دام برس-عمار ابراهيم :

 اهم ما  جاء في كواليس الصحافة العالمية وفيها : الصحف التركية وانتقادات مستمرة لحكومة اردوغان وهيومن رايتس ووتش تنشر تقريرا" ناقصا" عن مجازر ريف اللاذقية...

نبدأ من الصحف التركية المستمرة في نقدها لسياسات رجب طيب اردوغان التي تورط تركيا في مشاكل اقليمية هي بغنى عنها ونقدت الصحيفة ما اطلق عليه نموذج الشراكة التركية الامريكية واصفة انه مجرد اوهام وتمنيات  

وأورد الكاتب مثالين على ذلك حصلا أخيراً هما "مديح وزير الخارجية الأميركي جون كيري للرئيس السوري بشار الأسد على التعاون في الملف الكيميائي، واعتراض واشنطن على استعدادت تركيا لتوقيع صفقة شراء صواريخ بالستية من الصين"، مضيفاً على ذلك أن "المواقف من الأحداث في سورية ومصر والعراق وإسرائيل لا تتطابق أبداً بين أنقرة وواشنطن".

وفي سياق متصل بالأزمة السورية نقلت صحيفة "راديكال" عن رئيس فرع حزب السلام والديموقراطية الكردي في ماردين رشاد قايماز وصفه الجدار الذي تبنيه الحكومة التركية في منطقة نصيبين على الحدود السورية بـ"جدار العار".

وقال إن "الأكراد لن يسمحوا اليوم لهذا الجدار أن يكتمل. إنه جدار سياسي لا أمنياً يرمي إلى الفصل بين أكراد تركيا وأكراد سورية"، لافتاً إلى "أنه إذا لم تتوقف الأعمال في عملية الحفر لأساسات الجدار فسنتحرك، وسيكون أردوغان مسؤولاً عن أي نقطة دم تراق".

بالانتقال إلى الشأن الداخلي التركي لفتت صحيفة "طرف" إلى أن "النقاشات التي تلت رزمة الإصلاح التي قدمها أردوغان، أظهرت بعد هذه الإصلاحات عن هدفها"، على اعتبار أن "الهدف من الإصلاح هو المساواة بين الأكراد والأتراك وبين السنة والعلويين، والنتيجة ازدياد الهوة والتوتر بينها" كما قالت الصحيفة.

وعن التوقعات الايجابية حول المفاوضات الايرانية مع الغرب  ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن "الأشهر السابقة شهدت ذوباناً للجليد في العلاقات بين إيران والغرب"، مشيرة إلى أن "روحاني فعل الكثير للإشارة إلى نيته التفاوض".

وأضافت الصحيفة أنه "في واشنطن، خفت القيود على أوباما، الذي لم يعد أمامه أي استحقاق انتخابي" لافتة إلى أن "عدم الاستقرار الإقليمي نتيجة الأوضاع في سورية سيؤدي حتماً إلى التركيز على موضوع المفاوضات". وقالت الصحيفة "هذا بالنسبة إلى الصورة العامة أما في التفاصيل، فإما أن تؤدي إلى اتمام الاتفاق أو كسره" مضيفة "هنا حصلت تغييرات قليلة، والمواقف بدأت تظهر. طهران رفضت شحن مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى الخارج".

ورأت الصحيفة البريطانية أن طهران "رغم أنها بدت كأنها تقدم تنازلات في مجالات أخرى، فإن رسم خط أحمر عشية المفاوضات يفصح عن تسييس يصعّب التوصل إلى اتفاق جدي". واعتبرت أنه بالرغم من أن التكهنات اليوم أفضل مما كانت عليه لسنوات "لكن الجزء الصعب يبدأ الآن".

 وفي شأن انساني واخلاقي يفضح اجرام المجموعات الارهابية التي تقتل في سوريا وبعد صمت دام أكثر من شهرين، نشرت منظمة"هيومان رايتس ووتش" تقريرا مطولا عن مجازر الإبادة والإعدام الجماعي التي نفذتها المجموعات المسلحة وعصابات"الجيش الحر" التابعة لـ"الائتلاف" في ريف اللاذقية في الرابع من شهر آب / أغسطس الماضي، والتي كانت "الحقيقة" نشرت ملفا عنها في سلسلة تقارير، مع قوائم بأسماء الضحايا، اعتبارا من اليوم الثاني لوقوع المجزرة في 4 آب / أغسطس الماضي.

وقالت المنظمة، في تقرير من 105 صفحات تحت عنوان"دمهم ما زال هنا: عمليات الإعدام وإطلاق النار العشوائي واتخاذ الرهائن من قبل قوات المعارضة في ريف اللاذقية"، إن الجمعات المسلحة المعارضة قتلت ما لا يقل عن 190 مدنياً واتخذت أكثر من مائتي رهينة أثناء عملية عسكرية بدأت يوم 4 أغسطس/آب 2013 في ريف اللاذقية، وإنه تم إعدام ما لا يقل عن 67 ضحية أو قتلهم بصفة غير مشروعة في العملية التي استهدفت قرى موالية للحكومة. وبحسب التقرير، فإن هناك مجموعتين شاركتا في العملية، هما الدولة الإسلامية في العراق والشام، وجيش المهاجرين والأنصار، ما زالتا تحتجزان رهائن، والأغلبية العظمى منهم من السيدات والأطفال. وتشير النتائج بقوة إلى أن أعمال القتل واتخاذ الرهائن وغيرها من الانتهاكات ترقى لمصاف جرائم الحرب

في وصف ما جرى، وهو يكاد يكون نسخة طبق الأصل عما نشرته "الحقيقة" في تقاريرها آنذاك، قال تقرير المنظمة : بين الساعة الرابعة والنصف والخامسة صباحاً من يوم 4 أغسطس/آب – أول أيام عيد الفطر –هاجم مقاتلو المعارضة عدة مواقع للجيش النظامي وتغلبوا عليها، وكانت تحرس المنطقة، وفي الساعات التالية دخلوا أكثر من عشر قرى. شنت الحكومة هجوماً لاستعادة السيطرة على المنطقة في 5 أغسطس/آب لتستعيد السيطرة عليها في النهاية يوم 18 أغسطس/آب.

في مقابلات على انفراد مع سكان من المنطقة وضابط مخابرات عسكرية يخدم في المنطقة، قال من أجريت معهم المقابلات لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات المعارضة دخلت أولاً منطقة الشيخ نبهان في بارودة، حيث كان يتمركز الجنود النظاميون. ما إن سيطرت المعارضة على هذه النقطة العسكرية ونقاط عسكرية مجاورة لها، حتى بدأت تهاجم قرى بارودة ونباتة والحمبوشية وبلوطة وأبو مكة وبيت شاكوحي وعرامو وبيرمسة وإستربه وأوبين وخراطة. على مدار الأيام التالية استولى مقاتلو المعارضة أيضاً على قلعة وتلا وكفرية.

وقال 14 شخصاً من سكان ثماني من هذه القرى لـ هيومن رايتس ووتش إنهم استيقظوا من النوم على أصوات الرصاص وقذائف الهاون وأصوات مقاتلي المعارضة المقتربين. وصفوا كيف حاولوا في ذعر الفرار مع مداهمة مقاتلي المعارضة للمنطقة، وفتحهم النار بشكل عشوائي على ما يبدو، وفي بعض الحالات تعمدوا إطلاق النار عليهم وهم يحاولون الهرب.

إلا أن تقرير هيومان رايتس ووتش، ولكونها منظمة موالية للغرب، ويمولها جورج سورس بمئة مليون دولار وفق اعترافه قبل بضعة أشهر، تعمد تجاهل الدور الإجرامي للإرهابي المجرم سليم إدريس، قائد ما يسمى"الجيش الحر"، رغم أنه زار المنطقة وأشرف شخصيا على بعض عمليات القتل في ريف"الحفة"،وتبجح بأنها "معركة لتحرير الساحل". كما وتعمد التقرير تجاهل عصابات  رياض الترك، مجرمي "حزب الشعب الديمقراطي" السوري" ـ حلفاء العصابات الأصولية منذ 35 عاما، لاسيما جورج صبرة رئيس"المجلس الوطني" وفائق المير أسعد عضوي قيادة الحزب المذكور. وكان المير أسعد وصف في حينه ما يجري في ريف الحفة بأنه" تحرير لريف اللاذقية يقوم بها أبطال الجيش الحر"! فقد كتب على صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك" أن"أبطال الجيش الحر يدكون القرى منطقة الحفة (بعد أن) نزلوا عليهم من رؤوس الجبال مثل الشواهين ومثل القضاء والقدر"، وقال إن لديه أخبارا مؤكدة تقول "إن الأبطال حرروا أكثر من عشر قرى ويتقدمون باتجاه القرداحة. وبشر قراءه بأن "تحرير القرداحة على الأبواب"!!