Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 21:52:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الانتفاضة التركية تتدحرج بعد أن ذاب الثلج في إسطنبول
دام برس : دام برس | الانتفاضة التركية تتدحرج بعد أن ذاب الثلج في إسطنبول

دام برس:

في رصد لتقرير اسرائيلي جاء  فية يدرك أردوغان أنه ملزم بمواجهة فضيحة الفساد، وأنه لا يمكنه تجاهلها، لأن خصومه من داخل حزب العدالة والتنمية أصبحوا التهديد الأكبر لسلطته

ذاب الثلج في إسطنبول، ولكن كرة الثلج السياسية المتدحرجة في أعقاب فضيحة الفساد في الدولة، تكتسب زخمًا جديدًا. حيث أن أردوغان أقال نصف وزراء حكومته، وواحد منهم طلب من رئيس الحكومة أيضا أن يستقيل، مدعيًاأنه كان على علم ببعض أعمال الفساد. لم يكن هذا النوع من المطالبات شائعًا في تركيا في العقد الأخير.

عملت حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان في الأشهر الأخيرة على التعامل مع التحديات في مجال العلاقات الخارجية، وخصوصًا في كل مايتعلق بالشرق الأوسط، كالأزمة في العلاقات التركية – المصرية والفشل المستمر لتركيا في الإطاحة بالأسد. وعلى الرغم من استخدام هذه المشكلات من قبل المعارضة كوسيلة للمهاجمة، إلا أنه لم يكن الهدف منها زعزةقوة أردوغان السياسية بشكل حقيقي. الشعب التركي على استعداد أن يغفرهلمثل مثل هذه الأمور.

حين يتعلق الأمر بفضائح فساد، فإن الوضع مختلف. هناك حكومات تركية أنهت طريقها سابقًا بسبب أعمال الفساد. وقد صعد حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002 بتصويت احتجاجي ضد النظام السياسي الفاسدوالفاشل في أدائه. ولذلك ففي تلك الانتخابات لم يبلغ أيّ من الأحزاب التيكانت ممثلة في البرلمان السابق نسبة الحسم. وقد بدا أردوغان وحزبهأصحاب أيدٍ نظيفة ومحاربين للفساد. وتلك هي الصورة التي استمروا فيتطويرها خلال عشر السنوات من حكمهم.

وقد تصدعت اليوم هذه الصورة بشكل كبير. وعلى الرغم من عدم وجود بديل حقيقي لحزب العدالة والتنمية، فإن فضيحة الفساد يمكنها أن تؤثر على النظام التركي الحالي. ففي شهر آذار القريب سوف يتقدم مواطنو تركيا إلى التصويت في الانتخابات المحلية. وسيكون هذا امتحانًا لقوة أردوغان قبل انتخابات الرئاسة في صيف عام 2014 الذي يفكر في الترشح لها. منذ عام2002، فإن حزب العدالة والتنمية يزيد  قوته تدريجيًا. وإذا تم عكس هذاالاتجاه في الانتخابات المحلية القادمة، فستتضاعف علامات السؤال ليس فقط بخصوص الانتخابات الرئاسية، ولكن بخصوص الانتخابات العامة المخططلها في 2015 أيضًا.

ولذلك فهناك أهمية سياسية كبرى لطريقة تعامل أردوغان مع الأزمة الحالية.إنه يعمل على تأطير فضيحة الفساد بشكل مشابه للأحداث السابقة التي نجح خلالها في التملّص: فضيحة أرجنكون التي اعتقل فيها قادة في الجيش بتهمة التخطيط لانقلاب، والاحتجاجات في الشارع في صيف 2013. في تلكالحوادث، قام أردوغان بمهاجمة معارضيه بشدّة على المؤامرات التي حاكوها ضدّه، وألقى باتهاماته على مسؤولين في تركيا وخارجها ممنيتآمرون لإسقاط من الحكم. قام أردوغان هذه المرة أيضًا بالهجوم،وقد تلقت معظم هذا الهجوم حركة رجل الدين فتح الله كولن، والذيمقره في بنسلفانيا والذي كان سابقا حليف رئيس الحكومة أردوغان.

ويمثّل كولن حركة دينية ليبرالية معتدلة، تدير شبكة واسعة من المؤسساتالتعليمية في تركيا وحول العالم، والتي تركز على تدريس العلوم. وللحركة الكثير من الأنصار داخل تركيا، ولكن من الصعب معرفة عددهم. ولكنهم يتواجدون، من بين المناصب الأخرى، في مناصب رئيسية بخدمات الدولة،يشمل ذلك الشرطة والقضاء. ليس للحركة حزب خاص بها، ولذلك يرى الكثيرمن أنصارها في حزب العدالة والتنمية الديني والمحافظ بيتًا سياسيًا لهم.

ولكن لم يمر كل شيء بسلاسة. فقد نشأت الخلافات بين أردوغان وكولن منذ2010. وأظهرت حركته موقفا أكثر اعتدالا من الحكومة فيما يتعلق بإسرائيل خلال الأزمة بين البلدين. ومع ذلك كانت تلك الخلافات في نطاق المقبول. أماشرارة الحرب السياسية بين أردوغان وكولن فقد بدأت مؤخرًا فقط؛على شكل مبادرة مشروع قانون من قبل أردوغان يقتضي إغلاق الكثير من المدارس التابعة لحركة كولن في تركيا، وعلى شكل تسريب وثائق عنالتحركات التي خططت لها القيادة التركية ضد حركة كولن.

بعد أن استطاع أردوغان تقييد خطوات المؤسسة العسكرية والعلمانية، بدا أنهيتوجه كذلك إلى تقليص قوة حركة كولن، نظرا لموقفها السياسي الذي يشكّل تهديدًا سياسيًا محتملا. هذا هو السياق الذي ينظرون فيه الأتراك إلى قضية الفساد الحالية. وقد اتهم رجال الشرطة الذين قادوا التحقيق السرّيدون إبلاغ رؤسائهم أو القيادات السياسية، بأنهم من أنصار حركةكولن وكما لو أنهم تصرّفوا باسمها. وقد ادعى أردوغان نفسه بأن تحقيقات الشرطة تمت بدوافع سياسية غير شرعية، من خلال عملاء يعملون كـ "دولة داخل الدولة"، مشيرًا إلى حركة كولن. وكردة فعل على ذلك، غيّر رئيس حكومةتركيا وظائف الكثير من رجال الشرطة الذين تم التحقيق معهم.

إسقاط الشرعية الذي يحاول أردوغان القيام به لتحقيق فضيحة الفساد يشبه إسقاط الشرعية الذي حاول القيام به للمتظاهرين في حديقة غازي في وقتسابق هذا العام. تضمّن خطاب أردوغان هذه المرة أيضًا اتهاماً لعناصر أجنبية تتدخل في الشؤون الداخلية لتركيا. وتم توجيه اصبعالاتهام هذه المرة ليس ضد معارضي النظام من الداخل فحسب، بل ضد الأمريكيين أيضًا، الذين يريدون كما يبدو معاقبة مسؤولين أتراك كانوا قد تعاونوا مع إيران رغم العقوبات المفروضة عليها. أدت هذه الاتهامات إلى ردودفعل غاضبة من واشنطن، ولم تساعد أردوغان كذلك على تهدئة الأمور في الداخل. ويزداد الضغط على أردوغان للتعامل بشكل مباشر وصادق مع فضيحة الفساد.

وبشكل شبيه لاحتجاجات حديقة غازي، ففي هذه المرة أيضًا أخذ رئيس الدولة عبد الله غول (الذي ينوي أردوغان أن يرثه في الصيف المقبل) خطّا معتدلا وأكثر تصالحية. ادعى غول بأن دولة في وضع تركيا لا يمكن أن تسمح لنفسها ألا تتعامل بجدية مع مزاعم فساد كهذه، وهي ملزمة بالتحقيق فيها.وقد وضع غول نفسه مرة أخرى في موضع القيادي المسؤول، الذي يعكس القيم الأصيلة التي صعد حزب العدالة والتنمية باسمها إلى السلطة. ومنالمرجح أن يكون الرابح الأكبر من الاضطرابات الداخلية التي شهدتها تركيا في الآونة الأخيرة.

وفي ظل غياب قوة سياسية قادرة على أن تشكل تحديًا لحزب العدالة والتنمية،فإن الخطر القادم لأردوغان سيكون من داخل حزبه. فإن أعضاء حركة كولن متهمون بأن هدفهم هو تشكيل حزب العدالة والتنمية دون أردوغان. أي أن يقدم أردوغان استقالته ويحل محله أحد أعضاء الحزب الآخرين، أو على الأقلإضعافه بشكل ملحوظ. والطريق إلى ذلك لا زال طويلا، وقدرة أردوغان محدودة على اجتياز المسار السياسي الذي يرغب به. وغدت طموحاته في قيادة نظام سياسي رئاسي وفي أن يلج بخفة إلى مكتب الرئاسة أكثرصعوبة في التحقيق.


ويدرك أردوغان أنه ملزم بمواجهة فضيحة الفساد، وأنه لا يمكنه تجاهلها.وفي هذا السياق، يمكننا أن نرى التغيير في موقفه من الوزراء المشتركين بالقضية وقراره بإنهاء مهامهم. وهكذا يأمل أردوغان بأن ينأى بنفسه عن القضية وأن يحافظ على صورته باعتباره فارس الحرب على الفساد. ولكن سيظل هناك من يحاول عكس ذلك؛ أي ربط اسمه بالقضية، والادعاء بأنمصيره يجب أن يكون مماثلا لمصير الوزراء المشتركين في القضية. وقد قام وزير البيئة بذلك فعليا. ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد. وسوف تظل كرة الثلج التركية تتدحرج

الوسوم (Tags)

أردوغان   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   لو أخذوا بنصائح الرئيس بشار الأسد
السفاحون البرابرة المتوحشون لايشبعون
ياريت ماعمرت بيت  
  0000-00-00 00:00:00   تربية
سماع عمو اردوغان..فضحتنا وأنت عم تكذب بدك للشعب السورى العدالة والأمان...طيب يا مو طيب ...ابنك بيطلع لص....له له ..الله يلعن هالتربية....اوعى تقول امو مقصرة....واسا يا رجب..... شو بدو يقول العريفي ودجال قطر عن بيت اردو...وشو قالت هيفا.....رجب خوذ ابك عني ...تضرب انت وهالخلفي...والمثل قال طب الملف ع خيو بيطلع اللص ل بيو
كوري شمالي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz