Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كلمة الدكتور بهجت سليمان سفير الجمهورية العربية السورية في عمّان في احتفال مئات السوريين والأردنيين بالذكرى "68" لعيد الجلاء

دام برس :

في العيد الثامن والستين لاستقلال الجمهورية العربية السورية عن الاستعمار الفرنسي الغاشم، نلتقي بكم في قلعة من قلاع العروبة من عمّان البطلة، عمّان جارة دمشق وجارة القدس، وبالتالي هذا الثلاثي لا يمكن لأحد على وجه الأرض أن يقفز فوقه، فهذا الشعب يشكّل قلب بلاد الشام، وبلاد الشام هي قلب العالم، والعالم كما تعرفون الآن يحوم حول هذه المنطقة، فمّن يملك القلب يمتلك العالم.

ولكن ما حدث هو أنّنا في هذا العيد يواجه أشقاؤكم في سورية استعماراً لم يعرف التاريخ سابقة له، فاسْتُعْمِرنا 25 عاماً من الاستعمار الفرنسي الغاشم، واسْتُعْمِرنا قبله أربعمائة عام من الاستعمار العثماني الغاشم، الذي لم يعرف التاريخ أكثر ظلاميةً وجهلاً وتخلفاً منه، والمصيبة لا بل الكارثة هو أنّهم استعمرونا باسم ديننا الذي أخذوه عنّا، ولكنهم أحبّوا أن يستخدموه، وللأسف فقد استخدموه، والآن يريدون استخدامه مرّةً أخرى مطيةً لكي يعيدوا استعمارهم لنا، ولكنهم خسئوا، فنحن الآن نواجه أيها الأخوة مئة مستعمر ومستعمر، بدلاً من مستعمر واحد فرنسي أو تركي.

وكما تعرفون الآن فإنّ وكالات الأنباء العالمية التي يصدقها الآخرون لأنّها عالمية ولأنّها أوربية ولأنّها أمريكية قد تحدّثت بأنه قد انتقل إلى سورية ربع مليون إرهابي من الخارج، هذا العدد الذي لم يسبق لأيّ بلد في التاريخ أن دخل إليه مثل هذه العدد، فحتى أفغانستان كان عدد الإرهابيين فيها أقل من النصف، حتى أيّام الاتحاد السوفيتي، وبالتالي يجري الآن شنّ الحرب على أشقائكم في سورية.

السوريون الذين شكّلوا قلب العالَم وقلعة الحضارة منذ آلاف السنين، وصولاً إلى تشكيل سورية الأسد، قاعدةً للصمود والمقاومة والممانعة، وجيشاً عملاقاً، وقيادةً فَذَّة، وأسداً هصوراً لا يُشَقُّ له غُبَار.. هذه العوامل مجتمعة كانت عوامل النصر التي ساهمت والتي أدّت إلى إجهاض هذه المخطط الاستعماري الخبيث، وعندما نقول النصر أيها الأخوة، فالنصر هو أن تُجهض أهداف العدو، حيث كانت أهدافهم أن يعيدوا استعمارنا مرّة أخرى من خلال الوهّابية والإخونجية التي زوّرت الدين الإسلامي وصادرته، وكانت غايتهم هي أن يسلّموا المنطقة بكاملها لهؤلاء الآتين من الكهوف والمغاور أيّام العصر الحجري، ويريدون الآن أن يستعمروننا لصالح أسيادهم ومموّليهم الذين اخترعوا تلك التنظيمات الإرهابية المتأسلمة، ولكن نقول لهم خسئوا.

أنّ هذه الحرب الكونية الإرهابية الصهيو-وهّابية –السلجوقية –الإخونجية –السعودية –القطرية المُشَنَّة الآن على أشقائكم في قلب بلاد الشام، هي أسوأ حدث في تاريخ العرب، فهي أسوأ من حرب عام 1967 والتي سُميت بنكسة حزيران، لا بل هي أسوأ من نكبة عام 1948، التي اغتصبت فيها فلسطين، وجرى تسميتها بما سمي (إسرائيل) لماذا؟.. لأنّ في عام 1948 جرى اغتصاب فلسطين، والآن مطلوب اغتصاب بلاد الشام بكاملها، والقاعدة لهذا الاغتصاب هي إسرائيل، لأنها هي الموجّهة لكل ما يجري الآن تحت ستار الربيع العربي الذي ثبت أنه ربيعٌ صهيونيٌ بامتياز.

انتهى الزمان الذي كان يقول فيه أعداء العرب وأعداء الإسلام وأعداء المسيحية المشرقية، انتهى ذلك الزمان منذ أشهر أو منذ سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات، لمَن كانوا يقولون بأنّنا نقف مع الثورة السورية.. حيث يقول لك أحدهم لا نستطيع أن نقف إلّا مع الشعب السوري، الذي يقتله نظامه؟.

(يا عمي) هناك الآن انتخابات رئاسية قادمة، فَلْتَتْركوا الشعب السوري يقول رأيه، كما يريد.. فَيُجِبُونَكَ: لا لا أبداً، إنّ هذه الانتخابات غير مشروعة.. ومَن قال لكم أنّنا ننتظر منكم أن تقرروا إن كانت مشروعة أو غير مشروعة، فكل دول الأرض عندما تعترف بمشروعية رئيس ما يرفضه شعبه، هذا الاعتراف يساوي صِفْراً.. وكل أمم الأرض عندما ترفض الاعتراف برئيس يقبله شعبه، فهذا الرفض لا يُغَيِّرُ ولا يُبَدِّلُ شعرةً واحدة من هذه الشرعية المستمَدّة من ثقة الشعب.

وأمّا الحديث عن الحروب الدائرة في سورية، فهي ليست حرباً واحدة، بل هناك خمسة حروب رئيسية، على الجبهات الحدودية الأربع الرئيسية وعلى جبهة العاصمة وما حولها، ومئتا حرب فرعية، ونستطيع أن نقول لكم بإذن الله، بأنّنا الآن في صدد وضع اللمسات الأخيرة على إنهاء الجبهتين الرئيسيتين الأكثر أهمية في هذه الحرب، وهما الجبهة الداخلية لدمشق وما حولها، والجبهة مع لبنان التي كانت الأكثر سخونةً بشكل مباشر.. وأمّا الجبهات الثلاثة الأخرى، فسوف تلتحق بهم قريباً وليس بعيداً..

أمّا الجبهات الأخرى الفرعية فعادةً تكون باشتباك هنا واشتباك هناك، وبغارة هنا وغارة هناك، وبكمين هنا وكمين هناك، فهذه كما قلت تتراوح بين 150 – 200 اشتباك يومياً، ومع ذلك فإنّنا نسحقهم سحقاً في مجمل هذه الاشتباكات وهذه المعارك، لماذا؟؟.. لأنّ أشقّاءكم في الجيش العربي السوري وفي الدفاع الوطني، هؤلاء قرّروا منذ اللحظات الأولى أنّ أمامهم خيارين اثنين، فقط لا ثالث لهما، وهذان الخياران هما: إمّا النصر وإمّا النصر.. ولا خيار ثالث أبداً.

وأقول لزملائنا وأصدقائنا في الإعلام السوري بشكل عام، وللإخبارية السورية بشكل خاص، رغم هذا الضجيج والقرقعة التي تسود في العالَم حول أدائكم وعملكم، لكنّني أؤكّد بأنّنا نرفع الرأس عالياً بكم، فقد استطعتم وحدكم أن تجابهوا ألف محطة فضائية في هذا العالم، وأن تجابهوا آلاف المواقع والمحطات الإلكترونية والإذاعية والصحف الورقية، ومع ذلك استطعتم أن تنتصروا عليهم، لأنّكم على حق، ولأنّ لله رجالاً إذا أرادوا أراد.. وكما نقول دائماً بأنّكم فَصِيلٌ من رجال الله.

لقد أُقِرّ أيها الأخوة الدستور الجديد للجمهورية العربية السورية في عام 2012، وهذا الدستور يتميز بأحدث الآليات العصرية والقانونية والدستورية المُشابهة إن لم تكن تسبق الكثير من دول العالم، التي تقول عن نفسها أنّها متطورة وراقية في الاتحاد الأوربي وغيره، فبموجب هذا الدستور سوف تكون هناك انتخابات رئاسية في الأشهر الثلاثة القادمة، وهذه الانتخابات الرئاسية هي انتخابات وليست استفتاءً كما كان في السابق قبل صدور هذا الدستور، وقد قرّر شرفاء الشعب العربي السوري بأنّ يكون الدكتور بشّار الأسد هو مرشحهم في هذه الانتخابات.

نعم أراد شرفاءُ الشعب السوري أن يكون أسدُ المقاومة والممانعة، وأن يكون أسدُ الحرية والكرامة والعَنفوان والكبرياء، وأن يكون أسدُ العرب والعروبة، أسدُ بلاد الشام: الدكتور بشّار الأسد هو مرشحهم لهذه الانتخابات الرئاسية.

أيّها الأخوة أنتم أهل الشكر ومَنْ يُقَدَّمُ لكم الشكر، لأنّكم كنتم وما زلتم مَعْنِييّن بكل ما حدث في سورية، نحن وإيّاكم نقف جنباً لجنب في وجه هذا المخطط الاستعماري الصهيو-وهّابي-الإخونجي، الذي يتساقط الآن على أبواب القلعة الدمشقية.

وأقول لكم بأنّنا في العام القادم إنّ شاء الله في مثل هذا اليوم، سنحتفل بالاستقلال الثاني لسورية، هذا الاستقلال الذي سوف يكون تحرراً من مئة مستعمر ومستعمر، وليس من مستعمر واحد.

                         وشكراً لكم.

الوسوم (Tags)

الأردن   ,   دام برس   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   دينـاصــورات سوريَّة مُعَمَّمَة مِن عَرْعَرْ إلى عنتاب
لكن الإخونجية السوريين يلعقون أرجل تركيا العصملية لتعود لتفسد مدارس أطفالنا . أنظروا في سحناتهم خزاهم الله . دينـاصــورات سوريَّة مُعَمَّمَة مِن عَرْعَرْ إلى عنتاب .. شـــاهَــتِ الوُجُـــوهُ http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=21&id=35479
د. محمد ياسين حمودة  
  0000-00-00 00:00:00   القرضاوي يصل إلى تونس برفقة 28 إخوانيًا
القرضاوي يصل إلى تونس برفقة 28 إخوانيًا
القرضاوي يصل إلى تونس برفقة 28 إخوانيًا  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz