Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الشهرة و الطفولة .. هل يتجانس المزيج ؟

دام برس - رانيا مشوِّح :
هم أقرب للملائكة من بني البشر ، لطهرهم مفعول يذيب أغوار الجبال ، حالمون ، طيبون ، أرق مخلوقات الله ، و أحبابه ، طفولتهم غايتنا و ضحكاتهم ملاذنا ، و لكن عندما نجد أن طريقة حياتهم بدأت تتبلور في مسارات جديدة و رغم جمالها فهي لا تقل خطورة ، نقف متسائلين هل لعالم الأطفال متسعٌ للشهرة و خباياها ، و هل أجسادهم الصغيرة تقوى على تعب الساعات الكثيرة باكراً ؟ ، و الأهم من هذا و ذاك هل تركيبتهم النفسية النقية الصافية تحتمل شوائب عوالمٍ خفية ؟ ، من هنا كان لابد لنا من البحث عن إجابات لتساؤلاتنا عبر المسارات الإجتماعية و النفسية حيث حدثنا عن تأثير الشهرة بمفهوميها الإيجابي و السلبي الأستاذ محمود العلي معاون مدير الصحة النفسية في وزارة الصحة قائلاً : إن لشهرة الأطفال جانب إيجابي تتمثل في لحظات السعادة والشعور بالتميز والتفوق التي يعيشها الطفل عند تسليط الضوء عليه ويزيد اهتمام الأهل والمحيط الاجتماعي والأقران حيث يتحول لمحو ر الإهتمام ، إلا أن الأثر السلبي يتمثل في وضع الطفل تحت المراقبه والمتابعه وخاصةً عن وجود تنافس أمر مضر على المستوى النفسي سواء فاز أو خسر.
و عن الآثار النفسية التي يتعرض لها الطفل قال العلي : الآثار النفسية للشهرة تتكون في الشعور بالضغط النفسي والشعور بالخوف والقلق والتوتر من رد فعل الجمهور، إن الأطفال المشهورين تعتبر مرحلة الطفولة بالنسبة لهم انتهت حيث يفقد الطفل الكثير من مطالب النمو الأساسية التى تحقق له نمو شخصيته بشكل سليم وهذا لايعني عدم تنمية المواهب منذ الصغر لكن تعرضهم لمنافسات واسعة للوصول للشهرة ليس صحياً.
و عن دور المجتمع المحيط بالطفل و الأهل تحدث العلي : إن ما يغضب الطفل المشهور هو تدخل الكثير ين في حياته وبأدق التفاصيل فبعض الأهالي أو مدراء أعمالهم يعرضوهم لضغوطات تفوق عمرهم وينهكوهم بالظهور الإعلامي فلا يجدون وقتاً للنوم والراحة ومتابعة الدراسة بالإضافة للتدريبات.


أما عن شعور التفوق الذي يباغت الطفل على أقرانه جراء الشهرة قال العلي : إن الشهرة في مجال الغناء والتمثيل والرياضة والتفوق العلمي تضخم صورة الذات لدى الطفل والشعور بالعظمة والغرور وأنه متميز عن أقرانه ومختلف .
و عن طريقة التعامل الصحيح من قبل الأهل مع أطفالهم تحدث العلي : بالنسبة للأهل الشهرة تحتاج لتعامل ذكي من الأسرة و المحيطين لتفادي الآثار السلبية التي يمكن أن تطال شخصية الطفل يجب استثمار الآثار الإيجابية وتنمية المواهب والتركيز على متابعة الدراسة واحترام الآخرين ،فوجود أعداد كبيرة من المعجبين والمشاركة بعدد كبير من الأنشطة يحفز أجزاء من الدماغ وخاصة المتعلق بنظام المكافأة والتعزيز .
و من الجانب الآخر كان لقاء مع الصحفية آمنة ملحم والدة الطفلة نايا جناد راقصة الباليه في فرقة سورية للمسرح الراقص حيث حدثتنا عن التغير بشخصية طفلتها بعد دخولها مجال الشهرة : بالتأكيد الإندماج مع الأطفال لاسيما في سن صغيرة أربع سنوات ساعد على تقوية شخصية ابنتي ومنحها الثقة بنفسها حيث خفف من حدة الخجل لديها وأصبحت أكثر تفاعلاً مع الآخرين. و بدورها حدثتنا الصحفية أمينة عباس والدة الطفليّن الفنانيّن ربيع و شادي جان قائلة : تغيرت شخصيتهم نحو الأفضل فالشهرة عنت لهم المسؤولية والسعي لتقديم الأفضل ، على الرغم من دخولهم الوسط الفني في عمر مبكر الا أنهم ادركوا أن ما يقومون به مسؤولية تفرض عليهم الاجتهاد ليس في التمثيل فقط بل في جميع النشاطات التي يقومون بها حتى لا تتعارض هذه النشاطات مع دراستهم .
و عن طريقة التعامل مع هذا التغير و كيفية توجيهه قالت ملحم :
حاولت كثيراً تشجيعها على المزيد من التفاعل مع الآخرين، ووجهت دائماً الملاحظات الإيجابية لها لزيادة الثقة بنفسها لتكوين الصداقات وبث روح المنافسة في قلبها لتعطي المزيد بما بساهم بتطوير موهبتها.
و في نفس الإطار قالت عباس : على صعيد التعامل مع الآخرين لم تتأثر علاقتهم مع المحيط لأنهم بقوا أطفال يمارسون حياتهم الطبيعية وهذا ما حرصنا عليه منذ البداية حتى لا يحرمون من طفولتهم .
أما عن الدوافع وراء اقحام طفلتها في هذا المجال قالت ملحم :


بحكم عملي في الصحافة كنت أتفاعل كثيراً مع الحفلات التي يظهر فيها الأطفال بعروض الباليه، ما دفعني للفت نظر طفلتي بهذا الإطار واصطحابها لعرض للأطفال بعدما لاحظت في المنزل اهتمامها بالرياضة عموماً ومحاولتها دائماً إجراء تمارين بمفردها، فإتجهنا نحو فرقة سورية للمسرح الراقص بقيادة نورس برو وكان الإهتمام رائع بالأطفال وتوجيههم بالشكل المناسب.
و عن هذا حدثتنا عباس : نحن لا نتعامل معهم إلا من خلال طفولتهم ونسعى دائماً لعدم تكريس مفهوم الشهرة لديهم بشكلها الخارجي الذي قد يقع فيه الكثير من أطفالنا بتاييد من الابوين.


بدورها حدثتنا الطفلة نايا جناد عن ما يُثيرها في الشهرة :أحب الرياضة والرقص أكثر من اتجاهي نحو الشهرة ، فجميع من هم حولي يحبون رقصي للباليه ويشجعونني للاستمرار في هذا المجال.
وعن شعورها بالتميّز عن أقرانها قالت جناد:الأطفال من حولي يحاولون تقليدي ويعجبون برقصي للباليه كما يدعونني للرقص بينهم ويصفقون لي.
كما حدثنا الطفل شادي جان قائلاً : أجد تصرفات بعض الناس مختلفة بسبب ظهوري على شاشة التلفزيون و السينما ، و لكن عن نفسي لا أجد أنني مختلف عنهم ،فأنا في المدرسة طالب و لست ممثل ،أعزف الموسيقا كعازف و لست ممثل ، كما أن البعض لا يعنيهم كوني ممثل أو لا فهم لا يهتمون بهذا المجال و هذه الأشياء .
بدوره قال الطفل ربيع جان : أشعر أحياناً بأنني مختلف قليلاً ، فبعد عرض الأعمال التي أشارك بها أصبح معروفاً ، لكن شخصياً لا يعني لي هذا كثيراً فأكثر ما يهمني هو أنني أمارس المهنة التي أحب أكثر من حبي للشهرة.
لمواهبهم البريئة صوتها الرقيق الذي يطرب القلوب فهم مميزو المستقبل،لذا لا بد من حسن الرعاية و التوجيه فالجذر القوي يثمر عنفواناً عطراً ينثر الحلم أينما حلّ ،فحافظوا على برائتكم لكي نحافظ على ما تبقى لنا من أحلامٍ بين أهدابكم.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz