Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حان الوقت لاجتثاث الأمركة
دام برس : دام برس | حان الوقت لاجتثاث الأمركة

دام برس- ترجمة: بشار اسماعيل
عنونت وكالة الأنباء الرسمية شينخوا الصينية: " الأزمة المالية الأمريكية تحث الدول غير المتأمركة "
حذر توماس جيفرسون الأمريكيين يوما: إذا سمح الشعب الأمريكي للبنوك بالسيطرة على إصدار عملتهم, فسيحدث أولا تضخم ومن ثم انكماش, عندها ستكبر الشركات والمصارف المرتبطة ببعضها, و سيحرم الشعب من جميع الممتلكات حتى أطفالهم سوف يستيقظون بلا مأوى في بلد احتله آباؤهم وأجدادهم سابقا. يجب استعادة القوة المالية من البنوك وتسليم هذه السلطة للكونغرس المنتخب من قبل الشعب.
إن تركز القوة المالية الأمريكية في أيدي القطاع الخاص تجعل هذا القطاع هو المسؤول عن الأزمة المالية الحالية, فوول ستريت وغيره تعيث فسادا في العالم, هم الرابحون دائما على حساب الفقراء والبسطاء, يفعلون ذلك بلا رحمة , أو تأنيب ضمير, لكن الوقت حان للتغيير.
قالت الوكالة في مقال سابق لها:  القوة الأمريكية تتناقص باستمرار منذ عقود, وهذا حال جميع الإمبراطوريات, إنها تموت موتا بطيئا, اليوم هي في حال يرثى له, فالسياسات الخاطئة لا يمكن أن تقود للاتجاه الصحيح.
أما تشارلز جونسون في حديثه عن الإمبراطوريات المنهارة فيقول: العزلة, الإفراط في استخدام القوة, يدفع القوى المحلية والعالمية للاتحاد لمواجهة الامبريالية, الأمر الذي يعني إفلاس هذه الإمبراطوريات, إن النفقات الهائلة للتسليح والحروب المستمرة في كل مكان ستدمر بنيتنا الداخلية لصالح المسيطرين والرأسماليين.
ذكر المؤرخ غابرييل كولكو في كتابه " العالم في أزمة , نهاية القرن الأمريكي " : بدأ الانهيار الأمريكي بعد الحرب الكورية, واستمر في الصراع مع كوبا ,و تسارع بشكل كبير في فيتنام.
ويظهر العجز الاقتصادي الأمريكي من خلال: تركز المال في أيدي القطاع الخاص, الحروب المستمرة, انخفاض قيمة الدولار, عمليات الإنقاذ المصرفية المستمرة, ضعف الصناعات الأمريكية الخارجية, الحرب الطبقية المدمرة, الاكتئاب والفقر والبطالة والعمالة والجوع و التشرد, الفساد المنظم , قمع الدولة البوليسية , انتخابات صورية ، والديمقراطية في الاسم فقط .
كما ذهب تحذير بنجامين فرانكلين أدراج الرياح : " ستعمل الحكومات على تقسيم مصالحنا الداخلية إلى أجزاء مما سيربك مشاريعنا وتصبح متضاربة مع بعضها, ونصبح عارا على أنفسنا ونحن نرى دولتنا تنهار وتسقط أثناء توجهها للمستقبل. ما هو أسوأ مما يحصل, ما يحدث اليوم سيدفع بالشعب للتخلي عن الحكمة والإنسانية والابتعاد عن المؤسسات, وربما يترك كل شيء للصدفة مثل حرب يشنها أو تشن عليه.
أمريكا هذه الأيام ليس فيها قانون يحكمها, فهي تحارب الجميع مواطني العالم ومواطنيها على حد سواء, حروب سرية لا تخضع للمساءلة, فمن سيسأل الحكومة التي تدير هذه الحروب من أجل المنفعة الشخصية ؟! "
في الوقت الذي تنهار فيه أمريكا نجد أن الصين تزداد قوة على الصعيد الداخلي والعالمي ويعتقد صندوق النقد الدولي أنها ستتفوق على أمريكا قبل عام 2020مما سيجعلها أكبر قوة اقتصادية في العالم.
وتتابع الوكالة قولها: ما زال الساسة الأمريكيون من كلا الحزبين يتخبطون ذهابا وإيابا ما بين البيت الأبيض والكابيتول, دون أن يتوصلوا إلى أي حل ناجع قابل للتطبيق يعيد الحياة الطبيعية إلى الجسم السياسي المنهار, ربما هو الوقت الملائم حتى تتحرك الدول المعادية للسياسة الأمريكية, وتبني عالما من غير أمريكا.
فمع نهاية الحرب العالمية الثانية بدأت أمريكا ببناء إمبراطوريتها العالمية من خلال فرض نظام عالمي محدد يخدم مصالحها بالقوة, وتشجيع ودعم تغيير الأنظمة الحاكمة التي تعارضها ولا تقبل بالسيطرة الأمريكية, وتتدخل في الشؤون التجارية والداخلية لكل البلدان التي تستطيع مهما كان بعدها عن أراضيها, ولا يكفيها هذا , فهذه الأيام تستخدم عمليات التجسس والاغتيال والتدمير بواسطة طائرات بدون طيار وغيرها, حروبها العسكرية والاقتصادية لا تتوقف تنتقل من بلد إلى آخر من أجل تحقيق الربح والهيمنة وخلق الفوضى عن طريق التحريض على النزعات الإقليمية والدينية والمذهبية, والضغط من النواحي الاقتصادية, وخوض حروب تحت غطاء من الأكاذيب.
لا تزال الأمم كلها تقريبا تزحف للخروج من الأزمة المالية العالمية السابقة والتي سببها شره وجشع سادة وول ستريت, في الوقت الذي أصبحت فيه التفجيرات وعمليات القتل أمرا روتينيا تقريبا في العراق بعد أن أعلنت واشنطن أنها حررت شعبها من الحكم الاستبدادي .
السياسة الأمريكية تعتمد على السير على حافة الهاوية وهذه السياسة واحدة لكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي, فكل ما يهمهم رفع سقف الدين دون الاهتمام بأي أزمة عالمية ممكن أن تخلفها أزماتها الداخلية, وطبعا لا تكترث الحكومات الأمريكية لو ماتت الشعوب من الجوع فهذا ليس من شأنها. معظم دول العالم تريد نظاما عالميا جديدا لا وجود للهيمنة الأمريكية وغطرستها فيه, تريد نظاما تستطيع كل دولة أن تحمي مصالحها وتتمتع بالاحترام والمساواة مع الجميع.
العديد من الأسس يجب أن يتم تنفيذها فورا لخلق عالم جديد خالي من الهيمنة  الأمريكية أهمها احترام القانون الدولي , الذي ينعكس على احترام السيادة الوطنية , فلا توجد دولة لها الحق في شن الحرب على الآخرين من جانب واحد .
وإصلاح النظام المالي العالمي فالاقتصادات النامية بحاجة إلى مزيد من العمل , ويجب أن تنتهي هيمنة الدولار لتحل محله عملة احتياطية دولية جديدة, فمثل هذه الخطوة ستساعد الدول النامية كثيرا, خاصة مع تزايد الاضطرابات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة.
ويعتقد الخبير الاقتصادي هنري ليوك أن الصين قادرة على البدء بإعادة إعمار النظام المالي العالمي الجديد الذي من شأنه أن يخدم العالم كله على نحو أفضل.
إن حجم الصادرات الصينية يجعلها قادرة على التحكم بمثل هذا الموضوع بل إن مجرد قرار حكومي بفرض شراء سلعها باليوان, سوف يفجر التدافع المحموم من قبل المستوردين للسلع الصينية في جميع أنحاء العالم لشراء يوان في إدارة الدولة لصرف العملات الأجنبية , وسيجعل اليوان العملة المفضلة عالميا, إلا أن هذه الخطوة بحاجة لبعض الوقت.
في حال حدوث مثل هذا الأمر فإن اليوان سيكون العمة المفضلة عالميا, وسيكون سعر صرفه مستقرا لأن الصادرات الصينية غير مرتبطة بأمريكا أو اشتراطاتها. إذا بكين في طريقها لتصبح  عملاقا اقتصاديا, لكن لا يمكن ضمان قوتها المالية حتى الآن نتيجة سيطرة الدولار على كافة العمليات الشرائية, فالهيمنة الأمريكية تهدد استقرار التجارة العالمية كلها, فسياستها الدائمة أنا ومن بعدي الطوفان, وطبعا تفعل ذلك على حساب الجميع دون استثناء, فتضع العصي بالدواليب حيث تشاء, فتمنع الاستيراد من هنا وتضايق الآخرين هنا, والنتيجة خدمة مصالح الولايات المتحدة ومشاكل للجميع.
ويقول ليوك بهذا الخصوص: العولمة هي وهم من خلاله يرى الجميع أن تجارته صفقة رابحة.
استطاعت الولايات المتحدة لعقود ونتيجة سطوتها العسكرية, أن تفرض الدولار كعملة احتياطية للعالم, خاصة مع سيطرتها على وكالات الإقراض الدولية, لكن اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون بقيادة بكين وموسكو في ايكاترينبرج ، روسيا عام 2009, كان الخطوة الأولى نحو إنهاء هيمنة الدولار , وتركز النقاش حول استبدالها بعملة عالمية واحدة أو سلة من عمليات الكبرى, حينها دعا الرئيس الروسي ميدفيديف إلى عملة فوق وطنية أي ليست لدولة محددة.
الاقتصادي مايكل هدسون يقول عن هيمنة الدولار: هي ديناميكية شريرة لأنها عاجزة أصلا وتدفع بالعجز للاقتصادات الأجنبية.
الصين وروسيا و دول البريكس الأخرى ، ومنها أمريكا اللاتينية والبعض الآخر يريدون الخروج من هيمنة الدولار . إنها مجرد مسألة وقت .

للكاتب: ستيفن ليندمان
عن موقع dailycensored

الوسوم (Tags)

الدولار   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz