دام برس:

يقبع الجنرال ميشيل سليمان في قصره الرئاسي الفخم في مدينة بيروت الحالمة محاطاً من كل اتجاه بالحماية الكافية " المتعددة الجنسيات " لبقاء حكمه الهش واقفاً على قدمين صناعيتين تتحكم بهما المخابرات الأمريكية وورثة عبد العزيز آل سعود الشرعيين منهم وغير الشرعيين.

فالمعروف عن هذا الجنرال " العرمرم " أنه  وصل إلى الحكم ليس بسبب حصوله على غالبية أصوات الشعب اللبناني ولا لأنه حصل على أغلبية برلمانية كما جرت العادة في هذا البلد الجميل والمتعدد الثقافات الزاهي الحضور وعلى  كل المستويات وبجميع الفصول , بل لأن المخابرات الأمريكية و فتاها المدلل عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ( بفضل ملونات الشعر ) أصروا على وصوله إلى القصر الرئاسي لتمتعه بعدد من الصفات الهامة بالنسبة لهم والتي تخدم مصالحهم في السر والعلن.

فهذا الجنرال " الكبير "  يخفي خلف ارتباكه و ذهوله المتقطع تفاصيل وأحقاد من ضمنها عدائه الشديد للعروبة بمعناها المقاوم المعادي لإسرائيل إضافة للزعامة المارونية المتمثلة حاليا بشخص  الزعيم ميشيل عون.

تبدو الحياة السياسية اليومية  في بيروت بشكل عام وفي قصر بعبدا على الخصوص وكأنها انعكاس للعديد من الأدوار الإقليمية والدولية مع وجود هوامش ليست بالكبيرة يتحرك ضمنها الجميع.

مع التأكيد على أن لبنان من غير وجود حزب الله و مقاتليه الأشاوس و قائدهم الفذ الشيخ حسن نصر الله لم يكن يعني للأميركيين  و مخابراتهم و أتباعهم في شيء فهذا البعبع الواقف في وجه إسرائيل يشكل المحور الأساسي للحياة السياسية و غير السياسية في هذا البلد الفريد , فمن يريد أن يظهر ميوله لأميركا ليس عليه أكثر من الإساءة لحزب الله ولو ببضع كلمات لتفتح له فوراً كل أبواب واشنطن ناهيك عن خزائن آل سعود و ذهبهم المتعدد الألوان.

ميشيل سليمان نفسه دخل قصر بعبدا أيضاً من هذا الباب و لم يكن له أن تطأ قدماه القصر الجمهوري لو كشف عن وجهه الحقيقي القبيح.

و لم تظهر قناعات هذا الجنرال المهزوم الحقيقية إلا بعد تصاعد الأحداث في سورية ومعه بدأت تتبدا خفايا دوره و اتصالاته, بالرغم من علمه و إدراكه العميق لعدد الأرواح التي قدمها السوريون ليحيا هو و كل لبنان أيام الشدائد و المحن.

فقد أدرك أن رأس حزب الله محال الوصول إليها ما دامت سورية ( القوية) و قاسيونها ( الصلب ) يقودهما قلب الأسد و نبضه العربي.

و تحت شعارات الحيادية و الحرية و الإنسانية و الاستقلال و النأي بالنفس و ضرورة تنفيذ القرارات الدولية و حماية البلد سعى و يسعى فخامة الجنرال لذبح أهل الشام و قتل عقيدتهم بكل الوسائل و السبل ليتفرغ فخامته بعدها لأخوة و أبناء الشيخ عماد مغنية بدون أي عناء يذكر.

لا تمضي ساعة لا يتحفنا هذا الجنرال العروبي الكبير بتعليق على حسابه على تويتر حتى تكاد تعتقد أن لا شغله و لا عمله له إلا هذا العمل , لكن هدفه الحقيقي من وراء ذلك هو أن يقول  للأميركيين لا زلت على عهدي معكم أيها الأعزاء , وإلا فمنذ متى تناقش أمور الدولة و الشأن العام بهذه الطريقة ( السرية ).

ففخامة الجنرال القابع في قصر بعبدا يحلم إما بالتمديد أو شيء على شاكلته و وزنه وغير ذلك فإلى جهنم و بئس المصير.

نعم لم يبق مكان للعرب و لا للعروبة لكن أيضاً لن يبقى مكان لأمثال هذا الجنرال المهزوم المستلب العزيمة و الإرادة و الرؤية , فكل شيء يتغير يا فخامة الرئيس و حسناً تفعل بجلوسك منذ الآن لساعات و ساعات أم شاشة حاسوبك الخاص ذو العشرة نجوم.

طبعاً لهذه الأسباب و غيرها ينظر العرب بكل مكان إلى قائد جيش لبنان العميد جان قهوجي بتقدير و احترام شديدين.

ابن البلد / القاهرة