Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 17 نيسان 2024   الساعة 02:01:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ما بين الوهابية والصهيونية .. سامي العباس

دام برس:
كما وضعت العقيدة الصهيونية يهود العالم في خدمة الإمبرياليتين : البريطانية ومن ثم الأمريكية .كذلك لعبت وتلعب الوهابية في العالم الإسلامي هذا الدور المشبوه . لا نستند فقط في قراءتنا هذه إلى كتاب ناصر السعيد –على أهميته- تاريخ آل سعود عملاء الإنكليز والأمريكان ..بل نتتبع سياقين متشابهين لظاهرتين” لاهوبولوتيك ” من حيث تمو ضعهما الإستراتيجي كشريك تابع لإمبراطوريتين تسيدتا العالم على التوالي منذ قرنين ونيف ..الإستثمار السياسي في الدين يشكل نقطة اللحام الأولى بين الظاهرتين .لكن نقاط اللحام الأخرى تتالى : الإستيلاء على الأماكن المقدسة للمسيحيين والمسلمين في كل من فلسطين والجزيرة العربية. ثم التموضع الإستراتيجي في مجرى المشروع الإستعماري البريطاني ولاحقاً المشروع الإمبريالي الأمريكي بوظيفة مشتركة : العمل بكل الوسائل على إحباط المشروع النهضوي للعالمين : العربي و الإسلامي .
يجمع تموضعهما داخل الجغرافية العربية ميزتين :النفط ,والمقدس “أي المال والأيديولوجية ” ويمنحهما قدرة على التحرك في المستويين :الإستراتيجي والتكتيكي , لمواجهة المفاجآت, و الدخول الإستخباراتي لرصد الإرهاصات في طورها الجنيني. ووأدها أو تلغيمها, أو الإمساك بأعنتها..
لقد ضخت السعودية- كقاعدة للعقيدة الوهابية – في محيطها العربي -الإسلامي :المال والدعاة والأيديولوجيا .واشترت حيث أمكن ذمم النخب السياسية الحاكمة للسكوت على مد نفوذها داخل المجتمعات الإسلامية . بغية إعادة أسلمتها بطريقة تحيل مناخها العقلي إلى سد منيع في وجه تأثيرات حركة المثاقفة التي بوشر فيها قبل قرنين من الآن .كل ذلك للإمساك بسيرورة التحديث من بلعومها ..
وللوهابية قرص في كل عر س يقام إحتفاءً بهزيمة التقدم في العالمين العربي و الإسلامي .فكما تواطأت مع بريطانيا على استنزاف ومحاصرة مشروع محمد علي في مصر القرن التاسع عشر .كذلك تصرفت حيال المشروع الناصري عبر استنزافه في اليمن , وإغلاقها فمه – بعد هزيمة حزيران- بالمعونات التي لا تؤمن أكثر من كسرة الخبز لكي يموت عبد الناصر قهرا ًوكمداً…ومن تحويلها العمالة العربية والإسلامية في السعودية ,وسيلة لدس اليدّ في ديالكتيك التحولات الإقتصادية –الإجتماعية لمصر وبلاد الشام واليمن وباكستان وبنغلادش ..إلخ ..ووسيلة لتمدد الوهابية على حساب إسلام أكثر اعتدالاً ,أنتجته مجتمعات أكثر تمدنا.كانت قد باشرت تلمس طريقها للتصالح مع الحداثة في توقيت مقارب لنفس التوقيت الذي ظهرت فيه الحركة الوهابية (1)..
ومن شراء الثورة الفلسطينية إلى شراء الأحزاب التقدمية ,إلى شراء الأقلام والأفلام وفضائيات صناعة الرأي العام والذوق في الملبس والمأكل والعلاقات الإجتماعية والسلوك حيال المرأة , واجهت السعودية كل جهد يبذله مجتمع عربي أو إسلامي للتخلص من ركوده التاريخي .متحالفة لذلك مع الإمبرياليتين الإنكليزية والأمريكية تباعاً .ومتراصفة كتفاً إلى كتف مع زميلتها الصهيونية كوظيفتين استراتيجيتين يديرهما الأمريكي للإمساك ببلعوم العالم .(2)…زمالة الطريق هذه- بين الوهابية والصهيونية- تفتح على سؤال : هل هناك قرابة سلالية أو أيديولوجية بين الطرفين ؟
كتاب ناصر السعيد(3) : تاريخ آل سعود يكشف الأرومة اليهودية المشتركة لمؤسسي المشروع الوهابي : 1- التاجر اليهودي البصري “مردخاي بن إبراهيم بن موشى” مؤسس السلالة السعودية المباركة.
2- و اليهودي من بورصة ” أشولمان قرقوزي” الجد الأعلى لأسرة آل الشيخ الوهابية ..
غير أن فرع الإستخبارات الإنكليزية في البصرة كان الحاضنة التي فقست المشروع الوهابي .وتولته بالرعاية والحماية مع جملة سلالات بدوية أخرى كانت تعدها كحاميات محلية على طريق الهند ,جوهرة التاج البريطاني آنذاك .. على المقلب الآخر تعرّي مذكرات أمير البحر البريطاني اللورد بالمسترون الإستيقاظ المبكر البريطاني على أهمية إيجاد حاجز بشري معادٍ لمحيطه على المفصل بين مصر وبلاد الشام ..
كذلك تكشف مذكرات دزرائيلي رئيس وزاء بريطانيا المعاصر لمحمد علي الخيوط الأولى لفكرة تهجير اليهود إلى فلسطين وخلق الذراع الأيديولوجي للمشروع “العقيدة الصهيونية ”
يمنحنا التمعن في مجريات القرنين الفائتين فرصة وضع اليد على الأرومة المشتركة لعقيد تين نهضتا بمعظم الجهد المعرقل لنهوضنا كعرب أومسلمين من وهدة التخلف .وعلى الوشائج التي تشدهما إلى وظيفة واحدة يتولى الآن السيد الأمريكي ضبط إيقاعها ..

سامي العباس

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz