دام برس:
بيان صادر عن اجتماع جنيف
تزامناً مع انعقاد مؤتمر جنيف 2 وفقاً للمبادرة الروسية – الأمريكية، المستند إلى بيان جنيف 1 الذي ينصّ صراحة في بنده الأول على وقف العنف والإرهاب، يُفاجأ العالم بأن أحد طرفي هذه المبادرة التي دعت إلى هذا المؤتمر، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وفي خطوة معاكسة للجهود السياسية المبذولة ومناقضة تماماً لجنيف نصاً وروحاً، قد اتخذت قراراً باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سورية. إن مثل هذا القرار الاستفزازي، عدا عن أنه يعدّ مخالفة صريحة لأحكام قرار مجلس الأمن رقم 1373، حيث تأكد للجميع وصول السلاح الأمريكي إلى منظمات إرهابية مدرجة على قائمة مجلس الأمن للأفراد والكيانات الراعية للإرهاب مثل داعش والقاعدة وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية، فإن توقيت هذا القرار يثير الاستغراب فعلاً، وينعكس سلباً على أجواء مؤتمر جنيف 2 مما يفهم منه محاولة مباشرة لإعاقة أي حل سياسي في سورية عبر الحوار ويتناقض تماماً مع التزامات الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بموجب البند الأول من بيان جنيف 1 الذي عُقد مؤتمر جنيف2 غلى أساسه والذي نجتمع جميعنا هنا تحت سقفه.
يدين المجتمعون هذه الخطوة ويطالبون الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى التي تزود الإرهابيين بالسلاح بالكف فوراً عن هذا السلوك غير المسؤول والذي من شأنه تقويض مؤتمر جنيف2 وإفشال الجهود المبذولة لضمان نجاحه.
انتهى البيان
الآن في ضوء هذا البيان المقترح نريد أن نقرأ على مسامعكم جميعاً الفقرة التمهيدية الخامسة من القرار 1373 وأقتبس "وإذ يعيد مجلس الأمن تأكيد ضرورة التصدي بجميع الوسائل وفقاً لميثاق الأمم المتحدة للتهديدات التي توجهها الأعمال الإرهابية للسلام والأمن الدوليين" ثم ننتقل إلى الفقرة العاملة الأولى التي اعتمدت تحت الفصل السابع "يقرر مجلس الأمن أن على جميع الدول الأعضاء: أ- منع ووقف تمويل الأعمال الإرهابية. ب – تجريم قيام رعايا هذه الدول الأعضاء عمداً بتوفير الأموال أو جمعها بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو لغرض استخدامها في أعمال إرهابية. جـ - القيام بدون تأخير بتجميد الأموال وأي أصول مالية أو موارد اقتصادية لأشخاص يقومون بأعمال إرهابية.. د – تحظر على رعايا هذه الدول أو على أي أشخاص أو كيانات داخل أراضيها إتاحة أي أموال أو أصول مادية أو موارد اقتصادية أو خدماتٍ مالية أو غيرها بصورة مباشرة أو غير مباشرة للأشخاص الذين يرتكبون أعمالاً إرهابية أو يحاولون ارتكابها أو يسهلون أو يشاركون في ارتكابها"، والآن الفقرة العاملة الثانية: "أ- الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات والأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية والمدرجة على قوائم مجلس الأمن. لن أقرأ باء لأنها طويلة، ج – عدم توفير الملاذ الآمن لمن يمولون الأعمال الإرهابية، د – منع من يمولون أو يدبرون أو ييسرون أو يرتكبون الأعمال الإرهابية من استخدام أراضيها لارتكاب تلك المآرب ضد دولة أخرى." أيضاً سأقفز فوق الكثير من المعلومات الواردة في هذا القرار، وسأكتفي بهذا القدر من القرار 1373، الآن رسالة الدعوة التي وصلتنا من الأمين العام لحضور مؤتمر جنيف، ورد في الرسالة: "كل الهجمات ضد المدنيين يجب أن تتوقف وعلى كل الأطراف أن تعمل من أجل وضع حد لكل الأفعال الإرهابية" يعني لايوجد استثناء للولايات المتحدة الأمريكية فهي دعوة لكل الأطراف. طبعاً بيان مجلس الأمن الرئاسي يشير إلى مكافحة الإرهاب.. إلخ. هناك ترسانة هائلة من الوثائق الدولية التي تؤيد وجاهة الكلام الذي نقول. إذن نحن الآن أمام معضلة لكنها ليست إجرائية أو إنسانية أو قانونية وإنما سياسية تتمثل بأن أحد المبادرين الاثنين للدعوة لانعقاد هذا المؤتمر الهام حول سورية قام بتقويض الأساس لهذا الاجتماع وهذا المؤتمر باتخاذه خطوة انفرادية أحادية الجانب تخالف تماماً روح ونص رسالة الدعوة التي وردتنا من الأمين العام والتي تمثلها سيادتك في هذا الاجتماع. السؤال المطروح إما أن نعمر وننشئ ونبني ونسير قدماً للأمام مع التزام الجميع بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية، أو أن ننشئ ونعمر ونمضي قدماً إلى الأمام من جهة وهناك طرف آخر يقوم بهدم كل شيء نقوم به في هذا الاجتماع ويسمي نفسه بأنه أحد المبادرين الاثنين إلى هكذا اجتماع هام رفيع المستوى حضرته وفود من أربعين دولة انتقاها الأمين العام واستبعد دولاً أخرى. نريد جواباً على هذا الكلام وتعاملاً جاداً معه. شكراً.
الإبراهيمي: شكراً لك. أكرر إعجابي باطلاعك وقدرتك على التحاور والمنطق الهائل الذي تتبعه في عرض أفكارك. لا يوجد شك في أن الكلام الذي قلته مهم ويعني كلنا رأينا هذا القرار الذي صدر عن واشنطن وإن كانوا هم يقولون بأن الأشياء التي تقدم للمعار ضين لا تشمل أسلحة فتاكة. على أي حال الكلام الذي قلته فيه شيء كثير من الصحة، لكن لا أعتقد أننا بصدد هنا الحديث عن الإرهاب والتعامل معه بشكل عام. نحن نتكلم عن سورية وكل الأمور التي تتكلم عنها فيما يتعلق بسورية يجب أن تتحقق ويجب أن يتوقف تدفق الأسلحة. وأن يتم التعامل مع الإرهاب داخل سورية لايوجد خلاف على ذلك إطلاقاً. لكن هنا، مع الأسف الشديد، إن موضوع تدفق الأسلحة، أنت تعلم أن الأمين العام منذ أول يوم بدأنا التعامل مع الأزمة في سورية وهو يقول يجب وقف تدفق الأسلحة إلى سورية ويضمن ذلك كل الأطراف، وأظن لا يتكلم بان كي مون عن سورية وإلاّ ويقول هذا الكلام. فنحن نتعامل مع هذا الموضوع من خلال محاولة إنهاء الأزمة السورية كلها ولا شك أن الإرهاب هو جزء كبير منها لكن هناك أشياء أخرى كثيرة، وبالتالي أعتقد أنه لو نتكلم عن ماهية الخطوات التي نتخذها نحن أو نوصي بها من هذه القاعة للأطراف داخل سورية. ومن ثم ما هي الخطوات التي نوصي بها من أجل أن يتوقف العنف ويعود الوئام والأخوة والمصالحة إلى ربوع سورية كلها. هذا هو المطلوب، الأخوة على يميني قدموا تصوراً عاماً لطريقة تطبيق بيان جنيف. أتمنى أن أسمع منكم شيئاً مماثلاً، وإن كنت تريد أن نؤجل إلى بعد الظهر فلا مشكلة، أو حتى غداً صباحاً، أو نلتقي بكم على انفراد بعد ظهر اليوم فلا مشكلة. أنا تواق لأستمع منك كيف تتصور حل أو تطبيق هذا القرار ببنوده المختلفة. حتى نعلم كيف سنتعامل مع الخطوات الواردة في البيان. كلامك مقبول ومعقول ومنطقي إلى حد كبير جداً وممكن أن يكون للواحد منا ملاحظة هنا أو هناك، لكنه ليس من صلب عملنا. عملنا أن ننظر كيف ننفذ هذا القرار تحت الظروف الصعبة التي فيها الكثير من الأشياء التي تحدثت عنها. موضوع تدفق الأسلحة والتدخلات الأجنبية، كنا نتمنى أن تقف قبل أن نصل إلى الحوار والمصالحة في سورية، لكن هذا لم يحصل، لكنه سيتم نتيجة لما سنستطيع أن ننجزه في هذه المفاوضات. ولذلك كما قلت لك مع الاحترام لكل ما ذكرت يجب أن نعود إلى موضوع بيان جنيف وكيف يمكن تنفيذه. استمعنا إلى رؤية وأتمنى أن أسمع لرؤية مماثلة من عندكم، ولاشك أنه سيكون فيهما أشياء مشتركة. وسنرى بعد ذلك أين وصلنا في العمل بهذه المرحلة لن ننجز كثيراً في هذه المرحلة لكن سنرجع ونتقدم خطوة خطوة حتى نعالج الموضوع من جميع جوانبه.
تفضل السيد هادي.
البحرة: ملاحظة إجرائية عندما يتقدم أحدنا باقتراح مكتوب ببيان أو شيء آخر أرجو أن نضع عليه أنه مسودة لبيان مقدم من هذا الطرف أو ذاك، لأنه يتم توزيع هذه المسودات إلى الخارج فتأخذ صبغة كما هو معنون كأنه بيان صادر عن مؤتمر جنيف.
الإبراهيمي: واضح أنه ليس بياناً صادراً عن المؤتمر.
البحرة: بالنسبة لما تفضل به الطرف الآخر. كما أشرتم إن المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة هي مساعدات غير قاتلة بينما هناك كما نعلم نحن وجود لقوات أجنبية على الأراضي السورية تشارك في قتل الشعب السوري من حزب الله إلى كتائب أبو الفضل العباس إلى كتائب أخرى جاءت من أقاصي الأرض. ونحن ضد وجود كافة الكتائب والفصائل الأجنبية داخل سورية كائناً من كانت، من أي بقاع الأرض قدمت إليها. سمعنا اعتراف وزير خارجية إيران من دافوس بأن إيران تقوم بحماية المراقد الشيعية داخل سورية، هذه المراقد التي وجدت في سورية منذ آلاف السنين وهي تحت حماية الشعب السوري بكافة دياناته وأطيافه. نحن نسمع عن الإرهاب وندينه بكل ما أوتينا من قوة، لكن ماذا عن إرهاب الدولة نفسه والذي تمارسه الحكومة السورية ضد شعبنا منذ عامين ونصف، الاعتداء الكيميائي الذي جرى في الغوطة والذي تم صدور القرار 2118 بخصوصه ومعالجة ما حدث فيه. أريد أن أذكر الطرف الآخر بأننا جئنا إلى هنا جادين وساعين لحل ومادين الأيدي من أجل إخراج سورية من هذه المرحلة التي تسفك فيها الدماء، أذكره بقوله هو نفسه على وسائل الإعلام عندما قال حول القرار 2118 بأن هذا القرار يلزم جميع الدول الأعضاء بتشجيع مسار جنيف بغية عقد مؤتمر جنيف الثاني لتطبيق جنيف الأول. هذا ما قاله رئيس وفد الطرف الآخر حالياً. كما قال إن الحكومة السورية دائماً دعمت كافة المبادرات في هذا المنحى بما فيها بيان إعلان جنيف نفسه. ويستمر قائلاً من الآن فصاعداً هذا القرار أي 2118 سيضع كل طرف تحت المحاسبة والمساءلة من قبل مجلس الأمن. أرجو أن يكون مؤمناً بهذا الكلام، ونحن جاهزون لإيجاد حل وفق هذه الشرعية.
الإبراهيمي: جواد ظريف قال مرتين أنه مستعد أن يعمل من أجل خروج كل الأجانب من سورية.
الجعفري: أنا ووفدي جاهزون للعمل 24 ساعة. أنت ترفع الجلسة وتعقدها في الوقت الذي تشاء، في سبيل سورية وإنقاذ وطننا لا نتعب. أيضاً أبدأ من حيث انتهى الوفد الآخر. أنا نعم قلت كل ما ذكر وهذا الكلام يمثل موقف الحكومة السورية وقلت أكثر منه. جيد أن نتذكر بأننا عدة مرات عندما صدر القرار 2118 صدر بانخراط كامل منا، ومعروف قصة استخدام الإرهابيين للكيماوي، وكان لدينا ضحايا من الجيش جراء استخدام الإرهابيين للكيميائي، لا أريد أن أدخل في التفاصيل لأنه أصبح الجميع يعلمها، وفات الأوان على التضليل والكذب واللعب بالكلام لأن القصة أصبحت معروفة. القاضية ديل بونتي تكلمت بالموضوع وقالت أن المسلحين هم الذين استخدموا الكيميائي، وقال المفتشون شيئاً مشابهاً لهذا الكلام، ووسائل الإعلام نقلت هذا الكلام. لذلك عندما اعتمد القرار 2118 قلت على الجميع أن يلتزم فهذا امتحان للجميع، امتحان لمن زود المسلحين بالكيميائي، والمساءلة أيضاً لأنه قرار ملزم، فمن زود في الماضي ويزود وسيزود الإرهابيين بالكيميائي وغيره خاضع للمساءلة بموجب هذا القرار. فهذا الموضوع أشبع بحثاً وبالتالي لن أدخل في التفاصيل. نحن نريد رداً على مشروع البيان. هو مسودة أكيد، لكن هذه مسودة لبيان يعكس مشاغل جدية لدى السوريين إزاء دولة ليست عادية وتعتبر نفسها أحد المبادرين الاثنين لهذا المؤتمر. فنحن لسنا في سوق عكاظ للتنافس في هذه القصيدة أو تلك، القصة ليست قصائد إنما القصة الآن أن هناك من ينسف المؤتمر من أساسه ويدفع الأمور إلى الحل غير السياسي وغير السلمي من خلال تسليح المعارضة. طبعاً هناك معارضات بالجمع، كما قال تقرير البنتاغون هناك ألفين مجموعة في سورية. عندما تتخذ دولة هي أحد المبادرين قراراً بتقديم الأسلحة، لا أدري كيف تكون هناك أسلحة فتاكة وأخرى غير فتاكة، 1.7 مليار دولار وفق تصريحات الوزير كيري قدمت الولايات المتحدة ما أسمتها مساعدات عسكرية وغير عسكرية بقيمة 1.7 مليار دولار، نُهب معظمها من معسكرات ما يسمى بالمعارضة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية من مخازن السلاح وذهبت إلى داعش وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية التي شكلتها المخابرات السعودية. فهذه أسلحة مثل الحليب والحفاضات التي أرسلها الحريري من لبنان، حفاضات وحليب لكن يقتلان. نحن نصر على ضرورة أن تكون هناك قراءة مشتركة بين الوفدين على الأقل، هل أحد الطرفين موافق على هذا السلوك الأمريكي؟ نريد جواباً وما هي أسباب رفض مسودة البيان التي قدمناها؟ فنحن لم ندخل في شيء بعد، لا في صلب جنيف 1 ولا في جنيف 2، لكن سنأتي لمرحلة سندخل فيهما. نريد توضيحاً لماذا يتم رفض مسودة بيان يمكن أن يخرج عن هذا الاجتماع برفض هذا السلوك غير المسؤول من قبل واشنطن؟ هذا أولاً. أنت قلت أننا نتحدث عن سورية، طبعاً نتحدث عن سورية وليس عن ساحل العاج، ونحن نتحدث هنا عن الإرهاب فهو جزء من الوثائق كلها، من بيان جنيف1 وقبل ذلك كوفي عنان والمراقبين العرب والجنرال مود، كله في بند الإرهاب، البعض يسميه عنف والبعض الآخر إرهاب، لكن هناك مرجعية لنا جميعاً حول مكافحة الإرهاب ووقف العنف. لذلك لا أتفق معك في هذا الموضوع لأن مكافحة الإرهاب جزء رئيسي من حديثنا. وطبعاً يجب التعامل مع الإرهاب داخل سورية، فأنا لا أتدخل في الإرهاب الذي يصيب فرنسا، فهم أحرار، يلعبون بالإرهاب في مالي والنيجر ثم يصل إليهم فهم أحرار. يشجعون الإرهاب الأصولي في مالي والنيجر ونيجيريا ويرسلوه إلينا ويسمونه ثورة فهم أحرار، نحاسبهم في الأمم المتحدة وليس هنا. يصل الإرهاب إلى تركيا فلاعلاقة لنا به، الحكومة التركية هي التي ابتدعت الإرهاب وسيصيبها في عقر دارها، وبدأ يصيبها، وهنا أيضاً لا علاقة لنا. فنحن نتكلم عن الإرهاب الذي يصيب السوريين، البعض يقول 100 ألف والبعض الآخر 120 ألف، وآخرون يقولون 130 ألف أرقام حسب المزاج، لكن إن كان هناك ضحية واحدة أو 100 ألف فهؤلاء سوريون، وهم ضحايا الإرهاب، تفجير سيارات عمليات انتحارية، قناصين، خطف وذبح على الهوية، أكل أكباد، تهليل، اتجار بالدين، استخدام اسمه جل جلاله بالذبح والقتل. من يقوم بهذا كله؟ الثوار؟ إنه الإرهاب. من يقول أن هؤلاء ثوار فهو إرهابي. هذه القضايا يجب أن نعطيها الحيز الكافي من الاهتمام بدلاً من الالتفاف عليها لأنها جزء أساسي من أوراق عملنا. فنحن نقول أن البند الأول وقف العنف و الإرهاب فكيف سننتقل إلى ملفات أخرى ولم نبدأ بعد بالبند الأول. أنا لست ناطقاً رسمياً باسم إيران، فهي لديها مسؤولون ينطقون باسمها، لكن الأمين العام استبعد إيران من المؤتمر، وكان من المهم أن يكونوا موجودين ويعبرون عن رأيهم ويجيبون على الأسئلة التي طرحها الطرف الآخر. لكن قلنا البارحة واليوم نقولها أيضاً، هناك 2000فصيل مسلح، وإذا أنقصنا منهم واحد هو حزب الله يبقى 1999 فصيلاً فهل هؤلاء أيضاً إيران مسؤولة عنهم؟ دعونا نكون واقعيين. الجيش العربي السوري يحمي الناس من الإرهاب من المجموعات المسلحة مثل أي جيش في أي دولة في العالم، فمسؤولية الدولة أن تحمي الناس من الإرهاب، وهي مسؤولية الدولة الحصرية، وليست مسؤولية الائتلاف أو جبهة النصرة. الدولة مسؤولة عن أمن الناس لأن هناك عقد بين المواطن والدولة، وهو جزء من مفهوم المواطنة، الذي سنأتي عليه في مرحلة لاحقة من الحديث، في المواطنة التزامات وحقوق وواجبات، وللمواطن حقوق على الدولة كما عليه التزامات تجاه الدولة، فهذا نص تعاقدي بين الدولة والمواطن، هذا كلام آخر ندرسه في حينه. نريد أن نفهم ما موقف الطرف الآخر من مسودة البيان؟ وما هو طرفك أنت كميسر؟ لأن هذا الموضوع في صلب عملنا، فهناك من يخرب عملنا ويخرب الحل السياسي السلمي. هناك من يستخدم الطرف الآخر لأنه لا يريد حلاً سلمياً. هم يريدون تغيير النظام بالقوة وأن يتخلصوا من الرئيس وبذلك تصبح سورية بألف خير، ولا أحلى من ذلك، وفوراً داعش وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية تجمع أغراضها من تلقاء نفسها وتخرج إلى الهند بإشراف الأمم المتحدة، ما هذا الكلام المثالي غير الواقعي؟ هناك مصير شعب ومصير ملايين الناس، وهناك إرهاب يقتل الناس على أسس طائفية وهو مدان بقرارات مجلس الأمن. لا التفاف على هذا الموضوع، ونحن نريد رأي الطرف الآخر عليه، وشكراً.
الإبراهيمي: هل تريد رأيي في هذا الموضوع؟
الجعفري: رأي الاجتماع.
الإبراهيمي: أنا قلت لك رأيي في الحقيقة. نسمع منك الأخ هادي، وأرجو أن توضح رأيك بالموافقة على مسودة البيان أو لا؟
البحرة: نحن نرى أن الغاية من انعقاد هذا الاجتماع محددة وفق قرار مجلس الأمن 2118 والذي يقول أن الغاية الرئيسية هي تطبيق بيان جنيف كاملاً والذي تحتوي بنوده الكثير مما يقترحه الطرف الآخر، ولا أدري لماذا يتم الالتفاف على هذا الموضوع، وينص قرار مجلس الأمن على البدء ببحث الانتقال السياسي انطلاقاً من تشكيل هيئة حاكمة انتقالية، هذا هو الموضوع وإن قررنا أن نصدر بيانات فيجب أن تكون عادلة وتنتج في مرحلة لاحقة من المؤتمر، تحتجون على أسلحة غير فتاكة، بينما توجد قوات عسكرية أجنبية أتت واستقدمت بطلب من الطرف الآخر. دعونا نجد الحلول ونتوقف عن إضاعة الوقت والالتفاف، دعونا نتجه إلى الموضوع الرئيسي وهو تطبيق بيان جنيف1.
الإبراهيمي: الاتفاق هو بينكم وليس بيننا نحن الثلاثة. لكن إن كنت تريد رأيي (مخاطباً د. الجعفري) فهذا البيان ليس مكانه هنا على الرغم من تعاطفي مع الكثير مما قلت، وبالتالي دعونا ننتقل إلى الموضوع الثاني، فالساعة الآن الواحدة ظهراً.
الجعفري: شكراً لإبدائك الرأي، مع تأكيدك بأنك لست جزءاً منه، وبالتالي نحن نعتبر ان الطرف الآخر رفض هذا البيان، والطرف الآخر مع القرار الأمريكي بتزويد الإرهابيين بالأسلحة. هكذا فهمنا من الكلام.
الإبراهيمي: هل تسمح لي أن أقاطعك؟
الجعفري: تفضل.
الإبراهيمي: أنا سعيد بالحديث رغم ما فيه من مرارة وحتى تجريح أحياناً، هذه بلدكم في أزمة كبيرة منذ ما يقرب ثلاث سنوات، وهذه أول مرة تجلسون مع بعضكم، وبالتالي هذا الحديث مهما طال، أو كان أحياناً خارج الموضوع وأحياناً مفيد، وأنا لا أقول أنه يجب أن نلتزم بجدول أعمال، ولذلك لم أعرض عليكما جدول أعمال. من المفيد أن نتكلم بهذه الطريقة نعبر عن آراءنا ومخاوفنا وحتى لومنا للطرف الآخر، فهذا مفيد. باعتبار لم يعد هناك وقت يجب أن نبدأ التحدث في موضوع تطبيق بيان جنيف. نرحب بكل كلمة تقولها. تفضل سعادة السفير.
الجعفري: نحن لم نقدم ملامة للطرف الآخر، نحن قدمنا ملامة لأحد المبادرين الاثنين بعقد مؤتمر جنيف.
الإبراهيمي: كلامك صحيح.
الجعفري: أنا دقيق في كلامي، أليس كذلك؟
الإبراهيمي: معظم الوقت.
الجعفري: عظيم. نحن قدمنا ملامة للطرف الذي يدعي أنه أحد المبادرين الاثنين، والملامة ليس اننا اخترعنا قراراً، وإنما جاءت في مكانها، توقيت استفزازي من قبل واشنطن بتزويد المجموعات الإرهابية العاملة في سورية بالسلاح. عندما نعود إلى بيان جنيف والذي هو أساس الحراك، وبالمناسبة سورية لم تكن طرفاً فيه لأننا لم نحضر جنيف 1، أما جنيف 2 فنحن حاضرون فيه، وهذه مفارقة يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، لكن البيان الختامي لجنيف 1 أو بيان مجموعة العمل، كما يُسمى، والتي كانت الولايات المتحدة جزء منها.
الإبراهيمي: والذي أصبح قراراً من مجلس الأمن.
الجعفري: إن الولايات المتحدة ملزمة بهذا القرار الذي يُذكر في اجتماعنا كل خمس دقائق. البيان يقول الآتي في الفقرة الثالثة: "يلتزم أعضاء مجموعة العمل بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أرضها وهم عازمون على العمل على نحو مستعجل ومكثف من أجل وضع حد للعنف وتيسير بدء عملية سياسية". هل اعتمد هذا الكلام في غياب الأمريكيين؟ كيف ليس له علاقة باجتماعنا هذا؟ كيف يكون الحديث عن مكافحة الإرهاب لا علاقة له باجتماعنا هذا؟ مكافحة الإرهاب ووقف العنف لمرة عاشرة هو جزء من عملنا، ولايعني أننا نتهرب من بيان جنيف بل هو جزء منه، مكافحة العنف ووضع حد للإرهاب هو جزء من البيان، لذلك فإن هذا ليس التفافاً على شيء ولا هروباً إلى الوراء أو الأمام ولا إلى اليسار أو اليمين، هو جزء من عملنا. كيف سأجمع الماء والنار معاً؟ لا أستطيع أن أفهم ذلك. كيف ندخل في حوار سياسي يهدف إلى وقف قتل الناس وفي ذات الوقت نقول هذا القرار الأمريكي بتزويد الإرهابيين بالسلاح هو أسلحة غير فتاكة، وواشنطن نفسها تقول إن الإرهابيين سرقوا السلاح من مستودعات باب الهوا، وأضحى السلاح الأمريكي موجوداً بين أيدي الإرهابيين من داعش والنصرة. دعوا الكلام يكون منطقياً، إن أردنا أن ننقذ الناس يجب ان نكون دقيقين، فلا يجب أن نتلاعب بالأشياء لمجرد أن الولايات المتحدة صديقة لهذا الطرف أو ذاك. القرار الأمريكي خاطئ، والإعلام الأمريكي جميعه يقول أن هذا القرار خاطئ، بما في ذلك وسائل الإعلام المعادية للحكومة السورية، تقول إن هذا القرار على الأقل توقيته خاطئ واستفزازي، أين فيلتمان؟ لا اراه اليوم معكم، لو كان هنا لأخذنا رأيه. (يضحك المجتمعون).
الإبراهيمي: سأبلغه.
الجعفري: رجاءً أن تبلغه، لذلك لا يمكن، السيد الأخضر، أن تقول أن هذا الكلام ليس جزءاً من عملنا. شكراً.
الإبراهيمي: تفضل، الأخ هادي.
البحرة: نؤكد اهتمامنا بحرص كل الأطراف على التعاون الإيجابي، ومن هذا الحرص الالتزام بما جاء في قرار مجلس الأمن 2118 فهو حدد بداية لهذا الاجتماع أن يتناول عملية الانتقال السياسي في أوائل جلساته، بدءاً بتشكيل هيئة حاكمة انتقالية، هذا هو قرار مجلس الأمن وهذا ما يتوجب علينا تطبيقه والالتزام به وهذا يبرمج جدول أعمالنا، وينظم عملنا. أطلب من الجميع أن نلتزم بما جاء في قرار مجلس الأمن والبدء بعملية الانتقال السياسي انطلاقاً من تشكيل هيئة حاكمة كاملة الصلاحيات والتوقف عن بحث أي مواضيع جانبية لأن الحل يكمن هنا، إن توصلنا إلى اتفاق حول هذا البند سنعبر إلى بر الأمان، دعونا نتجه مباشرة نحو هذا الموضوع. لأن هناك أوراق وبيانات وإدانات وقرارات وهي بحر ولن نخلص منها.
الإبراهيمي: شكراً. الساعة الآن بعد الواحدة بقليل، أقترح أن نرفع الجلسة. وكنا نتمنى عليك، سعادة السفير، أن تقدم لنا رؤيتك لموضوع بيان جنيف وكيف نتعامل معه في الأيام والأسابيع المقبلة رداً على الكلام الذي قالوه الأخوان. (مخاطباً هادي البحرة) هل ستوزعون بيانكم؟
البحرة: سنوزعها غداً في الجلسة.
الإبراهيمي: إن كنتم تريدون الاجتماع الساعة الثالثة بعد الظهر؟ فكما تشاؤون؟
الجعفري: بالنسبة لموعد الاجتماع، لا مشكلة لدينا، وإن أردتنا أن نأتي الساعة الثانية عشر ليلاً فنحن مستعدون. بالنسبة لنا نحن قلنا موقفنا وحصلنا على الرد بالرفض.
الإبراهيمي: ما هو موقفكم الذي تم الرد عليه؟ هل هو هذه الورقة المتضمنة مسودة بيان حول القرار الأمريكي؟
الجعفري: نحن بدأنا في البند الأول من بيان جنيف، وهو مكافحة الإرهاب والعنف وجاء رد الطرف الآخر بالرفض.
الإبراهيمي: لا أعتقد ذلك، أخي بشار.
الجعفري: هكذا فهمنا.
الإبراهيمي: هل هذا كلامكم فيما يتعلق ببيان جنيف؟ أليس لديكم كلام آخر؟
الجعفري: نحن ننتظر الرد على إصدار مسودة بيان يدين السلوك الأمريكي غير النزيه.
الإبراهيمي: لا يوجد رد.
الجعفري: نريد رد يخرج على الإعلام، ويصدر عن الاجتماع بأن هذا السلوك الأمريكي غير المسؤول مدان ومرفوض، عندها ننتقل إلى الأشياء الأخرى.
الإبراهيمي: أعتقد أنه لاتوجد موافقة على مسودة هذا البيان.
الجعفري: هذا يعني أن هناك رفض من الطرف الآخر له.
الإبراهيمي: نعم، هناك رفض له. بعد الظهر سنتكلم عن بيان جنيف وكيفية تطبيقه.
الجعفري: لا يمكن أن ننتقل إلى أي بند آخر إلى أن نعالج موضوع وقف العنف والإرهاب.
الإبراهيمي: هو سيكون في بيان جنيف، وأنا أرغب في أن أسمع رأيك.
الجعفري: هو البند الأول.
الإبراهيمي: لا يمنع أن يكون البند الأول لكن في إطار بيان جنيف.
الجعفري: لكن نريد نتائج. أم هو مجرد كلام وسوق عكاظ وإلقاء قصائد شعر، نريد نتائج، نريد موقفاً من الاجتماع يدين السلوك الأمريكي غير المسؤول كي تسير أمور المؤتمر بشكل سليم.
الإبراهيمي: هذا تم الرد عليه.
الجعفري: يعني هناك رفض. إذن فلنخرج على الإعلام ونقول هناك رفض، وأن هذه الجماعة تنفذ تعليمات الولايات المتحدة الأمريكية.
الإبراهيمي: إذن ما العمل؟
الجعفري: أنت الذي تقرر.
الإبراهيمي: هل نكتفي بهذا ونذهب إلى منازلنا.
الجعفري: استنتج أنت كما تريد، أنا قلت لك إن أردتنا أن نأتي الساعة الثانية عشر ليلاً سنفعل.
الإبراهيمي: تفضل الأخ هادي.
البحرة: أولاً تعقيب حول بعض ما طرح، قال الطرف الآخر أن ما يسميهم الإرهابيون يحتجزون الناس في الكنيسة مع الأب فرانسيس، يوجد لنا شريط فيديو من الأب فرانسيس نفسه يشرح الوضع داخل الكنيسة، وسنزودكم برابطه، ويمكن تزويد الطرف الآخر بهذا الرابط، سيقوم الأب فرانسيس اليوم الساعة الرابعة وعلى قناة الجزيرة مباشرة بشرح وضع المحتجزين داخل الكنيسة وكيف تقوم الحكومة بحصار تلك المنطقة، وسيكون اللقاء على الجزيرة الإنكليزية وسيكون هو الرد الرسمي من هؤلاء مباشرة على وفد الحكومة السورية. بالنسبة للبيان المذكور والذي يتهرب من ملاحظة وجود قوات إيرانية ولبنانية وميلشيات داخل سورية، فلنسمع رأي الطرف الآخر حول هذا الموضوع ضمن هذا البيان. دعونا نسير إلى الأمام ولا ننظر إلى الخلف.
الإبراهيمي: أقترح ألا نجتمع بعد الظهر ونجتمع غداً الساعة العاشرة، تفضل سعادة السفير.
الجعفري: بالنسبة للمختطفين في الكنيسة وكما يجري في الأفلام الأمريكية الهوليودية، عندما يخطفون أحد الأشخاص ويضعوا المسدس فوق رأسه، فإن كل رجل يعترف أنه امرأة وإن كانت امرأة تعترف أنها رجل، يعني هناك رهائن محتجزون في الكنيسة مسلمين ومسيحيين، ومن ثم تأتي قناة الجزيرة المحايدة المستقلة والتي لا علاقة لها بالأزمة السورية ويمولها غاندي في الهند ورئيس تحريرها نلسون مانديلا رحمه الله والذي كان يشرف على أنشطتها، تريد إجراء مقابلة مع المساكين المحاصرين في الكنيسة، شيء يدعو للبكاء، وتحديداً الساعة الرابعة مباشرة، وحوار مباشر، وليس مسجلاً توخياً للمصداقية. كفى سخرية وهزل ومسخرة، عيب. هناك حل طرحناه، وهم لايتجاوبون مع ما نطرحه لا في الموضوع الإنساني ولا في مكافحة الإرهاب ولا في بيان عن قرار الولايات المتحدة تزويد الإرهابيين بالسلاح، ثم يقولون أنهم آتون إلى هنا لإنقاذ الشعب السوري، ما هذه اللغة المزدوجة! دعونا ندخل في الدسم ونعمل بشكل صحيح وسليم. هل تريد أن تجري مقابلة مع إرهابيين في كنيسة، أليس هذا معيباً؟ إرهابيون يضعون البنادق مصوبة نحو رأس الراهب كي يقول ما يشاؤون، مثلما خطفوا راهبات معلولا، وهم ما زالوا يخطفوهن إلى الآن. هل هؤلاء ثوار؟ ثم إن رئيسة الدير ظهرت على التلفاز وقالت أنا بخير ويطعموني وجبة باليوم كي أبقى على قيد الحياة وعلى الجزيرة مباشر. لا توجد موبقة من الموبقات صارت في سورية إلاّ والجزيرة نقلتها، من مقابلات مع رؤساء العصابات، ومع ما يسمى قائد الجبهة الإسلامية، ومع الظواهري وقبله بن لادن. هي قناة حيادية في الحقيقة ولها مصداقية كبيرة على أرض الواقع. كفى عبثاً رجاءً.
سنأتي متى تشاء، السيد الأخضر، وفي أي وقت تريده.
الإبراهيمي: نلتقي الساعة العاشرة صباحاً، إن شاء الله.