خاص دام برس :
كانت كلمات الطفل عبد الله طبشة القادم من حلب مفعمة بالفرح والأمل وهو يخبرنا أنه أتى إلى جمعية خطوة للأطراف الصناعة ليركّب يداً ذكية تعيد إليه توقه الكبير ليحركها ويؤدي بها ما حرمه الإرهاب الجبان وهو في ريعان الطفولة منه. الطفل عبد الله لم ينسَ وهو يتحدّث إلينا بين يدي أطباء ومختصي الجمعية وبمساعدة الوفد الصيني الذي أتى ليقدم خبراته و 25 طرفاً ذكياً .. لم ينس أن يوجه التحية إلى الجيش العربي السوري وخصوصاً لجرحاه قائلاً: "بقلن لجرحى الجيش الله يشافيكن ويعافيكن يا رب".
جمعية خطوة التي آلت على نفسها التصدي لمهمة إعادة الأمل لمن فقد شِلواً من جسده لم تدّخر جهداً في محاولة مد جسور التواصل مع كل من يستطيع المساعدة في أنبل مهمة إنسانية يمكن أن يعمل المرء عليها. وعلى هذا الأساس أثمر التواصل مع الأصدقاء الصينين زيارة وفد أخصائي حاملاً معه خبرات طبية، وهدية هي 25 طرفاً صناعياً أتوا ليأخذوا مقاساتها على أن تكون جاهزة ومركّبة قبل نهاية العام.
دام برس زارت جمعية خطوة بحضور الوفد الصيني الذي كان وكادر الجمعية منهمكين في عمل دؤوب مع بعض المصابين الذين فقدوا أطرافاً من جسدهم وكان لها عدة لقاءات.
المحامي عماد سكاف أمين سر جمعية "خطوة" للأطراف الصناعية التي تعنى بتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ببتر الأطراف نتيجة الحرب في سورية وتعنى بالمصابين والمتضررين جسدياً ببتر الأطراف من جميع المواطنين السوريين والمقيمين في سورية يشرف عليها مجموعة من الشباب السوريين المتطوعين المؤهلين علمياً وإدارياً ولغوياً وتقنيً، وقال سكاف أن التواصل بين الجمعية والمصابين أو أهاليهم يتم عن طريق الاتصال المباشر مع الجمعية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتابع سكاف قائلاً: زيارة الوفد الصيني الآن هي لأخذ طبعات جبسية وسيلكونية وأخذ المقاسات ثم إن شاء الله تركيبها لمحتاجيها في الشهر القادم قبل بداية العام القادم.
المواطن محمود من حلب أتى بطفلته الصغيرة التي حرمتها سيارة مفخخة من قبل التنظيمات الإرهابية من إحدى يديها إلى جمعية "خطوة" ليقوم بتعويضها بطرف صناعي ذكي شاكراً للجمعية ما تقوم به من عمل إنساني ومحيياً جهود الجيش العربي السوري وجراح جرحاه التي سكبت دمها على أرض حلب لتخليصها من الإرهاب والإرهابيين.
المواطن حسن العبد الله الآتي من القامشلي شكر بدوره جمعية خطوة لمبادرتها أولاً ولاهتمامها وعنايتها الكبيرين اللذين لمسهما منذ بدأت الجمعية بالتواصل معه لمساعدة طفله الذي فقد ذراعيه الاثنتين وتقوم الجمعية الآن بمساعدته لتركيب طرفين أحدهما صناعي ذكي.
المخترعة السورية مريم شبانة التي قدمت اختراعاً في معرض الباسل للإبداع والاختراع هو عبارة عن طرف صناعي ذكي لجرحى الجيش العربي السوري أتت إلى الجمعية لفتح آفاق التعاون معها ومع الوفد الصيني فيما يخص الاختراع الذي عملت عليه، وذلك بغية توسيع شريحة المستفيدين منه لتشمل الأطفال والمصابين المتضررين جسدياً من المواطنين السوريين.
وقالت شبانة لدام برس إنها تأمل في أن يكون اختراعها بارقة أمل تعيد القدرة الوظيفية لكل من فقدها نتيجة الأعمال الإرهابية التي ضربت في سبع سنوات الحرب الإرهابية على سورية.
من جهتها قالت السيدة ميساء رسلان رئيسة مبادرة أهل الشام التي كانت في زيارة للجمعية أثنت على عمل الجمعية و مبادرتها المميزة في هذا المجال الإنساني النبيل، وقالت إن زيارتها تهدف للاطلاع على آفاق التعاون بوجود الوفد الصيني فيما يخص مبادرة احتضان الأيتام ورعايتهم ودعمهم وأكدت أن المبادرة مصممة على توسيع دائرة رعايتها واحتضانها لأوسع شريحة من الأطفال الذين هم بحاجة إلى مساعدة.
رئيس الوفد الصيني روبر كيو وأعضاء الوفد أكدوا لـ"دام برس" أن التعاون مع جمعية خطوة بداية وقد أثمر في مرحلته الأولى البدء بأخذ المقاسات لتركيب 25 طرفاً صناعياً ذكياً لبعض المصابين والمتضررين جسدياً، وأن هذه الخطوة ستتبعها خطوات أخرى أوسع، وأشاد كيو بجهود فريق الجمعية من مختصين وفنيين وإداريين في المتابعة الدؤوبة لكل ما من شأنه إعادة الأمل لمن يحتاج المساعدة في هذا الشأن. وأكد أعضاء الوفد تصميمهم على ألا يدَّخروا جهداً في كل ما من شأنه مد يد العون لإعادة القدرة الوظائفية لمصابي الحرب في سورية.
بدوره قال د. ريمون هلال رئيس مجلس إدارة جمعية خطوة للأطراف الصناعية لدام برس إن الجمعية استطاعت خلال فترة قصيرة المضي قدماً وبخطوات ثابتة وعملية لتقديم نظام معالجة متكامل يبدأ بالمعالجة الفيزيائية وتركيب الأطراف الصناعية ولا ينتهي بالدعم النفسي والتعليم على المشي والقيام بالوظائف الحركية التي فقدها المصاب.
وأضاف د. هلال: نحاول دائماً فتح قنوات تواصل مع كل من شأنه أن يدعم هذا المشروع الإنساني، ومؤخراً أثمر التواصل مع الجانب الصيني بهذه الزيارة التي ترون ثمارها الآن، وهي خطوة في طريق طويل نعمل عليه. وتوجّه د. هلال بالشكر للسفارة السورية في الصين والأمانة العامة للتنمية السورية ولكل الجهات والمؤسسات والفعاليات الاقتصادية التي دعمت وتدعم الجمعية في عملها الذي تقوم به.