دام برس - هنادي القليح :
عام دراسي جديد حمل معه أزمة المواصلات التي اعتادها المواطن مع بداية كل موسم دراسي دون حل جذري لهذه الأزمة ، وعلى ما يبدو فكرة طرح سيارات الأجرة الجماعية في شوارع دمشق و ريفها لم تحل أزمة المواصلات ، إذ لا زال الازدحام خانقاً و المواطن يتذمر و السائق واقع ما بين أنانيته و مصالحه الشخصية تارة و بين تخديم المواطن تارة أخرى ، فهل إلى الحل من سبيل ؟
التقينا عدداً من المواطنين السائقين منهم والركاب لمعرفة وجهات النظر المختلفة و بلقاء السائق أبو أحمد على خط سير قدسيا جسر السيد الرئيس تحدث لنا عن مشكلته مع السائقين على خطوط الهامة و قدسيا ومشروع دمر وهي قلة المخصصات اليومية من مادة المازوت ، إذ أن المخصصات تقدر فقط بثلاثين لتراً ونعمل لفترات طويلة فأنا أعمل من الساعة السابعة صباحاً و حتى الثامنة مساءاً أضطر لشراء عشر ليترات من مادة المازوت بالسعر الحر ، إضافة للمخصصات المحددة لنا هذا عدا أن المحطة التي تزودنا بالمخصصات توقف توزيع المخصصات لمدة يومين أسبوعياً فنضطر للانقطاع أو الشراء بالسعر الحر ،و ذكر ابو أحمد أن الأزمة على خط الهامة أكثر من غيرها لقلة الحافلات حيث لا يتجاوز عددهم ستين حافلة نصفهم متعاقد مع احدى الجهات الرسمية أو الخاصة.
بدوره السيد محمد ، يعمل سائقاً لسيارة أجرة " تكسي سرفيس " و هو المصطلح الذي درج مؤخراً بسبب الازدحام الخانق و غلاء أجور السيارات الخاصة قال : إننا نقلّ عدة ركاب لنفس المنطقة كي نعمل بشكل متواصل و لا نضطر للوقوف بانتظار الراكب لمدة ساعات و لتخفيف الأجرة على المواطن إذ أن عدد الحافلات أصبح أقل من السابق و لا يغطي عدد الركاب و أغلب هذه الحافلات تعمل كعقود مع مؤسسات رسمية و غير رسمية لأن العقود أكثر ربحاً لها بفترة عمل أقل .
و كان لنا لقاء مع السائق أحمد على خط " دويلعة كراجات"و الذي تحدث عن مشكلتهم التي تدفع أغلب سائقي حافلات " الميكرو" للتعاقد مع المدارس و التي تكمن في صعوبة الحصول على المخصصات اليومية من مادة المازوت .
و قال : المخصصات متوفرة و تسد حاجتنا لكن يضيع من وقتنا يومياً ثلاث ساعات للحصول عليها أما سببهم الثاني الذي يدفعهم للتعاقد قال أحمد سابقاً كنا نعمل كمناوبات كنت أستطيع دفع أجرة العامل البديل عني أما الآن بسبب غلاء قطع السيارات و الصيانة فأنا أعمل لوحدي و لا استطيع العمل لفترة طويلة و هذا ما يجعلنا نفضل التعاقد لأنه أقل وقت بينما رحلتنا إلى الكراجات تأخذ وقت ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات ذهاباً و اياباً و قد نضطر لقطع نصف المسافة فقط بسبب الازدحام.
السائق صافي تلّي سائق حافلة للنقل الداخلي على خط باب توما جسر الرئيس قال : إن الأزمة بالنسبة لركابنا غير موجودة و ذلك لأن عدد الباصات المخصصة للمنطقة يزيد عن حاجة المواطنين و ذكر أنه غالباً الخطوط التي يغطيها النقل الداخلي لا تعاني هذه الأزمة لأن الحافلة تنقل عدداً كبيراً من الركاب بالإضافة إلى أن السائقين ملزمين بنقل الركاب بدوامين صباحي و مسائي دون انقطاع أما سائق الحافلة الخاصة يفضل العقود أكثرو يبقى الركاب منتظرين انتهاء وقت الذروة صباحاً و ظهراً أو يضطرون لاستقلال سيارة أجرة .
و للمواطن المنتظر فرصته في استقلال الحافلة بشكل يومي حكاية معاناة أخرى و بلقائنا للمواطن محمد قال : أنا كموظف أخرج من و إلى عملي في وقت الازدحام انتظر لفترة طويلة لاستقلال الحافلة و قد تمر أحياناً حافلة غير محملة بالركاب إلا أن السائق يرفض أن يقلنا لأسباب نجهلها و قال نحن كمواطنين صمدنا سنوات من الحرب و لم نغادر موطننا نستحق من الجهات المسؤولة تسهيل أمورنا و نطالب برفد كل المناطق بحافلات النقل الداخلي للحد من هذه الأزمة وخاصة أننا مقبلون على عام دراسي جديد بالنسبة للجامعات و إذا لم تحل الأزمة ستتفاقم و يزداد الأمر سوءاً.
المواطن أبو حسن كان له رأي مغاير حيث قال : إن الأزمة أخف من السابق بعد توفير حافلات النقل الداخلي و التي تقلّ عدداً كبيراً من المواطنين على عدة خطوط لتخفيف الضغط على هذه الخطوط .
مواطن من سكان ضاحية قدسيا حدثنا أيضاً عن تجربته اليومية إذ يستقل يومياً سيارة أجرة مشتركة مع بعض الركاب للعودة لمنزله و قال إن السبب هو قلة حافلات الميكرو التي أصبحت تؤمن لنفسها مورد شهري من خلال التعاقد مع المدارس بشكل لا يجعلهم مضطرين للعمل المتواصل على الخط و ذكر أنه منذ فترة تم تخديم منطقة ضاحية قدسيا بحافلتي نقل داخلي لكنهما توقفتا عن التخديم و عندما تحرينا عن السبب أجابونا بأن هذه الحافلات تعود من المنطقة فارغة غير محملة بالركاب و بالتالي نضطر لاستقلال سيارات الأجرة الخاصة التي تستغلنا و تتحكم بالأجرة أو الانتظار لفترة طويلة .
و أردف قائلاً : نتمنى توفير حافلات النقل الداخلي للمنطقة أو رفدها بالحافلات متوسطة الحجم التي تتسع لستة و ثلاثين راكباً و من جهة أخرى هي أكثر راحة و نظافة من سواها نأمل بدراسة هذا الموضوع سواء من قبل القطاع الخاص أو العام بشكل جدي.
يبدو أن أزمة المواصلات ليست فقط في منطقة دمشق و ريفها ، بل هي موجودة في عدد من المحافظات والمناطق ، حيث أكدت الطالبة ميس فخور من منطقة السلمية بريف حماة والتي تدرس في محافظة حماة ، ميس واحدة من الطالبات اللواتي تأخرن عن الامتحان و خسرن نجاحهن بسبب الازدحام ، أكدت أن عدد حافلات النقل من منطقة السلمية إلى حماة قليل جداً ولا يتناسب مع عدد الطلاب و غيرهم و قالت : نعاني أيضاً من استغلال السائقين إذ أنهم يتواجدون بالفعل على المواقف لكنهم يرفضون أن ينقلوا الركاب إلا بعد رفع الأجرة و طالبت بالنظر في موضوع الطلاب و تأمين مواصلات خاصة لهم .
2017-11-02 21:01:45 | أين مسؤولية الموظف ( المواطن ) بيننا ؟ |
لماذ يجب على دام برس وغيرها التدخل لدى المسؤولين المفروض فيهم القيام بأعمالهم بشرف وإخلاص وعلى أتم وجه ؟ rعشت في سبع دول طيلة 50 عاماً ولم أعرف سلوكاً كهذا في واحدٍ من البلدان !!! rأهو الكسل ؟ rأم في كل واحد فرعون صغير يجعله سيداً على الباقين بمجرد أن توكَل إليه وظيفة ؟ rشيء محزن والله rأرى على الفضائيات شكاوى المواطنين ساعات وساعات لكسر أسطل ماء في حارة من الحارات ويتم استحضار الموظفين والمسؤولين للتشاور معهم والالتزامهم بالقيام بالواجب والعودة بعد انتهاء المدة للتأكد من قيامهم بأعمالهم .... rفي زمن حرب يتوجب فيه على كل شريف مخلص للوطن ولوظيفته أن يقوم بأقصى ما يمكن القيام به بل والتضحية في سبيل ذلك ... من أجل الانصراف إلى الأهم في توعية المواطن وحماية الوطن .rفإلى متى يستمر هذا المرض في مجتماعتنا ؟ | |
د. محمد ياسين حمودة |