دام برس- يزن كلش:
التقليد الطفولي للأفلام التي يشاهدونها على قنوات الأطفال لم تقف حد تقليد الحركات وإجراء القفز بل كان يعتمد بشكل أساسي على ارتداء الملابس الخاصة بالرجل الخارق فهل يؤدي الطفل السوري الخارق مهام بطله المفضل؟
الطفل فادي الذي يملك إحدى عشر ربيعا مازال يعشق مشاهدة أفلام الكرتون ليجمعه تفكيره بأداء واجباته بمساعدة إخوته وأمه المقعدة ليعمل بائعا متجولا للحلوى في الأسواق العامة عله يحصل على قوت يومه بعد أن فقد أبيه منذ حوالي سنتين مما اطره إلى ترك مدرسته وأصدقائه.
لم يقف الأمر عند فادي حد العمل لساعات متأخرة من الليل ليستيقظ باكرا من أجل شراء الخبز لأسرته الفقيرة ومشاجرته للكبار الذين يبعدونه غصبا بقصد أخذ الخبر بدلا عنه كونه صغير يقولها وبفمه لقمة كبيرة من الخبز ويبتسم متفاخرا بأنه لا يمكن لأحد أن يأخذ مكانه ليبقى هو وغيره رهن الظروف والأزمة مبتعدين عن مدارسهم وألعابهم مع أقرانهم لكن دون ارتداء ملابس الرجل الخارق.
من يحمي حقوقهم ؟؟!!
يستوقف المواطن السوري كل يوم عندما يمر في الشارع أو في السوق هاجس الطفل الشريد حاملا بيده إما زهورا أو حلويات عديمة الفائدة من أجل الصمود أمام الحياة فأين دور الرعاية وحماية الأطفال بالإضافة للجمعية العامة لحقوق الطفل ألا يوجد لديهم متسع من الوقت للخروج للشارع بعيدا عن مراكز الإيواء لتنظيم جزء من الأمور المتعلقة بهم من حماية جسدية ونفسية بحسب رجل طاعن في السن كان يمشي في أحد أحياء باب توما الدمشقي.
وفي لقاء مع طبيب نفسي أكد أن الحالة النفسية التي تصيب الطفل يوميا قد تعود على المجتمع بالكثير من التدهور الاجتماعي لأنه عندما يكبر قد يصبح مجرما أو سارقا أ... ولا ألوم الجهات المعنية بنظري لأن أعداد الأطفال يتزايد ,اصبح يسابق المجهول.
لكن رأي موظف في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كان أنه ليس كامل المسؤولية تقع على كاهل الوزارة وتتحمل وزارة التربية جزء كبير حيث يجب عليها ضبط التسرب المدرسي والذي لا يستطيع أحد إخفاءه .
الشارع يقول:
الحالة لا تطاق كل يوم تشاهد عشرات الأطفال المشردين على الطرقات وبين السيارات التي تقف من زحمة الطرقات ليطرق أحدهم على الشباك وأخر يلكم صديقه كونه نال بعض المال من شخص في الطريق ولم يقف الأمر هنا بل يمكن أن يكون أحد الأطفال قليل احترام ليسب أو يشتم في حال لم تعطه ومنهم من يبقى بجوارك لأخر الطريق على أمل ن ينال ولو شيء بسيط.
الأطفال يملؤون الشوارع ولا يوجد رادع ليأخ بيدهم على امل أن يتعلمو مهنة تساندهم في المستقبل وتحمي المجتمع في النهاية لكن ليس هنا من يجيب
لقد سمعنا الكثير عن مبادرات الأطفال التي تنظمها منظمات ومؤسسات ونفذت العديد منها ولو بشيء بسيط فهل قامت من أجل الظهور أم من أجل الطفل ؟؟
ويبقى فادي!
يتمنى فادي أن يكمل دراسته كونه أجبر على تركها لكن "من يطعم أهلي" قالها ساخرا ليقضم قطعة خبز ثانية ويده الثانية ترتجف من ثقل الخبز لكن رغم ذلك بعد أن يعود أبي سأعود إلى المدرسة وألعب مع صديقي أحمد من جديد يضيف بسمة أخرى ويمشي دون أن يودعني .