Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سورية و اللعبة القذره وصراع الامم...من يكتب التاريخ ؟ بقلم: المهندس بشار نجاري
دام برس : دام برس | سورية و اللعبة القذره  وصراع الامم...من يكتب التاريخ ؟ بقلم: المهندس بشار نجاري

دام برس:

لايمكن أبدا ان نفهم مايحدث في سورية والعالم العربي بمعزل عن قراءة وفهم السياسة العالميه وصراع القوى...ومن قراء كتاب (الصراع على الشرق الأوسط.) وهو كتاب يؤرخ لحقبة هامه من تاريخ سورية للكاتب المشهور باتريك سيل والمتخصص في قضايا المنطقة  وبماذا أنهى كتابه حينما سأل هو شخصيا الرئيس حافظ الاسد بماذا تريد ان تنهي هذا الكتاب ؟  قال الاسد ومنذ حوالي الربع قرن  ان الصراع مازال و سيبقى مستمرا.
ان السياسه السوريه الخارجيه بنيت على ركيزة أساسيه وهي انها ترفض ان تكون اسرائيل اللاعب الأساسي والأقوى في المنطقة ، لذلك فالسياسه السوريه أربكت الأعداء دائماً وخلطت أوراق التحالفات الهشه باستمرار ، ذلك ان سوريا كدولة أساسيه في المنطقة تمتد جذورها التاريخيه الى آلاف الأعوام وهي تمثل حجر الأساس فيما يعرف تاريخيا بأقليم بلاد الشام لايمكن ان تقبل أبدا ان تكون اسرائيل هذه الدوله الدخيلة على نسيج المنطقة والمصنعه في المختبرات البريطانيه السياسيه  هي اللاعب الأساسي !؟
لذلك وفي الشرق الأوسط بالتحديد ليس من قبيل الصدفه ان بريطانيا لاتزال تصارع في السياسة العالميه للمحافظة على موقعها المميز في السيطره على العالم وهي تدخل في جميع التحالفات في حال وجدت ان مصالحها في الهيمنه على المنطقة تدخل في دائرة الخطر ، ومعها طبعا أمريكا وإسرائيل  كما انها تصعد عبر حلف الناتو وتيرة المواجهه الى أقسى الدرجات...وطبعا خلفها كومبرس كامل من القوى الغنيه والقويه مثل أمريكا وألمانيا وفرنسا وكندا وأستراليا ومعها كذلك كومبرس اخر من الصعاليك مثل اسرائيل وتركيا ودول أوروبا الشرقيه مثل رومانيا وبلغاريا وبعض العصابات الإرهابية المسلحه المتخفيه تحت مسميات مختلفه(بلاك ووتر
،داعش ، النصره،جيش محمد ،الخ ...الخ) على امتداد العالم تحركها بسريه وبراعه كامله وبالخفاء...(وهذا مايفسر لنا كيف ان بريطانيا والغرب وبشكل عام كانوا  يؤمنون الحماية واللجؤ السياسي والإنساني  لقوى وعناصر  ارهابية تدعي الاسلام لاستخدامها في المستقبل كأدوات ضغط وقتل ضد أهلنا ومجتمعاتنا ...نعم لقد كان الغرب يصنع ويرعى بنفسه تلك الخلايا الإرهابيه النائمه حتى يستطيع التحكم بها وإطلاقها في ساعة الصفر...اي وقت الحاجة اليها ،والدليل على ذلك انه وفي مؤتمر محاربة الارهاب والذي عقد في شرم الشيخ منذ سنوات بعيده وحينما طالبت سوريا بتعريف الإرهاب  رفضت الدول الغريبه هذا المطلب المهم  وتهربت من هذا السؤال  ، والآن نرى على الارض السوريه جحافل هؤلاء المتخلفين واللذين يأتون الى سوريا من كل فج عميق ، من فرنسا وألمانيا والنرويج  وبريطانيا وهولندا وبلجيكا و سويسرا ...ومن كافة الدول الاوروبيه حتى وصل عددهم الى عشرات الآلاف  وكأننا اليوم امام حرب صليبيه جديده ضد بلاد الشام  ولكنها بعباءة اسلاميه ، لقد تحول هؤلاء القتله والأغبياء المتشددين الى أحجار على طاولة الصراع العالمي فبعد فشل مشروع الناتو قي استصدار قرار دولي في الهجوم على سوريا وتدميرها من الجو وذلك بسبب الموقف الإنساني والاستراتيجي الصلب  لروسيا والصين في وجه قذارة الغرب المتعطش للسلطة والمال والدماء ، بعد فشل مشروعهم هذا في استصدار قرار أممي لتدمير سوريا كما فعلو من قبل مع يوغوسلافيا وليبيا تحولوا الى استخدام تلك الخلايا  الإرهابية النائمه بان قدموا لها الدعم اللوجستي وبالخفاء للوصول الى الارض السوريه....وإذا عدنا الى تاريخ تسلسل الأحداث سنرى كيف ان العنف اذداد في الداخل السوري بعد فشلهم في مشروعهم الذي ذكرته اي مشروع التدخل العسكري المباشر فالارهابيون على الرض السوريه ينفذون مخطط الحرب بالوكاله ،قسم منهم عن جهل وتخلف وغباء وقسم اخر منهم له ارتباطاتها الخارجيه ينفذ مايؤمر به عن معرفة تامه للدور الملقى على عاتقه لتدمير سوريا).
ان دراسة السياسه البريطانيه وقراءتها بتعقل يمكننا من فهم احداث كثيره جرت وتجري في عالم اليوم من تقلب البورصة العالميه وصعود وهبوط أسعار النفط والبن والفولاذ والعملات  الى سقوط القتلى وقطع الرؤوس وتوجيه الدول والمجتمعات وصياغة القوانين التي تخدم سيطرة رأس المال الصهيوانكلوسكسوني على العالم.
وحتى تتم عملية فهم مايحدث حولنا علينا ان نسترجع ذكرى اغتصاب فلسطين وتأسيس دولة اسرائيل المصنعه بريطانيا...كيف تمت وماهي التفاصيل ؟؟
لقد وقعت احداث ضخمه قبل مئة عام بدأت بسقوط الخلافه العثمانيه على يد الفرنسيين والانكليز وبمساعدة بعض العربان حينها (والذين كان يسميهم الغرب كذلك بقواد الثوره العربيه ،مثل الشريف حسين وغيره )  واللذين خدعوا وقتها عندما تبين لهم لاحقا انهم ليسوا الا حجر شطرنج في لعبة الامم فلقد رماهم الغرب الاستعماري ممثلا ببريطانيا و فرنسا الى مزبلة التاريخ بعد ان تخلص وبمساعدتههم من عدوه التاريخي  الدوله العثمانيه، ثم انتقل بعد ذلك الى تقسيم المنطقة وصناعة دولة اسرائيل والتي سيكون لها دور أساسي في استنزاف خيرات وإمكانيات العرب والمسلمين في المئة عام القادمه .
وما أشبه اليوم بالأمس ...اذ عندما قررت تلك الدول الاستعماريه قبل حوالي المئة عام انشاء دولة اسرائيل كان عليها ان ترسل بداية عصابات مجرمه تأتي من مختلف دول العالم لترهب القرى والمدن الفلسطينيه وتقوم بتقطيع الرؤوس وذبح الأطفال عصابات يهوديه(الشتيرن و الهاغانا) جاءت باسم الدين اليهودي وفعلت فعلها المشين من قتل واجرام فهجرت قرى بكاملها وحدثت النكبه وزرع إسفين كبير بين العرب واليهود وبين المسلمين والمسيحيين من جهة وبين اليهود من جهة ثانيه،وأصبح حينها حتى اليهود العرب منبوذين من مجتمعاتهم واضطروا الى الهجرة من أوطانهم الاساسيه الى دول اخرى...انها صناعة الحقد والسياسه الصهيو انكلوسكسونيه بارعه في صناعتها وتسويقها...وفي هذه المرحله من التاريخ نجح البريطانيين والفرنسيين في رسم خارطة جديده لعالمنا العربي ووضعوا في قلب هذه الجغرافيا الجميلة فتنة وحقد سيستمر لعشرات السنين وكان لعصابات الشتيرن و الهاغانا الصهيونيه والتي قدمت باسم الدين  (وهي عصابات تم تمويلها وتدريبها وتجهيزها من قبل البريطانيين وتحت أشرافهم)الدور الكبير في صناعة الكراهية وتأسيس دولة اسرائيل التي ستخدم في المستقبل مشروع الهيمنه الأنكلوسكسوني  العالمي .
وإذا نظرنا الى مايحدث اليوم في سوريا سنرى من الشبه الشيء الكبير هذا الشبه في التخطيط والتنفيذ يؤدي الى حقيقة أساسيه وهي ان المخطط وا المجرم هو نفسه اما المنفذين فلقد تغيروا بسبب تغير الزمان والمكان...فالحدث اليوم ليس في فلسطين وليس في بدايات القرن العشرين....الحدث في سوريا والزمان بدايات القرن الحادي والعشرين...
ولننظر الى مدى الشبه بين عصابات شتيرن والهاغانا أين نمت ؟؟وأين ترعرعت ؟ ومن أين أتت إلينا الى فلسطين؟ واعتمادها على الخطاب الديني اليهودي وعلى تقطيع الرؤوس وتهجير الناس من قراهم ومدنهم  وبين عصابات النصره وداعش وغيرها من المجموعات والتي تعتمد على الخطاب الديني كذلك وعلى القتل وتقطيع الرؤوس لإرهاب الناس وتهجيرها من منازلها؟؟
انه تشابه كبير ولاشك؟؟ وإذا دخلنا الى التفاصيل سنصدم من هول الشبه وسنصدم اكثر اذا عرفنا ان الهدفين متشابهين وان الهدف الأساسي لكلا الجريمتين ليست الا تدمير هذه الامه واستمرارية السيطره عليها .
لقد استغل البريطانيين الحربين  العالميتين لرسم خريطة شرق أوسط جديد يتناسب ومصالحهم المعاديه لمصالح العرب والمسلمين ،ونحن نعرف ان السياسات الدوليه ترسمها المصالح المشتركة  للدول ؟اما عندما تكون المصالح لطرف على حساب طرف اخر فان الصراع يتحول الى صراع دموي ترسمه القوى الفاعلة على الارض.
لذلك فان كل من يظن ان مايحدث في سوريا هو ثوره لأجل الحريه فهو اما غير فاهم لخفايا الأمور او متورط حتى رأسه في هذا الصراع الدموي.
لقد نجحت بريطانيا في مشرعها القذر في فلسطين والذي بني على أجساد وحقوق الشعب الفلسطيني،ولكن السؤال الكبير الان هل سينجح مشروعها الجديد هي وفرنسا في سوريا وعلى أجساد وحقوق الشعب السوري العظيم؟ هل سيستطيعون تقسيم سوريا ليعلنوا بعدها عن انتصارهم الكبير على الشرق وعلى صلاح الدين الأيوبي وعاصمته التاريخيه دمشق ؟ طبعا اليوم انتهى الاستعمار بمفهومه القديم اي الاستعمار المباشر ولكن هل سيستطيعون اليوم استعمار سوريا على ألطريقه الأفغانية (اي صناعة كركوز على شكل كارازاي ممن يسمون أنفسهم بمعارضة الخارج ...نزلاء الفنادق الفخمه وتجار الشرف و الدم والسلاح الخونة والأرذال ) اليوم وبعد اكثر من ثلاث سنوات على المؤامره الكبرى وخريف بني صهيون الدامي انا لا أظن انهم سينجحون في ذلك ولأسباب عديده :
أولا: ان الظروف الدوليه قد تغيرت كثيراً وان روسيا اليوم ليست روسيا الأمس ، وان الصين وإيران والهند ودول اخرى كثيره ومعها سوريا كذلك هي ليست تلك الدول الي كانت عليه منذ مئة عام؟!
ثانيا: ان عملية الغدر والخيانه والمباغتة والتي تعرضت لها سوريا شعبا وحكومة وجيشا قبل بدايات آلاذمه ومع بداياتها لاحقا قد تم استيعابها وامتصاصها ، والساحه الان أصبحت مكشوفه ،كما ان اطراف اللعبه كلها أصبحت واضحه وما عليك الا ان تتعامل معها وبمهاره والقضية أصبحت قضية وقت .
ثالثا: وهذا هو العنصر الأهم وهو ان الشعب السوري وبرغم حجم المؤامره القذره و هذا التمويل  الضخم المالي والإعلامي والعسكري لها والذي تجاوز عشرات المليارات من الدولارات ،تبين انه شعب عظيم ومثقف وواع وبغض النظر عن اختراقات حصلت في بعض الأماكن والأرياف النائيه بسبب الترغيب أو الترهيب الا أن العامود الفقري للدوله والوطن السوري والمتمثل بالجيش والأمن والمؤسسه السياسيه والاقتصاديه لايزال قوي ومتماسك ويعمل وبطريقة أذهلت الأعداء قبل الأصدقاء .
لينصر الله سوريتنا الحبيبه ويحميها وطنا وجيشا وشعبا ومجدا.

المهندس بشار نجاري.    

بودابست

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   يخدعون شعوبهم وشعوب الآخرين
كل مائة عام مجزرة وحكومات منصبة مختارة من قبل العصابة العالمية لتنفيذ المهام الإجرامية بشعارات متنوعة مخادعة كاذبة قذرة وفي كل مرة تختلف الحجج حسب البلد وأهله وحسب ضعفهم ومناعتهم
صلاح  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz