Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 17:04:37
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لماذا اصطدمت الحركة الإسلامية بتحالف الشعب والجيش في سورية ومصر
دام برس : دام برس | لماذا اصطدمت الحركة الإسلامية بتحالف الشعب والجيش في سورية ومصر

دام برس:

تخبو ديناميات "الصحوة الإسلامية" في الدول العربية. فشل حرب "الإخوان"في سوريا، وانهيار حكم "الإخوان" في مصر، يأخذ "الحركة الإسلامية العربية" نحو الإضمحلال. لأول مرة منذ السبعينات،

تهزل الحيوية السياسية والأيديولوجية في "الإسلاميين العرب"، بعد اعتراضكتل شعبية هائلة على صعودهم إلى سدة السلطة. يؤكد "اللغو الديموقراطي"للعواصم "الأطلسية" عن "الحكم المدني"، مركزية دور الجيش في القطرين السوري والمصري في توازن وإعادة توازن المجتمع والدولة، حتى يعيد الشعب تكوين السلطة السياسية.

إختل الإجتماع السياسي العربي بعد صعود قوى "الأسلمة" فيه.هذه حاله منذ اربع عقود. لم تعوض "الحركة الإسلامية" تدهور "الحركة القومية" فتصير بديلا، أو جزءا من بديل فكري وسياسي يطور تجربة "الحركة القومية العربية".

برهن انقلاب قادة الحركة "الإخوانية" الفلسطينية/ "حماس" على محور المقاومة العربية ضد "إسرائيل"، وتمسك الحكم "الإخواني"المصري بالبرنامج "الإسلامي الكوزموليتاني"، وتكبره الحقود على برنامج الحكم "الناصري"، تشبع "الإسلاميين" بمرض الإنعزال العقائدي ـ السياسي عن مصالح الأمة العربية.         

كشفت الفوضى السياسية التي نتجت من عاصفة "الربيع العربي"، ضعف مرجعية "الحركة الإسلامية العربية". طوال عقودتمترس "الإسلاميون" في خنادق المواجهة مع القوى القومية والوطنية، تحت شعار/ برنامج "الإسلام هو الحل". في وثائق تلك المواجهة نجد أن"الإسلاميين العرب" ـ وكان بعضهم قد اعترف بتأثره بالثورة الإسلامية الإيرانية في نهاية السبعينات ـ عاجزون عن تكوين مرجعية فكرية ـ سياسية في مسائل الدولة والحكم ذات مشارب قومية، أسوة بالثوريين الإيرانيين، مثلا،الذين طوروا نظاما سياسيا متميزا.

في مسألة المرجعية أيضا، واجه "الإسلاميون" القوى القومية والوطنية، وكذلك ميول العلمانية الموضوعية بين المواطنين، بزعم فساد أفكار وسقوط تجارب هذه القوى، و"جاهلية" الحياة العامة. قالوا أنهم "يردون" الأمور العامة، بما فيذلك السياسة "إلى الله والرسول"، وأن مرجعيتهم هي القرآن الكريم والحديثوالسنة الشريفين. لكن أين العقل. لماذا غاب العقل من مكونات المرجعيةالفكرية ـ السياسية لدى "الإسلاميين"؟. أليس العقل السياسي الدولي هو الذي يرشد الإجتماع السياسي ويعكس خبرته وتجاربه في شؤون الدولة والحكم؟.

 

خبت "الصحوة الإسلامية" العربية بفعل تكبر "الإسلاميين" على مرجعية العقل الإجتماعي ـ السياسي العربي وتبخيسه شأنا وقدرا. توقيع الصفقة "التاريخية" مع إمبريالية الولايات المتحدة الأميركية للإستحواذ على سلطة الحكم في الدول العربية، لا سيما سوريا ومصر،

تستر بشتات مرجعية فكرية ـ سياسية لـ"إسلاميين" أعاجم من تركمانوماليزيين وسواهم. كما تزمل بفتاوى "فقهاء السلطان" الجدد من أمثال قرضاوي وبن بيه وقره داغي وغنوجي وبديع وشقفة وزنداني ومشعل وسائر "مليارديرات العمل الإسلامي" العربي.       

اصطدمت "الحركة الإسلامية" بتحالف الشعب والجيش في سوريا ومصر. ما كان تشكل هذا التحالف الخيّر ممكنا، لولا منعة سوريا،مجتمعا ودولة، وصمود المقاومة الوطنية في لبنان، وديناميكية طليعتها "حزبالله"، ولولا تجدد زخم "الثورة المصرية" بالحشود المليونية الهادرة. هذه العملية التاريخية الجارية في مركز الأمة العربية الشمالي والجنوبي، أوقعت"الصحوة الإسلامية" ضحية عداء "الإسلاميين" العرب للبعد القومي فيالإجتماع السياسي العربي الحديث، واعتدادهم الميتافيزيكي بـ"الإسلام "الرجعي.

فشلت الصفقة التاريخية بين "الإسلاميين" والإمبريالية الأميركية لإستعباد الأمة العربية بـ"الإسلام الكوزموبوليتاني". الجيش العربي السوري الذيصان عاصمته دمشق بالدماء الزكية، والجيش العربي المصري الذي طهرعاصمته القاهرة بالأيادي البيضاء، حررا مستقبل العرب وأطلقا ديناميات القومية مجددا في شرايين الإجتماع السياسي على امتداد الوطن العربي.نظام العالم الدولي يتغير. يصادف أن بؤرة التغيير الدولي تقع في الجمهوريةالعربية السورية. "التسوية الكيميائية" الروسية ـ الأميركية هي أبلغ اعتراف دولي بفشل "الإسلاميين". 

لا إحراج. واجه القوميون العرب من كل الأطياف الماركسية والبعثية والناصرية"الإسلاميون" بالكلمة. في مراحل تراجعهم في سوريا ومصر وفي لبنان وفلسطين، أظهروا تواضعاً وليناً، بسبب احترامهم لإرادة الشعب. بينما نرىأن خمود "الصحوة الإسلامية" لم يشجع "الإسلاميين" على التعقل الإجتماعي ـ السياسي. بعضهم تائه في "غابة" النظام الدولي والرهانات الخارجية الخاسرة، وأكثرهم شكلوا فلولا للتيه الأبدي في "صحراء" الإرهابوالتكفير. لا ينصت "الإسلاميون" إلى صوت تحالف الشعب والجيش. 

يوضح قبول الولايات المتحدة بـ"التسوية الكيميائية" الدولية التيعرضتها روسيا لمنع العدوان على سوريا، أن تحالف الشعب والجيش فيسوريا ومصر، وكذلك تحالف الشعب والجيش والمقاومة الوطنية في لبنان، قد دخلوا التاريخ العالمي من أوسع أبوابه ليحتلوا مكانة بارزة فيه. فهذا التحالفالإجتماعي ـ السياسي الوطني والقومي الذي تقاتل جيوشه على امتداد برالشام وبر مصر، يتسم بكل ملامح التحديث الدولتي ـ التنموي، وأولها،وأهمها صون الإستقلال الوطني وتعزيزه.

فأين مكانة "الإسلاميين العرب" في "التسوية الكيميائية"الدولية؟. تجزم "خارطة الطريق" الروسية بأن تحالف الجيش والشعب والمقاومة (ضد "إسرائيل") يعبر عن إرادة الشعب العربي، ويحظى بحق التمثيل السياسي للمواطنين العرب. بينما نجد "الإسلاميين" الذين اتكلوا علىدعم الولايات المتحدة يتفككون. فليس من استراتيجية أميركية لمواجهة"خارطة الطريق" الروسية غير "مشروع الشرق الأوسط" القديم ـالجديد. استنفدت الإستراتيجية الأميركية جزءا كبيرا من ديناميات"الصحوة الإسلامية" خلال فوضى "الربيع العربي".

 

ولاء "الإسلاميين العرب" للإستراتيجية الأميركية "الشرق اوسطية" حشرهم أكثر في متاريس ضواحي المدن وكهوف الأرياف وخيم البادية السورية. كما زركهم في شعاب صحراء سيناء وعزب الريف المصري.

نرى كيف أن استباحة دماء جنود الجيش والمواطنين بوسائل الإرهاب وفتاوى التكفير يعجل في اضمحلال "الحركة الإسلامية" العربية. أما تحالف الجيش والشعب والمقاومة الذي يستند على الجدار الروسي و"البريكسي" فإنه ماض إلى فتح طريق الأمة العربية إلى المستقبل.

تابعوا مخاض مؤتمر جنيف ـ 2، وراقبوا تحلل العلاقات المصرية ـ الأميركية.

 

تابعوا وراقبوا... واعملوا أيها الوطنيون والقوميون. فـ"التسوية الكيميائية"الروسية في سوريا، وقطع "المعونة المالية" الأميركية في مصر، قد يكونان، بلهما، من أكبر إنجازات الحركة القومية الجديدة.   

 

هيئة تحرير موقع الحقول
 

الوسوم (Tags)

مصر   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   لماذا
الجواب بسيط الشعب هو وهابي العقيدة و الجيش علماني و لن يتحالفا بل سيستمر مسلسل الذبح الى ما شاء الله في سورية و مصر .. و العراق و لبنان و .. امة العرب ستموتي .. واني اتحدى الفناء اذا قال احدهم العكس !!
هولاكو السوري  
  0000-00-00 00:00:00   تحت مسمى الطائفية
هدف الاسلاميون الوحيد هو تفتيت الوطن العربي وتقسيمه الى دويلات متناحرة وزرع الشقاق بينهم تحت مسمى الطائفية والمذهبية
عبير  
  0000-00-00 00:00:00   بكل اسف
الحركة الاسلامية في العالم العربي تندرج تحت سياسة القتل والذبح وتقطيع الرؤوس والسحل بكل اسف
بنانة  
  0000-00-00 00:00:00   الجيشان السوري والمصري
الجيشان السوري والمصري عقيدتهما هو الدفاع عن الوطن وحماية حدوده من الغزاة واذا كان العدو داخلي فيجب محاربته
اماني  
  0000-00-00 00:00:00   عدو الاسلام
من يقول عن اسرائيل يانها صديقته فهو عدو للاسلام
بتول  
  0000-00-00 00:00:00   لا يمتون
هم لا يمتون للاسلام باي صلة وهدفهم هو حماية حليفتهم اسرائيل
رشا  
  0000-00-00 00:00:00   الاسلاميون العرب
الاسلاميون العرب اليس هم من صنيعة المخابرات البريطانية لكي يشتتو الامة العربية والدول الاسلامية
مجد  
  0000-00-00 00:00:00   من قال ؟
من قال ان الاسلام يتعارض مع القومية فالاسلام الحقيقي هو قلب القومية العروبية
لؤي  
  0000-00-00 00:00:00   الاسلام والحركة الاسلامية
ببساطة يعود فشل الحركة الاسلامية لسببين لا ثالث لهما الاول اختزال الاسلام العظيم بما فهمته عقول دعاة الحركة الاسلامية على اختلاف مكوناتها واسمائها ومرجعياتها . الثاني اقتناعهم بان الغرب هو من يعطي الملك وهو من يمنعة وهذا ما دفعهم للتحالف معه بحجة تقاطع المصالح والحقيقة ان هذا الاعتقاد يخالف اسس العقيدة الاسلامية حيث ان الله وحده من يعطي الملك ومن ينزعه وهو من يذل من يشاء او يعزه لذلك لن يروا يوما نصرا او ملكا ما داموا كذلك
عمر عثمان  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz