دام برس :
أكدت تقارير إعلامية، أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قاعدة «الأسد» الجوية في العراق ساهمت في إبطاء تنفيذ قرار «الانسحاب السريع» من سورية، وسط تأكيد عراقي بانسحاب 25 بالمئة من قواته من العراق خلال العام الماضي، وأنباء عن أن وزير الخارجية الأميركي أبلغ بغداد مؤخراً أنها قد تتعرض لاعتداءات إسرائيلية.
وبحسب وكالة «رويترز»، كانت الانتقادات اللاذعة تنهال على الرئيس الأميركي في الداخل والخارج لإعلانه المفاجئ في 19 الشهر الماضي سحب القوات الأميركية على الفور من سورية عندما وصل إلى قاعدة «الأسد» الأميركية الجوية في العراق في اليوم التالي لعيد الميلاد.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين: أن ترامب استمع داخل وحدة من الحيش من الوحدات سابقة التجهيز التي يستخدمها الجيش ذات سقف مقوس وتحيط بها أسلاك شائكة إلى تقارير من القادة الأميركيين عن العمليات تشير إلى أن النصر على تنظيم داعش الإرهابي أصبح في متناول اليد وأن جيشه لا يحتاج إلا لوقت قصير فقط لاستكمال المهمة.
ونقلت الوكالة عن ثلاثة مسؤولين أميركيين مطلعين على ما دار في اللقاء: أن قائد قوات «التحالف الدولي» في الحرب على داعش في سورية والعراق اللفتنانت جنرال بول لاكاميرا شرح لترامب، الذي كان صبره على الحرب قد نفد، الأسباب التي تجعل الانسحاب السريع من سورية مستحيلاً من دون تعريض القوات للخطر، وأن اللقاء استمر نحو 45 دقيقة، ساهم في بلورة تفاهم بين ترامب وكبار القادة على الأرض.
وساعد هذا اللقاء بحث الوكالة في إتاحة مجال لالتقاط الأنفاس للجيش والدبلوماسيين في الولايات المتحدة من أجل التخطيط لانسحاب أكثر تأنياً من سورية.
ورغم أن ترامب أعلن في البداية عن انسحاب سريع لكنه عاد في السادس من كانون الثاني الجاري وقال: «سننسحب في سورية وسنسحب قواتنا، لم أقل قط أننا سننجز ذلك بسرعة»، بعدما سبق وقال في 19 كانون الأول أن القوات الأميركية عائدة للبلاد «الآن».
ونقلت الوكالة عن مصدر لم تحدد صفته تقليله من هواجس ترامب بشأن ما إذا كان الانسحاب سيتم خلال أسابيع أم أشهر، وقال: «كل ما يريد أن يعرفه (ترامب) هو أنه يحدث (الانسحاب)».
وقال المسؤولون الأميركيون الدبلوماسيون: إن الحلفاء يريدون أيضاً معلومات عن الدور الذي سيلعبه الجيش الأميركي بعد الانسحاب لضمان ألا تقوم لداعش قائمة مرة أخرى.
في الأثناء، نقلت صحيفة «الإندبندنت «البريطانية بحسب وكالة «هاوار» الكردية عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية «أنه في عدة مناسبات خلال عام 2018، قال ترامب بشكل خاص أنه يريد الانسحاب من منظمة حلف شمال الأطلسي».
وبحسب «هاوار»، كتب الصحفي المستقل والمحلل العسكري الأميركي جوزيف تريفثك لموقع «ذا درايف» الأميركي: أن الجيش الأميركي يمضي قدماً في خطة توسيع وجوده بشكل كبير في قاعدة «موفق السلطي» الجوية في الأردن من أجل استيعاب أفضل لمزيج واسع من الطائرات الحربية وطائرات الهجوم الأرضي والطائرات المسلحة من دون طيار وطائرات الشحن وغيرها.
وذكر أن مشروع البناء الذي تبلغ تكلفته ملايين الدولارات يأتي في الوقت الذي تتحرك فيه إدارة الرئيس ترامب لسحب القوات الأميركية من سورية المجاورة.
وفي شأن منفصل، نقلت وكالة الأنباء الألمانية «د. ب. أ»: أن مصدراً سياسياً عراقياً كشف أن «وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أبلغ لدى زيارته العراق مؤخراً، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بأن إسرائيل قد تقصف في أي وقت، أهدافاً داخل الأراضي العراقية، ترتبط بفصائل مسلحة تقاتل في سورية».
وفيما لم يحدد من هي «الفصائل»، أكد المصدر أن بومبيو أخبر عبد المهدي «أن وجهة النظر الإسرائيلية تقول بعدم جدوى مهاجمة مقرات هذه الفصائل داخل سورية، لأنها تعود كل مرة إلى تنظيم صفوفها والانطلاق من العراق مجدداً».
وكانت وكالة «فرانس برس» لفتت إلى أن عبد المهدي أعلن في مؤتمر صحفي عقده مساء الثلاثاء الماضي أنه «في كانون الثاني 2018، كان هناك نحو 11 ألف جندي أجنبي، 70 بالمئة منهم أميركيون» في العراق، وتابع «في كانون الأول انخفض العدد الكلي إلى ثمانية آلاف، بينهم ستة آلاف أميركي».
ولفتت الوكالة إلى أن الإعلان جاء بعد شهر من قرار الانسحاب الأميركي.