Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 08 تشرين أول 2024   الساعة 16:35:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ألم يكف المواطنُ السوري لهثاً وراء لقمةِ عيشه ليلهثَ خلف وسيلةِ نقله أيضاً ؟ وتبقى "الخمسون ليرة" جزء من القصة

دام برس - بتول الشيخ بكري :
مشهدٌ ليسَ ببعيدٍ عن مخيلةِ كلِّ شخصٍ منَّا، لطالما رأينا اكتظاظاً عند المواقف الرسمية لأناسٍ تنتظرُ وسيلةَ نقلٍ توصلُها إلى حيثُ تريد، إن نظرتَ لتلك الوقفة  لظننتَها وقفةَ محاربٍ يستعدُّ ويتأهب لمعركةِ قتالٍ ونزاعٍ محاولاً أن ينهيها بإعلانِ رايةِ انتصاره، وحصوله على..  كرسيٍّ في "مكرو"!
مركز تبادل النقل العام "جسر الرئيس" يشهد يومياً معاركَ طاحنة، وكأنه لزاماً عليك أن تسعى بين طرفيه كالذي يسعى بين الصفا والمروة، لتحصلَ في النهايةِ على..كرسي في "مكرو"

ما المشكلة؟

يركض المواطن من طرفٍ لآخر وهو لا يدركُ  أين هو المكان المخصص ليفرغَ "السرفيس" ركابه وينقلَ آخرين، وهنا تشعر وكأنَّ سائق "المكرو" يستلذُّ برؤيةِ الناس تلحق به متلهفةً وكأنه يُشبع بذلك عقدةَ نقصٍ بسعيه وراء أناس أعلى منه شأناً في حياته، نحن لا نتحدث عن ذلك المشهد في أوقات الذروة ف حسب، بل يتكرر الأخير على مدار ساعات النهار وحتى في أيام العطلة الرسمية، فأين هي المشكلة؟ هل نقصٌ في عددِ المكاري المخصصة لنقل الركاب؟! أم نقصٌ في مخصصاتِ المحروقات لتلك المكاري؟! أم أنَّه لا هذا ولا ذاك، بل هي مشكلةٌ في الثقافةِ المرورية لدى المواطنين؟!
الواقع الميداني

تواجدنا لأكثرَ من يومٍ عند موقف "جسر الرئيس" في أوقاتٍ متفرقة من ساعات النهار، وكان لنا وقفاتٌ مع عددٍ من المواطنين، فالمواطنة " ر، م " ذكرت أنها تتعذبُ كثيراً لتجد وسيلةَ نقلٍ عامة توصلُها إلى منزلها، وحسبما ذكرت أنَّ المشكلة تكمن في السماح للكثير من سائقي المكاري التعاقد مع المدارس في أوقات انصرافهم، مما يجعل حصولها على فرصة ركوبٍ أمراً شِبهَ محال في هذا التوقيت.
بينما ذكرت أخرى والمدعوة " ع،م " أنَّ هناك نقصٌ في عدد "السرافيس" المخدِّمة لخط "دمشق ضاحية قدسيا"، غَيْرَ أنّ أحياناً سائق هذا الخط يأخذ أكثر من التعرفة الرسمية خمسين ليرةً سورية في حال سلوكه طريقَ القصر بدلَ طريق الربوة، وأضافت قائلة: ذات مرة سائق "السرفيس"   أنزل راكبة طاعنة في السن لأنها لم تَرْضَ أن تدفع خمسين ليرة إضافية!
وأضافَ مواطنٌ آخر والمدعو "ص، ع" أنه يصعب عليه إيجادُ وسيلةَ نقلٍ عامة تُقِلُّه إلى منزله عند الساعة الثامنة مساءً، مما يضطره للجوء إلى السيارات الخاصة الواقفة عند "جسر الرئيس" والتي تأخذ ثلاثمئة ليرة سورية على الراكب الواحد، وعبّر قائلاً: كيف لي أن أدفع يومياً هكذا مبلغ وانا راتبي لا يتجاوز الأربعين ألف ليرة سورية ؟!
في حين ذكرت المواطنة "ك،م" أنها لا تستطيع الركوب إلا بعد سعيها أكثر من مرة بين طرفي "جسر الرئيس" لعدم وقوف المكرو في مكانه المخصص لإنزال ركابه.


هامش.. خمسون ليرة
عندما ذكر أحد المواطنين أنه أحياناً يأخذ منه سائق "الميكرو" خمسين ليرة إضافةً إلى التعرفة النظامية، هنا لا بدَّ من مناقشةِ أمرٍ ما وهو أمرُ ال "خمسين ليرة".
سائقٌ يأخذ خمسين ليرة سورية زائدة، وموظفٌ في حلب ألقى وزير الداخلية  القبض عليه متلبساً وهو يأخذ خمسين ليرة إضافية، فما هو ذاك المفعول السحريُّ للخمسين ليرة؟!
لن نقولَ أن هناك مليارات تُسرق وليس من مُحاسب فحسب، بل نضيفُ أنَّه في علم النفس عندما يُجرَّم المجرم قبل معاقبته والتشهير به يتم الرجوع إلى الأسباب التي دفعته لِفعلته، تُرى ما هي الأسباب التي تدفع سائق ميكرو أن يأخذ خمسين ليرة إضافية؟! والمعنى في قلب الشاعر.
التوجه إلى المعنيين

 بدورنا توجهنا بتلك المشكلات إلى محافظة ريف دمشق حيثُ المكتب التنفيذي والتقينا رئيسَه السيد "عامر خلف" والذي أفادنا -بعد استغرابه بوجود مشكلة في ذلك الخط- بإحصاءاتٍ مفصلة لأعداد السرافيس المُخدِّمة لخطوطٍ عدة ومنها خط "قدسيا البلد" والبالغ عددهم 53 ميكرو، وخط "قدسيا جمعيات" 57، وخط "دمشق قدسيا المعهد" 17، وخط "دمشق قدسيا جمعيات نزلة الأحداث" 81، بينما خط "دمشق ضاحية قدسيا" يبلغ عددهم 128، وأردف قائلاً: إنَّ هذه الأعداد لدينا على الورق، بينما على أرض الواقع فالعددُ أقل، وأكد في حديثه أنَّ وسائل النقل العامة تبقى متوفرة حتى الساعة العاشرة مساءً.
محاكمة..

إن كان هناك أعدادٌ لا بأس بها من وسائل النقل العامة حسب الإحصائيات المذكورة، فأين هي المشكلة؟ وما سبب الازدحام اللامنطقي؟ لمعرفةِ تفاصيلَ أكثر ما كان لنا إلا أن ننزلَ إلى أرض الواقع ونلتقي رئيسَ خط باب توما السيد "محمد نصار نصار" والذي أفادنا قائلاً: كان هناك مشكلة في توفر وسائل النقل لكنها آخذة في التحسن تزامناً مع الضبط الذي صدر منذ ما يقارب 10 أيام من مؤسسة النقل بدمشق والقاضي بتكثيف عدد عناصر شرطة المرور والمراقبين ومفتشي باصات النقل الداخلي، وعلى إثر ذلك ضُبطَ موضوع التعرفة، وأما فيما يخص أعداد وسائل النقل المخدِّمة فقد تم تزويدنا بباصات نقلٍ داخلي من مؤسسة النقل بدمشق، وأكد "نصار" خلال حديثة أنَّ عدد المراقبين 10 أشخاص ومتواجدين في أماكنهم المخصصة من السادسة صباحاً حتى التاسعة مساءً، وأشار "نصار" إلى عدم وجود ثقافة مرورية لدى المواطنين، مما يسبب حالةً من العشوائية في الركوب، مؤدياً ذلك إلى منظرٍ غيرِ حضاري.

مسؤولٌ يصرح ومواطنٌ ينفي!

رئيس خط باب توما السيد "محمد نصار نصار" أفاد أن هناك باصَ نقلٍ داخلي كل خمس دقائق تقريباً  يُقِلُّ الركاب وينطلق، في حين يقول المواطنون أنه بالكاد يأتي باصٌ كل نصف ساعة إلى ساعة ويُقلُّنا!! وعندها نرتاده وقوفاً لا جالسين!
البشرى والختام

المشكلة الأبرز تكمنُ في نقصٍ بوسائل النقل حسبَ مواطنون، وهذا ما تتداركه باصات النقل الداخلي المُفرزة من مؤسسة النقل بدمشق يوماً بعد يوم وَفقَ ما أكده مسؤولون، والبشرى التي أكدها كلٌّ من رئيس المكتب التنفيذي السيد "عامر خلف" و رئيس خط باب توما السيد "محمد نصار نصار" هو قدوم مئتي باص نقل داخلي لتخديم الخطوط الآنفة الذكر وذلك من مؤسسة النقل بدمشق.
ولكن يبقى هناك تساؤلان لا يقل أحدهما عن الآخر أهمية، أولهما متى سنملكُ ثقافةً مرورية تجعلنا نتقدمُ خطوةً على الأقل باتجاهِ منظرٍ أكثر حضارة، فإن حرص كلُّ مواطنٍ أن يقف في المكان المخصص لوقوف وسائل النقل، فحتماً سيأتي الباص لخدمة المواطن.
وثانيهما ما هو سبب تلك الفجوة الملموسة  بين المسؤول والمواطن؟!
وإليكم الحكم.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz