ثانية بين واشنطن وموسكو. وفي هذا الشأن, يشير الباحث  بول ساونيرس إلى وجود متغيرات رئيسية ستجعل من أي صراع طويل الأمد بين روسيا والولايات المتحدة أمراً مختلفاً عن سيناريو الحرب الباردة التقليدي. بعض المتغيرات قد تخدم الولايات المتحدة وبعضها قد تكون سيئة بالنسبة لها:
المتغيرات في صالح الولايات المتحدة
أولاً- الولايات المتحدة متفوقة كثيراً على روسيا من حيث ميزان القوة. روسيا ببساطة لن تكون قادرة على مواجهة الغرب لمدة طويلة الأمد بنفس الطريقة التي فعلها الاتحاد السوفيتي.
ثانياً- لم تطور روسيا بعد أيديولوجية جذابة خاصة بها. يمكن القول بأن دفاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النشط دائماً عن القيم الاجتماعية المحافظة من التعديات الغربية الليبرالية يشبه محاولة على طريق صياغة أيديولوجية روسية ولكنها في ما زالت في مرحلة أولية مبكرة.
المتغيرات السيئة بالنسبة للولايات المتحدة
أولاً- كون روسيا قوة اقليمية لا ينتقص من إمكاناتها وقدراتها, إلا أنها فقط تركز مواردها على نطاق جغرافي محدد.
ثانياً- إن قواعد الحرب الباردة الأولى قد لا تنطبق على الحرب الباردة الثانية وهذا يعني العودة إلى البداية حيث ترتفع نسبة المخاطر بشكل كبير ريثما تتشكل القواعد الجديدة.
يمكن القول عموماً بأن الحرب الباردة الجديدة قد تكون أقصر بكثير، وستكون مكلفة أكثر، واعتماداً على ردة فعل الصين يمكن أن تكون الأمور خطيرة ومن المرجح بأن تحمل عواقب وخيمة على المدى الطويل. على المسؤولين الأمريكيين أن يفكروا طويلاً وملياً قبل أن تجرفهم الأمور لهذا المسار.
المصدر:
بول ساونيرس, "سبعة عوامل ستجعل من الحرب الباردة مع روسيا مختلفة," ناشونال إنترست (11 أيار 2014)

  مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية
             د. بسام أبو عبد الله

الوسوم (Tags)

سورية   ,   لبنان   ,   السوري   ,   الإسرائيلية   ,   الملف التركي   ,   الروسي   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz